بالعدل يا أمير المؤمنين

تواترت الأنباء عن وجود مليشيات الجنجويد حول العاصمة الخرطوم، ولا معنى لوجود هذه القوات التي سبقتها سمعتها السيئة بما ارتكبته من فظائع، إلا أن الحزب الحاكم فقد الثقة بالجيش النظامي الذي ملّ الحروب العبثية التي وجد نفسه يخوضها نتيجة سياسة المؤتمر الوطني الصبيانية التي دفعت أبناء النيل الأزرق وجنوب كردفان ودارفور إلى حمل السلاح، وفشل كل الجهود في الحسم العسكري، إضافة إلى الأزمة الاقتصادية والتدهور المريع للجنيه في مقابل الدولار، ما أدى إلا ارتفاع الأسعار بصورة جنونية، وتدني الخدمات الصحية والتعليمية. الأمر الذي أثار غضب المواطنين الذين أيقنوا تماماً بفشل النظام الحاكم في مواجهة قضاياهم الحياتية. يضاف إلى ذلك حياة البذخ والترف التي يعيشها قادة المؤتمر الوطني والتي يراها المواطنون رأي العين. مما ينذر بهبة شرسة لأبناء الشعب تقتلع تجار الدين وتعيد السودان إلى عهده الذهبي.
وبما عهد عن الإنقاذ من قسوة في التعامل مع كل مظاهرة تخرج ضدها واستخدامها القوة المفرطة مع المحتجين واستباحة الدماء، وما العدد الكبير للشهداء الذين فاقوا الـ(200) إلا دليل على وحشية النظام واستعداده للدفاع عن سلطته بارتكاب أفظع الجرائم والتشبث بالكراسي على جماجم الأبرياء.
وإحضار مليشيات الجنجويد بقيادة حميدتي لتطوّق العاصمة يعني أن قادة النظام أدركوا أن الأفق انسدّ أمامهم، وأن المعركة الفاصلة والحاسمة اقتربت، فبادروا بجلب المأجورين ليقاتلوا نيابة عنهم، أو ليجعلوا أبناء الشعب يترددون ألف مرة في الخروج إلى الشارع. لكن فات عليهم أنه ما من سلطة غاشمة على مرّ التاريخ استطاعت أن تهزم شعباً تواقاً إلى الحرية والعيش الكريم الذي حرموه منه.
كتب أحد الولاة إلى الخليفة عمر بن عبد العزيز يستأذنه في تحصين مدينته ببناء سور حولها لحمايتها من الأعداء، فكتب له الخليفة يأمره بأن (يحصّن مدينته بالعدل، وأن ينقِّي شوارعها من الظلم). إذاً حصّن السودان بالعدل يا أمير المؤمنين لا بالجنجويد.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. قادة المؤتمر الوطني (اسرقني وتحلل) الذين لم يتوانوا في تجويع وتشريد هذا الشعب الآبي وكأنما آل اليهم السودان بالوراثة ونحن لا نعلم… نعم نريد ثورة تقتلع هؤلاء الصعاليك من جذورهم وليس باقتلاعهم فحسب تثلج صدورنا لابد من محاسبتهم لكل من تسبب في مقتل بريء من أبناء شعبنا ولكل من نهب ايضاً ولكل من عاش بعيد عن تراب الوطن يكتوي بنيران الغربة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..