“يا بلدي يا حبوب ابو جلابية وتوب”..بين وردي والحاردلو.. حكاية مسدار “عشان بلدي”!

الخرطوم : صلاح الدين مصطفى

طبل العز ضرب في صالونه، واستقبلنا بجلابية وتوب، “يا بلدي يا حبوب ابو جلابية وتوب وسروال ومركوب وجبة وسديري وسيف وسكين.. يا سمح.. يا زين” شاعر هذه الاغنية هو العلم والأديب والدبلوماسي سيد أحمد الحاردلو وقد تغني له الفنانون حسن خليفة العطبراوي، محمد وردي، عثمان اليمني، محمد ميرغني، ميرغني النجار، جيلاني الواثق والفنان سيف الجامعة في اغنية “طبل العز ضرب يالسرة قومي خلاص”.
بخصوص الاغنية الاكثر شهرة وانتشاراً “يا بلدي يا حبوب” يقول سيد أحمد : وردي صديق عزيز، واذكر انني كنت منتدباً في الشؤون الاجتماعية، وجاء وردي في احد الايام ليستلم “شيكا يخصه، ومر علي للسلام.. ووردي عندو طبيعة.. وكان عندما يزورني في الخارجية أو اي مكان لا يجلس في المكان المخصص للضيوف، كان يأتي دائماً ويجلس بالقرب مني و”يفتح الدرج”.. في ذلك اليوم ـ وانا كنت مشغول بورق امامي.. شاهدته فتح الدرج واخرج منه ورقا وظل يقرأ فيه.. وعندما انتهى قال لي بالحرف الواحد.. بالله انت صديق.. ياخي دي ما اغنية ملحنة وجاهزة.. ثم حمل الاوراق و”شال” ورقة وقلم وبدأ يكتب في قصيدة “مسدار عشان بلدي” وهذا هو اسمها.. طلبت له “كباية ليمون”..
يواصل الحاردلو ويقول: لا زلت اذكر هذا اليوم جيداً فعندما انتهي وردي من كتابة القصيدة خرج مباشرةً. لم يشرب الليمون ولم يسأل عن “الشيك الذى جاء من أجله”..
في اليوم التاني ضرب لي تلفون وقال لي الاغنية دي انا لحنتها.. سوف اوقعها في نادي الفنانين الليلة وسألني: تجي تسمعها.. قلت له: ابداً.. لانني لم اتصور أن يقوم بتلحينها بهذه السرعة.. وفي اليوم الثالث اتصل بي بالتلفون وقال لي: الليلة حَ اغني الاغنية في المسرح القومي.. وكان ذلك ضمن مهرجان الثقافة الذى كان يقيمه اسماعيل الحاج موسى وعلي شمو.. وبالفعل ذهبت المسرح القومي واستمعت لها واحدثت ضجة شديدة.
سألت الحاردلو عن تداعيات هذه الاغنية “يا بلدي يا حبوب” خاصة وانها وجدت انتقاداً من احد الكتاب الصحفيين والذي اعتبر انها تكرس للعرب والجلابة.. اعتدل الحاردلو في جلسته وبدت على وجهه ملامح الاهتمام وقال: هذا الكاتب كتب في صحيفة (اجراس الحرية) وظلم القصيدة وظلمني كثيراً.. القصيدة لوحة سودانية اصيلة وتعبر عن كل المجتمع السوداني فيها.. “يا مزرعة باباي.. يا غضبة الهباباي” الباباي ثمرة مشهورة جداً في الجنوب والهباباي رياح تهب من شرق السودان وفيها رمز للغضب.. والقصيدة فيها “يا مرمى من الشمس زي قيلة ضلية.. يا سحنة نوبية.. يا كلمة عربية يا وشمة زنجية” يعني السودان كله ممثل في هذه القصيدة وتتمثل فيها القومية السودانية..

السوداني

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..