مقالات سياسية

مصر لم تقوي على إحتلال السودان على مر التاريخ بل العكس صحيح

مصر لم تقوي على إحتلال السودان على مر التاريخ
بل العكس صحيح لذا كانت حلايب الضحية وستكون أرض التضحيات (2)

وصلتني إيميلات كثيراً تؤيد إستنكارنا للعدوان والإستخفاف والسخرية المصرية لكل ما هو سوداني، وبعض منها أعتقد مصرية أو سودانية قلوبهم على مصر ! تشكك في حقيقة حكم مملكة كوش لمصر في التاريخ القديم ! ولا فضل للحضارة النوبية على الحضارة المصرية ؟ وحقيقة أستوقفتني رسالة طويلة جداً يقول كاتبها حتي لا تنسي “مصر” لايمكن أن تحط من قدرها وتاريخها وعظمتها !!! ويسترسل في الحديث ويعدد مناقب المصريين للإنسانية والإسلام وإن مصر ذكرها الله عز وجل في القرآن الكريم بدأ لي إنه يضعها في مكانة سامية ودرجة من القداسة لا يمكن لأي أحــد أن يقدح في تاريخها- مع إن إبليس مذكور في القرآن الكريم –

ومن حتي لاننسي هذه أيضاً نقول إننا لسنا بصدد مزايدة ومقارنة تاريخية، وإنما التذكير بالحقائق الصحيحة، وزيف ما يكتبه المصريين من معلومات خاطئة عن تاريخ السودان، مثلما تفتخر مصر الآن ! هي وحدها من تصدت للعداون الإسرائيلي وحرب التحرير ؟ والحقيقة إستغاثت وإستنجدت بمن تعرف ولا تعرف وفي مقدمتهم السودانيين، ولكن لم تذكر ذلك حتي لا يكون للسودان جزء قليل من الفضل عليهم ، ومصر هي التي فرضت بإعلامها مليكتهم الحرة للنيل، حتي صدق المصريين أنفسهم هذه “الكذبة” وأصبحت حقيقة عندهم لا تقبل النقاش وشاركهم في هذا الجهل كثيرين ! عندما تسأل أي شخص أين يوجد النيل تكون الاجابة بدون تردد مصر ! لانها هبة النيل والسودان هبة الغابة والصحراء .

وحتي لاننسي تدل آثار حضارة السودان القديمة من أعمال النحت والفنون وصهر المعادن وفن الإدارة والفلسفة والطب والفلك على عقلية جبارة، وذكر باحث غربي بأن إهرامات السودان رغم صغر حجمها من أجمل ما أنتجه الحضارات فى أى عصر من العصور غمرت العالم بسحرها وهى ما زالت تنتزع إعجاب السائحين وحيرة الباحثين والمهتمين ، لذا كان هولاء أسياد في عصرهم طامحين إلى المجد، وتتوفر لهم كل عوامل القوة وقتها ” رجال أقوياء وحضارة غنية ” لذا ليس بغريب أن يحكموا غيرهم مصر وفلسطين وسوريا في الشام وهذه حقيقة لاينكرها إلا مكابر

وحتي لاننسي لسنا لدينا الفضل على الحضارة المصرية فحسب بل علماء آثار أمريكان وأوروبيون يرون: ” أن أفريقيا هي مصدر الحضارة الأوروبية، وأن أثر أفريقيا في أمريكا وأوروبا أعمق من أثر جميع الحضارات الآسيوية فالحضارة الانسانية سواء والإنسان الأسود هو صاحب الفضل الأول على تطور الحضارات البيضاء في كل العصور القديمة” ! يقول الأمريكان: “ان الرومان كانوا يعبرون مصر الى بلاد النوبة دون أن يتوقفوا فيها” ويقول البروفسير كلود ريللي: “ان تاريخ السودان في افريقيا هو بمثابة الدور التاريخي الكبير الذي لعبه الأغريق قديماً في أوروبا”

وحتي لاننسي هناك من الشواهد والحقائق لايسع المجال لذكرها ولكن أعد بكتابة مقال آخر خاص بهذا الجانب بإذن الله حتي نكمل الشق الثاني من عنوان المقال” حلايب” وأرجو شاكراً من القارئ الكريم الإطلاع على المقال المنشور في صحيفة نيويورك تايمز بتاريخ 31 مارس 2013 تحت عنوان : الممالك القديمة في أرض الحرب “Ancient Kingdoms in Land of War” ويذكر الكاتب طغيان مصر على الحضارة السودانية .

حتي لا ننسي حلايب هي منطقة تقع على للبحر الأحمر مساحتها 20,580 كم2، ويضم المثلث حلايب وأبو رماد وشلاتين، ويقبع الآن تحت الإحتلال المصري مع قري الشمال المحتلة وهي : فرص، سره، دبيرة، أشكيت، أرقين ممتدة إلى مسافة 350 كيلو متراً ضمتها مصر بعد تهجير سكان حلفا بسبب بحيرة السد العالي بعدها احتل الجيش المصري منطقة واسعة شمالي وادي حلفا تمتد لمسافة أربعين كيلومتراً بحجة أنها أراضٍي مصرية، وسكان المثلث من البجا ذات الأصل والجذور السودانية المعروفة ينتمون لقبائل الحمأواب ، العبابدة والبشاريين

حتي لاننسي كما تحاول الحكومــة أن تنسينا سودانية حلايب ؟! في شعار شرطة المرور الجديد تم حذف المثلث من خريطة السودان ! في مجسم مطار الخرطوم الجديد والمنشور في كافة مواقع التواصل الإجتماعي تم حذف حلايب ؟!وكما تحاول تحجيم الأقلام والحديث عن إحتلال المثلث كسباً للود المصري وعدم إزعاجهم في مدينة يمكن أن تمثل تكامل بين البلدين؟! كما تحاول بعض الأقلام المرتزقة من المصريين والسابحة مع سياسات الحكومة أن تفهمنا بأن المثلث ليس ذات قيمة ؟! ومصر خط أحمر ؟ إذا كان كذلك لما لاتتخلي عنه مصر لأهله هم أولي بقيمته من عدمها ؟ وأحمر على من ؟! المطالبين بعودته لحضن الوطن ؟

وحتي لاننسي في عام 2010 تم إعتقال السيد الطاهر محمد هساي رئيس مجلس حلايب المنتمى لقبيلة البشاريين المناهض للإحتلال المصري في حلايب، وتوفي في مستشفى في القاهرة أثر الاعتقال لمدة عامين بدون محاكمة ؟! وعلى أثره قام وفد من قبيلة البشاريين بتوجيه نداء إستغاثة للسودانيين وذكروا وجود أعداد أخرى من المعتقلين، مثل محمد عيسى سعيد المعتقل منذ 6 سنوات وعلي عيسى أبو عيسى ومحمد سليم المعتقلون منذ 5 سنوات، وهاشم عثمان ومحمد حسين عبد الحكم وكرار محمد طاهر ومحمد طاهر محمد صالح منذ سنتان

وحتي لاننسي هل إستنكرت الحكومة إعتقال السيد الطاهر محمد هساي وطالبت بتحقيق عن سبب وفاته؟ ماذا فعلت لـ بقية المعتقلين في السجون المصرية الرافضين للإحتلال المصري ؟ هل أقامة الحكومــة الدنيا ولم تقعدها كما فعلت بهجليج ؟ التي أوقفت تصدير النفط وعلقت المفاوضات وأغلقت التجارة الحدودية مع الجنوب وعلى مدار الـ 24 ساعة الفضائية السودانية تستعرض البطولات والأمجاد وتراب الوطن الغالي …الخ ولماذا لم تفعل ذلك بقضية المعتقلين وحلايب وقري الشمال المنسية تحت الإحتلال المصري ؟ لأنها مصر ام الدنيا !

وحتي لاننسي إذا لم يكن بإستطاعة الحكومــة أن تفعل ما فعلته بهجليج، بإمكانها عمل الكثير ؟ ليس مجلس الأمن والاتحاد الأفريقي مع مشروعية حقنا بالمطالبة فيه ، ولكن لماذا لم يتم طرد السفير المصري حتي عودة حلايب ؟ لماذا لاتوقف الرحلات الجوية الصباحية والمسائية لمصر للطيران ؟ لماذا لا تعلق إتفاقية الحريات الأربع ؟ لماذا لا تغلق الحدود والتجارة مع مصر ؟ بنص ملحق إتفاقية مياه النيل هناك مليار ونصف متر مكعب يذهب لمصر من نصيب السودان كسلفة مائية منذ عام 1959م لماذا لا تطالب الحكومة بمقابل مالي أو إسترداها لري مناطق الشرق والغرب العطشي.

حتي لاننسي هناك فائض مائي يقدر بأكثر من 6 مليار متر مكعب من المياه من نصيب السودان يذهب لمصر سنوياً دون أي مقابل ! لماذا لا تعمل الحكومة ترعة من النيل الأبيض لسد حاجة الغرب السوداني من مياه الشرب وأخري من النيل الأزرق للمناطق الشرقية ؟ هذه حقوق هي الأخري مغتصبة وليست مساومات سياسية أو أوراق ضغط ! لماذا لاتوقع الحكومة على إعادة تقسيم مياه النيل مع الدول الأفريقية ؟ حتي تكون هناك عدالة لكل الدول بدون أي تمييز، وإذا كانت مصر بحاجة إلي مياه إضافية زيادةً عن حصتها المقررة لماذا لا نبيع لها المياه أو نرفض ؟! نحن أحرار فما نملك نبيع لمن نشاء ونهب بعزة وكرامة لمن نريد؟

حتي لاننسي لماذا لا يذكر الإعلامي الحكومي في نشرات الأخبار والنشرات الجوية “حلايب المحتلة” لماذا تتجنب الحديث عن حلايب المحتلة في خطابات الرئيس والمناسبات الوطنية ؟ في جواز سفرنا مكتوب لكل دول العالم عدا إسرائيل لأنها محتلة فلسطين ؟! لانريد أن ندخل في : هل أولي تراب الوطن أم التراب الفلسطيني ! ولكن لماذا لا تكتب الحكومــة ما عدا مصر فهي الأخــري دولة محتلة وغاصبة أراضي سودانية بالقوة .

السر جميل
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. مصر لم تقوى على حكم نفسها على مر التاريخ ناهيك أن تقوى على احتلال السودان.
    ظلت مصر ترزح تحت نير الاستعمار منذ الأزل إذ حكمها البطالمة و الرومانيون و الإغريق والأقباط والفاطميون و الأتراك و البريطانيون ، و لم تهنأ أم الدنيا بحكم مستقل حتى تاريخ اليوم إذ أن حكم الوطنيين أو ما يعرف بثورة الضباط الأحرار الذي استمر منذ 1952م بقيادة محمد نجيب فجمال عبد الناصر ثم أنور السادات مروراً بحسن مبارك و محمد محمد محمد مرسي لم يكن بأحسن حالاً من حكم المستعمر إن لم يكن أسوأ منه.
    و هذا يؤكد مصداقية المقولة المنسوبة إلى عمرو بن العاص عن رأيه في مصر و المصريين
    حيث قال عنها( ونساؤها لعب ورجالها لمن غلب وأهلها تجمعهم الطبلة وتفرقهم العصا)
    و لا نامت أعين الجبناء.

  2. مصر لم تقوى على حكم نفسها على مر التاريخ ناهيك أن تقوى على احتلال السودان.
    ظلت مصر ترزح تحت نير الاستعمار منذ الأزل إذ حكمها البطالمة و الرومانيون و الأغريق والأقباط والفاطميون و الأتراك و البريطانيون ، و لم تهنأأمر الدنيا بحكم مستقل حتى تاريخ اليوم إذ أن حكم الوطنيين أو ما يعرف بثورة الضباط الأحرار الذي استمر منذ 1952م بقيادة محمد نجيب فجمال عبد الناصر ثم أنور السادات مروراً بحسن مبارك و محمد محمد محمد مرسي لم يكن بأحسن حالاً من حكم المستعمر إن لم يكن أسوأ منه.
    و هذا يؤكد مصداقية المقولة المنسوبة إلى عمرو بن العاص عن رأيه في مصر و المصريين
    حيث قال عنها( ونساؤها لعب ورجالها لمن غلب وأهلها تجمعهم الطبلة وتفرقهم العصا)
    و لا نامت أعين الجبناء.

  3. كم انت جميل يالسر جميل مقالك في منتهي الروعه فندته بالادله والبراهين وتبا للمرجفين والمتخازلين والمفنوسين لمصر فهولاء الارازل لا مكان لهم في سودان الغد,, سودان الغد الذي لن يعلوا فيه صوت سوي مصلحة الوطن ولا محاباة ولا مهادنه في ذلك ,,سودان الغد الذي ستعود فيه العزه والكرامه لكل اهلنا وستروي مياه النيل كل العطشي في شرق وغرب البلاد ولن نترك نقطة ماء من نصيبنا تذهب لمصر ولن نترك حدودنا الشماليه مفتوحة للعربده المصريه ولن نتنازل عن مياهنا الاقليميه في بحيرة النوبه والبحر الاحمر لكي يعربد فيها صائدو الاسماك المصريين فشعبنا اولي واحق بثروته السمكيه دون غيره

    اتمني ان يداوم الشرفاء من ابناء وطننا الحبيب في ايضاح موقفنا الصلد ضد الهيمنه المصريه في السودان وحتي يعلم المصريون ان في السودان رجال مستعدون لفداء هذه الديار بارواحهم ولسنا كالمتخاذلين والمنبطحين لمصر والذين علا صوتهم في زمن الانحطاط الانقاذي وظن المصريون ان كل اهل السودان امثال هولاء الخونه الذين اضاعوا هيبة وطننا الحبيب ارضاءا لمصالحهم الشخصيه

  4. اخي السر جميل. حتي لا تنسي أذكرك بان تبحث عن الآتي وتوثيقه
    قبل خمسة او ستة أعوام كانت هناك بعثة اثار يابانية تنقب علي سواحل الاسكندرية في المنطقة المحاذية لمكتبة الاسكندرية العالمية ،،، قامت البعثة اليابانية بالحفر لعمق أربعون قدما حيث استكشفت معداتها آثارا في باطن الارض ،،، ولهول المفاجأة وجد تابوتا من الرخام الخالص الأسود اللامع طوله قرابة الستة أمتار ،،، وعند نفض الغبار عنه وقراءة ما كتب عليه بالغلة النوبية وهي الهيروغليفية الأصلية ،، تابوت الفرعون الأسود ،، وكتب عليه هذا الفرعون الأسود هول اول الفراعنة الذين حكموا مصر وهو أتي من بلاد السودان وحاكم السودان ومصر ،،،،
    عندما تم علان ذلك علي قناة التلفزيون المصرية مباشرة من مكان الحدث وبوجود الدكتور حواس ووزير الاعلام آنذاك ،،، وتم عرض فتح التابوت لفترة وجيزة وانقطع عندما بداء خبير الاثار الياباني رئيس البعثة في قراءة النقوش المكتوبة علي التابوت والتي أفصح أثناءها عن هوية ولون ومواصفات واسم الفرعون الاول السوداني الأصل والحاكم الاول لمصر انقع النقل ،،، والذي علمته فيما بعد بان الفرعون الأكبر حسني مبارك امر البعثة اليابانية بخسف الارض بالفرعون السوداني الذي أخرجوه من مخبأه وسكب الرصاص علي مدخل المدفن ،،، هذا ما يدلل علي حقيقة ان المصريين يعلمون التاريخ ولكنهم يزورونه بل ويدفنونه في أعناق الارض السحيقة ناهيك عن ذاكرة التاريخ التي كلها عبارة عن مسخ من الحضارة المزيفة ،،،
    وسوف اعمل علي الحصول علي تقارير البعثة اليابانية حتي ان ذهبت لليابان مشيا علي الأقدام ان مد الله في أيامنا

  5. اخي السر جميل والقراء والمعلقين الكرام
    إليكم الإثبات حول ما ذكره الأخ السر جميل والبحث متواصل
    السودان بلد الفرعون الأسود. واصل الحضارة الفرعونية في السودان
    ترجمة : طه يوسف حسن : جنيف – سويسرا

    قدمت القناة السويسرية الأولى الناطقة بالفرنسية (TSR) يوم الخميس 30-06-2005 برنامجاً عن الحضارة النوبية في السودان وعن ملوك النوبة (الفراعنة السود) الذين حكموا مصر لعدة قرون من الزمان، وقدمت تلك الحلقة التاريخية القيمة “من خلال أشهر البرامج التلفزيونية على الساحة الإعلامية -برنامج (Temps Présent)-“.
    وقال مقدم البرنامج إريك بوماد (Eric Bumad) أن الحقيقة التي تجهلها الشعوب وربما شعب وادي النيل نفسه هو أن ملوك النوبة في شمال السودان حكموا المصريين لعدة قرون، وأن الحضارة النوبية هي أول حضارة قامت على وجه الأرض، وأعرق حضارة شهدها التاريخ هي في مدينة (“كرمة” حاضرة النيل) وعاصمة أول مملكة في العالم كما أكد عالم الآثار السويسري Archéologie المعروف في القارة الأوربية (شارلي بونيه) هذه الحقيقة أمام أعين كاميرا التلفزيون السويسري الذي نقل جزء كبير من بقايا الحضارة السودانية.
    (شارلي بونية) تكلم من مدينة (كرمة) ويبدو عليه الفخر والإعزاز بهذه الحضارة التي أصبح هو جزء منها، حيث مكث في السودان أربعون عاماً.

    وبدأت رحلة (شارلي بونيه) عندما قدم إلى مصر بعد أن درس علم الآثار في سويسرا، ولكن من خلال بحوثه في مصر وجد أن هناك حلقة غائبة في تاريخ الحضارة الفرعونية، وأن هناك مرحلة مهمة من مراحل تلك الحضارة مفقودة. فذهب إلى شمال السودان وبدأ يبحث عن أصل الحضارة الفرعونية التي ملئت الدنيا، وبعد سنوات طويلة من الصبر والعمل المتواصل توصل (شارلي بونيه) إلى الحقيقة الغائبة، وهي أن أصل الحضارة الفرعونية في السودان، وأن فراعنة السودان هم الذين حكموا مصر حتى بلاد فلسطين.
    تحدث (شارلي بونيه) عن تلك الحضارة التي مر عليها أكثر من 300 ألف سنة وأكد أن الحضارة الفرعونية في مصر أتت بعد الحضارة النوبية في السودان، وأن ملوك النوبة (الفراعنة السود) هم الذين نشروا تلك الحضارة من خلال حكمهم لمصر -والذي امتد حتى فلسطين- واستمر قرابة الـ 2500 عام. ولكن عندما استجمعت مصر قواها وعافيتها في زمن الفرعون (نارمر “Narmer”) الذي كان أول من أسس أسرة الفراعنة التي حكمت مصر، بدأ الفراعنة يفكرون في اجتياح ملوك النوبة في السودان. وبعد قرون من الزمان حكم مصر الفرعون (بساميتك “Psammétique”) وسيطر على منطقة النوبة، ودخل مدينة (كرمة) ودمر حضارة الفراعنة السود وهدم القلاع والمعابد وتماثيل الفراعنة السود، وكان ذلك في عام 664 قبل الميلاد.
    وعرض (شارلي بونيه) التماثيل التي دمرها المصريون والقلاع والمباني الشاهقة التي كانت أعلى مباني في المنطقة “بل وعلى مستوى العالم أنذاك، وكان ارتفاعها حوالي 20 متر”؛ مما يؤكد على أن حضارة كرمة كانت أول حضارة في العالم وكانت تسمى تلك المباني العالية في لغة النوبة بـ (deffufa).

    وقد شكر (شارلي بونيه) الفريق الذي عمل معه -المكون من فرنسي عمل سابقاً بالجيش الفرنسي في الجزائر، وشاب سويسري، ومهندسين سودانيين، وخريجة آثار من منطقة كرمة ذكرت أن أباها عمل بالآثار المصرية بمنطقة “أبو سمبل” جنوب مصر.
    وتحدث (شارلي بونيه) بإعجاب شديد عن الشعب السوداني وعن التعاون الذي وجده من السودانيين على كل المستويات، وقال: “أنا جئت من بلد محايد وأعمل في مجال الآثار وهو مجال محايد فلذا لدي علاقات متميزة مع كل السودانيين على مختلف مستوياتهم.”، وكرر نفس الكلام عالم الآثار الفرنسي الذي يعمل جنباُ إلى جنب مع شارلي بونيه والذي ظهر على شاشة التلفاز طوال البرنامج وهو يرتدي الجلابية السودانية بإعزاز!!
    زار (شارلي بونيه) ومجموعته محلية “كرمة” وقابل المسئولين وتحدث معهم بدون أي حواجز وطلب منهم إنارة المنطقة التي يعمل فيها واستقبلوه وكأنه واحد منهم.
    بعد أن إكتشف (شارلي بونيه) تمثال الفرعون ملك النوبة التي حكم مصر عمت الفرحة أرجأ المنطقة وخرج أطفال المدارس يحملون العلم السوداني والعلم السويسري في فرحة لا توصف ولافتات كتب عليها (شكراُ شارلي بونيه)، حملها أطفال المدارس الصغار وحضر الحفل وزير الداخلية السويسري ورئيس سويسرا لعام 2003 (باسكال كوشبا) ومعه وزير الداخلية السوداني السابق (الفريق/ عبد الرحيم محمد حسين) وبعض كبار المسئولين الذين ارتسمت الفرحة على وجوههم بتلك المناسبة العظيمة وكان ذلك في ديسمبر الماضي.

    عبر (إدريس) أحد الذين قضوا سنين طوال في رحلة البحث مع العالم (شارليه بونيه) عن فرحته يوم وجدوا تمثال الفرعون الأكبر الذي حكم المنطقة حتى فلسطين، وقال (إدريس): “في هذا اليوم لم آكل قط من الفرحة ولم أنم، وبإكتشاف تمثال الفرعون الأكبر تكون رحلة البحث التي امتدت لمدة 40 عاماً تكللت بالنجاح الباهر وبالوقوف عند الحقيقة التي بحث عنها (شارلي بونيه) وهي أن الحضارة المصرية مستمدة من الحضارة السودانية في أرض النوبة، وأن الفراعنة السود في السودان هم الذين سادوا المنطقة قبل ظهور مصر على وجه الحياة!!
    كل هذه المشاهد الحية نقلها تلك القناة التلفزيونية السويسرية الناطقة بالفرنسية مدة 60 دقيقة كاملة دون إنقطاع، مما يؤكد على أهمية وحيوية الموضوع.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..