المسكوت عنه في حزب االأمة 1

كثيرون قد لا يعجبهم حديثي التالي. بعضهم يعمل بنظرية خالف تعرف. والبعض الآخر يعمل بنظرية ليس حبّاً في علي ولكن بغضاً لمعاوية. وهؤلاء تجدهم كأهل العراق القديم بالطبع قلوبهم مع علي ولكن سيوفهم مع معاوية. هذا هو الوضع في حزب الأمة اليوم. ونخشى أن يستمر إلى حين من الدهر لا نعرف مداه.
في ستينيات القرن الماضي ونحن شباب تلاميذ بالمدارس الثانوية شاركنا بعد ثورة أكتوبر في بناء حزب الأمة. كانت الزعامات الموجودة في الحزب في ذلك الزمان تجبرك على احترامها بما لها من معرفة وخبرة جعلتنا نجلس تحتهم نستمع لهم بإصغاء عقلي وجسدي حتى لا تفوتنا كلمة أو عبارة من الحديث الشيق المفيد الذي كنا نستمع إليه.
كيف تتشتّ أفكار من يستمع لمحمد أحمد المحجوب أو مولانا عبد الرحمن النور أو العم العزيز أمين التوم ساتي.. وأين نحن من الأمير عبد الله عبد الرحمن نقد الله… وهنالك الشاب النشط الدكتور عمر نور الدائم والدكتور الهادي الذي لا تكاد تسمع صوته وهو يحدثك عن السياسة بخبرة بروفيسور في القانون ألا وهو البروف محمد إبراهيم خليل.. وأين أنت عندما تستمع لعثمان جاد الله النذير .. وتاج رأسنا الإمام الشهيد الهادي المهدي الذي كان يحاورنا في مشاكلنا ويستمع إلى آراءنا بصبر طويل وبعدها يفتينا في أمرنا ونكون قد شاركنا بالرأي الذي نعرف ومنه استمدينا الصبر على المكاره والاّ نقنط من رحمة الله. كان من بين القادة الشباب الدكتور الذي أتي من أميركا حديثاً دكتور آدم محمود موسى مادبو أستاذ الهندسة بجامعة الخرطوم .. وإن كنت سأنسى فلن أنسي الرجل الوقور طويل البال .. بكري أحمد عديل… سألت الدكتور مادبو عن طول روح بكري وباله؟ قال لي: هؤلاء حمر يربون الإبل والضان ولهذا بالهم طويل وروحهم في السماء وليس مثلنا نحن البقارة، نربي الماشية ونركب الخيل ولهذا تجدنا في عجلة من أمرنا وبالنا ما واسع مثل حمر والكبابيش والكواهلة والشنابلة رعاة الإبل. وكنت أحسد بكري عديل على طول باله واستماعه لكل من يود أن يقول له صرفاً أو عدلاً.
السؤال الآن كيف هو حال حزب الأمة الذي نعرف؟ لا نريد أن نغمط الرجال الذين يقودون الحزب هذه الأيام عن حقهم في ذلك فلكل زمان وأوان رجال كما قال الإمام المهدي. لكن السؤال هل هم الناس الصح في المكان الصح والزمن الصح؟ الإجابة متروكة حسب وجهة نظر الناظر لكوب الماء الممتلئ لنصفه أو فارغ نصفه! بطبيعة الأشياء يجب ظهور قيادات شابة تشيل الشيلة من الكبار وحتى تتلاقح الأفكار ويستفيد الشباب من الكبار ذوي الخبرة. وهي سنة الحياة. لكن ما رأيناه وعشناه في ستينيات القرن الماضي إنقلب 180 درجة. رفض الإمام الصادق في ذلك الزمان أن يتولى الإمام الشهيد الهادي رئاسة الحزب وقال: يجب الفصل بين قيادة الأنصار ككيان وقيادة حزب الأمة كحزب سياسي. وقامت الدنيا ولم تقعد إلا بعد أن تم تقسيم الحزب لجناحين.. جناح الإمام وجناح الصادق. وأتى السيد الصادق بكلمات كبيرة عصية على الفهم في ذلك الزمان لجل السامعين مثل برمجة الأهداف وتوسيع مواعين السياسية. وكذلك السندكالية وغيرها مثل الكلمات التي تشبه ما جاء به قورباتشوف عند تفتيته للإتحاد السوفيتي العظيم!! كما يقول الشيوعيون.
وكانت الطامة الكبرى في الإنتخابات الثانية بعد ثورة أكتوبر. حيث نزل في كل دائرة مرشحان أحدهما لكل جناح. وحدث الفشل الذريع بسقوط غالبية مرشحي جناح الصادق وهو على رأسهم في دائرة الجزيرة أبا التي فاز بها العم محمد داؤود الخليفة عبد الله. كما قلنا إنقسم كبار أعضاء الحزب بين الجناحين كل حسب رؤاه.. فالحق هنا نسبي وليس مطلق.
ولكن قامت وساطات كبيرة وكثيرة بين الإمام الشهيد الهادي والسيد الصادق المهدي أدت في النهاية إلى رجوع الحزب وحدث ما يعتبر compromise بين الطرفين أن مصلحة الوطن ومصلحة الأنصار والحزب ومصلحتهما الشخصية تكمن في أن يتوحد الحزب وقد كان. ولكن إنقلاب مايو 1969 عجل بقصف رقبة الإتفاق.. وبقية قصة مايو مع الأنصار وحزب الأمة معروفة.
السؤال الذي يفرض نفسه ويتطلب إجابة صريحة هو: هل نسي السيد الصادق المهدي إختلاف بعض قيادات حزب الأمه معه ووقوفهم مع الإمام الشهيد الهادي وفازوا في الإنتخابات التي ذكرنا وأسقطوا مرشحيه وهو على رأسهم؟ نجب على السؤال في الحلقة التالية بقدرة الله. (العوج راي والعديل راي)

كباشي النور الصافي
لندن بريطانيا
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. السؤال الذي يفرض نفسه ويتطلب إجابة صريحة هو: هل نسي السيد الصادق المهدي إختلاف بعض قيادات حزب الأمه معه ووقوفهم مع الإمام الشهيد الهادي وفازوا في الإنتخابات التي ذكرنا وأسقطوا مرشحيه وهو على رأسهم؟ نجب على السؤال في الحلقة التالية بقدرة الله. (العوج راي والعديل راي)

    وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنيين لقد كان انقسام حزب الامه خطاءَكبيرا حسمته جماهير الحزب لصالح الامام المبايع وكانت ممارسة ديمقراطيه ناضجة تؤكد ان جماهير الانصار وحزب الامة ينتصرون لمبادئهم ويحترمون الديمقراطيه ووسائلهاولكن يبدو انك لم تحضر مؤتمر السقاى الذى انتخب الصادق المهدى اماما للانصار فنفس الجماهير الواعيه والمدركه لمسؤلياتها التاريخيه والمعتقه بالممارسة الديمقراطيه هى التى فرضت على الصادق المهدى امامة الانصار لقطع الطريق امام ابالسة الانقاذ الذين كانوا يريدون فرض احمد المهدى اماما للانصار لشغل كرسى الامامه الشاغر منذ وفاة الامام الشهيد الهادى المهدى وكذلك انتخبت الامير عبد المحمود ابو امينا عاما لهيئة شؤون الانصار مخالفة لوائح الانتخاب ومستخدمة حقها كجمعيه عموميه حتى لا يتطاول عليه احد.

  2. ليت هذا الحوار في ساحة الراكوبة يستمر واعياً ومفيداً وبعيداً عن المُداخلات الخشنة والمسيئة

    لفائدة القارئ والباحث

    لإتاحة الفرصة للعارفين وأهل الشأن للتعليق

    ولمصلحة الوطن

  3. يا اخونا انت قاعد فى لندن وما جايب خبر وبتكتب من منازلهم بالله عليك ما شفت زيارات الصادق المهدى للاقاليم وعودته فى تفلحون ما شفت الجماهير يا دجال يا بتاع الافك .انت واقف مع منو ؟ مبارك ولا مادبو ولا ………… خليك واضح وبلاش لف ودوران؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..