حسين خوجلى وحاضنة امل

برنامج عبد الباقى الظافر الذى اوقفته سلطات الامن والذى انجب ايقافه (مع حسين خوجلى ) كانت كل جريرته هى استضافت ( الاصلاحى الان ) والوالغ فى ( التخريب ) سابقا غازى صلاح الدين . من رحم الفراغ البرامجى الذى خلفه غياب الظافر ولد ( مع حسين خوجلى ) خديجا لم يستوفى شروط نضوج البرامج . فهو كما قلنا فى مقال سابق عبارة عن ( عرضة خارج الزفة ) لرجل واحد يستأثر بكامل دقائق البرنامج حديثا وظهورا على الشاشة . فيه محاولات من ( مع هيكل ) ومن ( قلم رصاص ) مع حمدى قنديل .البرنامج خلافا للدور المرسوم له والمنفذ بدقة عالية لا ينتمى لاى قالب من قوالب البرامج المعروفة فى المجال . لا هو حوارى ولا تفاعلى ولا اخبارى ( اخبار الصحف به لا تتجاوز 15% من زمنه ) . احيانا يأتيك ترفيهيا بالمعنى الحرفى للترفيه فيزدحم بالنكات والطرائف المنسوبة لمعلومين ولمجهولين فى اغلب الاحيان . واحيانا كثيرة يستعرض فيه صاحبه مهاراته ومعرفته بالتراث ووغله فى المحليات فيتحفنا ب ( القروانة ) و( الضانقيل )
طبيعة البرنامج one man show دون ضيوف او مداخلات عبر الهاتف يبدو انها قد انهكت واستنفزت مخزون حسين فاصبحت القصص معادة ومكررة لاكثر من مرة احيانا منسوبة اليه واحيانا الى اخرين . ادهشنى حديثه بالامس عن تجربة الاعلامى جمال الدين عثمان مع شركة سونى لان نفس القصة وبنفس التوصيف ( شركة سونى مش اغنى من السودان وبس دى اغنى من افريقيا ) قد حدثت معه بجدة حينما كان يباشر شراء معدات قناته من جدة . فالقصة هى القصة حول سونى مرة مركبة على حسين ومرة على جمال الدين عثمان الذى اشبعه غزلا فى حلقة الامس . فهل حسين وفى اطار سياسة التسطيح والتجهيل وتغبيش الوعى يكذب على الناس ام ان القصص قد اخذت بتلابيب بعضها البعض لتعبئة 60 دقيقة من التسويق للبشير وللترابى ولجولة اخرى للاسلام السياسى وصناعة جبهة اسلامية جديدة . الم يتباهى حسين فى واحدة من الحلقات بانه احد الذين صنعوا الجبهة القومية الاسلامية ودمروا الديمقراطية ؟؟؟!!!!
لفتت انتباهى قصة اخرى عن الخليفة عبد الله وكيف انه ورغم الحمى قد صلى بالجماعة ( ركعتى الفجر ) بسورة البقرة وركعتا الفجر يا حسين من السنة المؤكدة ولا تصلى فى جماعة ولا جهرا؟؟؟ والامثلة كثيرة ساوردها فى مقال منفصل حول خطورة حلقات حسين الجريئة والشجاعة والمنحازة للناس ادعاء والراعى والمعلن الرئيسى هو ( بنك ام درمان الوطنى )..بربكم اذا لم يكن البرنامج من ضمن حملات المؤتمر الوطنى للتجهيل والتسطيح والهاء الناس هل سيقوم بنك ام درمان بالاعلان من خلاله .
فيا حسين ما زالت فينا بقايا من عقل اعتقدت الانقاذ انها دمرته بالتشريد والجوع والنقص فى الثمرات والانفس والاموالش لنفهم بان من يعلن عن نفسه خلال برنامج ما يقوم بطريقة مباشرة جدا بدعم البرنامج . فهل يستقيم عقلا ان يقوم ( بنك ام درمان الوطنى ) وهو ( سيد فساد المصارف ) بالاعلان خلال برنامج يفضحه وهل تقوم هيئة حكومية ( كالتامين الصحى بولاية الخرطوم) بدعم برنامج لكشف الفساد وهذه الهيئة تحديدا قد سار بقصص فسادها الركبان .
ما دفعنى لكتابة هذا المقال ليس ما ذكرته بل ما يقوم به حسين خوجلى حاليا من حملات للخير والاحسان متمثلة فى مشروع ( حاضنة امل ). وهو مشروع الهدف منه اولا مساعدة الجهات الرسمية فى الولوغ اكثر فى الفساد واكل اموال الناس . الحكومة التى لم تترك مناسبة للجباية والسلب فى حاجة لمبلغ 120 الف دولار لتقديم خدمة لدافعى الضرائب والجمارك وايصالات المرور ورسوم المدراس ودمغات الجريح والشهيد وحتى مساهمة ( القناة القومية ) وهذه تحتاج لواوات الفاتح جبرة لانها استمرت لعشرات السنين . دولة وزير صحتها يمتلك لوحده اربعة مستشفيات خاصة تحتاج الى ( نفير شعبى ) لشراء اجهزة هى من اهم ما يجب ان يكون موجودا فى المستشفيات ؟؟؟
الاهم من كل ذلك هى الفوضى التى انتشرت فى معظم فضائياتنا والمتعلقة بجمع الاموال لاعمال البر والاحسان وما قام به حسين هو محاولة للحاق بركب من سبقوه فى هذه البدعة .
ان الفساد الذى استوطن فى كل مرافق الحياة عندنا جعل من نفسه دولة داخل الدولة له قوانينه واحكامه الخاصة به . لم يسلم مرفق واحد فى هذه الدولة من هذا الفساد الذى لم يبقى ولم يذر.
اى دولة تحترم نفسها ومواطنيها لها من القوانين والقواعد ما ينظم عمليات جمع الاموال والتبرعات باشكالها المختلفة ( معارض خيرية حفلات خيرية ايصالات مالية خيرية , صناديق تبرعات ….الخ ) واخطرها ما يقوم به حسين الان ( جمع الاموال عن طريق حسابات بنكية ) وان دل على شيئ فانه يدل على ان هذه الدولة قد ( فلتت ) وذلك لانه ومن المفروض ان تتداخل سلطات جهات رسمية عديدة لتنظيم هذه العملية ( وزارة الداخلية , الرعاية الاجتماعية وحتى وزارة الاعلام التى يعمل تحت اشرافها حسين خوجلى )
اعرف ان بعض الدول تمنع الجمعيات الخيرية والانسانية ( وحسين خوجلى لا هذه ولا تلك ) من جمع الاموال دون الحصول على ترخيص بذلك تلتزم فيه الجهة الجامعة للاموال بالكثير من الشروط ( الهدف , المدة , تكوين لجنة اشرافية , تكوين لجنة للمراجعة ,….. الخ ) والاهم من كل ذلك فى حالة ما يقوم به حسين وغيره هو موافقة البنوك على فتح الحسابات طبقا لقوانين ولوائح معينة تحكم مثل هذه الاعمال .
مشروع ( حاضنة امل ) جاء تفاعلا مع مقال صحفى تعرض له حسين خوجلى خلال احدى حلقات البرنامج حيث تقطب جبينه بعدها وانفعل معددا لخيبات الحكومة ومبشرا ( بالفعالين لا القوالين ) مبتدرا التبرع باسمه واسم موظفى قناة ام درمان ومباشرة اندفع الشريط الاعلانى حاملا ارقام الحسابات ( بالعملة المحلية وبالاجنبية ) مما يعنى ان اصل الحكاية لم يكن المقال الصحفى .لم يحتاج حسين لتصديق ولا موافقة ولا حتى اتفاق مع البنوك لفتح حسابات جديدة ولا حتى موافقة من احمد بلال عثمان كمسؤول عن الاعلام والقنوات بما فى ذلك ( قناة قلبك ) .
المقال ليس تشكيكا فى نوايا حسين خوجلى فيجوز جدا ان نظلم الرجل ان كان هدفنا من ذلك كذلك بقدر ما هو دعوة للالتزام بالضوابط والقوانين وامنيات بدولة كاملة الاوصاف يحكمها القانون ويكون الجميع سواسية تحت سيادته درا للمفاسد والشبهات .
والله يا استاذ بدر الدين حيرتونا .. و ما عرفنا نصدق منو في هذه البقعة من العالم المكنية ب (السودان) .. يا ربى تكون القيامة خلاس قربت تقوم ..؟؟ أنا أظن .. و أعتقد .. و أجزم .. بأنها قامت خلاس ..!! و هل من بعد كل الذى نراه و نسمعه .. و من بعد خمسون عاما منذ خروج مستر جون الذى أورثنا بلدا نظيفا لامعا ,, و لم نستطع الحفاظ عليه .. هل من بعد كل ذلك مناص من أن نؤمن بأنها ……. القيااااااامة ..؟؟!!!!!!!!!!!!
بعد كل الهرج و المرج الدائر حول المدعو حسين خوجلي قررت أن أشاهد أو كان يمكن أن أكتفي بالسمع لأن ليس هنالك ما يستحق المشاهدة اللهم ماعدا غرابة شكل مقدم البرنامج ذو الراس الضخمة والذي لف حوله مايعدل عدة أمتار من القماش الأبيض مما زاده ضخامة و غرابة
وقع أختياري على الحلقة المبثوثة بتاريخ 15 ديسمبر التي يمكن مشاهدتها على الوصلة أدناه
http://www.youtube.com/watch?v=avL6qp99Kk8&list=PL819FD40D5F0C6F39&index=33
و قد خرجت بالأتي بعد مشاهدة اللعشر دقائق الأولى
-قال أن المصريين الذين حكموا السودان قد قالوا (غريبه أن شتاء السودان من أجمل شتاءت العالم) و هذا كلام (هوا) و غير ذو معنى فلو قال المصريون غريبة أن شتاء السودان جميل؛ فهذا يعني و احد من شييئن أما أنهم لا يفهموا خطوط العرض و المناخ أ أنهم أستغربوا أن في السودان شيئ جميل. و أنا أشك في أن كل هذا الحديث الصادر من أخونا حسين بغير أية مصداقية أو فائدة.
-ذكر أن المصريون و الخواجات كانا يحبذوا الأستحمام في النيل في فصل الشتاء و بما أنني ود خرطوم فأنا كنت أري الخواجات صيفا و شتاء يستمتعون بالنيل بالتواجد بالقرب منه و لم أراهم يستحمون فيه الا نادرا أما فيما يخص المصربون فكنا نرى بعضهم على النيل من غير سباحة أو أستحمام و هم كما نعرف عنهم ليسوا من عشاق الأستحمام في النيل أو البيت.
– قال السودانيون محشورون من الشتاء داخل بيوتهم!! فهل فات عليه أن جل السودانيين حالهم يغني عن سؤالهم وأن الأستمتاع بالنيل لهو آخر ما يفكرون به خاصة وأن معظمهم ليس لديه الطاقة الجسمانية؟ و هل يمكن لشخص بمواصفات جسم الحسين أن يخلع جابابه من غير أن يثير القرف؟
_ قال الحسين دوعينا للقصر ثم أضاف لاحقا وكان هناك روساء تحرير الصحف. و كان الأجدر أن يقول دعيت للقصر ثم تفاجأت بوجود رؤساء التجرير أو أن يقول دعيت مع رؤساء تحرير الصحف عديل من الأول فباله من تركيب غريب للكلام و لف و دواران و كلام( هوا)
_ بعدين دلف الحسين لألقاء قصيدة من غير مقدمات و كان يمكن أن يقول ماتعنيه القصيدة طالما أنه يريد أن يتحدث عن مشاكل السودان العويصة.
_ ثم تحدث عن متسلق جبال الهملايا الذي ظنه ملوني وأنا مستغرب من كلمة (أظن) التي يكثر السودانيين من أستخدامها و هي تعني شيئ واحد و هو عدم التاكد و (أظن) أنه أعني الحسين مقدم برنامج يريد أن يجعله منبرا لبحث السياسة و الأقتصاد و الأجتماع ليس بمقدوره أن ياتي بمعلومة بسيطة مثل المدعو ملوني و يريدتا أن نصدق بأنه قد اوتي الحكمة
_قال الحسين تشبها بملوني نحن نريد أن نتسلق السودان و (أظنه) يقصد تسلق مشاكل السودان ما هذه الركاكة و عدم الألمام بالغة التي هي لغة أمك و التي لا تعرف غيرها و أنت رجل الأعلام.
– قال في القصر تحدث الجميع تم عاد و قال تحدث البعض!!! ثم أردف و قال عرفت أنهم سوف يطلبون مني أن أتحدث و (أظنه) يقصد شعرت أو أحسيت!!!
_ثم ذكر عبد الله الطيب بعد أن عاد للشعر مرة أخري في هذه العشرة دقائق وقال أن البروفسير عبد الله الطيب قد ذكر بأنه قد أعجب ببيت شعر قيل بواسطة ألباني يكتب بالفرنسية !!! و هذه أول مرة أعرف أن البروفسير يفهم الشعر الفرنسي لكن الأعجب أن ما قرأه الحسين من أشعار الألباني كان أكثر من بيت واحد!!!
هذه هي أول عشرة دقائق لكن الأعجب هو كيف يثير هذا الحسين كل هذه الضجة وسط المتعلمين و المثقفين عجبي!!
والله كلامك صاح مائة بالمائة… لا، هذه النواقص مسؤولة منها وزارة الصحة وليس الشعب السوداني . حتى لا تعتمد الحكومة على الشعب السوداني وبالجانب الآخر القروش ماشة في الفاض . لذلك كان الأجدر بحسين خوجلي أن يبعث برسالة لوزارة الصحة لتوفير هذه النواقص في المستشفيات من أموال الشعب الضرائب والعوائد وغيرها من الجبايات .,……