ما بين طاغية تونس المخلوع و فرعون الخرطوم

بسم الله الرحمن الرحيم

ما بين طاغية تونس المخلوع و فرعون الخرطوم

الطيب رحمه قريمان /كندا
[email protected]
January 16, 2011

لا زالت أنظار العالم متجه نحو تونس الخضراء جاحظة من هول المصيبة التي حلت بطاغيتها الذي عتا و تجبر و أذاق الشعب التونسي كل ألوان الصلف و أنواع الجبروت , بل و كاد أن يقول أن أنا ربكم الأعلى , هذا إن لم بالفعل قد أباح بربوبيته لبعض المقربين منه ليريهم قدرته على البطش حتى لا يفكرون في تغير نظامه. و ما درى زين العابدين بن على أن التغيير الثوري سوف يأتيه من يديه و من خلفه و من حيث لا يحتسب , و من أشخاص لم يكونوا ضمن قائمته السوداء , و لم يدر بخلد طاقمه و حاشيته و مستشاريه أن البالون سوف ينفجر قبل الإقلاع . و لم يتمكن بن على من السيطرة على الانفجار و السيل الشبابي العارم الذي امتد بسرعة البرق إلى كل بقعة في تونس و كلما أصبح يوم جديد زادت الثورة اشتعالا فمد زين العابدين يده الباطشة و قتل شبابا في مقتبل العمر و ما زاد القتل الثورة إلا تأججا و استعارا كأنما الموت و الدماء قودا سريع الاشتعال .

و طالعنا بن على من خلال التلفاز بن على بوجه كالح بائس و قد علاه الخوف و الوجل و تحدث إلى الشعب الثائر بصوت تعلوه نبرة نفاق و توسل إلى الشعب التونسي , و ما درى زين العابدين أن الشعب قد حزم أمره و لم تغريه الترضيات و لا الوعود الجوفاء , وبالفعل بدأ زين العابدين في تقديم التنازلات , الواحد تلو الأخر , عله يمتص غضب الشعب التونسي الفتى و لكن هيهات, دون جدوى ..!!!
فلم يرضى التونسيون إلا بإعادة المحبوبة المخطوفة المحبوسة لما يزيد عن عقدين من الزمان قليلا … فلم يرضى الشعب البطل إلا بذهاب الغول الخاطف عن وجه جميلتهم و إلى الأبد , و بالفعل فقد قد زج الشعب التونسي ببن على في مزبلة التأريخ . و في الأخير أن هرب الطاغية عن وجه الحسناء تونس و تركها لمحبيها , و لكن لم و لن يستطيع الهرب من جرائمه التي ارتكب في حق الجميلة تونس فسوف يأكله ضميره هذا إن كان له ضمير . فبشرى لأهل تونس بمعشوقتهم تونس , و تبا للغول الطاغية الديكتاتور زين العابدين بن على الذي خطف تونس لسنوات طوال .

و في المقابل خطف عمر حسن أحمد البشير و زمرته عروسة النيل “الخرطوم” , في ليل بهيم و اغتصبوها قهرا و عنوة و بلا رحمة و كمموا فمها حتى لا تستغيث , كل ذلك باسم انقلابهم الذي سموه ثورة و أطلقوا عليه كذبا الإنقاذ . عاث البشير و إخوته و رفاقه في ارض السودان فسادا لا نظير له , فقتلوا الأنفس بلا رحمة و بلا ذنب و من غير مرافعة أو محاكمة حتى و لو كانت صورية , فحزوا حزو الجبابرة في كل زمان , ففي الجنوب و الشرق و في قلب العاصمة و في دارفور أراقت الإنقاذ دماء البشر بلا رأفة أو رحمة كمن ينحر شاة قربانا , و استحوذ البشير و زمرته على مؤسسات القطاع العام باسم الخصخصة و أحالوها إلى ملكية فردية خالصة , و لم يقفوا عند هذا الحد و إنما سطوا على المال العام و نهبوه نهبا في وضح النهار فبنو القصور الفخمة و العمارات التي تناطح السحاب في قلب الخرطوم , و زادوا على ذلك أن أفقروا الشعب السوداني عامة ليسيطروا عليه و يتحكموا فيه تماما كما فعل الغول التونسي المخلوع . بل و قد ارتكب البشير و أتباعه في حق البلاد جرما كبيرا لن ينسى أبدا , بان وضعوها على حافة شفرة الشظى و التقسيم و الشتات و الاحتراب .

فمتى يهب شعب السودان ليرد عروسة النيل من الخاطفين الأبالسة المجرمين ….؟؟؟؟

لنقول لهم بملء فيهنا , انعموا بما غنمتم يا أهل الإنقاذ فمزبلة التأريخ هي مكانكم الطبيعي .

الطيب رحمه قريمان

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..