حب الوطن قيمة ايمانيه

هو محبة الفرد لوطنه وبلده، وتقوية الرابطة بين أبناء الوطن الواحد، وقيامه بحقوق وطنه المشروعة في الإسلام، ووفاؤه بها. فهو انتماء وحنان يكتسبه الانسان مع اول رضعة من حليب امه منذ الولادة، ويكتمل وينمو معه في كبره ، لأنها الأرض التي ولد فيها، ونشأ فيها، وشبَّ فيها، وتزوَّج فيها، وفيها ذكرياتٌ لا تُنسى، فالوطن ذاكرة الإنسان، فيه الأحباب والأصحاب، فيه الآباء والأجداد. قال الجاحظ: “كانت العرب إذا غزَوا، أو سافروا، حملوا معهم من تراب بلدهم رملًا وعفرًا يستنشقونه”. وقال الغزالي: ” البشر يألَفُون أرضَهم على ما بها، ولو كانت قفرًا مستوحَشًا، وحبُّ الوطن غريزةٌ متأصِّلة في النفوس، تجعل الإنسانَ يستريح إلى البقاء فيه، ويحنُّ إليه إذا غاب عنه، ويدافع عنه إذا هُوجِم، ويَغضب له إذا انتقص”.
إن حب الوطن لا يعني : العصبيةَ، التي يُراد بها تقسيمُ الأمة إلى طوائفَ متناحرةٍ، متباغضة، متنافرة، يَكِيد بعضها لبعض، وفي الحديث: ((مَن قُتل تحت راية عُمِّيَّة، ينصر العصبية، ويغضب للعصبية، فقتلتُه جاهليةٌ)).
لان المسلم يحب وطنه، ويعمل كل خير لبلده، ويتفانى في خدمته، ويضحي للدفاع عنه. وإن المسلم يعمل للأمة، ويحزن لحزنها، ويفرح لفرحها، ويدافع عنها، ويسعى لوحدتها. وإن المسلم يقدِّم الأقرب فالأقرب، ولا ينسى من هو بعيد. وكل مسلم على ثغر، فلْيحذر أن يُؤتى وطنُه، أو تؤتى أُمتُه مِن قِبَله.
فحب الوطن هو انتماء وحنان يكتسبه الانسان مع حليب امه منذ الولادة، ويكتمل وينمو معه في كبره ، وإنها الأرض التي ولد فيها، ونشأ فيها، وشبَّ فيها، وتزوَّج فيها، وفيها ذكرياتٌ لا تُنسى، فالوطن ذاكرة الإنسان، فيها الأحباب والأصحاب، فيها الآباء والأجداد. قال الجاحظ: “كانت العرب إذا غزَتْ، أو سافرتْ، حملتْ معها من تربة بلدها رملًا وعفرًا تستنشقه”.
قال الغزالي: “والبشر يألَفُون أرضَهم على ما بها، ولو كانت قفرًا مستوحَشًا، وحبُّ الوطن غريزةٌ متأصِّلة في النفوس، تجعل الإنسانَ يستريح إلى البقاء فيه، ويحنُّ إليه إذا غاب عنه، ويدافع عنه إذا هُوجِم، ويَغضب له إذا انتقص”.
ولما كان الخروج من الوطن يبعث على كل هذا الحزن، ويُسبِّب كلَّ هذا الألم، قرن الله – عز وجل – حبَّ الأرض في القرآن الكريم بحبِّ النفس؛ قال ? تعالى -: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ} [النساء: 66].
والحبُّ للوطن لا يقتصر على المشاعر والأحاسيس؛ بل يتجلَّى في الأقوال والأفعال، وأجمل ما يتجلى به حبُّ الوطن الدعاء.
فأن رسول الله عليه الصلاة والسلام
دعا لمكة بالأمن والرِّزق، وهما أهم عوامل البقاء، وإذا فُقِد أحدُهما أو كلاهما فُقِدت مقوماتُ السعادة، فتُهجَر الأوطانُ، وتَعُود الديارُ خاليةً من مظاهر الحياة؛ ولهذا نرى أن الله – سبحانه وتعالى – شدَّد في عقوبة مَن يُفسِد على الديارِ أمنَها؛ بل جعل عقوبتَه أشدَّ عقوبةً على الإطلاق؛ قال – تعالى -: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [المائدة: 33]، فهل بعد هذه العقوبة من عقوبة؟
فإذا تحقَّق الترابط بين أبناء الوطن الواحد، كان الجو مهيَّأً للبناء، وأول خطوة في طريق التقدم هو التعليم، فإذا انتشر العلم النافع بين أبناء الوطن، وتربَّى النشءُ تربيةً صحيحة، يتحقق أول وأهم مقوِّم من مقومات الحضارة، وهل الحضارة إلا مكوَّن يتركب من الإنسان، والتراب، والزمان؟
(ومن الواجب أن يفخر مواطن هذه الأرض الطيبة بأن هذا الوطن الذي نعيش على ترابه جعل من التعاليم والقيم الوطنية والإسلامية وسيلته وشعاره… فليتأمل كل شخص منا نعمة الأمن والأمان التي ننعم بها في هذا البلد التي قل أن تجد بلدا آمنا مثله… ) ، ولنتأمل في واقع دول كثيرة تتفشى فيها الجريمة والمخدرات والفوضى ، وتتواضع فيها القيم السلوكية والأخلاقية . هذه الأرض الطيبة التي تجمعنا من شتى الأصول والمنابت والتي نعيش بها في انسجام ونسيج اجتماعي، وديني واستقرار أمني متقدم قل نظيره لا ينكره إلا جاحد وناكر لنعمة الله عليه ، يجب المحافظة عليها بما أوتينا من قوة والاستماتة بالدفاع عنها .
اللهم احفظ هذا البلد أمنا بشعبه الطيب المعطاء وارزق أهله من الثمرات ومتع أهله بنعمة الأمن والأمان انك على كل شيء قدير.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. هو محبة الفرد لوطنه وبلده، وتقوية الرابطة بين أبناء الوطن الواحد، وقيامه بحقوق وطنه المشروعة في الإسلام، ووفاؤه بها. فهو انتماء وحنان يكتسبه الانسان مع اول رضعة من حليب امه منذ الولادة، ويكتمل وينمو معه في كبره ، لأنها الأرض التي ولد فيها، ونشأ فيها، وشبَّ فيها، وتزوَّج فيها، وفيها ذكرياتٌ لا تُنسى، فالوطن ذاكرة الإنسان، فيه الأحباب والأصحاب، فيه الآباء والأجداد. قال الجاحظ: “كانت العرب إذا غزَوا، أو سافروا، حملوا معهم من تراب بلدهم رملًا وعفرًا يستنشقونه”. وقال الغزالي: ” البشر يألَفُون أرضَهم على ما بها، ولو كانت قفرًا مستوحَشًا، وحبُّ الوطن غريزةٌ متأصِّلة في النفوس، تجعل الإنسانَ يستريح إلى البقاء فيه، ويحنُّ إليه إذا غاب عنه، ويدافع عنه إذا هُوجِم، ويَغضب له إذا انتقص”.
    جزاك الله خيرا….ساطلب من اولادى حفظ هذا المقطع وساجتهد فى ذلك … وشكرا دكتور عمر

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..