حسن بلْصه – الحلقة الثانية

حسن بلصة
الحلقة الثانية

1-
حقيقةً, مظهر صاحبنا ( حسن بلْصه)، يوحي لمن لا يعرفه, أن الرجل من ذوي الحيثية والمكانة, بطول قامته، وجسمه الممتلئ قليلاً, وشعره الناعم، الذي يجيد تصفيفه, وصوته الجهوري, وبياض بشرته المائل للاحمرار كعامة أهله0
وهو إلى ذلك يهتم بهندامه، يعتني به غاية الاعتناء, ومع رشّة من العطر، تكتمل الصورة البهية لحسن بَلْصَه. وهذا مما يجعل (عمر) يستفزه قائلا:
– كلّو من البلْصة
إلا أن (حسن بَلْصَه)، لا يستجيب لاستفزاز عمر, بل يقابله بابتسامةٍ متسامحةٍ، الشيء الذي يغيظ (عمر)، فيُمعن في مشاكسته:
– بالله ياحسن قروش البلْصة دي ما حرام ؟
إلا أن صاحبنا يرد عليه ببرود أعصاب، يزيد من حنق عمر:
– يا أستاذ
هكذا يناديه دائماً:
– يا أستاذ، الزول البَشيل منو البلْصة ده، لو وصل المركز يتبهدل في الحراسة، ويتغرّم في الآخر، جنيهين تلاتة, أنا بعمل فيهو معروف, باخد منو ريال بالكتير, بطّال معاهو ؟
– بطّال
يجيبه عمر متحدياً:
– انت حكومة ؟ انت مهمتك توديهو المركز وبس، مش تعمل فيها فاعل خير
يضحك (حسن) وهو يضرب كفاً بكف:
– انت عارف يا أستاذ, أنا غلطتي الفكيتك من ناس المباحث لما قبضوك توزع منشورات, تذّكّر ؟
وهو بذلك يشير إلى انتماء عمر، لحزبٍ محظور قانوناً, والى حادثة القبض عليه، وهو يحمل أوراقاً تحضُ على مناهضة الحكومة. حينها يبلغ الغيظ بعمر مداه, فيخرج من الغرفة ساخطاً على اليوم الذي جعل حسن يخلصه من قبضة المباحث, حين يبلغ الباب، يلتفت نحو حسن ملوحاً بيده، ويخاطبه محتداً:
– يا خي إنا قلت ليك فكني منهم ؟ ما كان تخليني اتْقبِض، ولاّ حتى اتشَنق, انت مالك؟
ولا يتركه صاحبنا يخرج، قبل أن يزيد إشعال غضبه:
– كضاب, أول ما يدخلوك الحراسة, الجرسة تقوم
بكل غيظه وحنقه، يركل (عمر) الباب وهو خارج, ركلة تجعلنا نخشى أن ينهار سقف الحجرة فوق رؤوسنا.
إلا أننا لا نندهش لهذا التشاحن بينهما, فهو مسلسل متجدد الحوارات, نشهده يوميا, ونحن نعلم تماماً أن (عمر) سيعود بعد قليل، و قد تبدد غيظه, كتبدد دخان سيجارته التي يدخنها، وهو يعبر ساحة الدار جيئة وذهابا. وأنه و(حسن بَلْصَه )، سرعان ما يقومان بترتيب أمر العشاء، والاستعداد للسهرة0
يتبع…..
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. في مستشفيات الادمان يخضع المدمن

    لجرعات يومية تقوم مقام ما كان

    يتناوله من سموم المهم عذه الجرع

    تؤادي مفعولها وتجلب الرضا للمتلقي

    وبعدها وبعدها تتفاوت كمية ووقت الجرعة

    حتى تتغلص الجرعة رويدا رويدا وبعدها

    تستبدل بمسكنات وهذه تسمى الفترة الانسحابية

    وهي فترة قاسية تتطلب من المدمن قوة التحمل

    برغم ما يعانيه من ضيق في التنفس وهرش بالجسم

    ذكرت هذه الجزئية لاذكر طبيبنا الطيب بعد ان قام

    اليوم بتحجيم الجرعة المعتادة للنصف فهل يكون هذا

    مؤاشر لدخولنا الفترة الانسحابية؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..