ما هكذا تؤسس الحركات!

لا شك أن الكثيرين من الأصدقاء و المعارف قد أصابتهم الدهشة ، تماما كما أصابتني أنا العبد الضعيف، وهم يقرأون اسمي ضمن الموقعين على وثيقة فكرية و سياسية صادرة عن ” الحركة الوطنية للتغيير”! و على الرغم من الدهشة التي اعترتني، فقد تريثت في التعبير عنها أو التصدي لمجمل الواقعة أملاً في أن يقوم بذلك أحد القائمين على أمر “الحركة الوطنية للتغيير” توضيحاً للحقائق و تصويباً للوقائع. الا أن شيئاً من ذلك لم يتم، بل طالعت بعضأ من المؤشرات مما ينبئ باصرار لا أدرك مراميه على ما نُشر في بعض من الصحف السيارة و المواقع الاسفيرية (خاصة فيما يتصل بشخصي الضعيف) و لذلك يهمني و يلزمني أن أضع الملاحظات التالية بكل الوضوح الممكن و المتاح:
1. أحب أن أؤكد قناعتي العميقة بأن حيثيات و تداعيات المشهد السياسي السوداني الراهنة قد أبانت بكل الوضوح، وأكدت بكل الجلاء بؤس و خيبة و عقم المشروع التقليدي للنهضة الوطنية في السودان. و هذا الاستنتاج أشد ما يكون وضوحا و سفوراً في حالة المشروع الاسلاموي السياسي، فكراً و ممارسةً.
2. لا يسعني، و الحال كما أسلفت، الا أن أرحب ترحيبا حاراً و أحتفي احتفاءً صادقاً بالمراجعات الفكرية العميقة و الجريئة التي دأب على اجتراحها نفرٌ كريمٌ من الزملاء الأعزاء الذين عُرفوا لفترة طويلة من الزمن بانتمائهم و انحيازهم المتحمس للمشروع الاسلاموي السياسي. و لقد تابعت، و ربما تابع غيري من المهتمين بالشأن السوداني، بكل الاعجاب و الأمل مجهودات هذا النفر من الزملاء التنويرية.
3. لست قيما على الثمار الفكرية لأي جهة كانت، و لاينبغي لي أن أمارس أي قدر من الوصاية على أفكار الناس و توجهاتهم السياسية. كل ما أستطيع فعله في هذا الصدد هو الصدع بوجهة نظري و تقويمي لما يصدر عن غيري من الناس! و أعتقد جازما أن هذا حق طبيعي أجد متعة كبيرة في التمتع به و النضال الحازم لتأمينه لي و لسواي.
4. حزنت بصدق و غشتني نوبة من خيبة الأمل و المرارة و أنا أطالع كغيري من الناس اعلان أسمي ضمن “الموقعين” على وثيقة أنا، حقيقة و ليس مجازاً، لم أكن جزءاً من الجهة التي صاغتها أو راجعتها أو أعلنتها!!!؟ أقول ذلك و بغض النظر عن محتوي تلك الوثيقة أو أهدافها أو مراميها. و الأمر هنا يتعلق بأهمية الالتزام الحازم و المبدئي للكافة في النشاط العام بالاستنكاف عن تزوير الارادات (مهما كان قدر حسن النية المفترض) ، و كذلك ضرورة الابتعاد عن محاولات “التكويش” و الاسترداف غير المأذون، فهذا درب أدمى أقدام شعبنا اكراهه على السير فوقه!
5. أرجو أن اؤكد للجميع، و خصوصأ الزملاء و الأصدقاء الأعزاء من الموقعين، و غيرهم من الناس، “كل الناس”، أنني لست طرفاً في هذه الحركة بأي معيار تنظيمي، سواء ان كانت منبراً أو كيانا أو حزبا. ليس فقط لملاحظاتي الجدية حول العديد من جوانب و مكونات هذه الحركة، و التي عبرت عن بعض منها بكل الصدق مع عدد من القائمين على أمر “الحركة الوطنية للتغيير”، و انما لأنني و كما يعلم الكثيرون علم اليقين أنني انتمي للحركة الشعبية التي مازلت أعتقد اعتقاداً جازما و منضبطأ أنها الوعاء الأنسب لتفعيل قدراتي و مساهماتي في الشأن السوداني العام. و كذلك لقناعتي بالدور التاريخي و المحوري للحركة الشعبية في اضفاء كل المعاني الخيرة على جهود كافة فصائل شعبنا من أجل اعادة صياغة طريقة حياته و مصيره وفقاً لارادته الحرة المبدعة في مناخ من الحرية و المساواة و التسامح.

محمد يوسف أحمد المصطفى
جامعة الخرطوم

تعليق واحد

  1. يا جماعة صدقوني مافي زول بدخل تنظيم الاخوان المسلمين الا يكون عنده مشكلة نفسية أو عقدة وما شابه
    كلهم ناس شذاذ آفاق ولا يمكن الثقة فيهم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..