انتفاضة لله .. يا محسنين!ا

غرباً باتجاه الشرق

انتفاضة لله .. يا محسنين!

مصطفى عبد العزيز البطل
[email][email protected][/email]

(1)
من حِكَم الفرنجة واقوالهم المأثورة: (من السهل قيادة الحصان الى نبع الماء، ولكن من الصعب اجباره على الشرب). وقد نفر كثيرون من معارضى نظام الانقاذ وانتدبوا انفسهم خلال العقدين الماضيين – فى اطار حملات متعددة انتظمت جموعاً من الناشطين فوق أديم الارض داخل السودان، وفوق أسنة الرماح فى أعالى الأسافير – الى مهمة قيادة الحصان السودانى الى بحيرة الانتفاضة. المشكلة الوحيدة التى واجهت هؤلاء النافرين تمثلت فى ان الحصان ما فتئ يركب رأسه ويمتنع عن الشرب فى كل مرة يُقاد فيها الى البحيرة، رغم كل المحاولات والتوسلات. هذا لا يعنى أبداً ان الحصان سيظل ممتنعاً عن الشرب الى ما لا نهاية، فذلك ضد طبيعة الأشياء. كل ما فى الأمر أن حصاننا يتبع نظاماً خاصاً به. له مواعيد شرب معينة يعرفها هو، ولا يعرفها غيره. ثم انه يشرب – حين يقرر ان يشرب – بمزاجه هو، لا بمزاج غيره!
(2)
وقفت خلال عطلة نهاية الاسبوع على حالة الاستنفار العام التى انتظمت قطاعاً مقدراً من المواقع الاسفيرية السودانية عقب توالى انباء نجاح انتفاضة الياسمين فى تونس، والهروب المخزى للرئيس زين العابدين بن على. وقد توسل كثير من الناشطين فى المواقع الالكترونية السودانية الى توظيف الشبكة الدولية والتكنولوجيا الرقمية اجمالاً لصالح دعم حملات معارضة نظام الانقاذ وتصعيد وتائرها باتجاه الانتفاضة الشعبية، اسوة بالتجربة التونسية الماثلة. وتوظيف الانترنت والتكنولوجيا الرقمية لتحقيق “حِمل صناعى” ثورى فى أرحام الشعوب المضطهدة جهد مختبر من حيث الفاعلية، جربه آخرون فى انحاء عديدة من العالم، وجنوا ثماره فعلاً لا قولا، واكلوها هنيئاً مريئاً. وان كانت الحالة السودانية تبدو لى مختلفة بعض الشئ. اذ ان السواد الاعظم ممن يتعاملون مع تكنولوجيا الشبكة الدولية هم من سودانيي الشتات – لا سودانيى الربوع – وجل هؤلاء معارضون أصلاً ومنتفضون فصلاً، اما بالميلاد او بالتجنس. وفى مدن الانتفاض الاسفيرى كلهم سقايين يبيعون الماء فى حوارى السقايين! وكنت قد سعيت مراراً الى استحصال بيانات علمية تشتمل على تقديرات احصائية موثوقة يمكن الاعتماد عليها، تلقى ببعض الضوء على حقيقة الاثر الفعلى للانترنت داخل السودان، فلم اقف على شئ ذى بال.
أدهشنى بعض الشئ وانا احلق فى حقول الشبكة العنكبوتية ان عفريت الانتفاضة قد ركب اهل الحماسة المفرطة الى حد تماهى فيه الجد والهزل، اذ شرع البعض بالفعل فى تشكيل الحكومة الجديدة. بينما اكتفى آخرون بطرح أسماء للشخصيات السودانية المؤهلة للقيادة فى فترة ما بعد الانتفاضة وفتحوا باب التداول حولها. وقد نشب الخلاف واحتدم واستعر بين بعض هؤلاء، حول الاسماء المرشحة، حتى كاد الدم الاسفيرى ان يسيل مدراراً لولا لطف الله. فى موقع آخر ولجت الى ساحة نقاش حول لائحة للشخصيات ابتدرها واحد من اهل الشتات تشتمل على عدد كبير من الاسماء التى اسبغ عليها صاحبنا صفات التأهيل والكفاءة، وأنعم عليها بعدد من صكوك الوطنية الاسفيرية. لفتت انتباهى مداخلة واحد من المشاركين كتب معلقاً: (يا اخوان: نسيتوا ان تضيفوا الى قائمة المرشحين لقيادة الحكومة الجديدة اسم الدكتور زكى جمعة). وقفت كثيراً عند الاسم وجهدت، ما وسعنى الجهد، ان اربطه بشخصية سودانية قيادية فلم افلح. سألت أحد الاصدقاء عن هذه الشخصية، التى حسبت انها ندّت عن ذاكرتى، فاستغرق فى الضحك حتى استلقى على قفاه، ثم أفادنى بأن زكى جمعة هذا شخصية وهمية اشتهرت فى عالم الكوميديا عندما أضافها الفنان عادل امام فى احدى فصول مسرحية “شاهد ما شافش حاجة”!
(3)
هل شروط التغيير متوافرة، وهل السودان مهيأ فعلا لانتفاضة شعبية؟ العلم عند الله وعند الحصان. لكننى لا أعرف أحداً من أهل السودان يمكن ان يجادل فى يومنا هذا حول ان البلاد تجتاز محنةً كاملة الدسم، وتمر بمضيق أزمة سياسية بالغة التعقيد. لعلنا لا نجاوز الحق ان قلنا انها تعتبر أوسع وأسوأ الازمات واشدها خطراً منذ نال السودان استقلاله فى 1956. أخطر معالم الازمة الراهنة فى تقديرى – وفى تقدير كثير من المراقبين – ان اللاعب الرئيس الاقوى والاكثر تأثيراً فى الملعب السياسى السودانى لا يقدّر أبعاد هذه الازمة حق قدرها، فيتعامل معها بقسط كبير من الغرور والاستهانة والاستهتار واللامسئولية. ولكن – دقيقة واحدة من فضلك – من هو اللاعب الرئيس الاقوى والاكثر تأثيراً فى الملعب السياسى السودانى اليوم؟!
هناك نظريات يقول بها محللون سياسيون من ذوى العارضة تزعم بأن السودان الراهن لا يحكمه حزب او تنظيم من اى نوع، كما يتأسس الافتراض وكما يسير الادعاء، بل تسيطر على اموره زمرة صغيرة تعد على اصابع اليدين من السياسيين والعسكريين، تقوم بتصريف الامور بمناهج وآليات تشبه فى جوهرها تقاليد المافيا، وكل زعم بخلاف ذلك باطل حنبريت، كما جرى القول عند عالمنا الراحل عبد الله الطيب. وانا فى خويصة أمرى اتمنى الا يكون ذلك صحيحاً. الذى اتمناه هو ان تكون الصورة الظاهرة للعيان هى الصورة الحقيقية. والظاهر للعيان هو ان حزب المؤتمر الوطنى الحاكم حزبٌ حديث، له مؤسساته وفكره ورؤاه وبرامجه ومرجعياته، وانه الحزب الذى يحكم السودان وفق تفويض شعبى انتخابى مؤسس على البرنامج السياسى الذى اجازه مؤتمره العام فى اكتوبر 2009.
بيد ان الذى نراه من مآلات الامور تثير الحيرة حقاً. اذ لا يبدو لى ان للحزب الحاكم مؤسسية حقيقية مرتكزة على مبادئ ومواثيق ومرجعيات، بل هى الأهواء والانواء وخبط العشواء. والا فمن اى حدب ومن اى صوب تجئ هذه الخطب المتكررة من فوق المنابر التى يتم فيها الاعلان عن تطبيق الشريعة وانفاذ الحدود بعد اكتمال عملية انفصال الجنوب؟ هاك – يا رعاك الله – أحدث هذه التصريحات كما جاءت فى خطاب المشير عمر البشير امام الاحتفال بافتتاح مسجد العارف بالله الشيخ ادريس ود الارباب بالخرطوم جنوب يوم السبت الخامس عشر من يناير:( لن تكون هناك دولة مدنية ما دام بنا عرق ينبض، بل دولة قائمة على الشريعة. هذا امر منتهى ولا رجعة فيه. الدولة المدنية عبارة تستخدمها جهات معينة لاخراج الشباب عن الدين الاسلامى وتحويلهم الى ملحدين)!
هو حكم الفرد اذن تنزل عليه الامة غصباً (وما اريكم الا ما أرى وما اهديكم الا سبيل الرشاد)، لا حكم المؤسسات ولا صيرورة الديمقراطية والشورى الحزبية، فنحن لم نسمع بعد عن مؤتمر عام استثنائى للحزب يتداول فيه ويقرر عبر الوسائط الشورية حول شكل الدولة ومستقبل شمال السودان واوضاعه الدستورية بعد انفصال الجنوب. كما ان المؤتمر العام الاخير للحزب الحاكم الذى عقد فى اكتوبر 2009 لم يضمّن تطبيق الشريعة الاسلامية فى مقرراته، بل وردت الاشارة الى “قيم الشريعة السمحاء” حيث جاء النص على النحو التالى: (يؤكد المؤتمر انه مصمم على بناء حزب قائد لوطن رائد يبنى نهضته وعزة شعبه على دوافع الايمان وقيم الشريعة الاسلامية السمحاء .. ثم على العلم والمعرفة والبحث العلمى). وقد احتفى عدد من المراقبين والمحللين فى الوسائط الاعلامية لامريكية والاوربية وقتها بهذا النص، واعتبروا ان المؤتمر الوطنى قد خطا بذلك خطوة نوعية باتجاه التعددية والحقوق والدولة المدنية والانفتاح الديمقراطى.غير ان المشير عمر البشير – لأمرٍ يستغلق علينا – يصر هنا على السير فى خطى الرئيس السابق جعفر نميرى الذى كان يتخذ من حزبه الاتحاد الاشتراكى واجهة سياسية صورية يستمد منها شرعية سياسية رخيصة الكلفة، فلا يأبه به ولا يقيم له وزناً، وانما تتنزل عليه شخصياً القرارات المصيرية الهاماً من السماء فيتسنمها كفاحاً. وهذا أول الوهن فى جسد النظام القائم، وان تمظهر الوهن بمظهر العناد والفتوة. وتلك أولى نذارات الازمة وان تسربلت بسرابيل الجبروت واعتمرت عمامة الغرور. ولكن الحقيقة التى يسطع نورها مثل شمس النهار تبقى، وهي ان هذا النمط من القيادة السياسية ولّت أيامه واستغبرت أزمانه، اذ لم يعد يستوعبه افق القرن الحادى والعشرين، وقد تخطاه عالم الشعوب الجديد، وتركه من خلفه ظهرياً.
(4)
غير أن عجيبة العجائب حقاً – فوق خشبة المشهد السياسى المتفجر – هى ما نراه من تشدد العصبة المنقذة واصرارها على المضى قدما فى انتهاج سياسة تصعير الخد للقوى السياسية والمدنية ذات الموقف المغاير، والاستعلاء على نداءات المنادين بحكومة وحدة وطنية تخرج بالبلاد من وهدة الازمة التى تاخذ بخناق الجميع بلا استثناء. وشأن العصبة فى ذلك شأن من دس المحافير فأخفاها عن اهل المروة ممن جاءوا لاعانته على دفن سوأة ابيه. هل يعقل ان اهل الانقاذ – لو ان للانقاذ أهل – قد استعصى عليهم ادراك التحديات الجسيمة والتداعيات الوخيمة التى تتهدد البلاد من جراء انفصال جنوب السودان عن شماله؟ وفى مقدمتها الآثار الاقتصادية المهولة والتداعيات النفسية والاجتماعية المتوقعة، ناهيك عن التدهور الفورى والمباشر فى مستويات المعيشة الذى ضربت آثاره كل مدينة قرية ومنزل فى السودان، والذى انتجته الزيادات والانفلاتات فى اسعار السلع الاستهلاكية الضرورية. ثم هل شق عليهم الاقرار بطبيعة التعقيدات التى أحاطت بالازمة الدارفورية واستعصائها على الحلول السلمية تحت مظلة الانقاذ، ثم ارتباط ذلك كله بقضية المحكمة الجنائية الدولية وهواجسها التى ما تزال تراوح مكانها فتتهدد سيادة الدولة ومكانتها وكرامة رئيسها. والقائمة تطول!
(5)
استفحال الازمة وتردى الموقف السياسى فوق أرض الواقع داخل السودان وغياب ملامح الانفراج كنتيجة حتمية لتزمت وانغلاق وعنجهية بعض رموز العصبة المنقذة، لا تجد له نظيراً الا فى حالة الاستقطاب والاحتراب وضرب الرقاب التى تراها فى مجابهات معارضى النظام من سودانيي الشتات المتناثرين فى مدن العالم شرقاً وغرباً. وآخر حلقات هذا المسلسل التراجيكوميدى هو الصراعات التى احتدمت مؤخراً داخل تنظيم الجبهة الوطنية العريضة، بعد ان انشب مؤسسوها اظفارهم فى رقاب بعضهم البعض إثر خلاف على اشكالية ذات صلة بقضية الدجاجة والبيضة. وما زلت اتأمل بلوى ذلك التنظيم، الذى كان قد بشرنا بأن الفرج سيأتى علي يديه، وقد غمرنى الحزن على حال “مثقفى” السودان، حتى قرأت عنواناً لمقال لصديقى الكاتب الصحفى محمد عثمان ابراهيم خفف علىّ وقع البلوى ومرارة الحزن بل كاد يقتلنى من الضحك. جاء عنوان مقاله: (الحكومة تتوسط لانهاء خلافات الجبهة العريضة)! والحق يقال ان ضيق الافق ومحدودية النظر وقلة البضاعة من الفكر ليست ماركات مسجلة حصرياً للعصبة المنقذة.
بيد انه من المؤكد ان حصان الانتفاضة السودانى الاصيل يرقب – هو ايضا – عن كثب ويرصد ويتابع .. ويتألم. ولا بد انه قد قرر بينه وبين نفسه ان وقت الشرب لم يحن بعد. وحتى يقرر الحصان ان يشرب فإننا نلتمس من أحبابنا مناضلى الاسافير الذين شرعوا فى تشكيل حكومة الانتفاضة القادمة، برئاسة زكى جمعة، ان يتمهلوا بعض الشئ!

نقلا عن صحيفة ” الاحداث”

تعليق واحد

  1. تاني الشعب لم ولن يشرب لكي يجوا الديناصورات ويلقوها مملحة على طبق من وزارات. ويسفوها ……طيلة العقدين الماضيين لم نسمع من زعامات أحزابنا طلب واحد فيه ولو حتى نظرة للشعب. ومبلغ طلباتهم رجعوا لينا بيوتنا وجناينا واستراحاتنا.. وبعدهذا كله تريدوننا ان نخرج الشارع لا وألف لالالالا…الا في حالة واحدة ان يتقدم ابناء الزعامات ( مريم وعصام ود أو بنت المرغني ونقد الذي لم يخرج من جحره) لحرق انفسهم ومن ثم تجدوننا ملاءنا الشوارع ولن نهداء حتى يتغير الوضع لكن غير ذلك لالالالالالا.

  2. للاسف مقالك كالعادة بائس

    باعتبارك رجل طارح نفسك كاتب
    ما هي اطروحاتك التي من شأنها ان تقدم بديل لحالة التشظي التي يسير عليها الوطن
    شيئا فشيئا كما يريد نظامك ؟
    مهما ادعيت لا تخرج عن كونك تابع لهذا النظام

    والتاريخ سيسجل لأبناء الوطن الشرفاء ماذا قدموا
    فالأجدى لمثلك ان يلتزم الصمت
    فايقاد شمعة في وجه هذا النظام اشرف من مثل كتاباتك البائسة

  3. صدقني يابطل. حامل القلم حين تخط يده كذباً, فمن المحال أن يؤتمن ويتم تصديقه. إنت سمعت الشمار وما شمشمتَ كويس وفوراً جيتنا طاير. قامو بعدها ناس البصبيص هبتوك بخطاب خلاّك من يوما تفرفر. ياخي أركز عشان نقدر نركّز معاك. راجل قدر والدك معاشو 280 ج وعندو ثمانية بنات ثلاثة منّهم في الجامعات, أفتنا ياسعادتك ما عليه أن يفعل ؟ أها نخليهو ليكم عشان تنهشو لحمه ؟ كتّرتوها وإفتريتو وحاولتو بشتّى الطرق تكسرو الرجال بالحديد والنار, زيكم زي المستعمر, لغايت ما كرهناكم وأبت نفوسنا التي تجري فيها دماء أجدادنا إلا غلياناً ومقتاً منكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدآ

  4. قصيدة للشاعر والاكاديمي
    الفلسطيني الكبير
    د. أحمد حسن المقدسي
    [email protected]

    ***
    إن ْ رُمـْـت َ تعرف ُ كيف الشعبُ ينتصر ُ إذهـــب ْ لتونـــــس َ .. فيها العِــلم ُ والخـَـــبَر ُ
    بشائر ُ السَّـــعْـد ِ في الآفاق ِ باسِـــــمة ٌ تـُـبَــشِّـر ُ الــــشعب َ أن الظـُــــلم َ ينحـَــــسِـر ُ
    أسْــرَجْــت ُ خيلـي إلى الخضراء مُرتحلا ً والقلــــب ُ فــــوق َ قِـــباب ِ القــدس ِ مُنـْتـَظِـر ُ
    وجـِـــئت ُ أطلب ُ حـُــلـْما ً كـِـدْت ُ أفـقِـدُه فـــي زحـْـــمة ِ القِـــمَم ِ الجـــــوفاء ِ ، ينــــدثر ُ
    حامــــت ْ طيور ٌ من الأشـــواق ِ تحملني إلـــيك ِ، حـــيث ُ لــــديك ِ الحـُـــلـْم ُ والــــزَّهـَـر ُ

    ***

    دم ُ العـــزيزي ْ * بـهــــذا النصر ِ بـَشـَّـــرنا
    فــــهل رأيــتم ْ دمــــــاء ً .. كـُــــلها بـُــــشـَر ُ

    تفنـى الجـُـسوم ُ بـقــبر ٍ حـين َ تــسْـكنه
    والـــــذكرُ بــــاق ٍ مـــع الأيـــام ِ ، والفـِــــكـَر ُ

    لــو الخلـود ُ لأمـْـــر ِ الناس ِ مـَــرْجــِـعـُـه ُ
    لاسـْـتـقبل َ القبـر ُ بالأزهار ِ مـَــن ْ قـُـــبـِروا

    إنـْـــهَض ْ مُحــمد ُ * أنــت َ اليوم َ رايتـُـنا
    فـــإن َّ مِـــثلك َ لـــم تـُــخلق ْ لــه الحـُــــفـَر ُ

    ***

    يا شـعب َ تونـس َهــذا العُــرْس ُ عُرسُـكـُم ُ يُـــشاغِـل ُ الكــــون َ بالأفـــراح ِ ، فافتخـِــروا
    يا ســـــيد َ النــــصر ِ أنـــت َ الآن َ ســـيدُنا قـُـــدْنا .. فنحــن ُ دُمــى ً أودى بـها الـسَّــفر ُ
    ونحـــن ُ قبـــلك َ عمــــيان ٌ بـِلا بـَـــصَر ٍ ونحـــــنُ بـــعـدَك َ فـُرســان ٌ لـهـا بـَـــــصَر ُ

    ألـــيوم َ يسقـُـط ُ مِــن ْ أصنامِـنا صـَــنـَم ٌ
    وكــــل ُّ طاغـِـــية ٍ فــــي الـــــدَّوْر ِ ينتـــظِر ُ

    أيــن القصــور ُ وأيــن الجــاه ُ يملـؤها ؟
    والعــرش ُ أيــــن َ ، وأيـــن التــاج ُ والخـَـــفـَر ُ

    أليـــوم َ أحــــذية ُ الأبـــــطال ِ تـَــــسحَقـُها
    وثـــــورة ُ الـــشعب ِ لا تـُــبقي ولا تــــــذر ُ

    في وجهه ِ ضـاقت ِ الـــدنيا بمــا رَحُــبَت ْ
    لـــو فـــيه ِ ذرَّة ُ كـِـــبْر ٍ ، كـــان َ يَنـتـَحِر ُ

    ***

    طـال َ الضياع ُ فـَمـَـن ْ للخــيل ِ يُـسرجُها وشــِـــلـَّة ُ الحـُـــــكْم ِ بـالإذلال ِ تـفتـَـــــخِر ُ
    هـــذي الزعــامات ُ للأعــــداء ِ حاضِــــنة ٌ علـى الـشعوب ِ بـِسيف ِ القــهْر ِ تنتـــصر ُ
    مِــن المُــحيط ِ إلــى الصــحراء ِ مَـهْـلـَكـَة ٌ وطـُــــغـْـمة ٌ بـِثياب ِ العـُـــــهْر ِ تــــستـَتـِـر ُ

    عــوائل ُ الفـُـــجْر ِ والتعـــريص ِ ســــادرة ٌ
    في فـُــجْرها وجمــيع ُ الـناس ِ تـُحـْتـَـضـَر ُ

    يُحَـدثونـك َ عـــن ْ شــعب ٍ وعــن دول ٍ
    والناس ُ عـَــشـَّــش َ فـي أمعائها الطـَّـفـَر ُ

    ما أسوأ َ العـيش َ في أرض ٍ يَسوس ُ بها
    تـَــنابـِل ُ القــوْم ِ .. والخـصيان ُ .. والـبَقـَر ُ

    مِن ْ نصف ِ قـرن ٍ مضى والكـُـل ُّ ناصِحُهم لكـنـَّهم كـَـبـِغال ِ الحـَــقل ِ مـا اعـْـتـَـبـَروا
    فالكـُــل ُّ يحـمِل ُ خـُـــفـُّـا ً فــوق َ رقـْـبَـتِـه ِ ولو رَعـَـوا خمْس َ غـَنـْمات ٍ لما قـَـدِروا

    ***

    يا شعب َ تونس َ أنـت َ اليـوم َ تصْــنعُنا
    عـَلـَّمـْتـَـنا أن َّ لِــص َّ الحـَـي ِّ يزدجــــر ُ

    مـِــن ْ بـَـوْح ِ فـجرك َ أنـسام ٌ تـُـــظلـِّـلـُـنا
    ومِـن ْ سـمائك َ هـَـل َّ الشـمس ُ والـقـمر ُ

    مواسِـم ُ الخـير ِ لاحــــت ْ فـي مَـــضارِبـِنا
    ما أروع َ الفـــجر َ.. والأوثــان ُ تـندَحـِر ُ

    مـتى سـَــتـَفـْـتـَرس ُ العـــدوى مَـفاصِـلـَـنا
    وفي مَـفاصـِل ِ باقـي العـُـرْب ِ تنتـَـشِر ُ ؟؟

  5. يا (بطل) اراك و قد جعلت شغلك الشاغل هذه الايام انتقاد (مناضلي الاسافير) وتسفيه نضالهم طبعاً لشئ في نفسك و لا نلومك عليه ..، وهو ذات (الكلام) الذي تردده من تسميهم بـ (العصبة) ..
    ولكن نود نقول لك و (لهم) ان هذا النضال الاسفيري كان له دوراً مؤثراً في انتفاضة الشعب التونسي ، ان لم تكن تدري ..
    يا سيدي .. لقد خالفت انتفاضة تونس كل التوقعات ، و تحليلات (المثقفاتية) البئيسة ، والتي تملأون بها (الاسافير) ..
    و هكذا سيخّيب الشعب السوداني ظنكم ، وظن النظام ..

    بعدين من انت غير (محلل وكاتب ) اسفيري ، تكتب من (آخر الدنيا) كما يقولون وتملأ علينا الاسافير (ضجيجاً) ..

  6. I believe that our country is running by a kind of Mafia methods, …indeed the Sudanese citizen looks paralysis at the present time, However , it seems that this is just the quite before the BIG BANG…!!! who knows

  7. نفسي أعرفك يابطل شايت وين ..؟
    لا نريد منطقة رمادية يا أسود يا أبيض ومسك العصاية من النص لن يفيدك.
    أنت في دواخلك كوز حتى النخاع وتحاول إلباس الحق بالباطل لكن كتاباتك تفضحك.
    الجماعة راكبين التونسية وإنت معاهن إنشاء الله.
    الكل وصل لقناعة فساد وجور هذا النظام ومهما حاولت كسير المجاديف لن تفلح يا أمنجي يامرتزق أنت وصحفي الغفلة والسلطان مثلك ورحم الله صاحبة الجلالة وبلاطها إذ ضمت أمثالك يامأجور.

  8. قرات لك مقالاتك فى الرد على كتاب المحبوب فاعجبتنى
    وظللت اتابع كتابتك بعد زلك فاستغربت
    اراك تستهزى بالمعارضه بدلا عن ان تكون قلما وسيفا على الظلم والظالمين
    فاتعجب
    انا اعلم تماما كيف يصل اهل الحكم الان الى بعض الكتاب ويحسنون احوالهم
    ويعطوهم بما نهبوا من عرق ابناء الوطن لكى يكتبوا ما انت تكتب الان
    احزر

  9. واحسرتاه على الحق عندما ينقلب إلى باطل
    واحسرتاه عندما تبيع الأقلام نفسها إلى المال والسلطة الزائفة
    واحسرتاه على العقول عندما تنهك نفسها لتحوّل الحق إلى باطل

    أتحوّل البطل بقدرة المؤتمر الوطني إلى كادر أمن همّه تثبيط الثوار ضد الظلم، الفساد، والمحسوبية.
    أتحوّل البطل إلى كاتب في بلاط عمر البشير (قدو قدو)
    مبروك فقد أكدت الولاء للمؤتمر الوطني
    فقلمك أصبح سلاحاً موجهاً تجاه الغلابة، المظلومين، والمقهورين.

  10. مشكلة الديمقراطية في السودان هي المواقف الوسطى للمثقفين بين الديكاتورية والديمقراطية هذه المواقف يمثلها دائما يلعبها كتاب وتكنوقراط يوالون الديكتاتوريات بحجة عدم نضوج حملة الحكومة المدنية او عدم نضوج دول العالم الثالث مثل السودان للنظام الديمقراطي ، وهذه كلمة حق اريد بها باطل امنحوا الديمقراطية لا واحد وعشرون عاما كما الانقاذ امنحوها فقط 16 عاما أي 4 حكومات ديمقراطية متتالية وحينها ستعلمون كم زمنا غاليا ضاع 8 سنة مع عبود 16 سنة مع نميري 21 سنة مع الانخاس التي جاءت لتنخس كل شيء كما قال طونق.

    من امثلة التكنوقراط الذين يدعمون الديكتاتوريات ويتوظفون بها اسماعيل الحاج موسى وعلي شمو وسبدرات … أرجوا ممن يعرفم غيرهم اضافتهم لانني اريد كتابة كتيب عن هذه الطبقة والتي تعمل في الادارات الوسطى وتدعم الديكتاتوريات لأنهم في الايام الاول من عمر الاتقلابات يساعدونهم في تسيير شان البلاد ومن ثم ينتهي دورهم لينتظروا حكومة ديكتاتورية اخرى ويسندونها في ايامها الاولى وهكذا دواليك كما قال سيبويه وعمر بن بحر الجاحظ.

    مع تحيات ابودلامة الاسفيري…

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..