شاكيرا تجر بيكيه إلى خطأ بيكهام

يوروسبورت

حين حزم جيرارد بيكيه حقائبه لمغادرة مدينة مانشستر الإنكليزية في طريق العودة إلى مسقط رأسه في برشلونة بعد فترة قصيرة قضاها في اللعب تحت إمرة أليكس فيرغسون مدرب مانشستر يونايتد، كان يدور بذهنه فكرة واحدة لا تتعلق فقط بإثبات الذات، وإنما بأن يحقق حلمه في أن يصبح أفضل مدافع في العالم.

تمر الأيام وتتعاقب المباريات والفتى اليافع يثبت أقدامه في قلب دفاع العملاق الكتالوني الذي طالما حلم بارتداء قميصه حين كان طفلا يتدرب بمدرسة لاماسيا، فلم يتخل يوما عنه رغم تنقله بين مانشستر يونايتد وريال سارقسطة، فقد تلقى وعدا من تيتو فيلانوفا مدربه في مدرسة الناشئين بأنه سيعود يوما ما إلى الفريق الأول.

وتدور السنوات ويصبح فيلانوفا الساعد الأيمن لبيب غوارديولا ليساهم في عودته إلى الديار والدفاع عن سمعة البلاوغرانا إلى جوار كتيبة ميسي ورفاقه.

لم يتوان بيكيه عن إثبات أنه صفقة ناجحة بكل المقاييس، فقد شكل إلى جانب القائد وقلب الأسد كارلوس بويول حائط صد منيع تبددت عليه أحلام كبار الهدافين في هز شباك فيكتور فالديس، وقد لعب دورا بارزا في تتويج البارسا بجميع البطولات الممكنة خلال المواسم الأخيرة.

قدرات بيكيه الخارقة لم تتوقف عند حد قطع الكرات بالالتحامات القوية مستغلا بنيانه القوي وطوله الفارع، بل كان جزءا لا يتجزأ من سياسة “التيكي تاكا” التي يتبعها فريق غوارديولا، فالتصق به لقب “بيكينباور” على غرار القيصر الألماني، وذلك لبراعته في تسليم وتسلم الكرات، وبناء الهجمات من الخلف للأمام، ليكون محطة رئيسية لهجمات الفريق، ضاربا بعرض الحائط كل ما هو كلاسيكي عن دور المدافع في تشتيت الكرات إلى الأمام دون فكر أو رؤية.

بيكيه أيضا عاشق لتسجيل الأهداف، وبخاصة من الكرات الرأسية، ففي الوقت الذي ينشغل فيه لاعبو الخصم في مراقبة نجوم الفريق الكتالوني في الهجوم والوسط، تجد بيكيه متسللا بينهم يترقب مسار الكرة حتى يعلو الجميع وينقض عليها ليوجهها إلى الشباك ثم يحتفل مع زملائه في جو يضفي عليه المزاح والسخرية كعادته.

وعلى الصعيد الدولي فقد وجد منتخب إسبانيا ضالته في بيكيه ليكون العمود الفقري للفريق المتوج بمونديال جنوب أفريقيا 2010، وقد كان ركنا رئيسيا في هذا الإنجاز غير المسبوق بعد أن ظلت شباك إيكر كاسياس عذراء طوال مباريات البطولة باستثناء هدف مباراة سويسرا الأولى الذي جاء من هجمة فوضوية والتحام تسبب في نزيف دموي لبيكيه نفسه.

بعد هذا السجل الحافل من الإنجازات يمكن القول بأن بيكيه حقق حلمه في أن يكون في مصاف أفضل مدافعي العالم، لكن ما الذي حدث في موسم 2011-2012؟.

أصبحت شهرة بيكيه تناطح كبار نجوم السينما العالميين بعد تردد أنباء عن علاقة عاطفية تجمعه بالمغنية الكولومبية ذات الأصول اللبنانية شاكيرا، وبعد فترة طويلة من تكذيب الخبر وحصره في خانة الشائعات، اعترف الثنائي أخيرا بارتباطهما عاطفيا.

في الفترة الأولى من العلاقة كانت الأمور تبدو مثالية، فشاكيرا تحضر بصفة مستمرة إلى مدرجات ملعب كامب نو لمؤازرة رفيقها العاطفي، وتنفعل في كل هجمة لبرشلونة وبخاصة مع كل لمسة لبيكيه، وفي حال غيابه عن اللعب لسبب ما، فإنه يتواجد بجوارها في المدرجات ويحتفلان بتبادل القبلات مع تسجيل الأهداف.

وفي كل مرة يسجل فيها بيكيه هدفا، يلوح بيديه بإصبعيه السبابة والوسطى، في إشارة إلى تاريخ 2-2 وهو عيد ميلاد شاكيرا.

لكن الحال تغير في الفترة الأخيرة، فمستوى بيكيه في هبوط مستمر، لم يعد هذا المدافع الذي يرهب مهاجمي الخصوم، بات ثغرة واضحة في الخط الخلفي، يمكن المرور منه بسلاسة ومراوغته بسهولة، لا يرتقي كما يجب في الكرات العرضية، أصبح بطئ الحركة وافتقد ثقة قطاع كبير من جماهير البارسا.
شاكيرا تجر بيكيه – كرة القدم – الدوري الإسباني

وتزامن هذا الأداء المهتز مع شائعات انفصاله عن شاكيرا التي لم يؤكدها أو يكذبها أي الطرفين، كما أن غوارديولا قرر إراحته على مقاعد البدلاء لبعض الوقت حتى يسترد بريقه المفقود، وبالتحديد بعد الخسارة من أوساسونا 2-3 ، حيث تحمل بيكيه بنسبة كبيرة مسؤولية الأهداف الثلاث التي نادرا ما تستقبلها شباك فالديس.

وحين عاد أساسيا في مباراة سبورتنغ خيخون السبت كاد يكلف فريقه نقطتين ثمينتين في سباقه المحتد لملاحقة ريال مدريد على لقب الليغا، فقد تلقى بطاقة حمراء مباشرة بعد احتكاكه مع دي لاس كويباس مهاجم الخصم، ليمنح الفرصة لخيخون لإدراك التعادل بعد دقيقة من الطرد.

وبغض النظر عن أن الإعادة التلفزيونية للعبة لم تثبت تعمد التدخل واستحقاقه للطرد، لكن بيكيه ورط نفسه في المخالفة بعد أن سمح للمهاجم بالتقدم عليه وإجباره على إسقاطه، ولولا الهدفين المتأخرين لسيدو كيتا وتشافي هرنانديز لسقط بطل أوروبا والعالم في فخ تعادل كاد يعجل بفض مهرجان الليغا وإهداء اللقب للريال.

ربما يمكن تشبيه علاقة بيكيه وشاكيرا بعلاقة ديفيد بيكهام وزوجته فيكتوريا آدامز نجمة سبايس غيرلز السابقة، فالنجم الإنكليزي لا يقوم بأي صغيرة آو كبيرة إلا بمشورتها، وهو ما أثر على مسيرته الرياضية، حيث انشغل بأضواء الشهرة دون تقديم مردود فعال في المستطيل الأخضر.

لذا فعلى بيكيه ألا يقع في نفس الفخ، وألا تجذبه حياة المشاهير لتؤثر بالسلب على أداء مدافع صلد كان مثلا أعلى لكل من يلعب بمركزه.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..