الظفر بعبقرية الظافر

السيد الصحفى النحرير الظافر جاد ت قريحته أخيراً بذكر الحزب الشيوعى السودانى . و لم تتفقت هذه القريحة إلا بمناسبة الفاجعة الوطنية التى حطت رحالها على البلاد لتزيدها حزناً على على ما هى فيه من كربة . ألا و هى رحيل شاعر الشعب السودانى بلا منازع و شاعر الشعوب المحبة للسلام و الحرية على وجه البسيطة .العزيز الراحل محجوب شريف .لم يجد هذا الظافر ما يواسى به الشعب السودانى لجفاف فى قلبه أم لعماء عن الحق . لم يجد سوى أن يرمى بداْئه المتوطن فى كره الشيوعيين السودانيين ، الذين على قدر ما بحث عن ما يعيبهم سلوكاً و أخلاقاً و إلتزاماً لم يقبض سوى الريح . واعتقد أنه وجد ضالته فى برقية ككل برقيات التعزية – بغض النظر عن حقيقتها ? عار يجلل رأس الحزب الشيوعى .لأنها جاءت من الحزب الشيوعى الاسرائيلى فأمسك بهذه البرقية ليجعل منها دليل يربط حبل الشيوعيين السرى باليهود . و يدمغهم بذلك بالخروج عن الملة . لانهم بهذه البرقية “تجاوزا الثوابت السودانية وأقاموا روابط وصلات مع اسرائيل ” هكذا و كأن الشعب اليهودى فى إسرائيل كلهم اعضاء فى الحزب الشيوعى فى إسرائيل .لم يستطع بالطبع أن يقول الشيوعيين السودانيين تجاوزوا الثوابت الوطنية .ولكن لماذا تجاوزوا الثوابت السودانية ؟لأن” الحزب الشيوعي السوداني ولد وترعرع بين أكتاف هنري كوريل وهو سليل اسرة يهودية ثرية كانت تسكن في حي الزمالك البرجوازي” و بهذا الفهم البائس و المغرض يؤكد الظافر أنه كتب هذه الهرطقات وكان فى حالة غير طبيعية . و إلا فليقل لنا و هو يؤكد بأنه كان المفكر و الينمو المحرك لكل جماعة الشخصيات القومية بما يؤهله لذلك من علم و ثقافة و فطنة وإدراك . كيف فات عليه نشأة حركات التحرر الوطنى .أو متى تكون الحزب الشيوعى الشودانى . وهل كان هنرى كورييل من “قصّ” شريط الإفتتاح فى القاهرة ؟ مع ظنى أنه لا يستسيغ كلمة التحرر ، إلا اننى اتعشم أن يجد وقتاً لقراءة بعضاً من سيرة حركات التحرر الوطنى وعلاقاتها فى محاربة الاستعمار و كل اشكال النظم الدكتاتورية ، حتى لا يظن أن علاقات الاحزاب السياسية التحررية مرهونة بإلتزامات أٌممية فقط . الحزب الشيوعى السودانى حسب علمى لم يعترف بعد بإسرائيل . فما بالك بالدول الاسلامية التى إعترفت بها ، و تلك الاخرى التى وقّعت معها الاتفاقات . وما هو قولك أيضاً فى ما تعرف عن ععلاقة لسودان الدولة ياسرائيل سابقاً و حتى الان حتى تعيب على الحزب الشيوعى برقية لم يؤكدها او ينفيها جاء من حزب قلبهعلى الفلسطينيين .إقتباس “بصراحة الحزب الشيوعي السوداني يحتاج لمفكر وقائد يكون في مقدوره سودنة أفكار الشيوعيين وصناعة حزب بمواصفات سودانية” لماذا لا تكون أنت المفكر و القائد للحزب الشيوعى ؟ طالما أنك أدركت أن الشيوعيين السودانيين ليسو ملحدين و لا يتزوجون أخواتهم و بناتهم بسبب أن مثل هذه الهرطقات قد باخت و أصبح الوعى الجماهيرى أكبر منها . وإتضحت وطنية الشيوعيين السودانيين .وأقر بها ألد خصومهم من عتاة المتخلفين دينياً .بل و قبل أن توافق على طلبى أغسل دماغك و نقِ قلبك وأقرأ تاريخ الحزب الشيوعى جيداً و تخلص من الجينات الشيفونية .و أعلم إن الخلق أحباب الله على أى جنس أو قبيلة أو عرق . و أعلم أن رسالة التعزية تلك لم تك سرية .و إلا لما علمتها أنت ،و لا الذين خدعوك بها إن لم تكن حقيقة .و كان عليك أنت تنشرها كدليل تراه منقصة فى حق الحزب الذى تكرهه بسبب الخمول بكل مسمياته . و لا تعرف عنه شيئا تاريخاً و برامج ،وإلا لما تعاميت عن مواقفه الوطنية التى قدّم فداءاً لها أنبل الرجال . و كانت الحقيقة التى تدعيها تفرض عليك أن لا تخون وقائع التاريخ القريب فإنقلاب يوليو لم يكن عام 1972 بل 1971 و موقف الحزب الشيوعى منه أصدرت سكرتارية الحزب كتيب حولها جاء فيه “19 يوليو إنقلاب عسكرى ، نظّمته وبادرت بتنفيذه مجموعة وطنية ديموقراطية ذات وزن و تاريخ من الضباط و الصف و الجنودالذين إرتبطوا بالحركة الثورية السودانية ، وتأثروا بها و شاركوا فى نشاطاتهابقناعة ووعى قبل وصولهم صفوف الجيش ، وواصلوا إرتباطهم بها طيلة حياتهم العسكرية ، بينهم أعضاء فى الحزب الشيوعى و ماركسيون دون إلتزام حزبى وأغلبهم وطنيون ديموقراطيون “و لا اظن ان من املوا عليك هذه الاكاذيب قد دلوك عليه حتى لا يفسدوا عليك بهجة ما تعتقده نقداً يهز اركان الحزب و يرمى به خارج منظومة الاحزاب الوطنية . وأنا اشير عليك أيضاً إن كنت من هواة القراءة بالبحث عن هذا الكتيب .او أن تقرأ كتاب ” الجيش و السياسة” للعميد ا.ح .م.عبد الرحمن خوجلى وغيره من المنشورات التى تطرقت لهذا الحدث .إقتباس آخر”في تقديري الحزب الشيوعي السوداني وكغيره من الاحزاب العقائدية العابرة الولاءات لا يأبه كثيرا لمزاج الرأي العام حينما يتبنى مواقف سياسية رهينة لالتزاماته الأممية” أهلاً بتقديرك. و لكن يبقى السؤال هل المواقف رهينة التقدير أم الوقائع ؟ و ماهى الإلتزامت الاممية التى تعتقل الحزب الشيوعى و تجعله لا يأبه لمزاج الرأى العام . ثم قل للقراء هل مزاج الرأى العام السودانى- لا أدرى لماذا لم تقل الشعب السودانى – مع سياسات الحزب الحاكم اليوم فى السودان و أنت من ضمن كوادر؟ و أين يقف الحزب الشيوعى من ذلك ؟ إذا كان الحزب الشيوعى ممن يتخلى عن ولائه لعقيدته ،فدلنا على الجهة التى عبر إليها هذا الولاء ؟ مالكم كيف تحكمون . لعلمك الحزب الشيوعى ولائه للوطن و لجماهير الشعب السودانى على إختلاف سحناتهم و أديانهم وأعرافهم وأعراقهم إن كنت تدرى أو لا تدرى .ولعلمك إنه رغم الهجمة العمياء عليه فى كل تاريخ البلاد السياسى ومن مختلف الانظمة التى حكمته لم يغير مواقفه و لا غيّر حتى إسمه . وأنظر “يارعاك الله” للأحزاب الحربائية الإنتهازية الكذوبة التى تتخلى حتى عن أقدس معتقداتها و تبيع بها و تشترى لدنيا عملوا لها . وإن كُنتَ تشير الى ان كورييل اليهودى هو صانع الحزب الشيوعى السودانى ،و مات على سوء الخاتمة ذبيحاً عقاباً له من المولى عز و جل لنشره عقيدة سياسية . فأنت هنا تفترى على التاريخ فشيفونيتك طغت على الحقيقة التى تقول بأن كورييل مصرى المولد و الجنسية من طائفة اليهود المصريين .و لم يُعرف عنه يوماٍ أنه ساند العدوان او الحروب أو تعاطف مع العدوان الإسرائيلى . و الحزب الشيوعى السودانى لا يعتنق نظرية سياسية أبدعها كورييل . و لكن ما بالك بالذين يتبعون نظرية الإسلام السياسى التى إبتدعها حسن البنا ،و مات مقتولاً .فهل ياترى عاقبه الله بهذه الميتة لذات السبب الذى عاقب به كورييل . وأنظر أيضاً”يارعاك الله” التاريخ يقول أن كورييل ولد فى أُسرة ميسورة الحال ،وأُغتيل فقيراً .فالى أى جانب كانت تلتزم عقيدته؟ و ذات التاريخ يقول إن البنا ولد لأُُسرة بسيطة الحال. و قل لنا الى اى جانب إلتزم البنا و على اى حال تمّ إغتياله ؟ و إذا كانت الشعارات و الهتافات هى صميم النظريات .فأين أنت من “هىلله هى لله لا للسلطة و لا للجاه ” أو امريكيا روسيا قد دنا عذابها علّى إن لاقيتها ضرابها و اين ذهبت ” من لا يملك قوته لا يملك قراره ”
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. استاذنا ابراهيم بخيت –لك الود
    شكرا كبيرا لهذا الرد البديع المحترم — مشكلتنا فى السودان او ماتبقى منه ان مثل هؤلاء المتصحفين الغير متصفحين هم رؤساء تحرير يدفع لهم بالملايين من قبل النظام واجهزته ومتنفذيه واصبحوا كالفرن البلدى كلما زدته حطبا زاد اشتعالا وزئيرا –المهم لو كان الظافر بهذه الدرايه والوعى لما كتب عن الحزب الشيوعى السودانى لانه الحزب الوحيد الذى لديه من المفكرين والمبدعين من يمكنهم الجام مثل هذا الظافر اخر الزمان — ونقول للظافر ان قلم الكتابه فى صحف الزمان الاغبر لا تزيل البلم والبله الثقافى والادبى –دمتم

  2. هسع يا ابراهيم انت مضيع زمنك دا كله في الظافر؟ اها خم و صر و الله كلمة واحدة من كلامك دا الظافر ما حيفهمها، اما المعرفة و القراءة ديل فبينه و بينهما بون شاسع. تحياتي

  3. كيزان السودان عاجباهم إنه هنرى كوريل يهودى.. لاحظ إنهم بيقولوا على
    الشيوعيين السودانيين أنهم ملحدين ..لكن لما تجى سيرة هنرى .. يقولوا ليك
    اليهودى ..يعنى ماتعرف الأكعب عندهم منو..الملحد أم اليهودى .والإسلامى
    دائم الإدعاء بأن هزائم اليهود تتكرر عليهم لأنهم ما أقاموا الدين الصحيح
    وعليه وبتفس المنطق..ان الله ينصر اليهود لأنهم أقاموا الدين الصحيح

  4. شكراً للأستاذ بخيت علي هذا المقال. كفيت ووفيت. فلقد لقنت هذا الدعي (الخاسر) العنصري درسا قاسياً لن ينساه.

  5. الظافر لا يستحق هذا السفر, فهو اقل قامة ومرتبة من ان يرد عليه, دعه فانه متغطى بالكاكى والسلاح وخواء الفكر والبصيرة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..