مقالات سياسية

أول مايو عيدالطبقه العامله(2)

فكرت كثيرا في كيفية احيائي لهذه الذكرى وقدخطرت لي افكار كثيره الا انني رايت ان القي بعض الاضواء على احداث كبيره في تاريخ الحركه النقابيه كنت مشاركا فيها مما يتيح لي بعضا من التوثيق قبل ان تخرب الذاكره نهائيا وتذكارا مني لتلك الايام الشامخات من تاريخ بلادنا ووفاء لاولئك الزملاء الذين كانو بناة ذلك التاريخ وفيهم من مضى الى ربه قبل ان تتاح له الفرصه ان يدلي بشهادته
ومن المؤكد ان ما اكتبه ليس تاريخا موثقا بل هو نتاج ذاكرة بدات تشيخ وتفلت منها بعض التفاصيل فان حدث هذا فأنني اتقدم بالاعتذار واقبل التصحيح
_______
المؤتمر الاستثنائي لاتحاد نقابات عمال السودان عام 1985
____________________________________________

بعض توثيق_ وقليل من رحيق الذكرى

بالرغم من الضربات الكثيره والمتتاليه التى تلقتها الحركه النقابيه السودانيه طوال العهد المايوي وخاصة بعد تغيير الاتحاد واعدام الشهيد الشفيع احمد الشيخ رئيس الاتحاد خلال مجازر 22 يوليو والاطاحه بكل النقابيين الشرفاء من النقابات وسيطرة العناصر الانتهاذيه المواليه لمايو بقيادة عبدالله نصر قناوي على الاتحاد العام واعمال سيف الصلح العام لتشريد كل الكوادر النشطه من النقابات
الا ان جسد الحركه النقابيه ظل سليما لان المايويين حافظو على النقابات تحت سيطرتهم كما ان الشيوعيين و الديمقراطيين حافظو على الاتحاد كمركز واحد بالرغم من الاطاحه بهم منه وبنفس الخطى التى نشطت لاعادة بناء الحزب بعد ضربات مابعد يوليو الساحقه فان تجميع الكوادر النقابيه استمر بحيث لم تمض بضع سنوات حتى كان للحزب الشيوعي وجوده المعقول في النقابات وقطعا لم يكن بحجمه القديم ولكنه كان مؤثرا كما ان بعض القطاعات الصناعيه بالحكومه والقطاع الخاص شهدت ظهورا لكوادر جديده
وسأركز هنا على ماله علاقه بموضوع المقال تاركا الاستطراد لمرحلة لاحقه
__الاتحاد العام للنقابات العماليه بالسودان كان يتكون من 42 نقابه عامه بالقطاعين العام والخاص فهو اذن اتحاد للنقابات العامه والهيكل النقابي اوانئذ كان يبدا بالهيئات الفرعيه__ثم الهيئات النقابيه__ ثم النقابات العامه على مستوى القطر واما بالمديريات (الولايات حاليا) فاات النقابيه تتمثل نسبيا على حسب حجم عضويتها باتحاد المديريه ومنهايتم التصعيد الى الاتحاد الاقليمي ( مثلا بمستوى الاقليم الشرقي سابقا) وفق قانون الحكم المحلي
وكان اتحاد مديرية البحر الاحمر يتميز بوجود نقابتين عامتين بداخله وهما نقابة الموانئ ونقابة الشحن والتفريغ لان مقريهما كانا بالبحر الاحمر
وقد شاركنا نحن وقوى التجمع النقابي انذاك في اواخر ايام النميري في الانتفاضه حيث شاركت فيها كل النقابات واعلنت الاضراب السياسي حتى اسقاط النظام
وبعد الانتفاضه وضح جليا ان قيادات الحركه النقابيه المواليه للنظام المايوي مازالت موجوده وسوف تعرقل مسار تصحيح الحركه النقابيه مما يتطلب الاطاحه بها فتحركنا في اطار نقابتنا العامه للغزل والنسيج قطاع خاص واسسنا كيانا تحالفيا اسميناه (تصحيح مسار الحركه النقابيه) وكنا كشيوعيين وديمقراطيين يجمعنا كيان (الجبهه النقابيه) وللتاريخ كان رئيس نقابتنا العامه انذاك هو الزميل الراحل جبريل ثم الزميل الراحل من الله عبدالوهاب وكانت نقابتنا تحت قيادة كوادر الجبهه النقابيه بشكل كامل تقريبا وقد تمت لقاءات مع كوادر الاتحادي الديمقراطي بالنقابات وعددهم كبير بالمناسبه وبعض كوادر حزب الامه واخرين واجرينا لقاءات عديده للتنسيق في الوقت الذي نشط فيه المايويون (السدنه) وقيادات انتهاذيه اخرى للسيطره على الاتحادوبالمناسبه لم يكن للحركه الاسلاميه وجود يذكر في كل النقابات العماليه بينما كان لهم وجود قليل بنقابات المهنيين
وكان اكبر اجتماع تم عقده للتنسيق بجنينة الشريف الهندي بحلة كوكو وكعادة اخوتنا الاتحاديين في الاستعراض كاد الاجتماع يحتوى على معظم اعضاء المؤتمر العام تحت شعارات الوحده ووضح لنا تماما ان هناك اختراق حصل داخل تجمعنا من قبل الانتهاذيين وبالرغم من شعورنا بالفشل القادم كان قرارنا الاستمرار في ذلك التحالف وقد اخترنا مرشحنا لرئاسة الاتحاد الاخ حسن مصطفى من الاتحادي الديمقراطي وكان مرشح الانتهاذيين هو المرحوم محومد عثمان جماع
وقد عقدت الجلسه الافتتاحيه بقاعة الصداقه وباقي الجلسات بالفندق الكبير واذكر ان لجنة هي خليط من الاتحاديين والقدامى كانت تدير الاجتماع اذكر منهم عمنا الراحل محجوب الزبير وحقيقة الامر كانت الاجتماعات عاصفه وصلت حد الاشتباك بالكراسي واذكر انني لم اكن معروفا انذاك لدى رئيس الجلسه محجوب وكان طلب الحديث يتم برفع لافتة النقابه التى تتبعها لكي تعطى الفرصه وبالطبع لم يكن هناك ادنى امل لنا في اخذ فرصه للحديث فاقترح علي الزملاء بصفتى عضوا مجهولا ان اطلب الحديث تحت لافتة اي نقابه فبحثت بعيني حتى وجدت نقابة سائقي التاكسي وكلهم من العجائز وهم يهومون على كراسيهم فتناولت لافتتهم وطلبت الفرصه ووجدتها فانطلقت هاتفا ومحييا ذكرى شهداء الطبقه العامله ولك ان تتخيلنى اونذاك وانا في حوالي الخامسه والعشرون من عمري وبحماس شباب الشيوعيين هتفت ملئ فمي فضج الزملاء بالهتافات وفقد عمنا محجوب رحمه الله اعصابه وهو يبحث عن زر لاغلاق المايكروفون وهو يصيح (الواد ده عرفو بالشفيع شنو انازميل الشفيع وطلعت معاهو في موكب 2 يونيو وووووو)
وتم فض الجلسه واتقلت المشاجره الى فناء الفندق وبالرغم من كل ذلك بدا واضحا ان تيار تصحيح المسار متقدم فتفتق ذهن جهابذة الانتهاذيين على تقديم اقتراح بتعديل النظام الاساسي للاتحاد لكي تتم اضافة اتحادات المديريات وتم تمريره مما اتاح لهم اضافة عضويه مضمونه جلبوها بالطائرات والعربات السريعه فتغير تواذن القوى لصالحهم وخاصة بعد تجاهل المنصه لاقتراحنا باسقاط نقابة البريد التى كان يمثلها جماع المرشح للرئاسه باعتبارها عضوا في اتحاد البريد العالمي والذي يديره قائد الهستدروت وهو اتحاد عمال اسرائيل وكانت النقابه مجمده منذ ايام قناوي ورفع تجميدها بعد تاييد النميري لاتفاقية كامب ديفيد
اتاحت لنا تجربة المؤتمر الاستثنائي فرصه لدراسة تحالفاتنا وخاصة مع اتحاديي النقابات والذين اصبح معظمهم من السدنه اذ انتقلو من الاتحاد الاشتراكي الى الاتحادي الديمقراطي والذي قبل بهم باعتبرهم كوادر قويه ومسيطره على عدد مؤثر من النقابات ومع الاسف فان تقييمنا لم يكن دقيقا ولكنه فتح اعيننا على ان نخوض مقبل المعارك معتمدين على عضويتنا ومن نثق في مواقفهم الوطنيه
و تظل تجربة المؤتمر الاستثنائي مهمه جدا لانها اتاحت لي ولبعض شباب الحزب النقابيين فرصة الاحتكاك بجو المؤتمرات ورؤية الصراعات الدمويه التى يقودها نقابيون هم الاقدر خبرة بالرغم انتهاذيتهم ومعرفة كيفية ادارة الصراعات وكان ذلك بروفتنا للمؤتمر الخامس للاتحاد والذي خضناه منفردين تحت قائمة الجبهه النقابيه وهذا موضوع المقال التالي
عاش نضال الطبقه العامله
لن تموت ياشفيع
( اهدي هذا المقال الى ذكرى الزملاء جبريل وداوود ومن الله والى عمنا محجوب الزبير رئيس الاتحاد الشرعي للعمال سابقا رحمهم الله جميعا

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. وكما يظهر من الإسم فأنا إبن النقابي الراحل قناوي (رحمه الله). وهو رجل لا ينكر إخلاصه وعطائه إلا كل موتور, ولا ينكر إنجازاته للطبقة العاملة في السودان إلا كل جاحد. ووصفك لكل من هو غير شيوعي بالإنتهازية دليل على أنك لم تتعلم أي شيئ… للأسف.

  2. وكما يظهر من الإسم فأنا إبن النقابي الراحل قناوي (رحمه الله). وهو رجل لا ينكر إخلاصه وعطائه إلا كل موتور, ولا ينكر إنجازاته للطبقة العاملة في السودان إلا كل جاحد. ووصفك لكل من هو غير شيوعي بالإنتهازية دليل على أنك لم تتعلم أي شيئ… للأسف.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..