إضاءات قانونية على مسرحية الإمام المأموم المعارض الحليف

بسم الله الرحمن الرحيم

في هذا  المقام  أستأذن دهاقنة السياسة وجهابذة القانون ,وأستأذن الشعب السوداني الكيس الفطن اللماح بأن يسمحوا لي أجمعين بتسليط بعضا من  الضوء على أحد المسرحيات التي تدور فصولها على مسرح السودان , وهذه المسرحية كسابقاتها تجيئ فطيرة , سيئة الإخراج ,إلا أنها ذات فصول معقدة , وتغيب عنها القيم الأخلاقية والقانونية  .

وسأسلط من الضوء حزمة  ضوئية قانونية  لعلها تعين غيري على تسليط بقية الحزم الضوئية من سياسية وإجتماعية ودينية .

فالمسرحية موضوع مقالنا ألفها النظام الحاكم ,في جوء غطت فيه سحائب الفساد سماء بلادي  , وأرتضى الحبيب الإمام المأموم الصادق المهدي أن يكون ضحيتها لا بطلها….وأول فصولها أنه تم فتح دعاوى جنائية بموجب المواد50, 62،66، 69، و159 من القانون الجنائي لسنه 1991- , (تقويض النظام الدستوري النشر المسبب للتذمر وسط القوات النظامية – نشر اخبار كاذبة واﻹخلال بالسلام العام وإشانة السمعة). في مواجهة الإمام المأموم والمعارض الحليف , وشرعت الشرطة بإشراف النيابة العامة في التحري معه , ولإعتبارات السن وما قدمه للبلاد أودع بسجن كوبر بدلا من الحراسات العادية لأنه أفضل حالا من الحراسات العادية (هذه التبريرات ساقها الأستاذ ياسر يوسف الناطق الرسمي بإسم حزب المؤتمر الوطني الحاكم فيحديثه لسونا والذي نفى فيه أن يكون الإما م معتقل سياسي أو أمني ) , والكل يعلم أن سجن كوبر لا يختلف عن الحراسات في السودان في شيئ غير أن به أسوارا باسقة تجعله حراسة منيفة يستعصى الهرب  منها لمن وهن عظمه ودنا من الأرض .

فما أريد قوله إن النظام الحاكم بما لديه من مستشارين قانونيين في وزارة الداخلية وفي جهاز الأمن وفي وزارة العدل  يعلمون علم اليقين , ولا ريب أن  الإمام المأموم  وإبنيه عبد الرحمن والبشرى قد أحيطوا علما بأن ما يتخذ من إجراءات فتح دعوى وتحر وإيداع في سجن كوبر وما قد يكون من محاكمة لا يمكن أن يتمخض عن معاقبة الإمام المأموم بأي من العقوبات /الجزاءات التي قررها المشرع عقوبة لمن يخالف هذه الجرائم, وهذه العقوبات إجمالا هي:1-الإعدام 2- السجن3- السجن المؤبد4-الجلد 5- مصادرة الأموال 6-الغرامة.

نقول إنه لا يمكن توقيع أي من هذه العقوبات على الإمام الحبيب لما هو ات من أسباب:-

1- لقد تجاوز الإمام المأموم السبعين من عمره فهو من مواليد25/12/1935م,ووفق صريح نصوص قانون الإجراءات الجنائية لسنة 1991م ,فإنه لا يجوز في غير جرائم الحدود والقصاص والحرابة توقيع عقوبة الإعدام أو الجلد أو السجن على من تجاوز السبعين من عمره.فإلى تفاصيل ذلك :-

1-عقوبة الإعدام :وهي واردة عقوبة لمخالفة المادة (50) ?تقويض النظام الدستوري-والتي إضيفت مؤخرا للتهم الأخرى :-

فلقد  نصت المادة(27/2) من قانون الجنائي  لسنة 1991م  على (فيما عدا جرائم الحدود والقصاص ,لا يجوز الحكم بالإعدام على من لم يبلغ الثامنة عشر,أو تجاوز السبعين من عمره).فالإمام المأموم مستثنى بصريح هذا النص. ولا يمكن قانونا لمؤلفي المسرحية أن يصيروا لتوقيع عقوبة الإعدام مع وجود هذا النص الصريح إذ القاعدة الأصولية الفقهية تقول:(لا إجتهاد مع صريح النص), ولا يمكن لقضاتهم أن يجتهدوا فيشرعوا جريمة غير منصوص عليها في القانون الجنائي لسنة 1991م,….ليس لهم أن يفعلو كما فعل قضاة نظام مايو  عند محاكمتهم لمحمود محمد طه ,وأدانته بمخالفة جريمة الردة التي لم يكن منصوصا عليها في قانون العقوبات لسنة 1984م , فأستندوا على قانون أصول الأحكام القضائية لسنة 1983 ليبرروا إستحداث هذه الجريمة.

فليس لقضاة النظام الحالي من سبيل إلى إستحداث جريمة لانص عليها وتكون عقوبتها الإعدام , ذلك لأن نص المادة (4/2/ب )من قانون الإجراءات الجنائية لسنة 1991م تنص على :(لا تجريم ولا جزاء إلا بنص تشريعي سابق).

2-عقوبة السجن /السجن المؤبد :-والمنصوص عليها جزاء لمخالفة  بعض بقية مواد الإتهام , فالإمام المأموم والمعارض الحليف مستثنى منها أيضا وفق نص المادة (33/1 ) من القانون الجنائي لسنة1991م, والتي تنص على :(فيما عدا حد الحرابة , لا يجوز الحكم بالسجن على من بلغ السبعين من عمره,فإذا عدل عن حكم السجن أو سقط لبلوغ سن السبعين تسري على الجاني عقوبة التغريب لمدة السجن المقررة)…. والتغريب وفق نص المادة (33/2) من القانون الجنائي لسنة1991م هو:( تحديد إقامة الجاني بعيدا عن منطقة إرتكاب الجريمة لمدة السجن المقررة )…فهل يا ترى يمكن بأي حال أن تحدد إقامة الإمام المأموم بجنوب كردفان أو دارفور أو النيل الأزرق حيث تدور رحى الحرب فيلقى الإمام حتفه؟؟أم أنه ستحدد إقامته بمكان اخر في السودان ؟؟ولكن في هذه الحالة هل  سيأمن النظام من مكائد الإمام المأموم ؟حتما لن يختار قاضي الموضوع أي من هذه الخيارات.

3-عقوبة الجلد:-وهي جزاء لمخالفة بعض مواد الإتهام كالمادة (69)من القانون الجنائي لسنة 1991م , فالإمام المأموم أيضا مستثنى منها بصريح نص المادة (35/1) من القانون الجنائي لسنة1991م والتي تنص على :(فيما عدا جرئم الحدود , لا يحكم بالجلد عقوبة على من بلغ الستين من عمره.. إلخ).

4-مصادرة الأموال, والغرامة:- مصادرة الأموال نصت عليها المادة (50)-تقويض النظام الدستوري-

إن سلمنا جدلا بأن الأمر ليس بمسرحية,وأن النظام في عداء مع الإمام المأموم ,فلا يستوي عقلا ولا يمكن أن يتصور فطن أنه يمكن أن يصار لمعاقبة الإمام المأموم بمصادره أمواله أو تغريمه جزاء لإرتكابه هذه الجرائم الخطيرة والتي يمكن أن تقوض النظام الدستوري.

إذن ماذا بقي  من عقوبات يمكن تطبيقها لزجر هذا الإمام المأموم من عقوبة تنال من نفسه أو بدنه  أو حريته أو ماله ؟؟ لا شيئ خلا تطبيق التدابير المقررة للشيوخ وفق نص المادة 48 من القانون الجنائي لسنة 1991م , والتي بموجبها يجوز للمحكمة ?بعد إدانة الشيخ الذي بلغ السبعين- يجوز لها من بين تدابير أخرى أن تسلمه لوليه , وولي الأمام المأموم حال إدانته هو أحد إبنيه عبدالرحمن أو البشرى الذين فضلا أن يكونا متفرجين على المسرحية ولم تتحرك لهما ساكنة ولم يلوحا بإستقالة أوحتى  شجب أو إدانة ., وليس من ريب أن تطبيق هذا التدبير سيجعل  الإمام المأموم ضحية لا بطلا ,وقد يتمخض عن ذلك سحب الإرث التأريخي والسياسي من تحت قدميه الخائرتين , ولن تشفع له مداهنة أو مواربة بذلها لمؤلفي المسرحية.

ولطالما أنه لن تتم معاقبة الإمام المأموم الحليف المعارض , فعلام إرهاق هذا الشيخ وإلهاء الشعب بما لا طائل منه.

 
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. والأغرب من هذا ان ابنه عبد الرحمن بالذات لم يبدي اي ردة فعل فهل ياترى بريق السطة اقوى من رابطة الدم ؟
    ويؤكد هذه المسرحية ان الساحة الاعلامية بمختلف منابرها كانت تضج بقصص الفساد وأخباره الموثقة بالأدلة والبراهين وكان لابد من شاغل يشغل الناس فتولى جهاز المخابرات بنفسه ادارو هذه المسرحية.. لله درك ياوطن

  2. وأرتضى الحبيب الإمام المأموم الصادق المهدي أن يكون ضحيتها لا بطلها…

    بل بطلها ايها العمير قد اصبت حينما ادركت بحسك الصحفي ان هذه المسرحية الهزلية التي يقدمها ابطال الاربعينات الذين مازالوا يفكرون بعقلية شكسبير معيدين تلكم الايام الخوالي متناسين بان لكل زمن رجاله ولكل جيل تفكير لم يدرك الامام كما لم يدرك (ابو النسب ) ان هذه الادوار لن تنطلي على شعب السودان فان كان الصهر قد دلف بنفسه الي اتون سجن كوبر فظن انه خدع شعب عرف ثعالب البشر ورغم ان هذا الشعب قد صبر ظننا منه بان البقرة صفراء فاقع لونها الا انه وبعد زمن قصير من عهد الكذابين ادرك الحقيقة لكنه ظل صابرا لانه يدرك ان صبحا جديد قد ينجلي وان دوام الحال من المحال وسنري اخر فصول المسرحية التي امتدت خمسة وعشرون عاما وحتى يسدل الستار ويخرج الامام عنده سيدرك الشعب ان المسرحية لم تكن سوى نمور من ورق تكالبوا على زمام الحكم لانهم لم يجدوا احد من ابناء مهيرة في الساحة

  3. كلام يؤكد مدي الاعيب المؤتمر الوطني و الصادق المهدي و الترابي علي الشعب السوداني … سلمت يدلك مولانا محمد الفاتح

  4. الإمام الهمام ,. مُناصراللئام.. مُفرّق الوئام ..مصدر الأوهام ..مبدد الأحلام..مُخادع الأنام ..مُكثر الكلام .. قائد السوام ..سئ الختام .

  5. أتفق تماماً معك في هزلية المسرحية وضعف السيناريو كعادة بني كوز لكن أختلف معك في نتيجة المسرحية والهدف منها وأسدال ستارتها في العروض الختامية ليس النتيجة ( الحِجر ) على الصادق المهدي بداعي الخرف وان كانت ( فرية ) يمكن تصديقها بعد شطحات الصادق فلا يمكن أن يخاطروا بزعيم أنصاري جديد ولو عبدالرحمن نفسو والقديم موجود ويلبي الرغبات الحوارية جميعاً بلا شروط الهدف هو رافعة للصادق بعد ان انفض الناس من حوله وظهرت بوادر عزل تم كتمها فلا أفضل من جعله شهيد القضية ليلتف الناس حوله من جديد مقابل الحكومة المكروه من الجميع تلاعب كيزاني شيطاني واتفاقات مبرمة مسبقاً وكما قلت دليلها صمت الصامتين من الأقربين.

  6. كلام يؤكد مدي الاعيب المؤتمر الوطني و الصادق المهدي و الترابي علي الشعب السوداني … سلمت يدلك مولانا محمد الفاتح

  7. الإمام الهمام ,. مُناصراللئام.. مُفرّق الوئام ..مصدر الأوهام ..مبدد الأحلام..مُخادع الأنام ..مُكثر الكلام .. قائد السوام ..سئ الختام .

  8. أتفق تماماً معك في هزلية المسرحية وضعف السيناريو كعادة بني كوز لكن أختلف معك في نتيجة المسرحية والهدف منها وأسدال ستارتها في العروض الختامية ليس النتيجة ( الحِجر ) على الصادق المهدي بداعي الخرف وان كانت ( فرية ) يمكن تصديقها بعد شطحات الصادق فلا يمكن أن يخاطروا بزعيم أنصاري جديد ولو عبدالرحمن نفسو والقديم موجود ويلبي الرغبات الحوارية جميعاً بلا شروط الهدف هو رافعة للصادق بعد ان انفض الناس من حوله وظهرت بوادر عزل تم كتمها فلا أفضل من جعله شهيد القضية ليلتف الناس حوله من جديد مقابل الحكومة المكروه من الجميع تلاعب كيزاني شيطاني واتفاقات مبرمة مسبقاً وكما قلت دليلها صمت الصامتين من الأقربين.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..