القضارف و تجار الدم

الى زمن قريب كان الناس يقولون ” القضارف و ربك عارف ، تدخل بحمار تخرج بحصان” و هكذا دخل الولاة الحفاة العراة بلا شياه يرعونهاوالطغاةو”الماعارف إيه”وخرجوا بما حملوا.و ظلت القضارف تدفع وتدمع وتنزف لآخر قطرة من فيض تسامحهاوكرمها.أخيراًهلت ساحاتها العبقريات المنبتَّ فقيرة الجيب والفطنةوالحكمة فأعملت فيها معاولهاوجرفت كل مايمكن و ما لا يمكن جرفه من شقاءمواطنيها و كدحهم إحتالوا على ذلك بمختلف المسميات والحجج والتبريرات بمساهمة فاعلة من الساكتين عن قول الحق والنصيحة من اهلها العلماء . واليوم القضارف ترتجف من هول ماطفحت به العقليات اللصوصيةالتى تريد سرقة ما تبقى من معينات المحافظة على حياة اهلها.فعلى قدرماإندهش مندهش و صُدم من صُدم بالفعلةالنكراءالتى رافقت إجراءات الحج السابقةالتى ابتدعت فكرة وطريقة إستحقاقها عقلية موغلة فى اللصوصية فأدت الى جانب سرق المال إهدار أرواح عديدة وعزيرة من الذين يؤمنون بالدين الحق.و تمت القضارف جراحهاو إحتسبت شهدائها وظنت وكل الظن ليس إثماًأن الحال سينعدل فليس بعد هذه الفضيحة القاتلة من منكرة يمكن أن تجترحها تلك العقليات المريضة.ولكن من يعرفون سيرة هؤلاء طيلة ربع القرن من عمر النظام لم يستغربوا على العقلية الاسلاموية الانتهازية غير الاخلاقية ان تتاجر بكل شيئ بعد أن تاجرت بالدين .حتى فتح اهل الثضارف عيونهم على ما يصدم الوجدان السليم والنفوس الراضية ” ايبيعون الدماء التى يمتصونها من المواطنين !!!؟؟؟ هذا السؤال المندهش والمستعجب والمستنكر جاءمن يؤكده و يبرره بأنه ليس فى الامر بدعة فالمتاجرة والاستهانة بالدماء من صميم ركائز التوجه الحضارى وكانت شعارهم وهتافهم الاعظم ” فلترق منا الدماء او ترق منهم دماءأوترق كل الدماء” أليس هذا الهتاف أو الشعار يكفى ليكشف مهدن و ظلامية هؤلاء الذين لا يقيمون وزناً للبشر الذين كرمهم الوملى عز و جل .ماذا تنتظرون من الذين قلوبهم مليئة بالكراهية . لو ان دماء من ينبحون بذلك الشعار الدموى هم من يقدمونهالقلنا لهم الحق .ولكنهم كما عرفنا . و نقول الله للقضارف تلك المدينة المرزوءة ببعض ابنائها فى الزمن الانقاذى الدموى و ببعض ناكرى فضلها من غيرهم ممن وفدوا إليها حفاة عراة .عندما كانت القضارف مدينة التسامح والتلاقى الاجتماعى و التكالف الحق والتحابب الدينى و الروحى قبل مجئ هؤلاء المعوقين نفسياً .تقدم احد ابنائها البررة من غير المسلمين وتبرع ببناء اول بنك دم بالمدينة وهو النبيل المكرم دانيال رفائيل . لا ادرى اهى موجودة تلك اللافتة امام المبنى التى تقول بالعربية والانجليزية وكنا صغارا نقرأها بالانجليزية “Donated by citizen Danial ” فى هذا الزمن الاغبر يأتى كهنة الاسلام السياسى ليجيّروا صرح التسامح الدينى والتآلف المواطنى ويجعلوا منه متجراً يبيعون ويقايضون فيه بالدماءالممصوصة من عروق البسطاء المنهكين أصلاً “إنا لله و إنا إليه راجعون “لا يكفى أبداًالتراجع عن قرار بيع الدماء.و لكن لابد من إستئصال هذه العقليةوالذهنية المريضة التى فكرت فى هذه” الجليطة ” التى مرّغت وجه متإسلمى المدينة فى الوحل رغم ماعليهم من أدران رةائحها تزكم المزكوم .وأظهرتهم على حقيقتهم التى طالما داروها ” بجلايط”الفتاوى الصناعيةوالخديعةوفقةالسترة و الضرورةوالتحلل , ويذكر تاريخ سيرتهم انهم كانوا يعاقبون غيرهم بأقصى العقوبات إن سرقوا “سندوتش طعمية”ومن عجائبهم أنه فى مرة من “مراير”سرقاتهم ان حكموا على أحد سراقهم الصغير المبتدئ السارق بحفظ سورة من القرآن كعقوبة .وهددوه إن كررها بإجباره على حفظ القرآن كاملاً. -تخيلواأن يكون حفظ القرآن عقوبة- و كنا نظن أن بطاقة إنتماءهم لحزبهم هذاالاسلامويى يكون بحفظ القرآن ولكنه صار عندهم مُراًوقاسياً كضرب السياط أوعزلةالسجن… ترى من الذى اقنعهم بالتراجع عن قرار المتاجرة بالدم حتى تصدر وزارة الصحة قراراً ألغت بموجبه قرارها بفرض رسوم على خدمات نقل الدم والذي رفضه مجلس تشريعي القضارف واعتبره غير قانوني” لاحظ حتى فى تراجعهم المخزى يكابرون و يلتفون لينكروا أنهم يبيعون دماء الفقراء و يصورون القرار و كأنه ” رسوم خدمات “و لا ندرى اى خدمات هذه ؟ و لماذا قال المجلس التشريعى بعد قانونيتها إن كانت هى مجرد رسوم و كفى ؟ و قرار الإلغاء يقول بأن المجلس اعتبره غير قانونى ليشير لبيع الدم و ليس الرسوم ” القرار مذكر و الرسوم لا اعرفها جنسها عند أهل الانقاذ .على كل أناأعرف وزير الصحة هناك وهو تلميذى فى المرحلةالابتدائية ،و من أسرة كل ابنائها نوابغ منهم المزارعين اصحاب السمعة الحميدة. وكذلك كان والدهم المرحوم .ومنهم المهندسون والاطباء وحملة الدكتواره المستحقة وليست تلك المشتراة من الكناتين الاكاديمية. وعشمى كله ألا يكون هذاالقرار المنافى لتعاليم الدين والذى يجرح فى تربيتى و تعليمى شخصياً قد صدر عنه .و فى ذات الوقت إن كان قد صدر عنه فلا نقبل منه اقل من الاعتذاروالإستقالة والانقطاع فى خلوة عل الله يغفر له .و إن كان غيره الخارج عن ملتهم وملة المسلمين، فلا يكفى طرده مهاناً تلعنه كل ألسنة أهل الولايةوغيرهم من عارفي فضلها من اى موقع هو فيه وإرساله – شفقة به- الى طبيب نفسانى عله ينظف دواخله المريضة مما ترسب فيها من علل .وأنااعترف فعلى قدر ما صدمتُ وإندهشت وإستعجبتُ وإستنكرتُ وأشفقتُ من كل إبليسية ومكر أهل التوجه الحضارى .لم يصدمنى قرار من قرارات ربائب فقه الضرورة صدمتنى من هذا القرار الذى يذوب منه إبليس خجلاً .
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. قم للمعلم ووفه التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا
    صحيح ان مدينة القضارف قد تم نهبها وسرقتها بطريقة بشعة من قبل كل الولاة ما عدا السيد كرم الله عباس فهو رجل شريف ونزيه وعيبه الوحيد انتماءه لحزب اللصوص والحرامية مؤلائي القوم استاذ ابراهيم جعلوا من كل مدن السودان اطلال وخرابات مهجورة ودفنوا اهلها الشرفاء بعد ان شردوا كل من قال كلمة حق
    فأصبح كل السودان عبارة عن مقبرة كبيرة ولذلك لا تبكي علي القضارف وحدها بل ابكي علي كل الوطن وشبعه الاحياء الاموات
    المثل بقول صمت دهرا ونطق كفرا ولكن عائشة الغبشاوى نطقت بعد ربع قرن من الزمان لتقول لنا بعد كل هذه السنيين ( سبب انحراف تجربة الاسلاميين هو تسلل بعض الماسونيين والضغوط الخارجية) ياسلام كتاب الراكوبة قالوا عنكم انتم الماسونيين منذ اول يوم علي استيلاءكم السلطة ولكن للأسف لم نصدقهم الا بعد ان رأينا الفساد والخراب بأم أعييننا نرجو من السيدة الغبشاوي ان تبحث عن فئران تجارب غير الشعب السوداني لتجرب عليهم نسختهم الاسلامية الاصلية اما نحن قد عرفناكم بانكم لا تمتون للاسلام باي صلة وقد اصبح في عهدكم تجارة كاسدة ورونا عرض اكتافكم لوسمحتوا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..