داعش هي نهاية الراسمالية

الفكر المتطرف مسئول عن افراز هذا الكائن المضاد لمحض الانسانية المسمي داعش. فأية فكرة ينطلي عليها أن الانسان في حد ذاته ليس غاية من هذا الوجود بما فيه من أشياء واطروحات يمكن أن تنتج شرا ودمارا وموتا مثل داعش . ومن المؤكد أن الإصلاح الروحي والديني لا يبدأ بالقتل ولا ينتهي به ناهيك عن أن ينحصر فيه . الإسلام الحقيقي والانساني والفعال بريء من التصاق داعش ونظائرها به إذن. ولا أسلاف لهذه النظائر سوى في فكر بربري متوحش لا علاقة له بأي دين.
هذا الكائن ? داعش – يتغذي ايضا بنتاج قرون من سيادة الراسمالية وعبثها بامن الكوكب. وإذا تغاضينا عن الشعارات الدينية المرفوعة نجد أن أنشطة داعش وخياراتها تنتمي حتى النخاع للغة الرأسمالية وطريقة تفكيرها.
مرة أخر ى، عندما تختار أي جماعة أو حركة أن تتعامل مع أطروحتها بشكل حربي عنيف لا يتقيد بجغرافيا معينة فإنها تكون قد التحقت تلقائيا بنادي عالمي لتجارة الأسلحة (التقليدية على الأقل) بل تكون زبونا خمس نجوم في هكذا سوق. ويمثل سوق الأسلحة أحد الاحتكارات والامتيازات المهمة لأساطين وسلاطين الرأسمالية العالمية.
الشباب للذين يختارون الانخراط في داعش انما ينسربون في الواقع وينزلقون بممر وحيد واخير تركته شروط الواقع الراسمالي الفظ لاحلامهم
هذه الشروط والاخلاق هي التي تتحكم فيمن يشترون منها النفط ومن يبيعونها السلاح بحد سواء
دعونا نكون اكثر وضوحا . هذه هي الشروط والاخلاق التي تحكمت في البدء فيمن سمحوا بقيامها تحت بصر مخططاتهم ومن لا يرون الان ان القضاء عليها هو الضرورة الانسانية القصوي والاشد الحاحا
لقد رفضت الولايات المتحدة الامريكية الاتهامات الروسية لانقرة بأنها تدعم داعش بشرا نفطها المسروق من شعوب المنطقة على الرغم من أنها كانت قد اعترفت بذلك ضمنيا في وقت سابق.
وسواء كان ما يسمى بتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام يبيع نفطه لتركيا أو لسوريا أو للعراق أو لإيران فإنه دخل بهذه التجارة في منظومة اقتصادية واحدة مع العالم مكنته من إغراء الوافدين عليه بسعة في الدنيا قبل نعيم الآخرة.
إن الحرب العسكرية ضد داعش سوا كانت برية أو جوية يتعين عليها أن تستمر وتتكثف لكن “حروبا أخرى” على مستوى التحليل والتنوير والمساءلة النقدية والسياسية والفكرية يجب أن تتوازى مع هذه الحرب ليتحقق القضاء المبرم على داعش ومثيلاتها وتمظهراتها ومنابعها جميعها
في هذا الصدد، فإن جهود الحرب على داعش تلتقي صدفة أو على موعد مع جهود أخرى تهدف إلى مراجعة السجل الرأسمالي بهذا الكوكب وإلى مدى نفع الانسانية وإلى مدى فعل عكس ذلك والعنوان العريض المتبدي هاهنا هو أنه إذا كان بوسع التطور الرأسمالي الكوني أن يفرز كائنا بشعا كداعش، ثم يعجز عن خلق الحماية الكافية والضرورية للبشرية من شروره. تماما مثل ما فعل مع التلوث والاحتباس الحراري واتساع الهوة بين الفقراء والأغنياء، فإن كل إيجابيات هذا التطور وحسناته وفتوحاته تصبح صفرا كبيرا على الشمال الانساني
الله في
[email][email protected][/email]
شكرا فتحي البحيري هذه هي عين الحقيقة
كلام ذكى جدا ويحتاج للنظر والمراجعه