أيقونة الإسلام السياسي..تتلاشى.!

امتدادا للحرب الإقليمية التي باتت معلنة على التنظيم الدولي للإخوان المسلمين يشتعل الصراع بين الإخوة الأعداء في تركيا،جماعة فتح الله كولن وحكومة إردوغان وربما تقود نتائج هذا الصراع إلى تغيير لن يقتصر على تركيا بل ينسحب على المنطقة ككل،إن كان التغيير إيجابي أو سلبي بما فيه المزيد من تفكك حركات الإسلام السياسي في الشرق الأوسط،وما سينتهي عليه الصراع في أرض العثمانيين سيبقى آخر حجة ناجحة ومعقولة للحد الكبير بالنسبة لتجربة الإسلام السياسي في العالم العربي والإسلامي سواء،وحتى الآن فإن الصراع لا يسير تجاه صالح إردوغان فقد تراجعت شعبية رئيس وزراء تركيا بنسبة 5% عقب كشف عدد من قضايا الفساد التي طالت أبناء وزراء حكومة إردوغان ووصلت حتى إبنه،القضية ليست في أن هناك شبهات فساد،لكن تعاطي إردوغان مع ملف الفساد هو ما أدى إلى هذا التراجع وإلى تحفيز جماعة كولن للاستمرار في حربها على حكومة إردوغان..إقالة ونقل أكثر من 300 شرطي،تشكيل جيش الكتروني قوامه 6000 مبرمج لمراقبة الحسابات الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعي،ثم هجمة عنيفة على مؤسسة القضاء،خطوات واسعة اتخذها إردوغان للقضاء على مؤامرة يديرها خصمه المتغلغل داخل مؤسسات الدولة،ولو أن إردوغان واجه هذه القضايا بشفافية بدلاً عن الهجمة الشرسة على مؤسسات حساسة لما وقع في الفخ،وهو إردوغان الذي يعتز بتركيا دولة المؤسسات،فإن كانت الشرطة فاسدة والقضاء متآمر مع جماعة كولن،إذن فحكومة إردوغان فشلت في تأسيس دولة حقيقية محفوظة من اختراقات جماعة..لا يُمكن إنكار أن التجربة التركية في حكم الإسلام السياسي ظلت قدوة لكل الحركات الإسلامية بالمنطقة العربية التي يواجه فيها التنظيم معركة مكشوفة،وفي البال الشعبية العريضة لإردوغان في المنطقة العربية،والتجربة التركية أيضاً تمثل نموذجاً لا يمكن تجاوزه لدى الدول الغربية ومحاولاتها حث حركات الإسلام السياسي استخلاص التجربة التركية،وهو ما جعل إردوغان أيقونة لتجارب الإسلام السياسي،لكن يبدو أن مواقف إردوغان تجاه مصر التي تخوض معركة استثنائية هي ما فجرت الوضع هناك،قضايا الفساد ليست حديثة فلماذا كشفها في هذا الوقت،ولماذا يتحدث إردوغان عن تآمر فتح الله كولن “إمبراطورية الرعب” كما أطلق عليها إردوغان،فإن ثبت صحة ما نقلته بعض وسائل إعلام إن الإمارات تشكل حلفاً مع جماعة كولن،فمعنى ذلك أن القضية أكبر من ذلك،إردوغان يمثل رمزاً حقيقي لتجربة فشلت في تقديمها الحركات الإسلامية الحاكمة في المنطقة العربية والإسلامية،وظل حجة قوية ومقنعة،وضرب هذا الرمز يعني ضرب الحركات الإسلامية ككل،وكأن من يقود الصراع هذا أراد أن يقول “هذا ربكم الأعلى،فانظروا كيف هو فاسد،ضرب إردوغان يعني ألا مثالاً يحتذى به في تجارب الإسلام السياسي رغم النجاح الذي حققته التجربة التركية.
=
الجريدة

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. قد لا يعلم الكثيرين وهم يشيدون بتجربة الاخوان فى تركيا او الاسلام السياسى فى تركيا ولكنهم لم يتطرقو للسب الذى ادى الى نجاحهم ؟؟؟

    فسبب نجاح الاسلام الساسى فى تركيا ماهو الى نتاج للارضية او الدستور العلمانى الذى هيا لهم سبل النجاح ؟؟؟؟؟

    ومع ذلك تجدهم فى كل الدول يشتمون العلمانيين بالكفر وو الانحلال ….

  2. يا استاذة شمايل عليك الله استحي – نجاح شنو اللي حققتو الحركات الاسلامية – في مجرم بحقق نجاح!

  3. ادينا نموزج لحكم الاسلام السياسى منذ
    العام اربعين للهجره
    كلهم قتلوا بعض وسملوا اعين البعض
    وسجنوا الائمه وقتلوا فى السجن موسى الكاظم مثالا
    اردةغان نسخه تايوان …يدعم الارهاب المصرى للاخوان
    ويحرض على القتل ليس هناك فرق بينه وبين القرضاوى
    الذى اصبح يفتى كما يفتى الظواهرى
    كلهم زى بعض

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..