أول مسح إجتماعى متكامل بدارفور منذ إندلاع الأزمة

أول مسح إجتماعى متكامل بدارفور منذ إندلاع الأزمة
(مفوضية العودة الطوعية بالسلطة الإقليمية) … الأوضاع فى خطر!
تقرير :
مسح إجتماعى إعتبره مراقبون ذو أهمية بمكان وقالوا إنه تم تنفيذه بصورة علمية ومنهجية ،قالت عنه مفوضية العودة الطوعية وإعادة التوطين بالسلطة الإقليمية لدارفور ، إنه مسح إجتماعى متكامل وقالت إنها أجرته بولايات دارفور الخمس فى الفترة ما بين (ديسمبر 2013 ? وأبريل 2014) ، كشفت من خلاله أن جملة أعداد النازحين بولايات دارفور الخمس قد بلغت (2.308.992) نازح فى (46) معسكراً و (68) تجمعاً ،بينما بلغ عدد العائدين (299.502) نازحاً ،وأشارت نتائج المسح إلى أن جملة عدد قرى النزوح أو القرى المدمرة بولايات دارفور قد بلغ (3.324) قريةً فيما بلغ عدد قرى العودة الطوعية التلقائية (869) قرية .
المعلومات التى جاءت بها المفوضية بالسلطة الإقليمية ،أزاحت النقاب عن الكثير من البيانات والإحصائيات المتضاربة فى أضابير وسجلات الأمم المتحدة من جهة والحكومة من جهة أخرى فى ظل التفلتات المستمرة بداخل هذه المعسكرات والتى إنتشرت فيها المخدرات والجرائم المجتمعية والتى أصبحت بذاتها خطرة على مستقبل إنسان دارفور ، بل ظلت تشكل أكبر مهددا أمنيا وسياسيا وإقتصاديا ومجتمعيا لحياته ، إلا أن المعسكرات بذاتها قد طال أمدها ولازالت تراوح مكانها لأكثر من (11) عاما فى وقت أصبحت فيه بعضها إمبراطوريات وإقطاعيات خارج سيطرة الحكومة والتى أبدت من جانبها تزمرا وسخطا واضحا عبرت فيه عن عدم رضاها عن هذه المعسكرات وقالت إنها ساعدت فى إطالة أمد الحرب وطالبت المجتمع الدولى بالإنتقال بالأزمة إلى مربع الإنعاش والتنمية وفض هذه المعسكرات وتحويلها إلى مجمعات سكنية ، بينما أيد المجتمع الدولى بذاته الفكرة وأبدى مساعدته للحكومة فى خطتها وبرنامجها الذى جاء تنفيذا لإتفاقية الدوحة ، إلا أن الخطوات بذاتها لا زالت متثاقلة وفى إنتظار دفع المانحين لتنفيذات إتفاقية الدوحة .
ولكن دعونا نتوقف قليلا عند ذلكم المسح الإجتماعى ! يعتبر المسح الإجتماعى الذى أجرته مفوضية العودة الطوعية وإعادة التوطين بالسلطة الإقليمية لدارفور، الأول من نوعه منذ إندلاع الحرب فى دارفور منذ العام 2003 ،قال عنه رئيس المفوضية بالسلطة الإقليمية أزهرى الطاهر أحمد شطة فى حديثه لـ(الصحافة) ، إنه مسحا شاملا متكاملا شاركت فيه منظمات المجتمع المدنى المحلية والسلطات الولائية ومنظمات العمل الإنسانى ومفوضية العون الإنسانى ووكالة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة وبرنامج الغذاء العالمى وكافة المنظمات ذات الصلة والإختصاص ،وأكد شطة أن العملية إستغرقت (6) أشهر ،واتبعت فيها الجهات المنفذة إسلوبين (ميدانى وآخرا تحليلى) وتعبئة بيانات وإستمارات توضح ذلك ،وقال إنها إستصحبت معها الأحداث الأخيرة فى ولايتى شمال وجنوب دارفور والتى خلفت (400) ألف نازح 80% منهم عادوا لمواقعهم الأصلية حسب تأكيدات شطة ،وصفه شطة بـ(النزوح الإستثنائى) وقال إنه لا يعتد به (نزوحا) لظروف إستثنائية محددة بسبب الحركات المسلحة والقوات الحكومية .
إلا أن حيثيات التقرير الذى أودعه مفوض العودة الطوعية وإعادة التوطين ازهرى الطاهر احمد شطة منضدة مجلس السلطة الإقليمية والتي عقدت الإسبوع الماضى برئاسة فاطمة محمد الحسن رئيس المجلس بالإنابة تؤكد بأن الأوضاع فى دارفور فى خطر ، فكشف التقرير أن جملة عدد النازحين بولاية شمال دارفور قد بلغ (615660) نازح والعائدين (91889) نازح وذلك بعدد (8) معسكر و(9) تجمعات فيما بلغ عدد قرى النزوح او المدمرة (729) قرية بينما بلغ عدد قرى العودة الطوعية التلقائية (250) قرية.
وقال شطة أن جملة عدد النازحين بجنوب دارفور (667357) نازح بعدد (13) معسكر و (20) تجمعاً بينما بلغ عدد العائدين (67053) نازح فيما بلغت عدد قرى النزوح أو المدمرة (736) قرية ، وبلغ عدد قرى العودة التلقائية (300) قرية .
مشيراً في هذا الصدد إلى أن جملة عدد النازحين بولاية غرب دارفور قد بلغ (373225) نازح بعدد (12) معسكراً و (10) تجمعاً بينما بلغ عدد العائدين (55076) نازح فيما بلغ قرى النزوح أو المدمرة عددها (750) قرية بينما بلغ عدد قرى العودة التلقائية (159) قرية.
بينما أضاف شطة قائلا أن جملة النازحين بولاية وسط دارفور قد بلغ عددهم (464409) نازح بعدد (10) معسكراً و (6) تجمعاً بينما بلغ عدد العائدين (61243) نازح فيما بلغ عدد قرى النزوح أو المدمرة (778) قرية ، وقرى العودة التلقائية (96) قرية .
بينما أوضح أن جملة النازحين بولاية شرق دارفور قد بلغ عددهم (188241) نازح بعدد (3) معسكرات و (23) تجمعاً بينما بلغ عدد العائدين (24241) عائد فيما بلغ عدد قرى العودة التقائية (64) قرية ، وعدد قرى النزوح أو المدمرة (331) قرية.
وحول إحصائية الشرائح الضعيفة بمعسكرات الإقليم أوضح شطة أن جملة الأيتام بمعسكرات النازحين بالإقليم قد بلغ عددهم (82530) يتيماً موزعين على النحو التالي شمال دارفور (16809) يتيماً، جنوب دارفور (31243) يتيماً ، وغرب دارفور (7210) يتيماً ، وسط دارفور (25660) يتيماً وشرق دارفور (1608) يتيماً.
لافتاً إلى أن جملة الأرامل بمعسكرات دارفور قد بلغ عددهن (10355) أرملة ، بشمال دارفور (10355) أرملة ، جنوب دارفور (15297) أرملة ، غرب دارفور (4033) أرملة ، وسط دارفور (3616) أرملة وشرق دارفور (798) أرملة.
وقال شطة أن الإحصائية قد أظهرت كذلك أن جملة العجزة والمسنين بمعسكرات الإقليم بلغ عددهم (52302) موزعين كالاتى معسكرات شمال دارفور (13087) عجوز ومسن ، جنوب دارفور (17096) عجوز ومسن ، غرب دارفور (7488) عجوز ومسن ، وسط دارفور (12374) عجوز ومسن ، شرق دارفور (2257) عجوز ومسن.
مبيناً ان جملة ذوى الاحتياجات الخاصة بمعسكرات الإقليم قد بلغ عددهم (27471) موزعين من بينهم (4637) بشمال دارفور، و (1775) بجنوب دارفور، (1511) بغرب دارفور ، (2873) ، و (949) بولاية شرق دارفور.
إلا أن شطة عاد قائلا بأن الجهات المختصة شرعت فى تحليل تلك البيانات وقال إنها عملية شاقة وليست سهلة ،وتوقع أن تستغرق وقتا حتى أغسطس المقبل لتصنيف رغبات النازحين من الراغبين فى العودة الطوعية وغيرهم لتسهيل عملية التقديرات اللازمة لعملية الإسكان وتقديم الخدمات الضرورية والمشروعات التنموية ، إلا أن شطة دافع عن المسح بشدة وقال إنه عمل جاد وإن جاء متأخرا بعض الشئ لعدم توفر السيولة ، فالأوضاع الإنسانية والإجتماعية فى دارفور بموجب المسح المشترك المتكامل تصبح واضحة للعيان لتخصيص الميزانيات اللازمة لكل جهة لتنفيذ مالايليها من جهود مطلوبة لأجل العودة والإستقرار .

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..