يا غابة بين الحريق ..!

ياغابةً منزوعةً سرقت ضباعُ الليل عرين أسودها..
وتجاسرت مللُ القرود بالنهب تلهو إتلافاً فيها وتبديلا ..
الذئبُ يعوي بالفساد مجاهراً ..قد نصبوه واعظاً موتورا..
وانبرت بالخوف جرذانُ الجحور على ذيله تبجيلا وتقبيلا..
الفيلُ أضحى بهيبة حجمه وجلاله للنعامة خادماً متقازماً ..
والنمرُ طأطأ للخراف مسالماً مستسلماً من عجزه وهزيلا..
وتحورت بالجور غدراً سننُ السجية في الطبيعة وانبرى..
خنزيرُها و الحلوفُ نائبين عن الغزلان ناطقين وكيلا..
الطاؤوسُ الجميلُ أضرب غاضباًعن فتنة لونه ودلاله..
والخيلُ لم تعد تغّبرالساحات حمحمةً و رقصاً وصهيلا..
خفاشُ الظلام عاب على البلابل في المحافل شدوها..
والجحشُ أنكر في صوت الحمام حنينه سجعاُ و هديلا..
التيسُ الليئمُ بكف الجهالة شّد لحية زيفه ونفاقه..
وأفتى من على المحراب ضرباً بالتقية تحريماً وتحليلاً..
العندليب تخافتت نبرةُ غنائه دامعاً في عشه وجلاً.
مابات يرسلُ للفرحة داعياً في الصدى رجعاًو ترتيلا..
نعق الغرابُ بشئؤمه للبين وسط الجمع مادحاً و منادياً ..
و صفق البومُ خلفه بجناحه متزلفاُ يؤيدُ الزعم والتأويلا..
عاث الثعالب عابثين دون قيدٍ في الثمار وأتلفوا ..
عوداً خضيراً كم تمايل عاطراً مع النسيم سميلا ..
مشاربُ الفضاء تشعبّت للطير فسيحةً وتفرقّت..
منها أسراب النزوح تشتتاً في الجو تساقطاً ورحيلا..
نهُر العطاء الثرُ منه الشفاهُ تشققت حسيرة وتباعدت ..
والجدولُ الرقراقُ لم يعد بعسل الرضاب العذب هميلا..
ياغابة بالسوس المُسلط ممحوقةً تهوي بين الحريق وبينها ..
إلا خُطىً نحو الدمارسريعةً تستوجب التعويق والتعطيلا..
ولكم غفلنا ربع قرنٍ عن حماها فتساقطت أوراقها ….
والظلمُ الممنهجُ أمام الناظرين يُعملُ فأسه تقطيعاً و تقتيلا..
وفي رقة الأزهار اليانعات ينشبُ دون رحمة ظفره..
ويسومها سخفاً بسوط العذاب تو جعاً وتوسلاً وعويلا ..
سيقانُ البراعم كانت لإشعال الخراب وقود جحيمه متنطعا ..
وكم أشبع الأسماع من كذب الجنان الخالدات طويلا..
***
**
*
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..