سلام على روح المناضلة الشجاعة رائدة العلم والثقافة سعاد ابراهيم أحمد

رحلت يوم التاسع والعشرون من شهر ديسمبر 2013 إلى دنيا الخلود مع الشهداء والصديقين المناضلة الشجاعة سعاد ابراهيم أحمد التي عرفتها ساحات ومنابر النضال ضد الدكتاتورية والقوى الظلامية التي انتهكت حرية وكرامة الشعب وفرطت في وحدة البلاد وجعلت منها ساحة للحرب. دمرت الزرع والضرع هجر اهلها وشردوا في الداخل والخارج. ظلت المناضلة سعاد ثابتة على مبادئها وقيمها رغم كل المنعطفات الخطيرة التي مرت بها الحركة السياسية والحزب الشيوعي. ظلت صامدة وصابرة قوية الشكيمة لا تلين لها قناة مدافعة عن القضية النبيلة التي نذرت حياتها لها الا وهي قضية الاشتراكية التي اصبحت في عالم اليوم الردئ حلماً يراود الملايين من المعذبين في الارض.
ان رحيل المناضلة سعاد ابراهيم أحمد يشكل خسارة فادحة للشعب السوداني في مجال السياسة والخسارة اكثر فداحة في مجال العلم والمعرفة.. قليلون هم في محيط الجامعات والمؤسسات العلمية من يجهل اسم الاستاذة سعاد ابراهيم مديرة معهد الدرااسات الاضافية بجامعة الخرطوم حيث يوجه العلم لكسب المعرفة التي تسهم في حل قضايا المجتمع وتطويره. في هذا المجال كنت من بين المحظوظين الذين ساهموا بتقديم عدد قليل من المحاضرات لمجموعة من الاعلاميين في وزارة الثقافة والاعلام بمعهد الدراسات الاضافية تعرفت عليها عن قرب عبر زميلي و صديقي الدكتور محمد سليمان محمد وصديقي الراحل الاستاذ محمد سعيد القدال الذين كانت تربطهم علاقة قوية بالراحلة سعاد الى جانب العلاقة الاجتماعية كان ثلاثتهم مسئولون في مكتب الجامعات التابع للجنة المركزية للحزب الشيوعي وكان من بين مهام المكتب توجيه الخريجين من اعضاء الحزب للعمل في الجامعات والمعاهد وكان من نصيبي الذهاب الى معهد المعلمين العالي حيث كان يعمل دكتور محمد سليمان ودكتور محمد سعيد القدال.
لم يختصر عمل ونشاط سعاد على التخطيط وادارة شئون التدريس في المعهد بل امتد نشاطها الى مجال الطباعة والنشر كآليه لتوسيع دائرة نشر العلم والمعرفة. في هذا المجال لا يفوتني ان اذكر الدور المقدر الذي لعبه المهندس المتخصص في مجال الطباعة رفيقنا المناضل الجسور عباس السباعي.
فيما يتعلق بحياتها العملية كمديرة لمعهد الدراسات الاضافية كانت سعاد تستقبل عدداً كبيراً من الزوار ببشاشة ورحابة صدر واحترام كل من ياتي لزيارتها كان يحمل قضية او مشروعاً يتعلق بالاكاديميات يطرح عليها للتداول والاستماع لرايها لا تكل ولا تمل وفي الكثير من الحالات كانت تقدم راياً سديداً مقنعاً. لا انسى ان صدرها كان واسعاً وصبرها جم في الاستماع لمشاكل الآخرين الشخصية وتقديم ما يتطلبه الامر من مساعدة.
اننا نفتقد اليوم شخصية سودانية فريدة النوع تتمتع بالصفات الحميدة والقيم الاصيلة للمجتمع السوداني ناضلت ضد كل انواع الظلم الذي وقع على المجتمع لا سيما ظلم المراة دون خوف او وجل او تردد التي يراد اسكات صوتها والغاء اي دور لها.
في الختام لا يسعني الا أن اتقدم بالعزاء الحار لاهلها والاساتذة الذين عاصروها في معهد الدراسات الاضافية ولاصدقائها ولكل الرفاق في حزبنا الذين ناضلوا جباً الى جنب معها.
29/12/2013
دكتور محمد مراد الحاج براغ

تعليق واحد

  1. رحمها الله المناضلة التي كانت سببا مباشرا بمظاهرات الحلفاويين ضد حكومة عبود ابان تهجير الحلفاويين من شمال السودان الي شرق السودان فكانت المناضلة سعاد اول امراة تسجن وطلعت بامر من الريس ولكنها كانت اشعلت شرارة الثورة .. ضد حكومة التسلط والانتهازية .. رحمها الله

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..