مطرب البالمبو سليمان محمد:أغنياتنا تفتقر إلى الأفكار..!!

سليمان محمد سليمان الشهير بسليمان (بوب) مطرب غنائي شاب درس في المعهد العالي للموسيقى والمسرح ، وهو مولع بموسيقى (الريغي) لدرجة الهوس ، شارك مع عدد من الفرق الغنائية ، منها فرقة (سلام الموسيقية) وفرقة (عقد الجلاد) وفرقة (البالمبو) وكان أحد ابرز الاصوات التي شاركت في الاعلانات الخاصة بشركات الاتصال ..
فجأة ترك كل هذا، وهاجر إلى الخارج لسنوات طويلة ، وفور رجوعه التقيناه صدفة لنداعبه بـ(اللزمة) الغنائية التي اشتهر بها مع البالمبو:
قلب بتاع أنا بحبو شديد
قلب بتاع أنا تعبان شديد..
= أنت مولع كثيراً بالريغي ، لدرجة أنك طالبت بأن يكون لك استديو خاص لتسجل فيه أعمالك ..؟
– تمنيت الاستديو حتى أستطيع أن يكون لي الخيار في تنفيذ أعمالي الموسيقية بالشكل الذي يروق لي عبر لونيتي وبصمتي الخاصة ، لا كما تتم التسجيلات في الاستديوهات الآن ..
= هل تريد تبديل (جلد) الأغنية السودانية ..؟
– للأسف ليس هناك أغنية سودانية اليوم في الساحة الفنية ، أنا الآن لا استمع لأية أغنية سودانية، فبالتأكيد ليست هي أغنية الوسط ، هي أغنية تشمل كل الجغرافيا والأنماط الموسيقية ومنها الأفريكانية والنوبية والعربية والزنجية ..
= ولكن ما يطرح الآن متعارف عليه بأنه نموذج للأغنية السودانية ..؟
– ما يطرح الآن لا يحقق مشروطية الأغنية ، فإضافة إلى الألحان والتأليف الموسيقي ، نجد الأغنية هي في الأساس (فكرة). فأنا عندما استمع لأية أغنية أبحث فيها عن (الفكرة اللحنية) وللأسف ما من أفكار اليوم ..!
= أنت تؤكد غياب (الفكرة) ولهذا تهاجم الجميع على غيابها ..؟
– نعم أنا أهاجم كل الجبهات ، فالغناء الآن سطحي وممجوج ويخلو من الأفكار الخلاقة ، وهذا كارثة ..
= إلى ماذا تعزو هذه المشكلة ، وما هي معطياتها ..؟
– المشكلة ليست وليدة اليوم ، فلها سنين طويلة ، ولعب الاعلام فيها دوراً سلبياً ، ولا دخل للمستمع السوداني في رداءة ما يطرح اليوم من اسفاف غنائي ، الفنان فقط ينقل المستمع للأفضل أو الأسوأ ، ودور الاعلام انتقاء الأفضل ومن ثم بثه ..
= أنت تحدثت وأشرت للإعلام ، وهناك أيضاً شركات الانتاج الفني فيما تقدمه للمستمع ..؟
– للأسف شركات الانتاج الفني مرت في مراحلها الانتاجية بذات الفترات التي مرّ بها الغناء من ركود وصعود ، ولكن هي في كل فترات انتاجها -القصير زمنياً – لعبت دوراً تحطيمياً لذوقية الاستماع ، وصدرت للساحة الغنائية كل ما هو بعيد عن أساليب الغناء الصحيحة ..
= ولكن بعضا من ألبومات هذه الشركات نالت حظوة المستمع ..؟
– المستمع مُجبر على الاستماع لهذه الألبومات ، فهذا هو المطروح . . ماذا يفعل ..؟ هذا هو المتاح فقط ، وللأسف هناك تضييق على الجميل من الأغنيات في الساحة ، هناك شباب مميز لم يجد حظه من الإعلام ، ليست لديه مساحة انتشار واكتشاف ، فهو مخنوق في الخفاء ومغمور بهذا التعتيم ..
= من قبل كان المبدعون يشكون من قلة المواعين الاعلامية ، الآن هناك الكثير منها ، وعلى سبيل المثال انتشار اذاعات الـ (اف. ام) ..؟
– للأسف هذه احدى مسببات المشكلة ، فمجمل اذاعات الـ (اف .ام) لم استمع فيها إلى شيء مريح للنفس ، فهي مولعة ببث الغث من الأغنيات بدواعي الموضة والشبابية ، ولكن في الشبابية هذه، يتم بث كل ما هو هابط ، هناك مطربون شباب لم يجدوا هذه المنابر ، ولو اتيحت لهم الفرصة لغيروا من منهجية هذا الغثاء ..!!
= كيف تتحدث عن غياب المنابر ، وهناك برامج بمختلف القنوات لاكتشاف المواهب ..؟
– للأسف الاعلام السوداني لا يريد أن يتعب نفسه في اكتشاف المواهب ، والبرامج الموجودة على الساحة الآن تؤكد كلامي . فالمطرب هو الذي يأتي من الولايات للبحث عن واجهة عبر البرنامج ، وفي البرامج المشابهة ك(عرب آيدول) و(سوبر استارز) ، نجد أن البرنامج هو الذي يبحث عن النجوم لا العكس ، وبعد ذلك يرعاهم ويقدم لهم الدعم ..
= لنقلب الصفحة .. أين سليمان من كل هذا ..؟
– سليمان مازال يحاول أن يعمل (حاجاته) عبر فرقتي الموسيقية الصغيرة ، أحاول اليوم وعبر شق الأنفس أن أترجم عملياً بعض ما أحلم به موسيقياً ، وأتمنى أن تجد هذه المحاولات حظها من الانتشار والبث ..
= هاجرت خارج السودان لسنوات طويلة .. ماذا أضافت لك الهجرة ..؟
– نعم أضافت لي الغربة كثيراً ، ودعني أقول لك ليس هناك من غربة ، فالابتعاد عن الجغرافيا ليس اغتراباً ، الغربة هي داخل الذات ، ولكن في كل الحالات ، كانت رحلاتي الخارجية ممتعة ومفيدة فنياً ، فقد اكتسبت خلالها رؤية جديدة ومعرفة أعمق ..
= هل من نماذج لهذه المعرفة ..؟
– في ألمانيا التقيت بفرقة جاميكية، وبمشاركتي معهم في عرض واحد ، استحسنوا أدائي ،حيث أنني مولع بإيقاع (الريغي)، وطلبوا مني الانضمام للفرقة ، ولكن مجيئي المفاجئ للسودان اضاع مني هذه الفرصة، وفي سويسرا التقيت عددا من الفنانين العالميين، ونهلت من الجميع افكاراً جديدة وتقانات مستحدثة أحاول الاستفادة منها في أعمالي الخاصة، وكنت قبل ذلك زرت القاهرة والتقيت بالفنان محمد منير الذي قال لي: الفنان ليس موهبة فقط ، بل ومعها ذكاء .. واضاف قائلا: (أنا ما بعرفش أغني إنما أنا ذكي) ..
= ختاماً .. ما مجمل مخرجات هذا الاحتكاك الفني ..؟
– هناك فرق شاسع بيننا والآخرين، ففي الخارج تحديداً تجد أن الاعلام يحاول دوماً البحث عن الجديد والجميل ، ويقدر للناس أشياءها ، لذا عرفت أن الابداع هو البحث عن الجميل ، فكي تكون مبدعاً يجب أن تكون مجوداً ومجدداً ..

الراي العام

تعليق واحد

  1. منعوا فنان افريقيا الاول رحمة الله عليه وردي وغيرهم من تسجيل وبث اغاني التراث النوبي والسوداني الاصيل عبر اثير القنوات الرسمية بحجة اننا دولة عربية وبالتالي منعوا كل ما هو غير عربي ان يمر عبر القنوات الرسمية احتراما لبنود جامعة الدول العربية المقدس اكثر من القرآن الذى جعلنا شعوبا وقبائل باختلاف ألسنتنا وألوانناولكن ارادوا السير ضد ارادة الخالق بتكريس الاتجاه الاحادي والغاء الآخر …فكيف يكون الابداع في ظل المنع والحظر …؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..