اصل المشكلة في ازمة الجنوب الحالية هو ذبح التنظيم ودفنه في متاهات الحصول على السلطة

استفحلت المشكلة في جنوب السودان في الفترة الاخيرة بين قيادات الحركة الشعبية لتحرير السودان .لدرجة لم يتوقعها كثير من المراقبين للشان الجنوبي.وجلة المواطنيين العاديين في الاحياء والقرى.هذا التفاقم في الازمة الذي وصل الى درجة الاقتتال بين الجيش الشعبي نفسه,دون مبررات منطقية لذلك للاسف الشديد,اؤدي الى دمار وخراب في البنية التحتية في اقليم اعالي النيل بشكل عام بولاياتها الثلاثة.ايضا راح ضحية لذلك عدد كبير جدا من المواطنيين العزل.لا لشئي وانما لانهم اي الضحايا يكونوا ,اما ينتمون الى جديلة الدينكا او النوير. اغتيلوا بقصد او بغير قصد(النيران الطائش).هذه الصاخة اختلف حولها الناس في تفسير مسبباتها واخذها هذا المنحى الخطير.اذ فسر بعض من الناس السبب الى حب السلطة في اي من الطرفين المتنازعين في الاصل وهما:الجنرال سلفاكير ميارديت ريئس الجمهورية والدكتور رياك مشار نائب ريئس الجمهورية السابق.وعزا البعض الاخر العلة الى التنافس القبلى حول السلطة بين القبائل التي تسكن وتقطن الرقعة الجغرافية التي تسمى جنوب السودان.ورغم جواز ما اشرت اليهما في تسبيب وتاجيج الصراع الدائر الان في بلادي,الا ان السبب الرئيس في اعتقادي المتواضع لهذه الازمة تعود الى غياب فكرة التنظيم في عقول كافة قيادات الحركة الشعبية الحاكمة في جنوب السودان.ان الحركة الشعبية كتنظيم ليس لها الفعالية المطلوبة لادارة الدولة ومؤسساتها. بشكل يقود النتظيم ومبادئه كل الناس في الوقت الراهن.لان مشروع السودان الجديد لا شك منار وقبس لمن يريد ادارة قطر متعدد الاعراق والاديان كجنوب السودان,ولكن للاسف هذا المشروع الوطني النادر النظير ليس في جنوب السودان والسودان فحسب,بل في العالم اجمع .لانه مشروع طموح يمكن ان يحكم افريقيا كقارة على اطلاقها.ليس الحكم من اجل الحكم كما في بعض الامصار بينما المواطن يعيش ضنك العيش,وانما حكم يسر الغريب قبل الصديق والبعيد قبل القريب.وذلك بتقديم الخدمات الصحية والتعليمية لكافة المواطنيين بغض الطرف عن الدين واللون وما شاكل ذلك.هذا ما تعلمناه في الحركة الشعبية لتحرير السودان,وما نؤمن به حتى الان والى يوم يبثعون ان شاء الله.ان الفشل هذا بدا منذ ان اخذنا استقلالنا العام 2011 وتم اهمال التنظيم بشكل مطلق,وكانهم يودون القول ان مهمتك يا التنظيم قد انتهى بالاستقلال وان الاوان لدور القبيلة والاتجهات الجغرافية والاقليمية.كنت اعتقد ان قيادات الحركة الشعبية بعد الاستقلال سيعملون على تقوية مؤسسات التنظيم ليكون التنظيم قويا في مواجهة عواصف القبلية والاقلمة التي تلجا اليها دائما السياسين الفاشلين سياسيا واخلاقيا.ولكن عوضا عن ذلك راح اصحاب الحل والعقد في الحركة يقوون اصرة واطرة قبائلهم وتخندقوا في قبائلهم واقاليمهم المختلفة والمتعددة.وكم من كادر الحركة الشعبية والمتشبعين بفكرة الحركة ومشروعها عاطلين عن العمل والشغل,ليس لانهم غير مؤهلين. وانما اما: ليس له شخص كبير في الحكومة(انكل) او من الذين لا يشرفهم الركض وراء الاشخاص (كسير الثلج).اما الرعاع والقزم الذين لا يملكون فكرة سواء اكان فكر سياسي او علمي فهم الذين يتمتعون بالعربات الفارهة والبيوت الفاخرة.لا لشئي وانما لانهم كوادر القبيلة ليس الا.وحتى لا يسئ البعض مقصدي ,اسال نفسك عزيزي القارئ ان كنت تنتمي لهذا التنظيم العملاق كم من كوادر تم تخريجها في مدرسة الحركة الشعبية كي يحملوا لواء التنظيم فيما بعد, منذ استقلال الجنوب حتى الان؟؟ ان كان ثمة من يملك معلومة من هذا القبيل فاليرينا لاننا طلاب حقيقة لا غير .او حتى لست بعضو الحركة الشعبية فهل لاحظت روح التنظيم في قيادات الحركة الشعبية الحالية؟؟.ان ما نملك من معلومات لا توجد خطة كهذا عند قيادات الحركة الشعبية على الاطلاق.ومعلوم ان كوادر القبيلة والفتنة يتكاثرون كل لحظة وكل دقيقة وساعة الى ما شابه ذلك.فهل بهكذا النمو لانصار القبلية والقبلنة ثمة من يعتقد ان هذا الوطن كان وما يزال بخير؟؟ انني لواحد من الذين خاب املهم, من هذه الدولة منذ وقت بعيد عندما علمت ان ليس للتنظيم والحزب مجال او حيز في خواطر وقلوب الذين يديرون هذه الدولة الطيبة اهلها.ان الذي ساهم في تكريس روح القبلية في النفوس هم القيادات الحالية بلا فرز بشقيها المتمردة والحاكمة.وفي حقيقة الامر لم اعد اميز بين الحركة المتمردة والحاكمة لانهما في ظني البسيط كلهم تمردوا على التنظيم ومبادئها.ان الوضع الماثل اليوم في جونقلي وعاصمتها بور من ماساة انسانية, لمحزن ومبك في ان واحد .ضف لها الخراب الشامل في البنيات التحتية البسيطة التي تم انجازها بعد تلتلة مع الحكومة التي غير جاهزة للتنمية في الاصل.متى يتم بناء هكذا الانجازات نزلة اخرى؟؟ ومن الذي سيعوض المواطنيين بما فقدوه من ممتلكات وغيرها في ظل حكومة لا تودي ولا تجيب؟؟ وملاكال وبانتيو هناك تئنان من شدة وهول الدمار الشامل الذي احدثه التمرد واصحاب الفكر الضيق من انصار الرقطاء والقبلية.لعن الله كل من ساهم بقتل اي مواطن جنوبي اعزل بغض النظر عن قبيلة المقتول سواء اكان من قبيلة النوير او الدينكا بشكل مباشر او غير مباشر.واروم من رب الكون ان يسكن كل من قتل في هذه الداهية بسبب قبيلته, ان يسكنه فسيح جناته مع الصالحين والقديسين ان شاء الله.اما الذين تسببوا في موت الشعب فان حسابهم مع العلي القدير ومعنا نحن الشعب لعظيم ويعلم الرب الكريم.عزيزي لا تندهش ان قلت ان الذين يدعون بانهم قيادات الجنوب الان وغابرا, لصخرة القلوب ولا يلتفتون الى معاناة المواطن ولا يهمهم غول هذا الشعب ان كان ذلك يضمن لهم الكرسي.كيف لا تتم التوقيع على وقف اطلاق النار بين الطرفين والشعب يموت يوميا بالشكة او المرض او الجوع.ما ذنب هؤلاء المواطنيين هل ذنبهم لانهم الله فطرهم مواطني جنوب السودان؟؟ اما كان من الجدير ان تتوقف القتال ثم بعد ذلك يناقشوا ما اختلفوا حوله؟؟ ان تمسك المتمردين بامر اطلاق سراح المعقلين اولا غير مجدي وغير اخلاقي لان المعتقلون قالوا كلمتهم بشكل لا لبس فيه. بان اعتقالهم يجب الا تؤخذ كسبب لعدم التوقيع على وقف اطلاق النار.فلماذا التعنت بعد الواضح الكلام هذا؟؟ ان وجود فاقان ومجموعته في المعتقل لا يمكن ان يطيل امد الموت والمعاناة في حق المواطن البسيط.وما نعلم من بسيط المعلومة عن فاقان ومجموعته هو انهم لن يبسطهم موت المواطن الجنوبي مهما كان السبب,لانهم من دون هذا المواطن فان هم لا شيئ.بكل اختصار اقول ان سبب هذه المشكلة والمعمعة التي تدور في وطني تعود الى ذبح تنظيم الحركة الشعبية على يد قيادات الحركة الشعبية نفسها وليس من شخص غريب,وحولوا التنظيم الى نمر من ورق بعد الاستقلال,وبدلوها بالقبيلة.ولا حل لمشاكلنا ما لم نعيد احياء الحركة الشعبية من جديد وغيرها من التنظيمات السياسية ذات الرؤى الوحدوية لمكونات الشعب الجنوبي.خلاف ذلك فتاكدوا اننا سنكون في دوامة من العنف القبلي والجهوي وبئس المصير.فهل قيادات الحركة الشعبية الحالية جاهزة لاحياء التنظيم ليحل محل القبيلة؟؟ الاجابة متروك لهم
عاش جنوب السودان وشعبه

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..