ليس بسفك الدماء وحده يمكن الحصول على السلطة

بادئ ذي بدء اترحم على ارواح شهدءنا الابرار الذين سقطوا في هذا الحرب اللعينة,التي اودت بحياة مواطييننا الكرماء, الذين لا نعلم عددهم حتى الان.واروم من الله ان يسكنهم في فسيح جناته,وعلى المجروحين عاجل الشفاء.وتبا على الذين تسببوا في موت عزل من الشعب الجنوبي,ليس المواطنيين فحسب ,بل حتى الذين حملوا البزز والشكة ضد الدولة, ماتوا دون ان يكون ثمة داع لهذا الحمام.وحقيقة يملاؤني حزن عميق وحسرة ملء الكون,وانا ارى بلادي ينزلق نحو الهاوية والشتات والفوضى بعينها ,وبئس المصير.وقد يتسال الذين لم يكونوا يتابعون الاوضاع داخل وطنا جنوب السودان ما هو السبب وراء هذا العراك وكيف ابتدا؟؟, ان السبب تعود الى الخلافات التي طفح على السطح في الفترة الاخيرة بين قيادات الحركة الشعبية الحاكمة في جنوب السودان فيما بينهم.اذ اختلف رئيس الجمهورية وريئس الحركة الشعبية الجنرال سلفا كير ميارديت حول بعض المواد في دستور الحركة, مع بعض قيادات الحركة لا سيما نائب رئيس الجمهورية السابق ,وفي نفس الوقت النائب الاول لرئيس الحزب, الدكتور رياك مشار تنيج .علاوة الى تجميد الامين العام السابق للحركة الشعبية السيد فاقان اموم اوكيج من مهامه,وبروز بوادر بفصله من الحزب.وبعد هذا التخالف كنا نامل من كل الاطراف ان يتم النقاش والحوار بالطرائق السلمية ,دون اللجؤ الى العنف والعدوان.ولكن لشديد الاسى لم يكن الطرف المعاكس للطرف الحكومي على هذا الظن.حيث تفجرت الاوضاع يوم 16 من ديسبر من العام 2013 في مدينة جوبا,وقام الافراد المواليين للدكتور رياك مشار بالهجوم على زملاءهم في الجيش الشعبي للتحرير السودان(الحرس الرئاسي),ثم انتقل الاوار الى حامية الجيش الشعبي في القيادة الجنوبية وكذلك بيلفام ثم بعد ذلك انتقل الفوضى في كل ارزان مدينة جوبا ومناطق اخرى مثل مدينة بور التي تقول الاخبار بسقوطها تحت سيطرة المتمردين بقيادة بيتر كيديت.ومن هنا نتسال هل العنف والانقلابات تمت بالديمقراطية بسبب؟؟ وهل الدكتور رياك بهذه الحركة المشؤمة اثبت ديمقراطيته ام العكس هو الصحيح؟؟ ان ما يدور في بلادي اليوم غير مقبول بكل المقاييس,لان من سيدفع الضريبة في هذه الكريهة هو شعبنا الغموس ,الذي لم يذق طعم الراحة والسكينة منذ الخليقة الا في فترات متقطعة.واذا قمنا بعملية حسابية نجد ان الفترة التي استراح فيها هذا الشعب المثابر هي فترة العشرة سنوات بعد اتفاقية اديس ابابا عام 1972 ثم تفجرت الحرب نزلة اخرى عام 1983.لم تتوقف الوغى في السودان الا بعد توقيع اتفاقية السلام الشامل عام 2005 بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني.واليوم ها هي الحرب قد تلوح مؤشراتها في الافق.فهل كتب لشعبنا العذاب؟؟.اني في هذه اللحظة الحزينة والحرجة والمفصلية لدولتنا, في ان يكون او لا يكون ,اناشد جميع الحادبين على مصلحة هذه الامة ان يبتعدوا عن اثارة النعرات القبلية بين هذه الامة المكلومة.وغدا فرض عين على كل وطني ان يعمل ما بوسعه لرتق النسيج الاجتماعي بين شعبنا المغوار.لان ما يدور الان من صراع هو صراع سياسي وليس لقبيلة ما اي دخل فيها.بمعنى اوضح بات من حكم المؤكد ان ثمة بعض من ضعاف النفوس والحاقديين لمصلحة هذه الامة, يقولون بان هذه الربيق هي حرب بين قبيلة الدينكا والنوير,وهو مان وكذب بواح.لا يوجد اي مشكلة من هذا النوع في هذا الصراع.والا فما كان دينق اللور وقير شوانق وهلم جرا, من اوائل المتهميين في هذا الانقلاب.ان هذا التخالف يجب ان تضع وتفسر في صياغه الصحيح ,والصياغ الحقيقي لا يعدو ان يكون صراع المصالح كما قلت في بعض من المقالات.وليس لشعبنا الباسل في هذا الصراع ناقة او جمل.ومن الجانب الاخر هل في اعتقاد الذين قاموا بهذه الفعلة الشناءة ان بسفك النجيع والمسكان يمكن ان تتمهد لهم الحيدب والطريق للاعتلاء على السلطة؟؟ ان هكذا التفكير لتفكير شيطاني ولا يليق بمن يعتقد بانه ناضل من اجل حرية شعبه.اذا كان الامر امر الشعب فان شعب جنوب السودان قد نال حريته عام 2011 وما تفعلونه اليوم تساهم في خلق عدم الاستقرار والارق لهذا الشعب النهد.ام ان القادة في بلادي لا يهمهم انسان جنوب السودان البسيط الذي انهكه الحرب وما ترتب من ذلك من معاناة ؟؟ان على الحكومة واجب حماية الشعب من هذه البربرية والوحشية التي تعانيها مواطنينا العزل في جوبا ومناطق اخرى في الجنوب العزيز.وفي نفس الوقت نرجو من الحكومة بذل ما في وسعها لاعادة الامور الى نصابها,وعليها اعمال الحجى والعقل في معالجة هذه المعضلة التي اوقعنا فيها اصحاب المصالح الضيقة.واضعين في الاعتبار ان الوطن فوق الكل وليس الكل فوق الوطن.والتاريخ لن يرحم الذين تسببوا في موت شعبنا, الذين تبقوا بعد هذا الحرب الطويل بين الهامش والمركز.وعلى الذين فضلوا لغة الحرب عوضا عن لغة الحوار والتحاور ان يدركوا ان ما اخترتموه من طريق ليس وسيلة مفضلة وغير مقبولة عالميا ومحليا.وثمة طرق اخرى كان من المفترض ان تستخدموها لكي تصلوا على السلطة وليس عبر جماجم الشعب.ان الديمقراطية من اركانها الركين الحصول على السلطة عبر اصوات الشعب وليس عبر اصوات البنادق.
وليرحم الله جنوب السودان:

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الله يستر على الجنوب وان شالله ماتبقى فيكم حكاية علمناكم الشحدة وسبقتونا على الابواب, واقصد التكالب على السلطة وعدم الاستقرار السياسى, الله يكضب الشينة..ز

  2. بيتر كير دينق

    نسال الله ان تطيب النفوس وتستقر الاوضاع في الجنوب ومقالك في قاية الحكمه في التعبير عما تتمناه ونتمناه لكم من استقرار وحياه سعيده واتمني ان ينشر مثل هذا المقال بين اهالي الجنوب عسكريين ومدنيين حتي تهدا النفوس فكل من عاشر اهلنا في الجنوب الحبيب لا يتمني لهم الا الخير فنحن اسره واحده وابدا لم يكن الجنوب منفصل عن الشمال انما هو انتقال فالاسره تكن كبيره وينتقل كل فرد فيها للعيش بمفرده وتبقي صلات الدم والاخوه الصادقه والروابط الوجدانيه قائمه ودعواتنا لكم جهرا وسرا واسعدني كثيرا مقالك بما فيه من حكمه بضبط النفس ومصلحة اهلنا المواطنين في الجنوب الحبيب

  3. thank you a lot my dear friend Babiker for your good willing to our nation, and what you said is correct we are still one people ,although we are in different countries, anyway God blessed you

  4. أخى العزيز بيتر , نعم انا اهتم بجنوب السودان ومايحدث فيه ومايحدث له, فقد عشت فيه اجمل سنين طفولتى, وغادرته وانا اتكلم الباريا والمورو والللاتوكا والتبوساوالدينكا والنوير وعربى جوبا, وتجمعنى بأهله صداقات من اجمل ما أملك فى هذه الدنيا الفانية, ولم يكن محض صدفة ان يكون موضوع بحث تخرجى فى جامعة الخرطوم عن الجنوب, ولم يكن محض صدفة ان يكون مشرف البحث استاذ جنوبى من الاستوائية, مايجمعنى بالجنوب أقوى بأسا وأشد وثاقا من أن يضعفه الاستقلال السياسى ولا الانفصال الجغرافى, فالوطن فى القلب أحمله معى اينما كنت, وسيبقى الجنوب فى وجدانى ما دمت حية, لا اقول هذا من منطلق العاطفة بسبب الانفصال ولكنها قناعة راسخة يحكمها العقل ويرعاها القلب والوجدان…فالحدود السياسية لن تقف سدا امام سيل المشاعر الصادقة, والحب لايحتاج لتأشيرة دخول الى الجنوب…اللهم أحمى الجنوب من أمراض الشمال…اللهم رسخ دعائم الديموقراطية والنماء والتقدم فى الجنوب ليكون مفخرة أفريقيا…

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..