حزبنا الإتحادي الديمقراطي الأصل ومشاهد لافته في المسرح السياسي؟

بسم الله الرحمن الرحيم

سألنا الكثيرون بل أخذ علينا البعض من المثقفين ومن بينهم رئيس تحرير هذه الصحيفة بأننا نكتب عن الآخر ولا نكتب عن حزبنا سيما ونحن ندرك كل صغيرة وكبيرة عنه ونعرف ظاهره وباطنه. ونعترف أن كل من وجّه لنا سؤالاً في هذا الشأن كان تساؤله في محله بل وحتى ما أخذ علينا في هذا الصدد مقبول من حيث المبدأ على الأقل. والحقيقة أن حزبنا الإتحادي الديمقراطي الأصل هو بكل المقاييس والمعايير مادة كاملة متوافرة لدينا ليس لمقالات بل هي مادة لكتاب سجلنا عناوين أبوابه سلفاً كما أشرنا لذلك في مقال سابق. وإذا كان الأمر كذلك وهو بالفعل كذلك فإن مسألة نشر مقالات عن حزبنا أمر وارد سيما وقد أوشكنا من الإنتهاء منها. بيد أن الذي يحول بيننا وبين الشروع في نشرها هو اختيار التوقيت المناسب لنشرها من ناحية واعتبارات نقدرها ونتفهمها جيداً من ناحية أخرى. ونحسب أن ذلك لن يكون بعيداً إذا ما سارت الامور والأوضاع على النحو الذي نعرفه بل أصبح معروفاً ومعلوماً ومشاهداً للكافة ومقروءاً يومياً في صفحات الصحف. ولعل أبلغ دليل على ذلك أن تاجراً واحداً جاهلاً أصبح منذ ثلاث سنوات قابضاً على كل مفاصل حزب المثقفين والمتعلمين، فهو الذي يمثل الحزب وهو الذي يفاوض باسم الحزب وهو الذي يعيّن وهو الذي ينقل وهو الذي يعفي وهو الذي جعل بكل أسف حفنةً من المتسلقين تسبح بفضله ولله في خلقه شؤون. ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل انتهى المطاف بأوضاع حزبنا أن حرضت بكل أسف على صدور بيانات وتصريحات بعيدة المدى عميقة الأثر في نفوس الكثيرين من مؤيدي الحزب على نحوٍ أنكأ جراحات اعتقد الحادبون على تماسك الحزب ووحدته أنها قد اندملت وأصبحت في عداد صفحات طواها الزمن. والحقيقة إن ما آلت إليه الأوضاع في حزبنا أصبحت مادة مثيرة للدهشة والحيرة بالنسبة لكل المنتمين لهذ الحزب سواء كان انتماؤهم بالأصالة منذ ميلادهم بل وحتى بالنسبة لبعض الذين جاء انتماؤهم بالنزوح أو بالإلتجاء للحزب من أحزاب أخرى.
ولما كان موضوع الساعة هو الحوار الوطني سنظل نكرر أن حزبنا الإتحادي الديمقراطي الأصل هو أول الأحزاب الوطنية على الإطلاق التي نادت منذ عدة سنوات على لسان رئيسه مولانا السيد محمد عثمان الميرغني بأن ما آلت إليه الاوضاع السياسية والأمنية والإقتصادية والإجتماعية في السودان لا سبيل لمواجهتها إلا بالوفاق الوطني الذي يستهدف جمع كل القوى السياسية على كلمة سواء. فلقد ثبت جلياً لكل أهل السودان أن حزباً واحداً مهما توافر له من سيطرة كاملة على كل مقاليد الأمور والأوضاع في السودان لن ينتهي بالسودان إلا للدمار والخراب والتفتت والشتات ومرارة انفصال الجنوب ستظل شاخصة في حلق كل وطني سوداني. وتحرياً للدقة فإن هذه المحصلة أخذ يرددها الكثير من عقلاء حزب المؤتمر الوطني وهو ذات الحزب الذي أودى بالسودان إلى ما أوداه به. وللتاريخ نذكر أن الراحل العزيزالسيد أحمد الميرغني رئيس مجلس السيادة في عهد الديمقراطية الثالثة والنائب الأول لحزبنا الإتحادي قد حمل ? عندما كان مولانا السيد محمد عثمان الميرغني في خارج السودان ? مهمة وضع دعوة رئيس الحزب للوفاق الوطني موضع التنفيذ بعزيمة قوية وحماس لافت. وفي سبيل ذلك عقد العديد من المشاورات والإجتماعات وكون اللجان لنقل المبادرة من موقع التنظير إلى الواقع الملموس. ولقد كان كاتب هذا المقال بالإضافة إلى عضويته في لجان أخرى رئيساً للجنة (الطرق الصوفية في السودان) وفقاً لتوزيع المسؤوليات التي حددها الراحل السيد أحمد الميرغني. ولقد حاولنا الإعتذار عن رئاسة تلك اللجنة رغبةً منا في قيادة لجنة تستهدف لم شمل الفصائل الإتحادية على صعيد واحد ابتداءً ونعني بذلك الفصائل التي تعود جذورها للحزب الوطني الإتحادي باعتبارنا من ورثة ذلك الحزب. ولكن السيد أحمد باسلوبه الودود والهين والرطب قال لنا بالحرف الواحد بسؤال وهو (هل يعقل أن يكون للجنة الطرق الصوفية رئيس غيركم؟). فقبلنا التكليف وشرعنا بالفعل في أولى الخطوات بيد أن الأيام أتت بما لا كان أحدنا يتوقعه بتلك السرعة فالحمد والشكر لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.
بناء على ما سلف لم يكن غريباً أن يكون حزبنا الإتحادي الديمقراطي الأصل من أوائل الأحزاب التي رحبت بدعوة رئيس الجمهورية للحوار وكان ذلك لعدة أسباب موضوعية نذكر منها سببين على الأقل. السبب الأول أن دعوة الحزب الإتحادي للوفاق الوطني الشامل لن يتسنى لها بأن توضع موضع التنفيذ إلا عن طريق الحوار. ولقد سبق لنا أن اقترحنا على رئيس الحزب أن يقوم شخصياً بالدعوة لذلك الحوار في جنينة مولانا السيد علي الميرغني بعد أن طال أمدها. بيد أنه كان يصر دائماً على أن يتولى رئيس الجمهورية الدعوة لجمع كل القوى السياسية على كلمةٍ سواء بحجة أنه معني بالمحصلة وليس المكان أو الشكل. وبالتالي فإن دعوة الأخ الرئيس الأخيرة للحوار الوطني قد تطابقت تماماً مع رؤية الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل المستهدفة تحقيق الوفاق الوطني. وأما السبب الموضوعي الثاني فهو ما كتبناه في مقال سابق وأكدنا عليه وهو أن الحوار هو الإسلوب الحضاري والديمقراطي والأمثل مع الأطراف الاخرى للتوصل إلى كلمة سواء.
وأكثر من هذا فإن الحوار بين كل القوى السياسية، في اطار ما تردت إليه الأوضاع السياسية والإقتصادية والأمنية في السودان، لم يعد ترفاً أو استهلاكاً أو استغلالاً للوقت لمصالح ضيقة للحزب الحاكم. بل أضحى بكل المقاييس فرض عين على كل القوى السياسية السودانية. فلقد تفتت السودان وتشتت وتمزق من أغلب أطرافه ولم يعد أمام القوى الوطنية إلا أن تسعى بكل ما تملك من طاقات وجهود لانقاذ ما تبقى من السودان. وفي تقديرنا أن اكتشاف ما إذا كانت الدعوة للحوار دعوة جادة بحيث تؤدي إلى تغيير موضوعي وعادل للأوضاع الدستورية والتنفيذية والتشريعية بل والعدلية التي صنعها الحزب الواحد الحاكم أم هي مجرد ذريعه من بين مسلسل الذرائع التي اشتهر بها حزب المؤتمر الوطني، فإن هذا الإكتشاف لا يحتاج إلى عبقريات ولا لبحث ونظر. وعندها سيكون بالطبع لكل حدث حديث ومسوغات. هذا الذي نقدره لا ينتقص اطلاقاً من رؤى عدد من القوى السياسية التي ما زالت تقاطع الحوار أو لها تحفظات حوله نتفهمها جيداً طالما أن الحزب الواحد ما زال قابضاً لأرواح السواد الأعظم من أهل السودان. ونذهب إلى أبعد من ذلك لنؤكد أن حواراً لا يشترك فيه حملة السلاح اشتراكاً فعلياً سيظل حواراً ليس فقط ناقصاً بل يظل عديم الجدوى لأن من أولى أهداف الحوار الذي نؤيده هو وضع حدٍ للحروب ولعدم الإستقرار الامني السائد في مناحٍ عديدة من الوطن لأن هذه الحروب هي أس الداء والبلاء الذي حلّ بالسودان طوال ربع قرنٍ من الزمان.
الكثير مما ذكرناه سلفاً يمكن أن يجيّر لصالح الإتحادي الديمقراطي الأصل لكن هذا لا ينفي أن هناك الكثير والعديد الذي يمكن أن يحسب سلباً (على) ذات الحزب. والقول بخلاف هذا يساوي تماماً قول من ينكر أن الشمس تشرق من الشرق وأنها تغيب بعد شفق المغيب. ولعلنا نشير اشارةً موجزة لثلاثة مشاهد فرضت نفسها على المسرح السياسي لحزبنا خلال الفترة الأخيرة بحيث أصبحت حديث الساعة. وبالتالي فقد حركت العديد من الاتصالات ما بين الإتحاديين بالإضافة إلى التساؤلات المباشرة من العديد من المثقفين الذين يكنون لحزبنا الإتحادي الأصل تقديراً واهتماماً ولكنه تقدير واهتمام مقترن بالإشفاق على ما آلت إليه الأوضاع في هذا الحزب التاريخي. ولعل من المشاهد التي ما زالت حديث المجتمع السياسي أحداث المؤتمر الصحافي الذي عقد في جنينة مولانا السيد على الميرغني. وما يهمنا الوقوف عنده بشأنه أمر واحد فقط وهو ما رشح في دوائر الإعلام بخصوص ذلك المؤتمر. فالبادي أن هناك واقعة غريبة على الحركة الإتحادية هي (محل نزاع) Disputed issue كما نقول كأهل قانون. وهي واقعة الشروع في التهديد بمسدس لأحد الذين كان يود الإشتراك في ذاك المؤتمر. فطرف يدعي حدوث الواقعة وطرف آخر ينفي حدوثها. وبالتالي لابد من أن يكون أحد الطرفين محقاً فيما ذهب إليه ويكون الطرف الآخر غير محق أي غير دقيق فيما ادعاه أو زعمه. وبالرغم من بشاعة الإدعاء ونفي الإدعاء فإن المهم بالنسبة لنا كإتحاديين أصيلين وليس نازحين أو لاجئين للحزب هو أنه ما كنا نريد أن يرتبط الإدعاء بالواقعة أو النفي بمؤتمر صحافي يعقده الحزب الإتحادي الديمقراطي. فالحركة الإتحادية لم تعرف طوال تاريخها الذي امتد لأكثر من ثمانين عاماً مثل هذا التعامل بل قامت أصلاً كبوتقة لرؤى متعددة أساسها الوئام والإحترام المتبادل. وبالتالي فإن هذه الحادثة بصرف النظر عن دقتها من عدمه تلقي الأضواء على القليل من المسكوت عنه بالنسبة لما يجري داخل أروقة حزبنا الإتحادي الديمقراطي الأصل.
وأما المشهد الثاني فإن مرجعيته تعود إلى مآلات مشاركة حزبنا في المؤتمر التشاوري الذي دعا له الأخ الرئيس وهو مشهد يتحدث عن نفسه ولا حاجة لنا للتعليق عليه. بيد أن من المهم في هذا السياق التأمل حول ماهية مركز حزبنا بالنسبة للهيئة العليا السباعية التي تم الإتفاق عليها في ذلك المحفل لتقوم بمهام التنسيق لتسهيل مهام الحوار الذي من المفترض أن يتغير طابعه في مراحل لاحقة من مجرد (محفل تشاوري) إلى (مؤتمر تفاوضي) حول أمهات القضايا والأزمات. لقد أذاع تلفزيون السودان ونشرت الصحف منذ أكثر من ثلاثة أسابيع أن أحزاب الحكومة العريضة أو ما يسمى بأحزاب حكومة الوحدة قد اجتمعت وفوضت رئيس الجمهورية لكي يقوم باختيار الأعضاء السبعة الذين يمثلون الحكومة. والثابت أن عدداً مقدراً من المشفقين على حزبنا الإتحادي الديمقراطي الأصل قد طرح سؤالاً محدداً وهو: أين يكون موقع حزبنا الإتحادي؟ هل هو من بين السبعة الذين تم ترك (الأخ الأستاذ عبود) أمرهم للرئيس أم سيكون مركزه محسوباً على أحزاب المعارضة على ضوء تجليسه في المحفل التشاوري والتعامل معه كما تبدى من المشهد باعتباره أحد الأحزاب التاريخية أم ماذا؟ والحقيقة أن حزبنا أصبح في موقف لا يحسد عليه فهو في وضع غير سائغ وغير لائق بقامته الفارعه وما كان له أن يكون مركزه كذلك لولا أن القابض على مفاصله من أشرنا له سلفاً.
ومن المسلم به أنه إذا أخذنا الأمر بمعيار المشاركة في الحكومة فإن أمره يكون محسوماً في اطار الاحزاب التي تركت أمر اختيار السبعة للرئيس بمعنى أن الإتحادي الديمقراطي الأصل مساوٍ لأحزاب اللافتات واللوبيات وجماعات الضغط التي صنعها حزب المؤتمر. وليس أمام حزبنا غير أن يقبل هذا الوضع الذي اختاره لنفسه وهو الأمر الغالب بكل أسف وعلى نفسها جنت براقش. وأما إذا أخضعنا الأمر لمعيار مقام الحزب السياسي التاريخي الذي حقق الإستقلال، كما يعكس تجليسه في محفل السادس من ابريل الإحتفائي والتعامل معه بدبلوماسية لافتة ومقدرة من الأخ الرئيس، فإن ما طرحه الإتحادي في مداخلته في الحوار قد أثار بعض التساؤلات إذ أنه يتعارض في بعض أجزائه مع طرح أحزاب حكومة الوحدة الوطنية أو أحزاب الحكومة الموسعة. وهو بالتالي طرح مشكل وقد أثار بالفعل الكثير من التساؤلات والجدل وسط المتابعين للسياسة في السودان. فالإتحادي طالب بحكومة قومية انتقالية وهو طرح يتفق في جوهره مع ما تطرحه العديد من الأحزاب المعارضة وفي مقدمتها حزب الأمة القومي. بيد أن هذا الطرح مرفوض حتى الآن من جانب الحكومة كما أعرب على ذلك رئيس القطاع السياسي في حزب المؤتمر الوطني. كما أن الحزب الإتحادي الأصل قد أعرب في مداخلته عن مطالبته بمراقبة دولية للحوار من قبل عدة منظمات من بينها الإتحاد الأوربي والجامعة العربية والإتحاد الأفريقي. وهو طرح مرفوض أيضاً من جانب الحزب الواحد الحاكم.
وبالنظر لبعض جزئيات ما ورد في طرح مداخلة الإتحادي الأصل يجعله يقترب كثيراً من طرح المعارضة في بعض الرؤى. لكن كل هذا لايرقى لكي يكون مهراً مقبولاً لدى أحزاب المعارضة بحيث تقبله في صفوفها حتى ولو على سبيل المجاز من حيث الطرح السياسي فلقد سبق السيف العزل. وإذا تركنا جانباً لغة السياسة التي تحتمل الكثير من التناقضات وتنطوي على العديد من المراوغات وأخضعنا الوضع للمنطق فإن ما سبق واختارته براقش لنفسها هو خيار (ذو حدين). ذلك أن اختيار أي من البديلين كلاهما في غير مصلحتها وما كان أحد يتمناه لحزب في قامة الحزب الإتحادي الأصل فلا حول ولاقوة إلا بالله.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يا بروف الجعلي ان تأتي متأخرا خيرا من ان لا تأتي اولا:-

    توقعناك ان ترجع الي جماهير الحزب منذ اعلان سقوطك في دائرة آبائك في انتخابات كنت اعلم الناس بمحصلتها و كيف ان زعيم الحزب ارغم مرشخه للرئاسه للتنازل للبشير و المقابل تحت التربيزه

    توقعناك ان تأتي و احمد سعد يسوق الحزب كما القطيع الي اتون المشاركه التي رفضتها جماهير الحزب يوم ان هتفنا لا وفاق مع النفاق

    توقعناك ان تأتي يوم ان انبري زعيم الاصل في الدفاع عن البشير و حزب البشير ( نقدالمؤتمر الوطني خط احمر)

    و توقعناك ان تأتي يوم ان اختزل الميرغني مشاركة الحزب في ابنه و مدير مكتبه و ثلة من اولي القربي

    وتوقعناك ان تأتي يوم ان اعمل المؤتمر الوطني بنادقه في صدور العزل من شباب الوطن في انتفاضة سبتمر و يومها كان زعيم الحزب و طاقمه شركاء في الجرم

    وتوقعناك ان تأتي يوم ان رهنت قيادة الاصل قرار الخروج من الحكومه بالرجوع الي الزعيم

    سيدي البروف

    نحترم علمك و مكانتك ولكنك و كثير من انتلجنسيا الحزب اصبحتم ابعد ما تكونوا عن نبض الجماهير ومعاناتها و اصيحتم بكل اسف اداة لتدمير حزب الحركه الوطنيه بتحولكم الي مجموعة من ال ( YES MEN)

    حزب الحركه الوطنيه قادم بقوه بمواقفه الصامده في مجموعة الحركه الاتحاديه و مجموعة اتحادي الجبهة الثوريه و من نضالات مركزيات الطلاب الاتحاديين

    سلام

  2. الأخ البروفسور بخاري
    أين هو الحزب الذي تتحدث عنه ….. نحن من أبناء الختمية وورثنا الولاء للحزب الاتحادي الديمقراطي كما ورثنا الاسلام …. ولكنا لم نجد أي تنظيم للحزب العريق … وأن عضويته تتناقص لا تربو …. أسأل أبناءك أو أحفادك أو أي من عو دون الثلاثين
    أسأل الله لكم التوفيق

  3. الاخ الشقيق دكتور بخاري الجعلي
    سلام وتقدير
    عندما قرأت هذا المقال نويت ان اكتب ردا وفي مكان اخر ولكن فضلت ان يكون ردي هنا ولاسباب منها ان المقارنة للقارئ هنا اسهل.
    الشقيق العزيز اشد ما ضاعف حزني على حال الحزب هو حزني على موقف قادته المهزوز المتأرجح والمتناقض ومع احترامي وتقديري لك على المستوى الشخصي وكونك قائد وسابق وصاحب منصب ومن بيت نقدره ونجله الا ان الصواب جانبك في ان تخطك بيدك هذا المقال المرتبك الذي ما اظنك قرأته قبل ان تكتبه ولو حدث هذا لما كتبته.
    تتحدث عن الحزب الذي اختطفه تاجر جاهل وانت واحد من الهيئة القيادية للحزب وما زلت موجودا بها فما موقفك الان ؟
    تتحدث عن الاخطأ التي حدثت في السابق وتسوق القول الى هوامش الامور والاحداث العابرة كحادثة علي السيد وتنسى المشاركة مع نظام ديكتاتوري يتناقض مع دستور الحزب وثوابته وتاريخه وفي نفس مقالك تمجد مع كثير من(الثلج المكسر) اخوك قائد انقلاب الثلاثين من يونيو ما هذا ايها اليمقراطي الاتحادي؟
    اما بالنسبة لقولك في تجريب الحوار لاختبار مصداقية النظام الم تجرب انت شخصيا في اكثر من مرة الجلوس وباسم حزبنا مع النظام وفشلت في التوصل الى حل وحتى الاتفاقات الموقعة مع الحزب او كان طرفا من اطرافها مثل اتفاق جدة الاطاري واتفاق القاهرة اين هي هل تبخرت يا دكتور بخاري؟
    وثالثة الاسافي التي لم تذكرها وهي ذلك الاجتماع الثلاثيني والذي شكله السيد رئيس الحزب من هيئتكم الموقرة وذلك القرار الصائب الذي اتخذتموه وبالاجماع بعدم المشاركة اين هو الان ايضا هل تبخر فيما تبخر يادكتور بخاري؟ واين موقفكم من متابعة القرار وتنفيذه؟
    الشقيق دكتور بخاري بالرغم من انه لا يوجد في دستور الحزب ولا في اي مؤتمر له نص او قرار بتشكيل هيئة قيادية للحزب وقد كان هذه بدعة قبلنا بها تماشيا مع المرحلة وظروف الديكتاتورية القائمة ولن حصيلة ادائكم لم تكن مقنعة بل في بعض الاحيان كانت محبطة لمعظم قواعد وجماهير وقيادات هذا الحزب العتيق مما جعل وجودكم في هيئة القيادة وفي واجهة الحزب (تمومة جرتق) وهذا اصح شئ نطق به مقالك هذا.
    في مقالك تناقض واضح فانت تتحسر على ما ال اليه حال الحزب وترمي اللوم على ذلك التاجر الجاهل (حسب قولك)الذي يمتلك الحزب ويتفرد به الان ثم تنادي بتفعيل مبادرات السيد رئيس الحزب فهل تركت للحزب رئيسا بعد قولك هذا يا دكتور بخاري؟
    ايها الشقيق ما زال عندنا امل فيكم كقادة ولكن القادة مواقف فنرجو ان لا تهتز مواقفكم وتتناقض
    فاني وان كنت احق بالنصح منك لنفسي اقول لك انك في منتصف المنطقة الرمادية وبين الضباب فلتخرج ايها الشقيق من هذه المنطقة فانها لا تشبه قادة الحزب الاتحادي الديمقراطي ولا مواقفه الثابتة وهذا الحديث ينطبق علينا كلنا وبالاخص على اعضاء الهيئة القيادية.
    ما اوردته عن وضع الحزب في حوار (الوثبة) هذا ما قبلتم به وسكتم عليه بل انك تؤيد ذلك الحوار فلماذا الاعتراض على تمثيل الحزب اليس (عبود جابر) هو من يقود الاحزاب المشاركة وانتم كحزب من المشاركين اذا فيما غضبك يا دكتور بخاري؟
    اعتقد ان ليس لكم خيار كقادة غير الضغط للخروج من هذه الحكومة وفي غير ابطاء والعمل على توحيد الحزب (من خلال نداء الخليج ) الذي اطلقه نشطاء حادبي وبعد ذلك تقييم وضع الحزب من المشاركة في (الوثية) المزعومة ام عدمه.
    من المؤشرات الايجابية ان كثيرا من اعضاء هيئة القيادة وقيادات اخرى في (الاصل) بدأوا يخرجون من مواقفهم الغير واضحة في السابق الى مواقف معلنة وغير متناقضة وما حدث بالندوة السياسية الاخيرة بالجريف شرق يدلل على ذلك وقد كانت الندوة في حد ذاتها وما قيل فيها معبرا بصدق عن تطلعات واماني واحلام جماهير الحزب فهلا اهديتم اخي بخاري ومن معك بنبض الجماهير تلك.
    واخيرا لك جل ودي وان كنت مخالفا لك في الرأي هذه المرة وان يتسع صدركم وحسبنا ان نكون لكم من (المبكيين)الذين يسمع كلامهم وليس من (المضحكين) الذين يريدون ان يضحكوا في غير هذا الموضع فكفى شبعنا من مثل هذا الكلام فالوطن يحترق الان والله سيسألنا جميعا عنه في يوم تتغلب فيه القلوب والابصار.

  4. يا خى الحزب الاتحادى الديمقراطى منذ ان اتخذه قراره بالمشاركة فى الحكومة قد انتهى . انظر ماذا فعلتم عندما قبل رئيسكم محمد عثمان الميرغنى المشاركة . هل فعلا انتم فى موفق يتيح لكم اتخاذ القرار . ام انتم تمومة جرتكس . انتم ورئسكم محمد عثمان الميرغنى تتهافتون فقط للسلطة . ارحمو الشعب السودانى الذى اهانته وافقرته هذه الحكومة .

  5. يتحتم على كل الوطنيين الحادبين على مصلحة الوطن وسمعة الحزب مغادرة مجموعة مولانا والإنضمام لركب الإتحاديين الحقيقيين …. أتركوا لهم الرجرجة والدهماء و طلاب المناصب و عبدة المال … عيب أن يكون إنسان متعلم و يوجهه مولانا و مجموعته بالريموت ….. الحق نفسك

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..