ليس رداً عَلى : دندرا علي دندرا ولكنها الحقيقة المُرة

ليس رداً عَلى : دندرا علي دندرا ولكنها الحقيقة المُرة د. عبد المنعم أحمد محمد

تعقيبلا على تعقيب حول مقالي أحداث جنوب السودان …التاريخ المحكي والواقع المبكي

لست معتادا أن أرد على كل من يتصدى لكتاباتي على قلتها ، لأني أربأ بنفسي ووقتي أن أهدره فيما لا فائده فيه ، إلا أولئك الذين أرى في كتاباتهم شيء من الموضوعية ونفعا عاما ، وقد كدتُ أن أضرب صفحاً عما كتبه الأخ دندرا علي دندرا ردا على موضوعي {أحداث جنوب السودان …التاريخ المحكي والواقع المبكي } لولا بعض ما رأيته من لَيِ ٍ للحقائق ومحاولة للقفذ فوق الواقع ، وقراءة الأحداث بالمقلوب . خاصة وقد جاء تعقيبه في غير الصحيفة التي تم فيها النشر وقد أشار بنفسه لذلك فما علينا أن ننشر ردنا عليه حيث وجده وحيث يمكن أن يجده من يريد الحقيقة .

وأقول بادئ ذي بدء أنني لستُ من علماء أهل الشمال كما أوحيت في مقالك ولو أن أمنيتي أن أكون منهم . وكما لا أعتبر نفسي من النخبة التي أدمنت الفشل كما تقول وتصف ، وقد نتفق أو نختلف حولها ولكن ماذا تسمي هؤلاء الذين يديرون آلة الموت الآن في بلدك ، ومنهم بل أكثرهم دكاترة نالوا شهاداتهم من أوربا ؟ هل هي مجرد كبوة قتلت المئات أم بداية إدمان الفشل أم ماذا ؟ لكن دعنا من هذه الأوصاف البراقة التي زينتَ بها موضوعك ولندلف معا لصلب موضوعك .

وللحقيقة أقول أني ممرتُ علي كتابات لك من قبل تطرب فيها فرحا لما كنت تتصور أن الشماليين قد حرموك منه ، من فاره المكاتب و السيارات والحمامات الداخلية ! وتتباهى بأن كل ذلك قد نلته بسبب الأنفصال والدولة الجديدة . وأقول لك هل هذه هي كل آمالك وأحلامك يوم أن خرجتَ (مناضلا ) ؟ وهل هذا هو السودان الجديد الذي ناضلتم من اجله ؟ إذا كان ذلك كذلك فلا عجب أن ينقلب الحال إلى ما آل أليه .

تكتب وتسألني ما الذي يربط بين الشماليين والجنوبيين ؟ وأقول كأنك لم تقرأ كلامي أوأنك قرأته ولم تتريث لتفهمه ولهذا نوهت في مقالي ذاك أن حكمة آباء الجيل الحالي من الجنوبيين لم يرثها أبناؤهم ، وظاهر كلامك لم ينف ما قرره آباؤكم من حتمية ضم الجنوب للشمال وقد كانت الخيارات كلها أمامهم ، واسأل نفسك : لِمَ لَمْ يختار آباؤك الاستقلال الذي اخترتموه أنتم ؟

وتقول إن الشماليين هم الذين علموكم القبلية ! ولنا أن نضع ألف علامة تعجب هنا ، أن لم يكن هذا هو التجني بذاته فما هو إلا الجحود وقول لا يسنده منطق ولا دليل وهو ليس بعذر لكم حتى تلقوا بفشلكم على الآخر . وإلا فما وجدتَ في كل ما فعله الشمال للجنوب إلا هذا ؟ على الأقل تعلمتَ هذه اللغة التي تكتب بها في مدارس الشمال الذي آواكم من حرب أنتم الذين أشعلتموها والآن يفتح لكم صدره ليأوي الفارين من جحيم جديد أنتم أيضا من أشعل فتيله .

وأذا كنا سنقرأ التاريخ كما قرأته أنت فستجد من يقول لك أنكم أنتم الذين علمتم الشماليين ثقافة الحوار بالبندقية والتمرد باسم التهميش والاقصاء . لقد بدأتم التمرد قبل أن يستقر السودان مستقلا وقتلتم التجار الشماليين العزل وقد امنونكم حياتهم وامتزجوا بكم ، وتركتم نساءهم لأنهن منكم .فكيف هي العنصرية أن لم تكن هذه ؟

ظللتم لأكثر من خمسين سنة تستنزفون السودان ولم ترضوا بكل الحكومات التي تعاقبت على حكم البلد وخزلتم الانتفاضة في أبريل ودعاها كبيركم (مايو الثانية ) ولو جلستم وتوافقتكم مع زعماء الانتفاضة لتغير وجه السودان .

ولعلك تدرى وتعلم علم اليقين كيف قدم الشمال للجميع درسا في التسامح حين احتضن الحركة الشعبية واستقبل زعيمها استقبال الأبطال غافرا كل ما جرى ، وقد غيرت هذه المعاملة تفكير الكثيرين حتى قائدكم فأصبح ينادي بالوحدة وآمن بها مما بوأه مكانة عالية في قلوب الناس . وهذا ما أدى للمتآمرين ودعاة الانفصال للتخلص منه .

ولنقرأ تاريخ الغدر بزملاء السلاح في الجيش السوداني الموحد وكيف يصبح الجنوبي ضابطا في ذلك الجيش ويمسي متمردا يقتل زملاءه الذين أكل معهم الملح والملاح دون أن يرف له جفن .

وما لنا نذهب بعيدا ويوم الخرطوم الدامي ليس بالتاريخ البعيد يوم أن قتل قائدكم التاريخي ، فمن غدر بالأطفال والنساء والرجال العزل ؟ والكل يعلم أن كل الشمال لم يكن على علم حتى بسفره .

نحن في الشمال وأنت تعرف هذا تماما كما تعرف راحة يدك لا يدانيهم في العزة والشرف والأمانة لا العرب الذين تجري فينا دماؤهم ولا الأفارقة الذين هم جدود لنا كما هم جدود لكم ، تلك المزية {العربية الزنجية} التي جعلت حتي المستعمر يفضلنا على الآخرين بضمكم إخوة لنا ما لكم وعلينا ما عليكم ، تلك العروة التي أبيتم إلا انفصامها .

أخي الكريم لا تستنطق التاريخ ( ودع الطابق مستور) فبضاعتك فيه خاسرة ودعنا في الواقع المبكي الذي تريد أن تهرب منه وأنا مثلك أتمني أن لا تطول شدتكم وأن تزول بأسرع ما يكون لكن ليس بالأماني وحدها تتحقق الأهداف ، وقد دعوت كما دعوت أنت أن يلجأ الفرقاء للحوار بدل السلاح ولكن تلهفك للنيل من كل ما هو شمالي أعماك عن قراءة ما تمنيته لكم من خير فأين الشماتة في هذا وكيف الشماتة ؟ وفي من ؟ ذياك قولك ليا بلسانك أربا بنفسي أن أن أكون كما قلت فلي بينكم إخوة وأصدقاء وزملاء دراسة لازال حبل الود بيننا متصلا وأن تباعدت الديار وتطاولت الأزمان.

الواقع الذي يجب أن تكتب عنه وتحاول أن تقفذ فوقه هو إدانة لمن منى الناس الأماني وحلق بهم في أجواء الأحلام بأجنحة من ورق وهو الواقع المزري الذي يعيشه ابن الجنوب والذي لم يتغير بل زاد سوءا على يدكم وتحت سلطتكم فما وجد ابن الجنوب منكم الاسقلال إلا أن ركبتم فاره السيارات ونعمتم بالبيوت الفاخره والمال السائب من عرق الغلابة ، فأين مشاريع التنمية وأين المدارس والمستشفيات بل أين الأمن والاستقرار في سودانكم الجديد ؟ دع عنك التبريرات وقل كلمتك بشجاعة هل تحقق شيئ من ذلك ؟ ذلك مربط الفرس والذي ينفع الناس وما عداه لا يعدو كونة زبدا يذهب جفاءا.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. انا ايضا قرات مقالكم ومقال دندرا واقول انك على حق في كلامك فهم اختاروا الانفصال ولم يتحملوا المسئولية والخوف ان برموا بلاويهم علينا البلد ما ناقصة

  2. الاخ د عبدالمنعم يا اخي هؤلاء قوم لا امان لهم ولا يعرفون المعروف ما قدمه الشمال للجنوب لا ينكره حتي المكابرين ” ولكن هم قوم بلا احساس وقلوبهم مليئة حقدا ولا ندري ما السبب ؟ يتعلمون ها هنا ويكسرون الاناء الذي يشربون منه ” من الذي بدا الحرب والقتل والغدر ” 1955 حتي قبل ان ينال البلد استقلاله ؟ هل الذي يجري في الجنوب سببه الشمال ” من اين اتي بهذه المعلومات المغلوطة اصلا ” هم انفصلو بارادتهم فخيرا لهم العمل لرفعة بلدهم بدلا عن المناكفة وتضييع الزمن الذي لن يعوض ”
    لهم دارهم ولنا دارنا ليهنوؤا بها ان استطاعوا

  3. ألم تكن دولة واحدة مّن.. قدم لِمن..؟؟؟.. وما تبقى في الطريق ليتبعثر أيدي سبأ ونكر سبحة الإدعاء.. أنتم السبب ونحن أولاد الحسب… ليصبح بعضهم علي بعض يتلاومون..

    ***أها دة كلام بكري حسن صالح نائب السفاح البشير…قال نحن عارفين في مخطط لتقسيم السودان.. الي خمسة دول ودارفور في الطريق…” يعني في جهة خارجية هي البتخطط” دة كلام المظلي ركن (بكري
    _________________________

    سعد علي

    عقب ما نشرته يوم أمس عن وفد البشير .. توجه ظهر اليوم عدد من الأصدقاء الى المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة وعقب الصلاة خرجوا عبر باب الملك فهد بن عبدالعزيز فوجدوا وزير شؤون الرئاسة ونائب الامين العام للحركة الاسلامية (بكري حسن صالح) في الشارع جوار مطعم كنتاكي مرتديا جلابية وعمامه مكرفسه ومعه أحد المرافقين السودانيين دون حراسة أو مرافقه من الجانب السعودي! توجهوا اليه مباشرة وقالوا له تقتلوا في الناس وبلا خجله جايين تزوروا النبي؟!! قايلين روحكم بتغشو ربنا؟؟!! دم الشهداء في رقبتكم يا مجرمين يا قتله..

    وبدأ عدد من المارة السودانيين يتجمهرون حولهم فأمسك بكري بيد صديقي وزميل دراستي الاستاذ حسن خبير وقال له انت من وين في البلد؟! فرد حسن: ما ضروري من وين، المهم اني سوداني.. فقال له بكري: انت شكلك من الشمالية.. والله كان ما نحن حاكمين، البلد دي تخش في فوضى ويجوك في بيتك جوه ما تقدر تسوي حاجه! البلد دي زول بيقدر عليها غيرنا مافي..!

    فقال له حسن انتو دمرتو البلد خربتم اقتصادها ومؤسساتها وشردتم شعبها وجوعتوه وأفقرتوه وقتلتوه وتسببتم في انفصال الجنوب وهسه دارفور لو استمريتم في الحكم ستنفصل.. فرد عليه بكل برود دارفور دي مصيرها تنفصل أي حاجة سويناها ليها وبرضو ما عاجبهم أديناهم وزارات ومناصب وقروش وبدون فائده.. الناس ديل عندهم أحقاد.! وبعدين لعلمك ما دارفور براها الحتنفصل! البلد دي حتتقسم لخمسة دول عديل!!! ده مخطط كبير موضوع وجاااهز ونحن عارفينو!

    فقال له حسن طيب وقت عارفين في مخطط زي ده وانتو ما قادرين على البلد دي سيبو الحكم وأمشو..! فقال له: ناس الاحزاب ناديناهم الصادق والميرغني وقلنا ليهم تعالوا شيلو معانا الشيله ونعمل حكومة وحده لكنهم رفضوا..! فقال له حسن انتو العايزينو انو الاحزاب تجي تشارككم في جرائمكم! ثورة الشباب جاياكم جاياكم.. وحينها ماج الجمع وتعالت اصوات الانتقادات واللعن له وللبشير ونظامه وبدأ يتلعثم ويقطع ويتمتم ويهمهم فقام مرافقه باخراجه بسرعة من بينهم وهو يردد معليش يا اخوانا الراجل ده تعبان ومرهق وريقو ناشف وما قادر يقيف عشان يتناقش معاكم! فغادرا ومن خلفهما السودانيون يدعون عليه الله ينتقم منكم بحق كل قطرة دم سودانية سفكتموها..
    **

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..