لماذا عرج التضامن النيلي عن البطل عرجة؟؟.!!!

اعتقال البطل تاج الدين عرجة ..وغياب التضامن التام معه يفتح ملف التضامن النيلي وقضية الهامش مرة اخري، بعيدآ عن الدمغ باختام العنصرية الجاهزة، الذي كان وما يزال من اهم اسلحة ايدولجية التضامن النيلي والدولة العميقة لمحاربة الحقيقة التي تكشف الوضع الحقيقي للدولة السودانية الحديثة وخاصة عندما تأتي من الكتاب والمثقفين من ابناء الهامش العريض لاستمرارية الهيمنة والسيطرة التضامنية النيلية التي بداءت منذ امدٍ بعيد لابادة ابناء الهامش وكانهم غزاة وليسوا بمواطنين اصحاب حقوق وشركاء في الدولة. وابناء الهامش الذين دُمِغوا بالعنصرية عندما رفعوا السلاح لا شي سوي لانهم لم تكن لهم خيارات اخري امام آلة القتل المعنوي والمادي والاجتماعي اللا محدود المستخدم من قبل المركز وسكانه من اهل التضامن النيلي، وكان الخيار السلمي لتعديل الوضع المائل في الدوله هو من اولوياتهم منذ الازل (جبهة نهضة دارفور ومؤتمرالبجا الجسمين السلميين اللذان أُسِسا في الخمسينات والستينات ) وذلك لتجنب حمامات الدم التي تسيل الان في اجزاء واسعه من السودان، والذي بدوره انعكس سلبآ علي اهل التضامن النيلي في شكل مجاعة وغلاء في المعيشة. نجد انه ومع بروز وسائل المعرفة الحديثة وتنامي الوعي القومي لعدد كبير من ابناء الهامش وبخاصة جيل (الحرب العنصرية) في دارفور التي خلفت مزيدآ من الجراح ولكنه ابرز معه شباب مثقفين ينادون بتجاوز قضية الهامش والمركز والنظر الي اعلاء كلمه الوطن الواحد بثقافاته ودياناه المختلفه لبناء السودان الذي يسع الجميع دون اقصاء او تهميش، لنسيان مرارات الماضي الأليمة فكان البطل الاستاذ تاج الدين عرجة احد أولائك الشباب قد عايش الحرب العنصرية وقضي طفولته في معسكرات الزل والهوان والاستاذ عرجة الذي فضل الجهاد المدني واشتهر بمناداته الي تحكيم صوت العقل ونبذ العنصرية ومعاقبة كل من تسبب في تلك الحرب لا يملك سوي قلمه وكلمته وعرف عنه وسط كل النشطاء السياسين بالانسانية التي تسيطر علي افكاره وهنا بدلآ عن مكافأته ورعايته وتكريمه كرمز للسلام والوحدة الوجدانية للسودانيين حيث تم اعتقاله بعد ان هتف بالحقيقة في وجه السفاح عمر البشير وصديقه الدكتاتور التشادي ادريس دبي وامر إعتقاله كان وارد ومتوقع طالما ان السفاح مازال يمارس هوايته في قتل ابناء الهامش ويحرق القري بالسلاح الكيميائي، وبداء في قتل اهل التضامن النيلي ذاتهم ولكن ما لم يكن متوقعآ هو غياب التضامن التام مع الاستاذ عرجة (إلا من رحم ربي) كرصفاءه السابقين من النشطاءالسياسين الذين أُعتُقِلوا من قبل كامثال البوشي وبهرام وهم جميعهم هتفو في وجوه القتلة وإن كان البطل عرجة تفوق عليهم بهتافه في وجه رئيس عصابتهم عمر البشير شخصيآ مما يستدعي الرجوع الي ذات الملف القديم الذي اغلقناه (التضامن النيلي) مثلآ في واقعة اعتقال البوشي الذي هتف في وجه نافع علي نافع وقال له بانك فاسد ولص كبير وهذا معلوم لدي الجميع ونشكره علي ذلك و المفارقة هنا ان البوشي لم يقل لنافع بانك قاتل اهل الهامش علي اي حال تم اعتقاله ووقتها البوشي لم يكن معروفآ الا لدي عدد محدود من طلاب الجامعات في الخرطوم ولكن بسبب علاقات السلطة القديمة والراسخة التي تنتهي بين ظهراني (التضامن و النيل) فقد خرجت نصف الصحف الصادرة في الخرطوم باسم البوشي وصورته تتصدر عناوينها الرئيسية واحتفت به المواقع الاسفيرية وزينت صورته الجدرانات وما يزال يمجد وكذا الحال مع بهرام الذي سئل مجرد سؤال كصحفي وبسؤاله الشهير (لماذا تصرون علي الكذب) ولكنه لم يتم اعتقاله يبدو انه من ذات الجلد وايضآ لا يزال يمجد الي هذه اللحظة وبالعودة الي واقعة اعتقال البطل عرجة نجد ان مكان اعتقاله ووجهته مجهولة الي الآن وكأنه كان يمزح مع السفاح ولا أحد من اهل التضامن النيلي من الذين تضامنوا مع البوشي وادرجوا صوره في الصحف الخرطومية الصفراء (المعارضة منها والحكومية) حيث لم نجد احدهم يذكر اسم عرجة حتي (إلا قليلآ من النشطاء التضامنيين بين الحين والآخر يكتبون (خجلآ) نحو حرف او حرفين باسمه وكما قلت في بداية هذا المقال بعيدآ عن الدمغ بالعنصرية حيث لم ولن أكن عنصريآ ولكن الحقيقة يجب ان تقال و التعاطف مع عرجة اختلف كثيرآ عن الاخرين وهو ما جعلني اعيد فتح هذا الملف الذي يجعلنا نفكر في خيارات اخري لان (الجمرة بحترق الواطيها) وايضآ نتابع هذه الأيام ما ظل يطلقه الصادق المهدي من تحذيرات من حرب اهلية وكأن الذي يدور الان في مناطق الهامش هو مجر اقتتال بين عبيد لا يستحق ان يطلق عليه لفظ الحرب الاهلية ام ماذا يقصد وهل سيعرف سيادته الحرب عندما تندلع في الملازمين فقط . لنا عودة..

أحمد عبدالرحمن ويتشي
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. عرجة بطل وصاحب قضية ولكن الانقاذ نجحت وبامتياز في شق الشعب وتفتيته فلا احد من الشمال النيلى يعتبر عرجة صاحب قضية بل هو مجرد متمرد يستحق القتل وهذا ما وصل اليه السودان من حال

  2. امثال هذه الكتابات لاتبني معارضه ولا امه واحده.
    قبل شهور عديده تصدت المنتديات والصحف الالكترونيه والناشطين بالدفاع والدعوه لفك سراح رضوان داوود. واذكر جيدا ان رضوان في محاضره نشرت هنا في الراكوبه دعا للانتباه لكيد الامن للناشطين بشقهم باسم القبيله والجهه وذكر امثله مورست معه شخصيا من الامن لثنيه.
    هذا النظام فيه من كل مله ونحله من السودان ويقمع الكل… والتضامن النيلي به من الشرفاء والمدافعين عن الحريه باسم الانسانيه والوطن بمثلما هنالك اخرون من الغرب او الشرق او الوسط. كان يمكنك ومازال الدعوه للترابط للدفاع عن المعتقل عرجه بطريقه اكثر ايجابيه.
    وختاما الحريه لعرجه وكل الشرفاء.

  3. للاسف هذا هو حال السودان ونظرة واحدة في تاريخ السودان المكتوب والذي يدرس في المدارس والجامعات تؤكد ما ذهبت اليه وهو ان الذي يعتبر بطل ويحتفي به ويعلو الهتاف باسمه هو ذاك القادم من الشمال( اياً كان مقدار وحجم الحدث) اما الاخرون فلا وجود لهم الا من جانب (تجميل او جرتك للخطاب السياسي)
    عندما تسمع سياسي يتحدث ويذكر دارفور وكردفان وجبال النوبة فتاكد انها فقط لشد الانتباه اما التركيز فيكون في الوسط والشمال النيلي والاخر مجرد جعرافيا….!!!
    فنحن مشكلتنا اكبر من مجرد نظام سياسي فاسد وانما هي قضية ثقافة قومية فاسدة…!!

    والحرية لتاج الدين عرجة ولكل معتقلي الراي الحر في بلادي

  4. ياخى بالله اكبروا شويه اى حاجة حاشرين القبائل النيليه وشمال حتى لو حفله شاى منو القاليك مافى تتضامن قبل كده بت ابوحمد برضو نفس الكلام وقبلها طلاب الجزيرة ياخى حرام عليكم الانسانيه لاتعرف المناطق او القبيله عدم التصالح مع الذات والشعور بالدونية يولد هذه الغشاوة الفكرية وربما الحقد الاعمى ياخى السودان كلو اصبح هامش شنو الفرق بين البوشى وقرجه وارى قرجة اكثر جراة وكلهم ابناء وطن مسلوب ارحمونا ولا تقحمونا مع الساسه واذنابهم

  5. والله يا ((( ود الباشا ))) يا أخوى ما قلت الا الحق … سئمنا من هذه النظرة الغريبة … ولو جينا نتكلم بمنطقه القبلى والجهوى طيب الكانوا موجودين فى القاعة كلهم أليسوا من قبيلته وجهته ؟؟؟ ولم يتحركوا وكانوا ينظرون اليه وكان شيئا لم يكن أم كانوا من التضامن النيلى ؟؟؟ بس حكاية عينه فى الفيل ويطعن فى ضلو … أرحمونا يرحمكم الله … الله يفك أسه وأسر جميع من فى موقفه من أيى قبيلة أو جهة كانت المهم سودانى والسلام …

  6. شفاك الله من هذا المرض الغضال الحقد مثل هذه الكتابات تؤدي الي التفكيك زالانفصال واذا انفصلتم حالكم سوف يكون اسواء من الجنوب حيث هواكم وعشقكم الحرب والقتل والسلب والحركة الواحدة تنقسم وتتشظى لمليون حركة ولاتعرف من يقود او يحكم واعلم انه سوف ياتي يوم سوف تبكي فيه علي حكم الجلابة مثل هذه الفتن لاتؤدي لنتيجة وقد تكون كمن اخذ اصبعه فتبظ عينو

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..