متلازمة جديدة اسمها الافلاس الصحفي

يقولون ان الصحافة ليست علم كالرياضيات كما انها ليست مهنة كالطب وانها ليست فن كالشعر ولكنها كل هذه الاشياء وغيرها مجتمعة وعليه فإنها كل مركب يحوي كل انواع المعرفة بمعنى انها ثقافة عامة ولذلك يجب ان يكون الصحفي في مستوى تعريف الصحافة وهذا لا ينفي التخصصية في العمل الصحفي او الاعلامي بصفة عامة هذا من ناحية. من ناحية ثانية الثقافة وحدها لن تنتج اعلامي او صحفي ناجح لان الموهبة خاصة في الكتابة او الحوار او حتى انتقاء ماتكتبه او ماتناقش به في برامجك الحوارية متطلبات يجب ان تتوفر في الاعلامي بصفة عامة كما ان اختيار الموضوعات المطروحة في الاعلام يجب ان يتوافق وقضايا المجتمع الهامة في حينها من ناحية ومدى اهميتها واستفادة المشاهد او المستمع او القارئ منها وليس الامر كتابة موضوع(والسلام) او نقل اخبار فارغة المضمون لاتقدم ولا تؤخر شيئا .
ومعلوم للجميع ان الاعلام بصورة عامة له دوره الهام والمؤثر في المجتمع وللصحافة دور كبير تلعبه اما سلبا او ايجابا. وقد كتبت في مقال سابق اننا في السودان ظللنا نعاني من دور الصحافة الذي تعدى مرحلة السلبية واصبحت الصحافة في بلدنا شريك اصيل في كل الازمات التي تعاني منها البلاد ولم تشهد بلادنا طوال نصف قرن اي صحافة فاعلة ومؤثرة وانما كم هائل من الصحف معظمها بلا مضمون وهناك من صحافي بلادي من يجيدون المدح والثناء ويعشقون الجلوس في مناسبات الدولة ومؤتمرات مسئوليها والخروج كما دخلوا(كأنك ياابوزيد ما غزيت).
وقد تابعت خلال الايام الماضية ما نقلته صحيفة يقولون انها تسمى(المجهر) وانها مملوكة لشخص يسمى( الهندي عزالدين) وانا هنا لا تهمني المجهر ولايهمني مالكها وانما مايهمني انها وسيط اعلامي اعطت لنفسها الحق ان تنقل خبر ولها الحق ان تنقل ماشاءت فنحن نحكم عليها باهتمامات كتابها ومن خلفهم اصحابها ونوعية الاخبار والموضوعات التي تطرح فيها ومدى اهمية مايطرح فيها من قضايا .كما انه من حقنا نحن ان نبدي راينا في الصحيفة وكتابها من خلال تقييمنا لما يكتب فيها ونوعية الاخبار التي تنقل.
والخبر المنقول عبر هذه الصحيفة عن قصة بائعة الشاي في دامر المجذوب لا يحتاج الي صحافة ولا الي صحفي ينقله لانه ببساطة شديدة موضوع يخص الاشخاص المعنيين به فلن يحل نقل مجهر الهندي لهذا الخبر مشاكل البلد الكثيرة.ومما يؤكد الافلاس الصحفي نقل مثل هذا النوع من الاخبار لان الدامر بها اشياء كثيرة هامة ولكن مجهر الهندي لايراها لانه مصمم على رؤية صغائر الامور دون غيرها.الم يسمع صحفيو المجهر بان الدامر بها مدارس بلا اسوار وبلا مصادر توفر للتلاميذ شربة ماء نظيفة حتى يعودوا الي منازلهم؟ الم تسمع المجهر بان مستشفى الدامر ينقصه كل شئ؟ الم تسمع المجهر بقصة الطفلة التي اصيبت بحريق فلم يتوفر شاش لعلاجها؟ الم تسمع المجهر بالنقص في امصال لدغات العقارب والثعابين؟ الم تسمع المجهر يوما بدخول ستة نساء لاجراء عمليات قيصرية فلم تتوفر خيوط للعمليات؟ لماذا انتم لاترون بمجهركم ولا تسمعون الا بمثل هذه الاخبار التي مكان تناقلها ليس الصحافة وانما لها اماكنها التي تعرفونها جيدا.لماذا تثبتون لنا كل يوم ماتعانون منه من عامية مطبقة وجهل بعيد القرار بماهية مهنتكم وماتتطلبه الصحافة من انتقاء الموضوعات والاخبار التي يمكن ان يكون لها مردود ايجابي على مجتمعنا.قل لي بربك يامن نقلت هذه القصة ماهي غايتك؟ وماذا يستفيد القارئ منها؟لماذا لا تثبت انك صحفي حقيقة وتخرج لتستطلع احوال الناس في الاسواق وفي المواصلات فهذه اجدى لك وانفع لتنقل لنا عبر مجهرك مواضيع حية يمكن ان تحرك مسئولا قد يطالع بمحض الصدفة ماكتبت فينالك نصيب من الاجر لان الدال على الخير كفاعله والله المستعان وعليه التكلان.

مجذوب محمد عبدالرحيم منصور
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. مصيبتنا في زمان كبت الحريات الانقاذي و بدعة منع الصحفيين من الكتابة أن أصبحت الصحافة مهنة من لا مهنة له بقيادة الأرزقية و حارقي البخور .. و فاقد الشئ لا يعطيه .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..