المانتيكور – شعر

((المانتيكور – Manticoreفي الأسطورة الإغريقية وحش سريع وفتاك؛ له رأس إنسان وجسم أسد وذيل عقرب ، ينفث منه الشرر والسموم.))
صوت (1):
ها أنتمُو على الرصيفِ نائمونْ
فات قمرٌ وقمرانِ
والشموسُ حزمتْ شُعاعَها
ورحلتْ !
تعلّموا أن تنفضوا السبُاتَ
من جفونِكم !
تكلّس الغناءُ في شفاهِكمْ
فالحُلمَ الكسولُ
لا يهزُّ في مفاصلِ النيامِ وتراً
(1)
حكى الرواةُ .. قالوا:
كانوا هنا ..
في سالفِ الأوانِ
غرسوا على سفوحِ الزمنِ العنيدِ
شجرَ الحياة..
كانتِ الفصولُ مهرجانَ
والزمانُ غيْمةً ..
تسحُّ دمعَها الغزيرَ
فوق أسطحِ البيوتِ ،
والجبالِ الشامخاتِ !
حدّثوا أنّ النهارَ كان جوّاداً
تذرّ شمسُهُ ضياءها
وتمنحُ الهِباتِ
ثمّ تستديرُ مثْلَ برتقالةٍ
تغْمضُ جَفنيْها
لكيْ تنامَ في الُعبابِ..
عندَ الأفقِ البعيد !
(2)
قال الرواةُ:
كان اللّيْلُ ساحراً ..
وماكراً !
وكان عاشقاً
يدبّ من وراءِ صمتِهِ
يجوسُ في الشَعابِ ،
والهِضابِ ،
والقُرى!
ينْثرُ فضّةَ النّجومِ في الينابيعِ
يسدلُ خيمةّ الظلام
كي يبوحَ بالغرامِ عاشقان!
(3)
وفي مساءِ ذات يومٍ
رحلتْ مع الغروبِ
آخِرُ الشموسِ
فقدت ظلالَها الأشجارُ
والنجومُ عكستْ مسارَها
وشحُبَتْ !
القمرُ البديعُ غابَ
دسَّ وجهَهُ الحزينَ
في الظلام
لم يعُدْ ينثر فضة النجوم
في الغدير !
مات في الحياة طعمها..
لما جثا على الدِّيارِ المانتيكور!
الضرْعُ جفّ..
والسنابلُ المحمّلات بالغلال ذبُلتْ !
لما جثا على الديار المانتيكور
الجوع داس كبرياء الناسِ
خلع النفوس من عفافها
وسرق ابتسامة الصغارْ
فالجوعُ عاهةٌ
وعورة
وعارْ !
صوت (2):
يا مدناً توسدت همومها
حصادها السرابُ
فانهضي.. تحاملي على النزيف
المانتيكور توأم الخراب
لعنة الزمان فيك !
حاصري خياله القبيحَ
علمي بنيك..
لغة الثباتِ والصمودْ
تفتحْ الأرضُ اليبابُ كنزَها
وتنبتُ الغِلالُ والورودْ !
سلطنة عمان
14 20

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الجوع داس كبرياء الناس
    و خلع النفوس من عفافها
    و سرق الإبتسامة من الصغار
    الجوع عاهة
    الله يا شاعر
    ماذا بعد كل هذا !!؟…
    ماذا ننتظر ؟؟؟…
    حاشية :- لماذا لا نعلق على
    ما يكتبه الآخرون !!؟…
    أليسو مثلكم يحتاجون للصدى !!؟…

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..