الخلافات الفنية.. الأزمة والمخرج.. سعد الدين والكتيابي يتأسفان.. وايهاب يدافع..!

تظل العلاقة بين ثلاثية الكلمة واللحن والأداء مبنية على تواصل الابداع بين الشاعر والملحن والمغني، وبعد تفعيل قانون الملكية الفكرية صعدت إلى السطح قضايا كثيرة حول حق الأداء العلني والحقوق، تأثرت بها بعض الثنائيات الفنية بسبب الاشكالات المادية.
قناة النيل الأزرق سعياً وراء ايجاد مخرج للأزمة حاولت ايجاد بعض الحلول، عبر ندوة فنية خلال سهرة «سهران يا نيل» التي استضافت الشعراء سعد الدين ابراهيم وعبد القادر الكتيابي وايهاب الأمين، اضافة للفنان أحمد الصادق.
…..
جدلية العلاقة الثلاثية دافع عنها سعد الدين ابراهيم بأنها فوق الماديات، مقدماً عدداً من الأمثلة لتعاملاته مع الفنانين والملحنين، وأكد ان قانون الملكية الفكرية الذي بدأ يتأطر صاحبته عدة تجاوزات، مشيراً إلى أن العلاقة أكبر وأسمى من المادة التي تأثرت بسببها بعض العلاقات الفنية.
وقال سعد الدين ان مطالبة الشعراء بأرقام مالية كبيرة فيه اجحاف وظلم للفنانين، وأشار إلى أنه يتقاضى ألف وخمسمائة جنيه من التلفزيون على الأغنية، وخمسمائة من الاذاعة، فكيف يطلب البعض من الفنانين أرقاماً فلكية؟!.
وقال الأستاذ عبد القادر الكتيابي في مداخلته: من تجربتي الشخصية لا أستطيع أن أفيد في هذا الموضوع، ولكن من خلال متابعتي فأجد ان الظاهرة ليست عامة، بل منحصرة في شعراء معينين، وأسر فنانين راحلين، وليست عامة في الوسط الابداعي، ونوّه ان الحل يكمن في فكرة الادارة الجماعية.
وذكر الكتيابي أن أول مشكلة فنية من هذا النوع كانت بين الفنان الراحل مصطفى سيد أحمد والشاعر محمود حسين خضر، وذلك بعد ظهور الكاسيت وبذلك يتضح جلياً ان سبب الأزمة هو فهم التكسب لدى من يحترفون الشعر الغنائي كصنعة.
وأوضح الكتيابي ان بعض الشعراء يطالبون بمبالغ كبيرة، ورمى باللائمة على الظروف الاقتصادية في أن الشعراء أصبحوا يقدمون اشعارهم حسب حاجة السوق، وغاب الصدق عن الشعر وظهرت نصوص ضعيفة سميت مجازاً بالغناء الهابط، لكن الكتيابي عاد وقال: لكل جيل حساسيته نحو الجمال، وهذا أمر مسلم به، لكن هناك مقياساً وسطاً للوجدان الجمعي للأمة، نأمل من خلاله أن نحقق هوية الفن السوداني.
من جهته دافع الشاعر ايهاب الأمين عن القانون، وقال ان القضية ليست تكسب، ولكنها مسألة حقوق، واستطرد ايهاب: الفنان يتكسب من القصيدة فلم لا يستفيد الشاعر..؟
وقال ان القانون يحفظ للفنان حقه قبل الشاعر، وذلك بموجب العقد الموقع بينهما الذي يتيح للفنان التغني بالأغنية التي اتفق عليها مع الشاعر، دون أن يتعرض لمساءلة من أحد..
وحول مسؤولية الفنان عن الغناء الهابط، قال الفنان أحمد الصادق (ان الغناء الهابط مسؤولية تقع على الفنان لانه هو الذي يختار نوع الشعر الذي يؤديه، لذا فالمسؤولية تطاله قبل الشاعر)، لكنه استدرك قائلاً: (هناك نصوص شعرية خفيفة لكنها تخدم أهداف المجتمع فلا يمكن أن نقول عليها هابطة، لكن أيضاً ربما نجد كلمات خادشة للحياء العام).
من ناحيته قال سعد الدين ابراهيم ان هناك تجربة لمركز سالمة انتاج غناء الأولاد، وقدم نماذجاً مثل «قنبلة، ومهند ونور، وراكب الروزا» وذكر سعد الدين ان الفكرة أعجبته، إذ رأى فيها مناهضة لغناء البنات الذي درج بعض الفنانين على ترديده، وأضاف سعد الدين: هذا النوع من الغناء لا يشترط فيه وجود لحن أصيل مشيراً لأغنية المرحوم الفاضل سعيد «ابوي يا يابا ما تقول ليهو لا».. التي تغنى بها الراحل محمد أحمد عوض.
وفي ختام حديثه أشار سعد الدين إلى أصحاب شركات الانتاج الفني أصبحوا يحددون شكل ونوع القصيدة المطلوبة ليؤديها الفنان.

الرأي العام

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..