السيد الصادق المهدي لن يقود الشارع

بسم الله الرحمن الرحيم
لماذا لن يقود السيد الصادق المهدي ثورة الشعب السوداني ؟
هل السيد الصادق ضد التعددية الحزبية ومن انصار الحزب الواحد ؟
الامين جميل
كان لزاما على السيد الصادق المتطلع لرئاسة وزراء جمهورية السودان ، بعد تخرجه من جامعة أكسفورد العريقة ، أن ينتظر حتى مطلع عام 1966ليبلغ الثلاثين ،إذ اشترط دستور السودان المؤقت أن لا يقل عمر رئيس الوزراء عن الثلاثين عاما . و بحلول عام 66 و بعد فوزه في دائرة الجبلين ،التي اخليت له خصيصا بعد استقالة نائبها ، بدأ السيد الصادق حياته السياسية بالخلافات مع السيد محمد أحمد محجوب رئيس الوزراء و احد زعماء الحركة الوطنية و حزب الامة المميزين ، و ذلك عندما ذهبت مجموعة من أسرة المهدي للمحجوب و ابلغوه رغبة السيد الصادق في تولي رئاسة الوزراء و طلبوا منه الاستقالة لكنه رفض الاستجابة لطلبهم ، إلا أن السيد الصادق لم يستسلم لرفض المحجوب فمارس عليه ضغوطا كثيرة أدت الى استقالتة من رئاسة الوزراء و تولي الصادق ذلك المنصب في 26 يوليو 1966 ،و قد دفع حزب الامة ثمن نجاح الصادق إذ انقسم الحزب و اصبح حزبان ، الامة جناح الامام الهادي ،و الامة جناح الصادق.
استمر السيد الصادق رئيسا للوزراء لمدة تسعة اشهر الى أن سحبت الجمعية التأسيسية الثقة من حكومته في 18 مايو 1967و مرة اخرى كُلف محمد أحمد محجوب بتشكيل الحكومة الجديدة و التي طلبت من مجلس السيادة حل الجمعية التأسيسية و الدعوة لانتخابات عامه ، فوافق المجلس و اجريت الانتخابات في 25\4\68 و كانت نتائجها التي اعلنت في 6\5\68 كالاتي :-
الحزب الاتحادي الديمقراطي 103 مقعدا برلمانيا .
حزب الامة جناح الامام الهادي 30 مقعدا .
حزب الامة جناح الصادق 34 مقعدا .
جبهة الميثاق الاسلامي 3 مقاعد.
حزب سانو الجنوبي 15 مقعدا ، جبهة الجنوب 10 مقاعد ، الحزب الاشتراكي السوداني مقعدين و فازت احزاب الاقلية ب 6 مقاعد .
و خسر السيد الصادق المهدي مقعده لصالح محمد داؤود الخليفه “جناح الامام ” ، كما خسر الامين العام للاخوان المسلمين حسن الترابي مقعده لصالح السيد مضوي محمد احمد “الاتحادي الديمقراطي ” ، و فاز زعيم الحزب الشيوعي عبد الخالق محجوب بدعم من الختمية .
لم تكن نتائج الانتخابات مرضية لبعض القوى الاقليمية ، تحت ضوء الظروف العربية السائدة حينها – ظروف النكسة – فكان أن تدخل الملك فيصل ،و الذي كان يقود الانظمة العربية المناؤة لعبد الناصر، تدخل في خلاف حزب الامة ، فارسل الشيخ الصبان في نوفمبر 68 للسودان للتوفيق بين السيد الصادق و عمه الامام الهادي ، وقد نجحت مساعيه فتم الوفاق بين الجناحين المختلفين و صدر بيانا في 12\4\69 أعلن وحدة الجناحين .
سارع عبد الناصر باستباق الاحداث في السودان ، لضمان نظام حليف له و ليس للملك فيصل فكان انقلاب 25مايو 1969 هو الرد الحاسم لتدخل السعودية في سياسة السودان الداخلية .
اعتقل الانقلابيون بعض سياسيي العهد الديمقراطي ، و كان في مقدمتهم الزعيم الشهيد اسماعيل الازهري رئيس مجلس السيادة بينما استطاع الشريف حسين الهندي ، وزير المالية و قطب الحزب الاتحادي الديمقراطي ، الافلات من الاعتقال فغادر العاصمة الى ودمدني بعد ان تأكد له سيطرة الجيش على السلطة فجر يوم الانقلاب و منها غادر للجزيرة أبا ليلتحق بالامام الهادي .
في الجزيرة ابا و جد الشريف ان السيد الصادق قد و صل اليها في يوم الثلاثاء 27\5 ،كما وجد كلا من السادة ، عثمان جاد الله ،محمد عثمان صالح ، الشيخ محمد الكاروري ، محمد صالح عمر ، مهدي ابراهيم ،قطبي المهدي ، عزالدين الشيخ ، عبد الله محمد احمد و آخرين . لم يمكث السيد الصادق طويلا فعاد الى الخرطوم ، للتفاوض مع النظام ، بينما طلب البقية من الشريف حسين ،بعد تكوينه للجبهة الوطنية في يونيو 69 ،محاولة الوصول لاثيوبيا و امدادهم بالاسلحة و ذلك لخصوصية العلاقة التي كانت تربطه بالامبراطور هيلاسيلاسي و قد استطاع الشريف الوصول الي الكرمك السودانية و عبر منها الحدود لأصوصه الاثيوبية و منها لاديس أبابا ،و منذ ذلك الحين اصبح الشريف متنقلا بين أديس و الجزيرة أبا إلى أن اقتحمها نظام مايو بمساعدة الطيران المصري في 29\2\1970. و قد حدثني الشريف إنه كان وقتها على الحدود الاثيوبية السودانية في انتظار الامام الهادي و الذي اغتيل على بعد عدة كيلومترات منه قرب الحدود .
استطاع الشريف تجميع الانصار بمساعدة السيد ولي الدين الامام الهادي و المهندس احمد عبدالله صهر الامام في معسكرات للتدريب على الحدود الاثيوبية السودانية و كان اشهرها معسكر شهيدِ البحر.
هذا ، وبعد أن صارت الجبهة الوطنية تضم كلا من الحزب الإتحادى الديمقراطى و حزب الأمة بجناحيه و الإسلاميين و بعض المستقلين ، ذكر الشريف حسين فى مقابلة صحفية أجراها معه الأستاذ يوسف شويرى فى 20 مارس 1978 و نشرت فى مجلة الدستور ، “أنه جاء في عام 1975 بالسيد الصادق المهدى رئيساً للجبهة إكراما للإمام الهادى و لجماهير الأنصار “. و أصبح هو نائبا له وبعض من ضمهم مكتبها السياسى السادة أحمد زين العابدين عمر من الإتحاديين ، عمر نور الدائم من الأنصار جناح السيد الصادق، عثمان خالد مضوى من الإخوان ، أحمد عبد لله من الأنصار جناح الإمام و محمود صالح كعضو مستقل. كما انها ـ اي الجبهة ـ استمالت اليها القومين العرب فاستطاع الاستاذ بابكر كرار، و الاستاذ عبد الله زكريا ،و الدكتور ناصر السيد، اقناع السلطات الليبية بضرورة استضافة الجبهة في الاراضي الليبية .
و إذ كانت علاقة الجبهة بالليبيين تشهد تطوراً مطردا ، فإنه على صعيد آخر كانت قد بدأت تفقد الدعم الإثيوبى لها، عندما أطاح الإشتراكى منجستو بالإمبراطور هيلاسلاسى ، و هكذا لم يكن من مناص أن ينتقل النشاط العسكرى إلى ليبيا قأقيمت بها المعسكرات التى قدر لها أن تكون المنصة التى انطلقت منها حركة يوليو 1976 والتى قال عنها الشريف حسين بأنها ” كانت عروس العمليات،كانت مجهزة تجهيزاً لا يمكن أن تجهز له العروس ليلة الزفاف سلاحاً و تدريباً و رجالاً و خطة و نفوذاً إلى الصحراء ، و كل شئ ، و لم تكن لها أن تفشل إطلاقاً ، نحن نؤمن بالقضاء و القدر إذا أراد الله إفشالها فالله قادر على ذلك، لكن السيد الصادق ليس منا و لم يكن بيننا و لم يزرنا و لم ير الرجال …………… ”
و أياً يكن المصير الذى انتهت إليه حركة يوليو فقد إنطوت عليها رسائل أنبأت عن مدى الجرأة التى يمكن أن تذهب إليها المعارضة ، و إن كانت بنية النظام رغم لبوس البأس الذى كان يتزيى به تقوم على الهشاشة ، ثم أن هذه العملية جاءت تتويجاً لسلسلة من الضربات الموجعة التى تلقاها خصوصاً على الصعيد السياسى. بيد أن حركة يوليو كانت كفيلة بأن تبث فيه الرعب و تزلزل أعصابه كما هو قمين بنظام يعتاش من الخوف ويبثه بذات القدر الذى يستشعره . وليس ثمة شك فى أنها كانت الباعث الذى حمل نميرى أن يوقع مع السادات إتفاقية للدفاع المشترك فى 15 يوليو 1976 ، و قد كانت الزيارة التى قام بها السادات و نميرى فى اليوم التالى لتوقيع الاتفاقية ، أي في 16 يوليو 76 إلى الملك خالد عاهل المملكة العربية السعودية تشف عن بواعثها الحقيقية حيث كانا يخشيان أن ترتاب المملكة فى مقاصد الاتفاقية الذى بدأ فى الظاهر موحياً بأكثر مما تحتمل حقيقته المجردة وهى حماية نظام نميرى ، و بالطبع أنبأ العاهل السعودى بأهداف الإتفاق الفعلية ولم يكن صعباً إقناعه بنيتهما الفعلية فكل الحيثيات تعزز صدق نواياهم .
وقد وجد العاهل السعودى الذى بقى لأعوام قريباً من المعارضة السودانية فى إقتراح المصالحة الوطنية مخرجاً يحفظ ماء وجوه الجميع ، و ما إجتماع نميرى و السيد الصادق المهدى في 6\7\ 77 ببورتسودان و إعلانهما لمصالحتهما 18\7\77 إلا ثمرة لتلك الوساطة السعودية . و الجدير بالذكر أن الجبهة الوطنية إشترطت خمسة عشر بندا للمصالحة صاغتها قانونيا لجنة مكونة من السادة أحمد زين العابدين ، فاروق البرير ، شريف التهامى ، عثمان خالد و أحمد عبدالله إلا أن السيد الصادق لم يأبه لتلك الشروط و صالح النميرى منفردا . و قد علق الشريف على ذلك بقوله ” لم يتم فى بورتسودان أى نقاش سياسى . و النميرى أعلن أنه سيطلق سراح المعتقلين السياسيين و يصدر قانون عفو عام غير مشروط ، سواء تمت المصالحة أم لم تتم . و ثبت لدينا أن الصادق لم يتحدث عن الشؤون السياسية و مطالب الجبهة ، و كان زعم قبل سفره أن النميرى وافق على سبعة شروط هى :
1. إلغاء الإتحاد الإشتراكى .
2. تعديل الدستور ، و خاصة لجهة صلاحيات رئيس الجمهورية .
3. إطلاق الحريات العامة بأكملها ، بما فيها حرية النشر و الكلام و التنظيم .
4. تغيير السياسة الخارجية و تبنى سياسة غير منحازة للغرب ، و غير منحازة فى القرن الإفريقى ، و غير مستسلمة فى نطاق القضية العربية .
5. تغيير السياسة الداخلية بإلغاء قوانين الأمن و تعديلها .
6. الإقلاع عن القوانين الاستثنائية .
7. تثبيت إستقلال القضاء .
لكن هذه المسائل لم تناقش مع النميرى ، و كان السيد الصادق وافق عليها كتابة للوسيط فتح الرحمن البشير، و اطلع عليها ستة أعضاء من المكتب السياسى فى إجتماع ضم الدكتور عبد الحميد صالح الرجل الثانى فى حزب الأمة ، و عثمان خالد سكرتير الجبهة ، والرجل الثانى فى تنظيم الإخوان المسلمين و صالح عثمان صالح ،”و الشريف حسين بوصفه نائبا لرئيس الجبهة” و بحضور شخصين من كبار جماعة الإخوان هما الأستاذ أحمد إبراهيم الترابى و الأستاذ ربيع حسن أحمد . و أعلن فتح الرحمن البشير- الوسيط بين النظام المايوي و الجبهة الوطنية – فى هذا الإجتماع أن المفاوضات لم تبدأ إلا بعد توقيع الصادق على مستندات تؤكد موافقته على الدستور و الجمهورية الرئاسية وولاية النميرى الثانية و إبقاء الإتحاد الإشتراكى و إتفاقية الجنوب التى وقعت فى أديس أبابا ، و إشتراك الجيش فى السياسة . و كل ما طرحه الصادق هو تعديل الدستور لكى يصبح أكثر اسلامية ، و تعديل دستور الإتحاد الإشتراكى ليكون أكثر ديمقراطية. و سخرت أنا من هذا الكلام، إذ كيف يمكن أن يكون الدستور أكثر إسلامية أو أكثر ديمقراطية ، فهو إما إسلامى و ديمقراطى وإما لا ، و عندما عاد الصادق من اجتماعه بالنميرى قال إنه لم يتم إى حديث سياسى ، و إكتفى بكيل المديح لشخصية النميرى . وكان هذا الأخير على وشك تنفيذ العفو العام دون المصالحة ، و أنا أريد أن أعلن أن إطلاق سراح المعتقلين هو حق لنا ، و الاعتقال باطل و نحن لسنا مجرمين بل مناضلون شرفاء ” .
المهم فى هذا الأمر أن هذا التحول السياسى ذو الدلالة الكبيرة تمخضت عنه نتائج عصفت بإحدى تحالفات الشريف الرئسية ، و الشاهد أن السيد الصادق المهدى توجه إلى طرابلس قبل يوم واحد من عودته مصالحاً إلى الخرطوم، أى فى 26سبتمبر1977 ، حيث إجتمع بالعقيد معمر القذافى و أفرز إجتماعهما جملة من القرارات كان أهمها :-
1. حجب الدعم السياسى و اللوجستى عن الشريف .
2. وقف الحرب الإعلامية بين السودان و ليبيا .
3. عودة العلاقات بين النظامين الليبى و السودانى .
و بوضع تلك القرارات موضع التنفيذ جمد نشاط مكتب الجبهة الوطنية الذى كان يسيطر عليه الحزب الإتحادى الديمقراطى و أستعيض عنها بما سمى بالجبهة الشعبية ( حركة اللجان الثورية السودانية) والتى على رأسها الأستاذ عبدالله زكريا .ووقفت فور انتهاء الاجتماع المهاترات الاعلامية في الاذاعتين الليبية و السودانية ،كما اجتمع وزيرا خارجية البلدين في 14\11\1977 في تونس و عادت العلاقة الدبلوماسية في 8\2\1987 و نتيجة لذلك أصبحت الجبهة الوطنية و زعيمها الشريف حسين الهندي فى موقف لا يحسد عليه ، ففى الوقت الذى كان يتعين عليه أن يعيد رسم تحالفاته مع النسيج المكون للسياسة السودانية الداخلية كانت تحالفاته الخارجية هى الأخرى موضع تحول و استقطاب ، و من نافل القول أن مصالحة السيد الصادق و نميرى غير أنها شكلت خصماً على رصيد المعارضة ،لا سيما و إنها نهضت على أساس تكتيكى واهن ، فقد شكلت دافعاً لتحالفات الشريف الجديدة كاشفة فى الوقت عينه عن براغماتيته السياسية الفريدة .
بيد أن الشريف ، و هو يمهد للإنتقال من موقف لآخر، يبث فيك الشعور بأنه يصل بين المواقف عوضاً أن يقاطعها أو يتخذ من بعضها موقفاً حاداً توطئة للإنتقال إلى نقيضها ، فمناوراته الكبيرة كأنها الفواصل القصيرة التى تلتقط فى أثنائها الأنفاس ريثما تستأنف ذات المسيرة لكنك و أنت على مقربة يفوتك رصد المسافة الكبيرة التى قطعت و إن كان المكان غير المكان و الحال غير الحال .
عاد السيد الصادق الى الخرطوم في 27\9\77 ، بعد ان اوحى له نميري بتعينه في منصب رئاسة الوزراء باقالته في 10\9\77 السيد الرشيد الطاهر و لم يعين بدلا عنه ، و تمهيدا كي يعين في منصب رئاسة الوزراء دخل الصادق اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي في 9\3\78 و دخل المكتب السياسي في 3\8\78 إلا أن الواقعة قد و قعت على السيد الصادق وذلك عندما أيد نميري اتفاقية كامب ديفيد التي وقعها السادات مع العدو الصهيوني في 17\9\78 و التي رفضتها معظم الدول العربية و في مقدمتها العراق و ليبيا حليفة السيد الصادق ، فلم يكن أمامه الا الاستقالة من منصبيه و اصبح في موقف لا يحسد عليه فهو مصالح غير مشارك للنظام المايوي كما انه اصبح غير مقبول و غير موثوق به من قبل المعارضة .
كان الشريف حسين ، فى تلك الفترة ، يناور لئلا يدع مجالاً للفراغ السياسى فبعث الأستاذ أحمد زين العابدين إلى الخرطوم و بعث بعده الأستاذ حسين عثمان منصور و التقى قبلها بأبى القاسم هاشم عضو مجلس قيادة إنقلاب مايو في ابريل 1978 وبدأ يتحدث عن المصالحة مع نظام مايو و يلعب بالورقة السعودية فطالب بإلغاء إتفاقية الدفاع المشترك ثم عاد و إشترط تحديد صلاحيات رئيس الجمهورية وكان قد اجتمع فى السعودية و برعاية عاهلها مع النميرى و أضاف إلى شروط مصالحته إلغاء التأميمات و تعويض المتضررين وكان فى الوقت نفسه يعكف على لقاء البعثيين و يعبد الطريق بينه و بينهم، و يوطد صلاته مع اليسار السودانى كما كان يتخذ من رحابة الأطر الاجتماعية السودانية أحياناً سبيلاً إلى تعزيز علاقاته السياسية .
صفوة القول أن الشريف كان فى حاجة ملحة إلى حليف يملأ الفراغ الذى نشأ عن فض تحالفه مع ليبيا و قد كان البعثيون على موعد قريب معه، ذلك أن كل العوامل كانت تتراصف لتجعل ذلك أمراً ممكن الحدوث فى أى وقت ، لكن أيضاُ علينا ألا نغفل الدور الكبير الذى لعبه موقف الشريف الرافض بقوة لإ تفاقية كامب ديفيد و كما اسلفت كان نميرى قد أيدها فى الوقت الذى قاطعتها فيه معظم الحكومات العربية و قد إتسم الموقف العراقى بالذات بقوة الرفض و كان رائداً فى خلق جبهة الصمود و التصدى المعارضة لهذه الإتفاقية وقد تطابق موقف الشريف مع ذلك و ساعد كثيراً فى التقريب بينه و بين البعثيين .
استشهد الشريف حسين في التاسع من يناير 1981 فاصبح السيد الصادق امل الشعب ، فالترابي مشارك في النظام و كذلك الميرغني لكن السيد الصادق ،الرجل الذي لا يختلف اثنان في مقدرته الفكرية ، رأى ان تطلعات الشعب في الديمقراطية و التعددية الحزبية لا تتطابق مع رؤيته في الحكم ، وقد اتضح أنه يرى ان نظام الحزب الواحد هو الذي يصلح لنا و ليس نظام التعدد الحزبي .ففي 30\9\1981 حاضر في معهد الدراسات الافريقية في السويد فتحدث عن السلطة السياسية في الدول النامية ووضع شروطا خمسة لتلك الدول لتتجاوز ازماتها و مشاكلها و شروطه هي :-
1. أن يقوم تنظيم سياسي تتوفر فيه هذه الصفات :-
أ- تكون القيادة شعبية .
ب- أن تقوم علاقة تنظيمية فعالة بين القاعدة و القيادة .
ت- أن تكفل المشاركة في المسيرة السياسية لقاعدة شعبية عريضة و أن تخضع القيادة لدرجة فعالة من المحاسبة و المساءلة .
2. أن يربط القيادة و القاعدة انتماء فكري واضح ، ففي البلاد الاسلامية العربية مثلا يقوم انتماء في القيادة و القاعدة للصحوة الاسلامية و البعث العربي ..
3. أن ينجز نظام الحكم تنمية اقتصادية تحقق الكفاية و أن يوزع العائد الاقتصادي توزيعا عادلا .
4. أن يحال دون اضطراب العلاقة بين المدنيين و العسكريين عن طريق معادلة موزونة تضمن للسلطة الشعبية شرعيتها و هيمنتها و تكفل للعسكريين بالتالي أن يشاركوا في المسيرة السياسية للبلاد .
5. أن يحافظ النظام المنشود على السيادة الوطنية ، فلا تخضع البلاد لتـفتيت داخلي و لا لسيطرة أجنبية .
و اضاف ” لكي تتحقق الشروط الخمسة في السودان ينبغي استحداث تغيير اساسي و جذري يكفل مؤسسات و سياسات و ممارسات جديدة تخرج به من الازمات التي يعاني منها السودان و أهله ”
إذن فالسيد الصادق لا يتفق مع الشعب السوداني في الكيفية التي يريد ان يُحكم بها ، إنما يبشر بفكره و قناعاته الخاصة التي تتمثل في التنظيم الواحد ، ولعل ذلك ما دفعه لمصالحة النميري منفردا ،إلا أن صقور الاتحاد الاشتراكي لم تفسح له المجال و هو الان يعيد الكرة مع نظام الانقاذ ، فبعد اشتراكه في مؤتمر اسمرا في يونيو1995 الذي قرر اسقاط نظام الانقاذ ،التقى في مايو 1999في جنيف بالترابي الذي كان يمثل النظام . والتقى في جيبوتي في نوفمبر1999 بالرئيس عمر البشير و اثر ذلك اللقاء عاد السيد الصادق إلى السودان في مطلع عام 2000 . و في سبتمبر2009 شارك في مؤتمر جوبا و الذي اتفق المؤتمرون فيه على عدم المشاركة في الانتخابات التي اجريت في ابريل 2010 لكن السيد الصادق لم يلتزم بقرارات المؤتمر و أعلن مشاركته في الانتخابات و استلم من النظام مبلغا من المال ، افادت مصادر من حزب الامة بانه 2.5 مليار جنيه سوداني بينما ذكرت مصادر النظام بان المبلغ هو 4 مليارات و اتفق المصدران انه كان نقدا ، و بعد ان استلم المبلغ المذكور اعلن انسحابه من الانتخابات فقال السيد علي كرتي وزير الخارجية واصفا له و السيد محمد عثمان الميرغني و الذي يقال انه استلم بدوره 7.5 مليارا بأنهما “سجمانين ” .
هذا ، فعندما شعر السيد الصادق بانه لا يملك ما يقدمه للشعب السوداني بخصوص مسألة الجنوب أ، لفت الانظار الى مسألة أخرى فصرح بأن يوم 26\1 \2011 سيكون يوما حاسما فاما أن يعتزل العمل السياسي أو يعلن معارضته للنظام وتهيأ الشعب ليوم الحسم و استعدوا لمنازلة النظام إلا أنه فاجأ الشعب و على وجه الخصوص جماهير الانصار الوطنية بمفاوضة النظام قبل اليوم الذي حدده و لم يتحدث باسمه و لا باسم حزبه فقط إنما تحدث باسم قوى التجمع الوطني و في ليلة 26\1 ، ليلة سقوط الخرطوم ، خطب في جمهور لا يتعدى الالفين تجمعوا في ميدان الخليفة و صرح بأن النظام وعده بأن ينظر في مذكرته التي رفعها لرئيس الجمهورية .
لفد خذل السيد الصادق الشعب السوداني و امتص غضبه و عطل ثورته و مد عمر نظام الانقاذ ، كما فعل ذلك مع النظام المايوي ، و لا استبعد مطلقا أن يصبح جزءا من النظام إذا ما عرضت عليه رئاسة الوزراء فهو يسعى لتحقيق اجندته الخاصة فقط .
وما هي اجندته الخاصة التي يود تحقيقها الآن ؟
حتي و إن داير يقوده ما حنخليهو يقوده. الصادق كفاه . جربناه مرتين و ما نجح كرجل دولة . يدي الفرصة للشباب .
اولا نشكر كاتب المقال علي هذا السرد التاريخي وهذه المعلومات القيمة ، ،، وحقيقة ونحن في هذة المرحلة الحرجة نريد مثل هذه المعلومات عن القيادات التقليدية في هذا البلد ،، والذين ظلوا منذ نعومة اظافرهم في العمل السياسي لايقدمون ولا ياخرون ، وهمهم الوحيد الوصول الي كراسي السلطة حتي ولو ادي ذلك الي تغير مواقفهم كما ذكر الكاتب ،
واناشد واطلب من كاتب المقال بسرد كل الحقائق للفشل ثورة يوليو . ونحن نعرف أن كاتب المقال كان احد كوادر الجبهة الوطنية وقريب من الشهيد الشريف الهندي . حتي تعلم الاجيال الجديدةكيفية تفكير القيادات التقليدية التي ظلت جاثمة علي ظهر هذا البلد ولم تقدم له شي
الكل يعلم ان المرحلة القادمة ليس مرحلة الصادق المهدي في حكم السودان ولكنه لاعب مهم تخشاهو الحكومة
يجب على الكتاب السودانيين المستنيرين أن يكونوا منصفين في الكتابة عن الرموز الوطنية …… أولا ظلت كل الانظمة الشمولية ومن خلال طاحونتها الاعلامية وعلى مدى 44 عاما تقدح في شخص الصادق المهدي لأنه يمثل بالنسبة لها البعبع المخيف وذلك لقناعته التامة أنه لا يشارك في حكومة شمولية ولن يتزلف لمنصب لم ينتخب له لذا صارت توجه كل وسائل إعلامها المضللة لتهد شخصيته ….. وسايرها بعض المضللين من الاعلام الموجه وصاروا أيضا ينعقون ويهنقون ويقدحون في مصداقيته ….. فهل لنا أن نتبع إعلام من سرق السلطة بليل ونصدقه بعد 22 سنة كبيسة فيما يقول …. هل على الصادق المهدي أن يحرس الديمقراطية بنفسة وولده وأنصاره من أجل عيون الشعب السوداني وهو الذي تحمل في سبيل ذلك السجن والتعذيب والاهانات …. هل عليه أن يعلن دكتاتورية الحزب المنتخب وهو ينادي بالديمقراطية ؟؟؟؟؟؟ وهو الذي كان رئيسا للوزراء ويستغل سيارته وبيته ولا يتقاضى راتبا من الدولة ؟؟؟؟ هل وجد عليه اهل الانقاذ أي مفسدة وفساد وعفوا عنه وهم من أعدم مجدي وصاحبة في عملة حرة هي ملك لهم …..أقول لو وجدوا عليه أقل مفسدة لطكان اليوم تحت التراب ؟؟؟ شكى العميد السارق للسلطة في بيانه الاول من كثرة كلام السيد الصادق حتى فقد المصداقية …. فهل عندما استلم السلطة واحتكرها له ولبطانته ترك الكلام وبدأ بالنتفيذ وأرانا كيف يعمل بصمت ( على غرار السواي ما حداث ) أم تكلم وحلف اليمين المغلظة والطلاق بالتلاتة ) وكان كلامه كله خارم بارم
المقال اعلاه الذى اخذ حيزا– لايستحقه ولايساوى قيمة الزمن الذى اهدرته انا شخصيا– فى ضياعه بقراءته– وواضح جدا — ان كاتبه مغيب تماما عن حقائق الماضى والحاضر– ولا ادرى عن اى صادق يتحدث– الصادق الذى يتبوا مقعده– فى اكثر من عشرة مؤسسات علمية واكاديمية وبحثية واسلامية عبر العالم– ام ان الصادق الذى يعنيه صادق اخر يسكن ضاحية بحرى والبرارى–ان ابسط مايمكن ان نرد به — ان يعود لكتب الذين كتبوا عنه– والذين تناولوه– والذين خبروه–مبرا من شبهات الفساد والافساد والمواقف المبدائية غير قابلة للكسر– وهو من هو رئس الحزب الوحيد الذى لاتملى عليه تعليمات من الخارج- ولولا مواقفه الوطنية وسودانيته الصلبه– لبقى وبقت الديموقراطية الثالثة حتى اليوم– وكاتب المقال الذى يتجه بحروفه نحو الشمال– خلف الاتحاد تحت التاج المصرى يدرك ان مواقف الصادق هى التى ادت لتامر حسنى مبارك للقبول بجماعة اخوان السودان ومساعدتهم فى الاستيلاء على الحكم– وكلنا ندرك حميمية العلاقة بين الراحل الزبير محمد صالح وصناع القرار المصرى ومراحل الاعداد للانقلاب– وعليه ان يرجع للوثائق –اذا كان امر دولة منكوبة اسمها السودان تهمه–لمعرفة موازين الوطنية– ولو انه كان رخوا — وكمان نقوا اضينة– لما رفضته الادارة الامريكية واغلقت طرق التعامل معه–عندما رفض الخضوع لرغبة المصالح الامريكية والصهيونية—- دعك من العامل الخارجى– ودلنى عن اى حزب او جماعة فى السودان لم تتامر عليه–كخطر يهدد بقاء الكيانات التابعة– والذليلة–وبالاشياءتنضح المضادات وتتعارك– ولك ان تتامل انجرار النظام الحاكم وماقدمه لامريكا ولمصر وللصهيونية العالمية–وماحرب دارفور الا خطوة للقضاء على اكثر مناطق نفوذ الصادق فاذ بالنار تحرقهم قبل ان تحرق القواعد الصلبة—- وليحدثنا سيادته مع علمى انه يعلم الاجابة ولن يقوى على البوح بها–ليقل لنا بصراحة ووضوح–عن دور الاتحادى الديموقراطى– وتاثير العامل الخارجى على تحركاته– خاصة زعيمه– ومواقفه عبر كل الانظمة التى مرت على حكم بلادنا– واستطيع ان اجزم الان انه سيشارك فى النظام الحالى ليس لاى سبب الا قفزا فوق حاجز العجز المقيم والعزلة المهلكة–اانا لا ادافع عن رجل — هو اعف واصدق وانبل من عرفته السياسة السودانية– ولا يحتاج لدفاع منا– ولقد قالت القرادة -انها والجمل احضروا العيش من القضارف– وقالت الذبابة من على راس النخلة–يانخلة تماسكى فانى اود ان اغادرك– ولا اعرف مكانا لائقا بين هذا وذاك اضع عليه مايناسب قامة كاتب المقال–ولا اود ان اتطرق للاموات–فقد اصبحوا فى حيز علام الغيوب– ومانعرفه فى ذلك يشيب له الولدان وليعتكف الشريف– والادارة الاهلية–ليدعو الله المغفرة لهم ولاموات المسلمين
ابومنتصر–عبد الوهاب
نشكر كل العجايز في الساحه السياسيه على ما بذلوه ونرجو هم بالتنحي والافساح للاجيال التي تليهم وعلى السيد الصادق الاكتفاء بالزعامه الدينيه والتخلي عن منصبه لمبارك الفاضل كما فعل الشيخ الميرغني وتنحى لحاتم السر رغم انه لم يكمل الاعلان عنه للشعب كذلك الترابي ونقد ولى زمانكم ايها الجدود رغم انكم لم تستفيدو او تفيدو الوطن نقيم لكم حفل تابين كبير وبعده تتوجهون للسراير
ندعو الله ان يشفي الوطن المريض على ايد اطباء يستاصلون المرض ويقتلون الجراثيم
يا استاذ الأمين جميل..مقال جميل بدون شك…..مع احترامى للأمام ولكن مشكلته الأساسيه هى انه لم يكن واضحا مع الناس او مع نفسه حتى ويكفى ان حزبه هو الوحيد الذى لا هدف له او برنامج..يعنى ممكن تسمى حزبه حزب يوم بيوم نبيع الكمبه…هذه ليست المره الأولى ولن ولن ولن تكون الأخيره التى يشق فيها الأمام الأجماع العام وليس ما فعله فى التجمع ببعيد….دعنى اشبهك يا سيد الأمام بأنك زى الواحد لما يكون سايق عربيه وقداموا واحد سايق برضو…ويقوم صاحبنا السايق ده فجأه يدخل يمين أو شمال بدون ما يرمى اشاره…والنتيجه طبعا حا تحصل طرطشه فى المرور تؤدى الى موت….يا اخ الأمام يوم الخميس ليلة الأنقلاب المشئوم حينما كان ابوحريره يناضل من اجل الشعب فى البرلمان ضد الميزانيه المشوهه التى جاء بها حوارك ود نورالدائم كنت وقتها انت وقريبك مبارك الفاضل ترقصون فى فرح آل الكوبانى نعم هذا من حقك ولكن ما على حساب هذا لشعب الغلبان…نقولها يا اخ الأمام كما قالها ثوار مصر..حل عنا واتركنا نتدبر شؤوننا بانفسنا يرحمك الله.
قُرب كاتب المقال من (الشريف) حسين الهندي ، يجعل شهادته التي قدمّها عن الرجل والاحداث ، خاصة وانه يمجّد رفيقه ، يجعل شهادته غير نهائية و موثوق في تفاصيلها ..
المؤسف ان أن بعض مثقفينا للازالوا يدافعون عن اشخاص ، ويمجدون زعامات .. الهندي ، الصادق وحتى الجنرال البشير .. وهي احدى علل هذا البلد المنكوب بأهله ونُخبه خاصة ..
الاّ ان المبشّر ، ان هذا الجيل ، قد تجاوز هذا الزعم و هذه الزعامات البالية ..
هذا ما تحّقق في تونس وفي الكنانه بفضل وعي شبابها ، وهذا ما سيحدث في بلادنا قريباً .. هدم الاصنام ..
وهو طريق الخلاص ..
الاخ الامين انت كل الذي عملته سرد معلومات فقط والان مااسهل جمع المعلومة من قوقل ولكن الذي يعنيني الخاتمه السيد الصادق لم يطول عمر النظام والسيد لو طالب منصب لكان ذلك قبل عشرة سنه واكثر ولكن الذي يطول عمر النظام هو الصحفي الذي يسمع كشكشة النظام ويسيل لعابة ، ويستعرض بطولاته في حزب الامه الذي كان له 945 مرشح في انتخابات البشير المرجوجه والمخجوجة و الحزب قادر وحده باذن الله خوض المعركة وانت واماثلك انتظروا الصبح فانه اتي لامحاله
التحية والاحترام للسيد الامام الصادق المهدي
كبير القوم /حكيم زمانه / أمل الامة / قائد الركب / عفيف اليد واللسان / العالم العلامة
السيد الامام تقدم للحكومة بمذكرة تحمل في طياتها حل لمشاكل السودان الانية
بأجندة وبنود ونقاط واضحة ومفصلة ومعلومة للكل ، ولاداعي للشوشرة والمغالطات
والكلام المخجخج عديم الطعم واللون من الغوغائيين والمنافقين واصحاب الاهواء
والمطبلين أمثال الكاتب ومن شايعه ومن ناصره من قوم تبع الكيزانية والنفعيين
خبر قبول حزب الامة بالحقائب الوزارية المزعومة لا اساس له من الصحة !!!
والسيد الامام لايمكن أن يقبل بهذه المساومات الفردية الرخيصة !!!
وأما حزب مولانا يمكن أن يقبل بأي عرض من الكيزان وهو سباق لتقديم المبادرات
والتنازلات وهو الان غائب تماما من ساحة قوى الاجماع الوطني
الخزي والعار للكيزان
الخزي والعار للمنافقين
ولانامت اعين الجبناء
وغن عدتم عدنا
الامام الصادق مؤمن بانه لابتصالح مع الانقاذ والسيوله هي البتخدم الحزب والامام ظروفه الماديه منهاره لحزبه الاسري فما في حل الا المصالحه الاجباريه المطلقة
والله حكايتك حكايه يا الامين الجميل حكايتك مع السيد الصادق ذكرتني بحكاية (البعشوم) مع النخله فمر الثعلب ذات يوم من تحت نخلة مثمره محملة بالتمر الناضج ونظر اليها مليا عساها ترميه بحبات منه ولكنه لم يفذ بشئ من ذلك وحاول التسلق ولم يستطع فنظر اليها مليا وقال قولته المشهوره (ااااااااااخ يا تمره فيكي مرار)0
يا اخي الرجل رجل موسوعي ومفكر ومن السياسين القلائل الذين جمعوا بين الفكر والحكمة والسياسه تاتي انت بلا موضوعيه تغمطه حقه وتلفق له من بنات افكارك ومن بنات من يحردون له في الظلام اوصاف ما انزل الله لها من سلطان. وتتحدث عن اخر لقاءته بكل استخفاف وعدم امنه بان حضورها حوالي الالفين في حين تقديرات الصحافه العالميه انه جمع يفوق عدد حضوره18000 من اولي الشكيمة والعزم الذين اذا قال لهم خوضوا النار لخاضوها او لم تشاهد زيارته لعاصمة الصمود الجزيره ابا مرقت الالاف المؤلفه وهي تحيه خرجت غير مشريه ولا مكريه الاف مؤلفه ولا نريد ان نشتط في القول ونقول مليونيه كما يفعل دوما جماعة المؤتمر0 والرجل حينما قابل جماعة النظام قابلهم بالاجنده الوطنيه التي اتفقت عليها القوي الوطنيه الديمقراطيه ولم يقابلها ليخوض معها في شان ثنائي يتم بموجبه دخوله الوزاره كما توهمت انت وغيرك من الذين يصدقون بالونات اختبار امن المؤتمر0 ولا يزايد احد علي حزب الامه وعلي السيد الامام في مقارعة الديكتاتوريات وعدم مشاركتها السلطه0 ان كان حزب الامه يهرول نحو السلطه لفعلها بعد جيبوتي وشارك الانقاذ 50% ففتي ففتي ولكن حزب الامه دوما يسعي لان لايشارك الا في حكومه منتخبه او حكومه قوميه متفق علي برنامجها واجندتها الوطنيه0 مع العلم الذين يزايدون عليه الان كانوا شركاء لهذا النظام العبثي سوي كان عن طريق احزاب التوالي او اتفاق القاهره فكل الوان الطيسف شاركت المؤتمر الوطني في سلطته سوي كان عن طريق دخول برلمانته او عن طريق وزارته فدعونا من العنتريات الفارغه والالتفاف علي الحقائق ومحاولة تلفيق الصغائر في تاريخ الكبار والكبير كبير والسيد الامام قامه لن يطالها تطاول المتطاولين مهما تطاولوا وهو دوما عال كالنخيل يرمي بحجر فيعطي اطيب الثمر0
قالهجوم علي اي رمز من رموز الاجماع الوطني التي تسعي لان توقف عبث النظام وتلاعبه بمصير الوطن والمواطنين انما هو مساعدة النظام في الافلات من مصيره المحتوم وهو الزوال عن طريق جماهير شعبنا0
1- الكلام الذي كتبه الفيلسوف ( الأمين جميل ) لا يخلو من الغرض والتضليل، ولكن أرجو أن يتذكّر ( الأمين جميل ) أنّ جمهوريّة السودان المدنيّة الديمقراطيّة ، التي حرّرها الخرّيجون السودانيّون من داخل البرلمان ، قد أطاح بها ( هنود ) و ( أشراف ) السودان الذين يعتقدون بأنّ الأنظمة العسكريّة هي الأقوى والأجدر بالمحافظة على أرض وثروات وأعراض السودان وهم واهمون ومُخطئون : أمثال الشريف حسين الهندي الذي تآمر على الإمام الهادي ( رحمهما الله ) وتآمر على الجبهة الوطنيّة وعلى المصالحة الوطنيّة ( لمصلحة مايو الشيوعيّة – إسلاميّة العسكريّة ) ، بلإشتراك مع الدكتور ( شريف التهامي ) … ، وأمثال الشريف (زين العابدين الهندي ) الذي ( نهش ) ديمقراطيّة الخرّيجين الإستراتيجيّة مهما كانت ضعيفة في رأيه ، قبل أن تنهشها الحركة الإسلاميّة ……. ثمّ شارك ذلك الشريف وفلاسفته الكرام أمثال الفيلسوف ( الأمين جميل ) ودكتور ( بلال ) و ( الدقير ) وغيرهم في جيفة تلك الديمقراطيّة الإسترتيجيّة المنهوشة ؟؟؟
2- الذين طالبوا بتعويضات آل المهدي هم أمثال الدكتور شريف التهامي ( زوج إبنة الإمام عبد الرحمن المهدي ) …. وأمثال الدكتور ( حسن الترابي زوج السيّدة وصال المهدي )….. وهما المسؤولان عن تدمير حزب الأمّة عبر توريط السيّد الصادق الهدي في الإبتعاد عن الخرّيجين والشخصّيات الوطنيّة وليست أنصاريّة مثل المهندس المحامي ( محمّد أحمد المحجوب ) بإعتتبار أنّ المحجوب أقرب إلى اليسار …… ومن ثمّ إستقطبوا السيّد الصادق نحو الحركة الإسلاميّة العالميّة وقد إتّضح ذلك في كتاباته وكتاباتهم ، مثال لذلك هو قول الدكتور شريف التهامي الذي لا يخلو كذلك من الغرض والمرض ، في ما يلي :
إذن نميري كان متحفظاً لعودة الصادق؟
نعم كان متحفظاً جداً ولا نعلم ما كان يدور في رأسه وما إذا كانت هناك أخطاء فقلت له: ياريس أدخل الصادق لأننا عندما عملنا المصالحة لم تكن على أساس أن اتقلد وزارة الطاقة أو أن يصبح عبد الحميد نائب رئيس للمجلس و22 من شبابنا لا, فالمسألة ناقصة وما لم يدخل الصادق لن يستقيم الأمر.. والصادق رجل مغرور جداً و شاعر بمكانة كبيرة وإنه شاب وسيم وطويل ومتخرج من جامعة اكسفورد وحفيد الإمام المهدي, ولذا فلن يقبل بمشاركتنا من دونه وسبق أن قال لي نميري (والله لو شكلتوا حكومتكم دي ما تستمروا ستة شهور) دلالة على ضعف مقدرات الصادق الإدارية وسار الحديث على ذلك حتى جاءت قصة أنور السادات وكامب ديفيد والصلح مع إسرائيل وكان السادات مضغوطاً جداً و نميري أيده في صلحه مع الإسرائيليين.. فاعتبره الصادق سبباً وكتب صفحة بخط اليد (استقالته) لنميري وأشار فيها إلى أن ما حدث مع إسرائيل ضياع للحقوق العربية بسبب موقف السادات وأنه لا يمكن أن يؤيد نميري السادات وكان الصادق قد أدى القسم في الاتحاد الاشتراكي وصار عضواً فيه واقبل على المصالحة بكل عواطفه, ولكن ثمنها لم يأت ولذا صار يتحين الفرص في كيفية وداع المصالحة ففعل بالاستقالة لموقف السادات, وكان ذلك العذر المعلن ولكن الليبيين كانوا يكرهون نميري ولم تكن لهم أي علاقة وقالوا لنا بعد أن ذهبنا للمصالحة إن السودان يجب أن يلغي الاتفاق الذي أبرمه مع مصر, وهو اتفاقية الدفاع المشترك التي وقعت مع السادات وقالوا أنها موجهة ضدهم ولذا وضعوها لنا أيام المصالحة كأول النقاط.. ولكن نميري لم يكترث للموقف الليبي ومضى في المصالحة وبعد أن حدث كل ذلك قدم الصادق استقالته وكل ذلك قبل قوانين سبتمبر.. وكان يصرح في الصحف كالشرق الأوسط والـ B.B.C ولذا وبمجرد ما جاء وقال هو ضد الشريعة اعتقله على الفور وكان كل همي أن اكفيه شرور نميري وحكومة مايو.. وبالفعل نجحت وفؤاد مطر شاهد على ذلك.. و إذا استمريت في الحكايات سوف أضطر لتأليف كتاب ولدي النية في إنتاج كتاب, تحت عنوان: (بيني والصادق ونميري) ولذا فقد كانت فترة المصالحة من البداية وحتى النهاية ومدتها خمسة أعوام كانت متعبة جداً وحاولت فيها أن أوفق بين نقيضين نميري الرجل القوي المحب للسلطة والقرار والذي كان يرى كل ما يفعله هو الأفضل وبين شخص عنده شفافية واهتمام في الحوار وحب مناقشة القرار, ولذا الجمع بينهما صعب واللقاء مستحيل.
بعد خروج الصادق المهدي لماذا لم تفعل و تخرج؟
هذا سؤال مهم فالصادق استقال كما قلت وسلم استقالته لنميري حسبما قال أصلاً حوالي الثانية صباحاً وبعدها ناداني وعبد الحميد حوالي الثامنة صباحاً وكان هناك فرق ساعات ما بين وقت الاستقالة واستدعائه لنا, ولكن ومهما قبلت بالتفاوض والديمقراطية كذلك أردت تنفيذها بأسلوب محدد, والصادق المهدي رغم حديثه عن الديمقراطية إلا أنه ديكتاتور يقرر قراره ويعتقد انه قرار حزب الأمة, ولم يستشيرنا في الاستقالة رغم تورطنا في المصالحة وحدث أن قلت له في مرحلة من المراحل نحن نذهب إلى أين؟
فقاطعته وقلت إذن سبب لكم إحراجاً؟
هو ليس إحراجاً ولكن سياسياً لم تكن لدينا جهة نذهب إليها حيث تركنا الجبهة الوطنية والمصالحة التي عملناها ترتبت عليها مسائل سياسية كثيرة, مثل ارجاع المقاتلين من أثيوبيا وكذلك قطع العلاقات مع الجهات التي هي ضد نميري وكذلك بعودتنا صرنا عزل, من غير سلاح كما أننا لا نستطيع أن (ننفخ) لأن القوة عند الطرف الآخر, ولذا كانت استقالة الصادق قنبلة في غير محلها.
هل تعتقد أنه تعمد تقديم الاستقالة؟
هو تعمد أن يستقيل وقد يكون ضغطاً من الليبيين حتى يقدمها – لا أعلم- لأنه يقال إن عبد الوهاب الزنتاني وهو كان سفير ليبيا في الخرطوم, جاءه وقال له إنهم في مؤتمر بغداد الذي عمل ضد السادات رصدوا امكانيات كبيرة جداً للعمل السياسي ضد السادات, وعليه أن يستقيل من الاتحاد الاشتراكي, فأخذ الكلام وفعل.. ولا أدري هل لأنه غضبان من السادات لتوقيعه كامب ديفيد؟ فأنا أعتقد أنه ليس السبب الأساسي رغم أنه أكده في الاستقالة, ولكن السبب أنه لم يجد الشئ الذي يرغب فيه, ولذا آثر الابتعاد.. كما أن الصادق كان له هاجس اسمه الشريف حسين الهندي والذي لم يقبل المصالحة ولازال في الخارج يعمل ضد النظام, وأعتقد الصادق أن الهندي سيستقطب هو ليقود المعارضة ضد نميري فرأى ترك المساحة للشريف وحده, ولذا قدم الاستقالة, وخلط الأوراق كلها حتى لا يتم كشف ما يريد فعله أو لماذا.. أما لماذا لم نستقيل نحن فبعد خطبة الصادق ومطالبته الغاء الشريعة قام نميري من نفسه بحل مجلس الشعب, ولذا وجد أبناؤنا العشرون الفائزون بالمجلس أنفسهم خارجاً وبلا وضعية وكان من سلطات نميري حل البرلمان فترك الجميع ينظرون يميناً وشمالاً.
وصبرنا أنا وعبد الحميد.. أما بكري عديل وعبد الرسول النور فكانوا في كردفان وعبد الحميد رئيس المجلس وشخصي وزير للطاقة وقال لنا من الأفضل أن نستمر نحن, لأنه لو كان لدينا رأي فلننقله للحكومة ونكون القناة وذلك بمعنى (شعرة معاوية) بين حزب الأمة والنظام وهو دائماً يقول: إن بقاءنا أحسن لأنه لو لم نكن موجودين لحدثت مشاكل كثيرة ولكان رد فعل نميري تجاه مسائل عديدة عنيفاً, ولذا وجودنا هدأ المسائل وكان نميري يخجل منا ويعمل لنا ألف حساب.. ولو كنا ذهبنا لضربت مصالحنا (بالشلوت) وما كانت سترى النور, وحققنا أشياء كثيرة للأنصار, فمثلاً أنا كنت وزيراً للطاقة وهي وزارة خدمات يحتاجها الناس كالكهرباء والمياه وكنت أسهل لأهلنا في الريف هذه الخدمات حتى لا يظلموا, حتى لو وصلهم القليل.. كما كنت أرعى أهلنا المزارعين حتى في بيت المهدي ولوقت قريب كانت منازلنا مصادرة واستطعت بتفاوض وحجج واغراءات ومناوشات أن استردها كلها لأولاد السيد عبد الرحمن لأنها صودرت بعد أحداث الجزيرة أبا في مارس 1970, وكذلك وكما يقول المثل (وجوه الرجال خناجر) حتى لو لم نقل شيئاً وحتى عندما تم اعتقال الصادق نحن ( الشلنا الشيلة على ضهرنا) حتى أطلق سراحه ولا صحة لما تردد ولا وجود لقوى أجنبيه أو غيرها وكل ذلك من محاسن وجودنا في مايو وموثق له.
وأذكر أنه وقبل شهور في جريدة (الصحافة) قرأت تصريحاً لسارة الفاضل قالت فيه: إن الذي لا يسمع الكلام ويسير على الخط سيجد العقاب الذي وجده عبد الحميد صالح شريف التهامي.. بمعنى لم يخرجوا ولكن حديث سارة لا أساس له من الصحة وليس هناك من أحد قال لنا أخرجوا ولا حتى الصادق أو بكري عديل أو عبد الرسول النور وأتحداهم وثانياً: من الذي قال لها إننا (تأدبنا) سواء سقطت مايو ام بقيت فنحن الآن ناس محترمين جداً وكوننا فارقنا حزب الأمة لا يعني اننا تأثرنا والحزب نفسه أين هو الآن فهو في اسوأ حالاته وتشرذم وأصبح خمسة أو ستة أحزاب وهذا استهداف لنا وتبجح ونحن على كل بنينا أمجادنا.
كيف كان تعامل نميري معكم أيام مايو وهل صحيح أن يده كانت تمتد ويضرب الوزراء؟
ضحك وقال: إن السؤال يحتاج لضحكة كبيرة وهذا يعني أنني أيام ما كنت وزيراً في مايو معناها (رأس السوط لحقنا) ولكن والله العظيم ذلك الكلام اسمعه فقط وظلت اكثر من جهة تردده .. لكن طوال فترة عملي مع نميري لم أر أو أسمع أنه كان يضرب أو يوبخ الوزراء وهم كانوا أكثر من مائة, وحتى في جلسات النميمة لم أسمع أن فلاناً ضرب.. ولكن كان نميري عندما لا يعجبه الكلام يصمت وحتى يوم عودتنا من الولايات المتحدة وفي الطائرة دار النقاش حول موقف تأييد السودان للسادات في كامب ديفيد وكان معنا الرشيد الطاهر رحمه الله, و أبوبكر عثمان ومحمد محجوب سكرتير الرئيس الصحفي وكلهم كانوا رافضين وتحدثوا مع الرئيس وقال لهم في هدوء: إن الموضوع يحتاج لنقاش.
http://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=331&msg=1291496121