مصادر جزائرية : أموال القذافي وسبائك الذهب كانت في عهدة مطلوب للعدالة الجزائرية

كشفت مصادر موثوقة للشروق أن اتصالات أجراها بشير صالح، مدير ديوان القذافي ومستودع أسراره، مع أحد كبار بارونات المخدرات الجزائريين، المطلوبين لدى العدالة، مكن التحالف الغربي الذي يقود الحرب في ليبيا، من وضع يده على خطة أعدها القذافي ومدير ديوانه لتهريب عدة أطنان من سبائك الذهب وسيولة مالية كبيرة بالعملة الصعبة، إلى مالي وعدة دول أخرى في أفريقيا الغربية، تمهيدا لإعادة ضخها في السوق السوداء وتجارة الممنوعات في عدة دول في أفريقيا وأمريكا الجنوبية، وتوطين جزء آخر منها في حسابات مصرفية سرية… وقالت ذات المصادر إن بشير صالح، 66 سنة، الذي يرأس ديوان القذافي منذ 13 سنة ويشرف على كل الاستمارات الليبية في الخارج، طلب في الأيام الأخيرة من نظام القذافي خدمات بارون المخدرات، الشريف ولد الطاهر، الذي يحمل الجنسية المزدوجة الجزائرية المالية، ويقيم في باماكو هاربا من قرار من العدالة الجزائرية بالقبض عليه، ولأنه كان مضطرا فإن الطريقة المرتبكة التي استعملها بشير صالح لتبليغ طلبه وترتيب خطته مع ولد الطاهر، لم تكن آمنة بالقدر الكافي، ويعتقد أنها فضلا عن انكشافها، فقد تكون قد أدت إلى تحديد موقع بشير صالح والقبض عليه في مزرعة بطرابلس وهو متنكر في زي سوداني، ساعات قليلة بعد انهيار نظام القذافي، حسب ما ذكرت بعض المصادر الليبية، في وقت لاحق.
وعلقت مصادرنا على ذلك قائلة إن "التحالف الغربي صنف بشير صالح ضمن ثلاثة مفاتيح أساسية لنظام القذافي وأسراره المغلقة، كان يركز بشكل غير عادي على تتبع كل تحركاتها واتصالاتها، الأول مفتاح أمني يتمثل في مدير المخابرات السابق المنشق موسى كوسا، والثاني مفتاح عسكري هو ابنه خميس الذي يقود أعتى كتائب العقيد وأكثرها تسلحا، والثالث مفتاح مالي هو بشير صالح، مدير ديوان العقيد ورئيس مجلس الإدارة، المدير العام لمحفظة ليبيا إفريقيا للاستثمار، الذي منحه القذافي حصريا صلاحية إدارة عشرات المليارات من الدولارات من استثمارات ليبيا في الخارج الممولة من إيرادات النفط" في قطاعات العقارات والفندقة والنفط والبنوك وغيرها.
وعن سؤال عما إذا كانت الخدمات التي طلبها بشير صالح مبادرة شخصية تخصه أم خطة مبرمجة من النظام، قال مصدرنا، إنها تشكل المرحلة الثانية من خطة أعدها أركان النظام لنقل معقلهم إلى الجنوب، وقيادة حرب استنزاف من هناك، في حالة سقوط طرابلس، معتمدا على دعم ميليشيات من المرتزقة ومن أنصاره في بعض قبائل الجنوب الليبي في سبها، ويضيف: "هذه الخطة بدأت منذ نحو شهرين بنقل ترسانة ضخمة من الأسلحة الثقيلة إلى الصحراء ثم جاء الدور على نقل الأموال وإعادة استثمارها، لأجل أن توفر موردا ماليا دائما يغطي نفقات حرب الاستنزاف تلك" ويعتقد محدثنا أن الوجهة الجنوبية "قد لا تكون تلك الطريق الوحيدة لتهريب الأموال لكنها أكيد هي الأهم".
ويعرف مصدرنا ولد الطاهر بانه أحد أكبر بارونات المخدرات في منطقة الساحل والصحراء، مطلوب لدى العدالة الجزائرية، حيث صدر في حقه أمر بالقبض قبل أشهر بعد أن ورد اسمه في التحقيقات بشأن تهريب شحنات ضخمة بعشرات الأطنان من الكيف المغربي عبر الحدود الجنوبية الغربية للجزائر، لكنه يتمتع بالحماية من شخصيات نافذة في نظام الرئيس المالي أمادو توماني توري، ويحمل جنسية البلد ويقيم في إحدى أرقى أحياء عاصمته باماكو" وقد ورد اسم ولد الطاهر صراحة في التحقيقات حول الطائرة الشهيرة التي جرى تفجيرها، قبل أكثر من عام، بالقرب من "غاو" شمال مالي، بعد أن أفرغت عدة الأطنان من الكوكايين حملتها من إحدى دول أمريكا اللاتينية، وهي طائرة شحن من نوع "بوينغ 727 " نقلت الشروق قبل أسابيع نقلا عن مصدر موثوق، أنها مملوكة لشركة الطيران الليبية الحكومية "الخطوط الجوية الإفريقية". ومالك الشركة ليس سوى محفظة ليبيا إفريقيا للاستثمار التي يديرها بشير صالح.
وفي سياق متصل، قال القنصل الليبي الأسبق في باماكو، موسى الكوني، إن القذافي كان يتولى كل النفقات الشخصية الخاصة برئيس مالي ومقربيه، وانه كان شاهدا على منحه 12 مليون دولار لتغطية نفقات آخر حملة انتخابية لتجديد عهدته الرئاسية الحالية.

المصدر صحيفة الشروق الجزائرية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..