الدهون والسكريات بريئة من حب الشباب

نيويورك – برأت دراسة٬ أجراها فريق من الباحثين في الأكاديمية الأميركية للأمراض الجلدية٬ الأغذية الدهنية والسكرية مثل البطاطس المقلية والشوكولاته والبيتزا من المسؤولية في ظهور حب الشباب لدى الفتيات والفتيان في مرحلة البلوغ٬ نافية وجود علاقة بين ظهور البثور في الوجه وتناول الطعام الدسم.

وأكدت الدراسة أن “حب الشباب” مرتبط بالهرمونات في الجسم٬ ولا سيما في فترة البلوغ بسبب زيادة في هرمون “الأندروجين” المنشط للذكور٬ والذي يساعد على إنتاج المادة الدهنية التي تفرزها الغدة الدهنية٬ وهي أصل بثور حب الشباب.

وكانت رابطة أطباء الأمراض الجلدية بالعاصمة الألمانية برلين، قالت في وقت سابق إن الأغذية التي تعمل على ارتفاع نسبة سكر الغلوكوز في الدم تؤدي إلى زيادة إفرازات هرمون الأنسولين، مما يجعل مظهر الجلد يزداد سوءاً، ومن ضمن هذه المنتجات الغذائية الشوكولاتة والعسل والمربى وغيرها من الحلويات الأخرى، وبناءً على ذلك يكون من المفيد تجنب مثل هذه الأغذية واستبدالها بأغذية خفيفة غنية بالفيتامينات.

وأضافت الرابطة الألمانية أن الضوء يلعب دوراً فعالاً في علاج حب الشباب، مشيرة إلى أنه ينبغي للمصابين بحب الشباب بدرجة خفيفة إلى متوسطة التنزه خارج المنزل بصورة منتظمة، غير أن الأطباء يوضحون أنه في بعض الحالات شديدة الإصابة يكون من الضروري أيضاً التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية بناءً على نصيحة طبيب مختص، ويشار إلى أن ما يُطلق عليه العلاج الضوئي يعتمد على الأشعة تحت الحمراء والأشعة فوق البنفسجية، وأوضحت الرابطة الألمانية أن الأشعة فوق البنفسجية ذات تأثير مضاد للالتهابات، كما ثبت أن أجهزة التسمير الاصطناعية تسبب خطر الإصابة بالسرطان، فضلاً عن ازدياد حالات الإصابة بالسرطان لدى الشباب، ولذلك فإن الأطباء الألمان يحذرون من استخدام أجهزة التسمير.

وتبين بعض الأبحاث أن القلق وعدم استقرار الحالة النفسية ينجم عنه أيضا ظهور لحب الشباب، حيث أن تلك العوامل النفسية تعمل على تهيج الجلد وحدوث اضطرابات في الهرمونات، مما يؤدي إلى زيادة الدهون في بشرة الوجه وهذا ينجم عنه ظهور لحب الشباب الذي هو التهاب مزمن في الغدد الدهنية في الجلد‏، وعليه فالعامل النفسي له دور كبير في ظهور حب الشباب وتركه ندوب وآثار تشوه البشرة.

وتشير الاحصائيات العلمية إلى أنه نحو سبعة من بين كل عشرة مراهقين يعانون من البثور الحمراء والرؤوس السوداء وبعض العيوب الجلدية الأخرى التي يظهر بها حب الشباب.

وأكدت دراسة سويدية عملت على رصد الحالات النفسية لأكثر من 5700 مصاب بحب الشباب في البلاد أن هذا المرض الجلدي المزعج يمكن أن يرفع بدرجة ملحوظة الميول الانتحارية لدى المرضى، وذلك بصرف النظر عن أي مؤثرات جانبية قد تكون نجمت عن تناول أدوية معينة.

ويقول لوتس انجيلن، نائب رئيس الغرفة الاتحادية للصيادلة التي تتخذ من برلين مقرا لها “حب الشباب مرض يمكن علاجه تماما، لكن ينبغي عليك التحلي بالصبر، فغالبا ما يستغرق الأمر أسابيع قبل ظهور أي تحسن ملحوظ”.

ويبين انجيلن المستحضرات السائلة، التي تصرف بدون وصفة طبية يمكن أن تساعد في معالجة الحالات الخفيفة من حب الشباب، أما في الحالات الخطيرة، فمن الممكن أن يصف طبيب الأمراض الجلدية للمريض أدوية موضعية أو أخرى يتم تناولها عن طريق الفم.

ويؤكد أن انجيلن العلاج السليم لحب الشباب لا يعمل على الوقاية من الندبات فحسب، بل يقي كذلك من أضراره النفسية، حيث غالبا ما يعاني المراهقون المصابون بحب الشباب “في أشد حالاته” من تجنب زملائهم لهم، أو يجدون صعوبة في الحصول على وظيفة جيدة، من الأشكال التي يظهر فيها حب الشباب الرؤوس السوداء والبثور الحمراء التي تظهر على البشرة، فالرؤوس السوداء، التي تعرف طبيا باسم “الزوان المفتوح”، تحدث عندما تصبح مسام بصيلات الشعر ممتلئة بمادة زيتية تسمى “الزهم”، وهي مادة دهنية تفرزها الغدد الدهنية التي تتصل بها كافة البصيلات، والخلايا الجلدية الميتة.

ويشير انجيلن إلى الرؤوس السوداء تظهر في شكل بقع داكنة على الجلد، بينما تتكون الرؤوس البيضاء “الزوان المغلق” تحت سطح الجلد، أما البثور الحمراء فتتكون عندما تلتهب هذه الرؤوس، ويحذر الأطباء من أن “تفريغ” الرؤوس السوداء أو البثور الحمراء بطريقة خاطئة يزيد من مظهر الوجه سوءا، بينما يساعد تنظيف البشرة بطريقة احترافية وبصفة منتظمة على الوقاية من الندبات التي يسببها حب الشباب، وغالبا ما تستخدم المستحضرات السائلة التي تباع دون وصفة طبية، والتي تحتوي على مادة “بنزويل بروكسايد”، في علاج حب الشباب، وتقول الغرفة الاتحادية للصيادلة إن هذه المستحضرات تساعد على إزالة خلايا الجلد الميتة، وتسمح للزهم بالتدفق مجددا دون أي عوائق.

ويذكر أن حب الشباب ليس مجرد التهاب جلدي فقط، بل هو اضطراب تقرّني أيضاً، إذ يجب علاجه باستخدام التقشير الطبي الذي يظهر في خطوات مُتأخرة من العلاج الضوئي، وبعد الخضوع للتقشير الطبي، يكون من المهم تجنب التعرض لضوء الشمس لفترة من الوقت، وإلا فمن الممكن أن يصبح الجلد مُلطّخاً وبه بقع.

ميدل ايست أونلاين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..