الثوار لا يستهدفون الابرار في الاجساد بل في الافكار

حقا القلم لا يزيل البلم كما يقول المثل , وما درجة الدكتوراة التي يحملها المدعو الدكتور رياك مشار سوى درجة لم تؤدي واجبها الطبيعي في تشكيل وتاطير الوعي للشخص من جديد مثل الدكتور رياك مشار تنيج . كنقله من عالم القبلية الحالكة والمهلكة الى رحاب قبول الاخر المختلف اثنيا ودينيا والعيش معه بالسلامة قدر الامكان . كذلك من الاشياء المحير جدا من دكتورنا الثور هذا هو طبيعة ما قام به في الخامس من ديسمبر العام 2013 , من حركة اعتبرناها في الوهلة الاولى بانها حركة قد تكون لها اسباب منطقية في قيامها . خصوصا وانه ظل يقول بانه اجبر على القتال والتمرد حماية لروحه من القتل من قبل الحكومة التي دخل معه في عراك من دون معترك كما يقول . واذا سلمنا بانه لم يخطط على الانقلاب وبالتالي الحرب ضد الدولة في حالة فشل الانقلاب , كنا نتوقع من الدكتور الثور عكس ما يقوم به الان على الارض من قتل للمساكين والاطفال والعجزة والمرضى في المستشفيات . اذ كنت اتصور ان اختلافه مع رئيس الجمهورية الجنرال سلفاكير ميارديت هو اختلاف فكري حول كيفية حكم وادارة الدولة والدور الذي يجب ان يقوم بها الحكومة تجاه المواطن من حيث الخدمات والازدهار للشعب الجنوبي الذي انهكته الحروب منذ استقلال السودان في العام 1956 . واذا كان الامر كذلك اي اختلاف فكري بين القادة السياسيين كما يزعموا , فكان من الواجب على الدكتور رياك مشار ان يحصر الموضوع في ذلك الاطار فحسب , وان لا يستهدف المواطنيين الذين لا ناقة ولا جمل لهم في ما يتصارعون حوله (السلطة) . لان نفس المواطن الذي يقتله كلما وقع عينه عليه في مناطق سيطرتهم في بانتيو , ملاكال وبور هو عين الشخص الذي يناضلون من اجله ومن اجل خيره وازدهاره ان كانوا ثوارا بحق وحقيقة . كيف لا تحمي هذا المواطن المسكين يا رياك مشار وهو ليس في صراع فكري معك لا غابرا ولا في المستقبل ان كنت تحمل درجة الدكتوراة بحق وحقيقة . كذلك هو ليس بخطر عليك اي المواطن , وانما هو صديق لك وسبب وجودك ليس في جنوب السودان فحسب بل في الساحة السياسية التي انت رقم من ارقامها في هذا الوطن . ان الثوار كما اعلم جيدا يا من يحملون السلاح في غابات بور , ملاكال وبانتيو وتدعون بانكم ثوار وما انتم بثوار , لا يستهدفون الاشخاص الابرار في اجسادهم كما انتم فاعلون الان . بل يستهدفون الاوهام والعقول لتغير ما يحمل هؤلاء الرؤوس الى ما يرونه الافضل والاحسن ليس لهم كثوار فحسب ولكن للشخص نفسه . ولنا ابو النضال المدني السيد الراحل مارتن لوثر كينغ نموذجا , لم يتمنى في يوم من الايام طيلة فترة نضاله ضد الظلم , الموت والدمار للبيض في امريكا او اعداء الحرية . لذلك كان يقول في كثير من خطاباته بانه لديه حلم ان يوما ما سيعيش ابناءه الصغار في سلم وامان مع ابناء البيض . وهو ما حدث فعلا وليس قولا في الوقت الراهن في الولايات المتحدة الامريكية والرئيس الامريكي الذوو الاصول الزنجية السيد براك اوباما خير ترجمة عملية لحلم عيش السود والبيض جنبا الى جنب . ولو كان يحمل الحقد والضغينة في قلبه ضد اي شخص ابيض لما حقق مراده في حرية شعبه ولا حتى وجد قبولا في هذا العالم كما هو الان . لان رغم مرور زمن طويل من تاريخ اغتياله الا انه ما تحدث احد في الوقت الراهن عنه الا ووجد قبولا وتقريظا من السامع في مشارق الارض ومغاربها . ولو افترضنا افتراضا انه كان يبشر بالكراهية والخطاب العنصري بين السود والبيض , ما كان ليعرفه احد خارج بلاده امريكا اليوم , ناهيك عن احترامه وتمجيده من اناس لم يعيشوا في زمانه امثالي وغيري من محبي الانسانية . والانسانية لا تكون لها معنى ان لم تميز عدوك الحقيقي ممن ليسوا باعداء لك , في حالة دخولك في صراع ما مع شخص ينتمي الى مجتمع غيرك المجتمع الذي تنتمي اليه انت . وفي حالة الصراع الذي يدور في دولتنا بين الحكومة والحركة الرياكية , هل نستطيع ان نقول ان المواطنيين هم الاعداء الحقيقيين للدكتور رياك مشار ام الحكومة ؟؟ في اعتقادي المتواضع الحكومة هي التي بينها والدكتور رياك مشار عداوة , هذا ليس فيه شك . اما المواطن البسيط العادي الذي لا ينتمي الى اي من القوات المسلحة او القوات النظامية الاخرى فليس عدوا لا للحركة الرياكية ولا للحكومة . لان في نهاية المطاف المواطن كالطين يمكن تشكيله باي شكل حسبما يريد الشاكل , فلماذا يستهدفهم الدكتور رياك مشار ؟؟ هل يود تاسيس دولة خالية من المواطنيين تماما ام ما هو السر وراء هذه العملية يا الدكتور رياك مشار ؟؟ . كذلك ممكن ناخذ مثالا الزعيم الافريقي الموقر الراحل نيلسون مانديلا , عندما اسس على الثورة في جنوب افريقيا لم يؤسس ثورته تلك على بغض البيض او الاخر المختلف من حيث الاثنية مثل البيض والبوير . ولو كان ينادي بالتخلص من كل شخص ابيض بغض الطرف عما يحمله من افكار ما كان نيلسون مانديلا امسى رقم رقيم اليوم على مستوى العالم . انا الوم واعاتب الدكتور رياك مشار في قتله واستهدفه للمواطنيين الابرار في اجسادهم , ليس لان الحكومة من الجانب الاخر بريئة براءة الذئب من دم ابن يعقوب . اني اقول وظللت اقول منذ ان تبين لي الحقيقة حول احداث الخامس عشر من شهر ديسمبر العام 2013 , ان الحكومة اخطاءت خطاء قاتلا عندما سمحت او قصرت او امرت اي كان الاسم في موت مواطنيين عزل . ليس لانهم رفعوا السلاح ضد الحكومة ولكن اغتيلوا بسبب انتمائهم الاثني , وهذا الخطاء لن يرحم التاريخ الحكومة فيها الى يوم يبعنون . وكانت من الواجب على الحكومة ان تحمي مواطنيها من اي عدوان كان سواء اكان عدوان خارجي او داخلي , لا ان تتركهم فريسة سهلة على يد الذين حولهم القبلية الى وحوش ضارية . ولو كانت فعلت ذلك الحماية لكانت الحكومة لان في البر الامن من قذائف الاتهامات والاتهام في التقصير في حماية الارواح الاطهار من الاطفال والنساء وكبار السن الذين لا دخل لهم فيما يدور في اروقة حزب الحركة الشعبية , وممتلكاتهم وعقاراتهم. ولكن تقصير الحكومة او استهداف البعض ممن ينتمون الى الحكومة للمواطنيين العزل في جوبا في احداث الخامس والسادس عشر , لا يعد مبررا كافيا للدكتور رياك مشار في استهداف المواطنيين العزل هو الاخر . واقول واعتقد ان ذلك ليس بمرر من جانب الحركة الرياكية فيما قاموا بها من انتهاكات وفظائع في حق مواطنيين عزل . ولا مهرب لنا سوى ادانتها باقوى العبارات الموجودة في قواميس للغات العالم الان وغدا حتى الى اخر يوم كتب لنا الحياة لبلوغه . ان الهوة التي احدثها هذه الاحداث في نسيجنا الاجتماعي لكبير جدا ولابد من قول الحقيقة حتى تتشافى وتتصافى القلوب لكي يعود المياه الى مجاريها القديمة المنسجمة بين كافة مكوناتنا الاجتماعية المتنوعة والمتعددة . وما لنا من مهرب سوى العيش في تناغم مع بعض كقبائل وجهويات التي تكون جنوب السودان , وليعلم الدينكا ان لا جنوب من دون قبيلة النوير اردتم ذلك او ابيتم . وبنفس المعيار على قبيلة النوير ان تعلم ان لا جنوب السودان من دون قبيلة الدينكا وهكذا دواليك مع كافة قبائلنا المتعددة اردتم ذلك ام ابيتم , هذا هو منطق الاشياء والواقع الحقيقي في دولتنا الذي يجب ان نقبل به . اقول ذلك ليس لان كل قبيلة الدينكا هي التي تعتبر ان قبيلة النوير على بكرة ابيهم اعداء بالنسبة لهم , ولكن لا ننكر حمل بعض من اعضائها مثل هذه الفكرة الخاطئة . ونفس ذلك ينطبق على قبيلة النوير ليس كل اعضاءها هم الذين يحسبون الدينكا اعداء لهم , ولكن دائما كما يقولون البصلة الواحدة بتعفن الشوال كله ان لم تعزل في وقت مبكر . والدكتور رياك مشار واحد من هؤلاء النفر الذين يعفنون الاجواء للمواطنيين ويعكروها . لصالح اغراضهم المدفونة ولكن كما يقول المثل (يا عفن وينشم) وقد شم الشعب الجنوبي ما ظل يدفنه الدكتور رياك مشار طوال هذه المدة الطويلة فهل ثمة من لم يشم العفانة بعد ؟؟
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الاخ بيتر ربما يتميز الطكتور رياك بصفات سيئة وكل الشعب السوداني يعرف ذلك ولكن في هذه الاحداث الجارية الان فهو كان بريئا وتم الاعتداء عليه من جيش سلفا كير وكان سيقتل مثله مثل الالاف من ابناء وبنات النوير . وضعيلا يسمح باعطائك تفاصيل اكثر لكني شاهدت بعيني شباب بقيادات من الجيش يبحثون عن النوير فقط

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..