فقع «المرارة»… وآلام أخرى..!ا

معاوية يس

أسبوعان من الآلام والضيق والاكتئاب. وهي آلام تضاف إلى الألم الأكبر الناجم عن شعور كل مهاجر سوداني بأنه مطرود من وطنه، لكن وطنه يطارده ويتربّص به، ويملأه شعوراً بالعار والمهانة، إذ لا يفعل ما يكفي من أجل إنقاذه من المحفل الذي اغتصبه ومزقه وعاث في أبنائه تقتيلاً وتمييزاً على أساس الدين واللون واللسان والانتماء الجهوي، وهل تأتي أخبار السودان بشيء لا يفقع المرارة، ويسبب اضطراباً في منظومة العقل والجسد؟

تصوروا:

– وزير المالية السوداني علي محمود يصرح بأن الحكومة «زاهدة» في إدارة الاقتصاد، ومستعدة لبيع جميع المؤسسات العمومية، حتى لو تقدم رجل الأعمال السوداني علي أبرسي لشراء مصنع سكر كنانة، فإنها مستعدة لإتمام صفقة البيع! يا لعبقرية الانتقال بالزهد من معناه الديني والأخلاقي والاجتماعي إلى استقالة تامة من مهمات الحكم والإدارة! ومع كل صفقة تأتي العمولات تترى، ويتطاول البنيان، وتتعدد الشركات الأخطبوطية، وتنتفخ حسابات مصرفية في ماليزيا ودبي وشنغهاي… ويفتقر ملايين من أبناء بلادي، وتجوع مئات آلاف الحرائر، وتنهد بيوت.

– مساعد رئيس الجمهورية الدكتور نافع علي نافع، الذي يعتقد بأنه الرئيس الفعلي للبلاد، وصاحب اللسان في الإساءة لخصوم نظام المحفل الخماسي، يتحدث بأن النضال عبر شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي لن يسقط النظام. ويمد لسانه ليرشق أحرار الثورات في البلدان العربية بقوله إن لا خوف من ربيع عربي في السودان، لأن السودانيين هم الذين علَّموا العرب الثورات! هل أدرك العرب أي حكام يحكمون بلاد السودان حالياً؟ على رغم سيطرته على أجهزة الأمن وميليشيات أقطاب المحفل وإدارة الحزب الحاكم، لا يعلم نافع أنه مع نسبة انتشار «الإنترنت» في السودان لا تتعدى 10 في المئة من سكانه، البالغ عددهم نحو 30 مليوناً، إلا أن هناك أكثر من 25 ألف موقع إلكتروني سوداني، تملأ أثير الشبكة العنكبوتية بأخبار النظام وفضائحه وإخفاقاته، وتكشف إعلامه.

الثورة السودانية لن تقمعها سلاطة لسان نافع، ولا بطشه، ولا دمويته. ستأتي بإرادة الشارع، وبتأثير عشرات آلاف الناشطين إلكترونياً من السودانيين… شاء أم أبى.

– المفاوضات بين شمال السودان وجنوبه في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا تراوح مكانها، على رغم جهود وساطة يقودها رئيس جنوب أفريقيا السابق ثابو مبيكي. وما إن انفضت المحادثات حتى اندلعت الحرب بين الدولتين بسبب تعنّت الشمال وعدوانه، وممارسته إهانات عنصرية ضد أبناء الجنوب الذين لا ذنب لهم سوى أنهم ولدوا وترعرعوا ودرسوا وعملوا وعاشوا طوال حياتهم في مدن الشمال قبل الانفصال. وها هو المحفل الحاكم يفتح على نفسه جبهة حرب جديدة، إلى جانب الجبهات الملتهبة أصلاً في النيل الأزرق (جنوب شرقي السودان)، ودارفور (غرب)، وجنوب كردفان (الجنوب الجديد للسودان الشمالي).

– وأخيراً، احتل جيش جنوب السودان أكبر حقل نفطي في شمال السودان. في دقائق فرّت جحافل جيش الشمال، وادعى «حلقومها» في الخرطوم أنه انسحاب تكتيكي… وتحولت القنوات الفضائية الحكومية إلى «خنساوات» للبكاء على النفط المسكوب، ومناحات للتجييش والحشد، وأبواقاً للوعيد. قال «تكتيكي» قال!

– الرئيس عمر البشير حلف بـ «الطلاق» أنه سيعيد مشروع الجزيرة الزراعي الضخم إلى سيرته الأولى بعدما دمره نظامه. تصوَّروا رب بيتنا، يُرسي دعائم سياسته بالحلف بطلاق. والمفارقة أن قسَمَه ذاك جاء في وقت خرج فيه مستشاره ووزير خارجيته غير المعلن مصطفى عثمان إسماعيل لينفي ما يتردد في مدن البلاد وعلى أثير «الإنترنت» عن زيجة ثالثة للبشير، على وقع التشظي والحروب والدمار الاقتصادي وتسارع خطى القضاء الدولي لملاحقة الرئيس السوداني المتهم بجرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، والإبادة الجماعية. البشير لن يبرَّ بقسمه بالطلاق، إذ إن السودانيين قاطبة يعرفون أن الرجل لا يفي بما وعد، وأن مساعديه لن ينفّذوا سطراً من قراراته. ولن يهمَّه حنثه بقسمه بالطلاق، لأن مجلس علماء السودان التابع لحكومته سيفصِّل للرئيس فتوى «تخارجه» من هذه «الورطة» الصغيرة جداً.

– أراد البشير أن يتباهى أمام رئيس البنك الإسلامي للتنمية الدكتور أحمد محمد علي، وممثلي الدول الأعضاء في البنك، التي يزيد عددها على 50 دولة، بدعوتهم إلى افتتاح مصنع النيل الأبيض للسكر أثناء انعقاد مؤتمر للبنك في العاصمة السودانية. وكان المحفل بدد أموال دافعي الضرائب في إنشاء المصنع، الذي بلغت كلفته بليون دولار، وفي الدقيقة الأخيرة اتضح أن التشغيل مستحيل بسبب عدم سماح الشركة الأميركية المورِّدة للمعدات بمنح السودان «شفرة» تشغيل تلك المعدات. وبعد الفضيحة المدوية، أصدرت حكومة المحفل قراراً بحظر نشر أي خبر يتعلق بالفضيحة، بدعوى أن رئيس المحفل كوّن لجنة لتقصي حقيقة ما حدث!

– هل ثمة سبب لفقع المرارة وزيادة الألم والشعور بالكآبة أكثر من هذه الأخبار والأفعال والأسماء والوجوه القبيحة؟ حسبي الله ونعم الوكيل.

* صحافي من أسرة «الحياة».

[email][email protected][/email] دار الحياة

تعليق واحد

  1. الصورة تتحدث

    وزىر الخارجية..ووزير العواسة…بيتفرجوا على المناظر المعلقة على الجدران..والزول الجنب كرتى ده منبهر بالطبق الذى أمامه..بينما البشير مادى القرعة للملك..

    حكومة…والناس أهالى

  2. زواج عمر البشير حقيقه والعروس من المنشيه واسمها علياءوابوها ضابط جيش سابق وام العروس من برى
    وهى المخططه والمنفذه لمشروع الزواج وطموحها ليس له سقف وتعبد الكاش وليس لها خطوط حمراء –؟
    العروس بامانه هى احسن زول فى بيتهم لكن شخصيتها ضعيفه وامها مسيطره على كل البيت =؟
    انا حزينه من اجل علياءلان العريس مطلوب للعداله الدوليه ومتزوج من اثنيين ولا ينجب وادخل البلد فى حالة حرب وسوف ينهدالبنيان عليه قريبالكن ام العروس تعمل بنظرية hit and run

  3. طيب اذا رفعت الدولة يدها عن كل شيء فما فائدتها للشعب اخير عدمها حكومة لا تهتم برفع المستوى المعيشي للمواطن ولا توفر صحة ولا سكن ولا تهتم بتوفير الخدمات للمواطن بلاها احسن عايزين ينهبوا الشعب وبس ويجلدوا النساء والضعفاء

  4. مصطفى دا ما عرفناه مساعد تدليك و مساج ام مستشار لشئون الخاطبات والحنانات ..

    حتى بات يفتى فى امر الزوجات !!!

  5. نحن فى إنتظار أخوانا (الشماراب) لكى يوافونا بحكاية (الزوجه الثالثه دى) وخاصة أن الاحداث الجاريه هذه الايام وفرة قطع شك عدد من الزوجات الارامل!!بعد هلاك الازواج فى المحرقه المصنوعه صناعه،وإقتران (الهرماس) بالحسناء وداد بابكر ارملة ابراهيم شمس الدين فى حادث غامض بدليل ان الرئيس لم ينشىء له (مفوضيه)حتى الان ولحق لغز هلاكه وربما طمر معه بعد أن تحقق الغرض المطلوب وأعتقد فعلة الرئيس القبيحة لاشك فتحت شهية البقيه الباقيه من أزلام النظام ويعتقدون كل ما كثر الضحايا كلما كانت فرصتهم فى انتقاء الزوجه المناسبه شكلا أكبر!!0

    (

  6. “…. البشير لن يبرَّ بقسمه بالطلاق، إذ إن السودانيين قاطبة يعرفون أن الرجل لا يفي بما وعد، وأن مساعديه لن ينفّذوا سطراً من قراراته. ولن يهمَّه حنثه بقسمه بالطلاق، لأن مجلس علماء السودان التابع لحكومته سيفصِّل للرئيس فتوى «تخارجه» من هذه «الورطة» الصغيرة جداً”.

    ليه مجلس علماء السودان، أنا أفتي ليه بما كانوا سيقولونه و هو: إذا كان أقسم بالطلاق و هو يقصد ذلك، فلننتظر المدة الكافية ليستعيد مشروع الجزيرة عافيته و سيرته الأولى بعد أخذ رأي الفنيين، و الذين سيجرون دراسة جدوى تكون مدة تنفيذهاهي المدة الشرعية التي يقاس بها ما تحقق. أما إذا لم يكن الطلاق نيته لحظة القسم، فعليه كفارة يمين”.

  7. معاويه يا صديقي .. تصريح (زير) بيت مال المسلمين ، لا ينم الاّ عن جهل الرجل ومدى سطحيته ، بالإضافه لمدي (معاناتنا) وفقع مرارتنا من (عته) حاكمينا وضيق افقهم .
    ولم يُقصد به (عمولات) ولا يحزنون .. شوفو قاعد كيف ؟؟
    المهم خليك قريب ، الجماعه طيارتم قامت وناس (المحفل) حفلتم انتهت و قريب حتنوم بدون (حيرقانات) ، وسلامتك ..

  8. السلام عليكم أ / معاوية
    الطغيان والبغي يولد معه الفساد والظلم كما قال الله تعالى : ( وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ ، الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ ، فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ) الفجر:(10ـ12) ، فهذا الفساد الذي استفحل في هذه البلاد هو نتيجة طبيعية للطغيان.
    والقرآن الكريم يصف سيكولوجية الطغاة ، فيقول الله عز وجل في سورة البقرة { وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي ٱلْحَيَٰوةِ ٱلدُّنْيَا وَيُشْهِدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ ٱلْخِصَامِ } * { وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي ٱلأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ ٱلْحَرْثَ وَٱلنَّسْلَ وَٱللَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلفَسَادَ } * { وَإِذَا قِيلَ لَهُ ٱتَّقِ ٱللَّهَ أَخَذَتْهُ ٱلْعِزَّةُ بِٱلإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ ٱلْمِهَادُ } *. [البقرة : 204- 206)
    والطغاة في غالب الأمر لا يجد معهم النصح والإرشاد فقد أرسل الله موسى عليه السلام إلى فرعون فجاءه موسى وناداه بأعذب وأرق الألفاظ ليستلين قلبه فلعله يخشى قائلا له : ( فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى، وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى)(النازعـات:18ـ19) ولكن عمى الطغيان ران على قلب فرعون، فكان الرد (فكذب وعصى ، ثم أدبر يسعى) ” أدبر يسعى في الكيد والمحاولة ، فحشر السحرة والجماهير ، ثم انطلقت منه الكلمة الوقحة المتطاولة ، المليئة بالغرور والجهالة : (أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى)
    وقد جرت العادة أن الطغاة هم الذين يقررون ويأمرون وينهون . وإلا فلم كان طاغية ! فهذا فرعون يقول لقومه : ( مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ)(غافر: من الآية29) فهل يجوز لأحد أن يرى إلى جوار رأيه؟ هل يسمح لأحد أن يرفع “الفيتو” ضد رأي هذا الطاغية؟ إنه مبدأ الطغيان والاستكبار والتسلط في فرض الرأي وإقناع الآخرين بأن الحق ما أراه.
    ولا بد لهذا الطاغية من حاشية تسند رأيه وتصوبه ؛ بل وتحرضه على مطاردة الصالحين بحجة القضاء على محور الشر والفساد.
    الطاغية يبذل كل ما في وسعه ليجذب هذه الجماهير إلى رأيه . فيستميلها بمنطق خلاب خادع ، وإعلام يزيف الحقائق ،يروج لرأي الطاغية المتسلط .
    فهذه الأحاديث التي نسمعها من رموز هذا النظام تعكس مدى الطغيان الذي وصلوا ، ولكن الله عز وجل سنته ماضية في هذا الكون يمهل ولا يهمل. فكلما زاد طغيان هذا النظام فهذا مؤشر على قرب نهايته وإن طال السفر.

  9. [اقتباس] وهي آلام تضاف إلى الألم الأكبر الناجم عن شعور كل مهاجر سوداني بأنه مطرود من وطنه، لكن وطنه يطارده ويتربّص به، ويملأه شعوراً بالعار والمهانة، إذ لا يفعل ما يكفي من أجل إنقاذه من المحفل الذي اغتصبه ومزقه وعاث في أبنائه تقتيلاً وتمييزاً على أساس الدين واللون واللسان والانتماء الجهوي.
    كلا ثم كلا يا معاوية يس نحن السودانيون الذين تركوا الوطن مؤقتاً لتنظيم الصفوف و توحيد المعارضة وكشف القوي الحقيقية التي تدفع بالسودان الي الهاوية فإن ظننت ان كيزان السودان هم الذين يخططون لما يحدث فأنت مخطئ حقاً ولكن حزب الاخوان المسلميين العالمي هو الذي يخطط ويعطي الاوامر ونحن ان كشفنا ما يخطط له اخوان الشيطان لتكوين إمبراطوريتهم علي اشلاء الدول سنكون قد ادينا ما علينا واكثر بكثير ونحن اذ تواجدنا في الخارج في هذه الفترة فثق تماما اننا نتخلص تدريجياً من الغيبوبة التي وضعنا فيها الاسلاميون ودعني اذكر لك ما هي المرارة الحقيقية حيث علق احدهم بأن محمد عثمان الميرغني سيده والمسكين لا يعلم انه لا سيد الا الله …..ونحن بالتأكيد ندرك ان من يفكرون بهذه الطريقة قد بدؤا في الانقراض ولكن الميرغني يريد ان يكون سيدهم ….ونحن بوضعنا للحقائق المجردة امام الجمهور فسوف تحدث القفذة النوعية التي نريدها وسوف يذداد عدد الذين لهم وعي سياسي وفي لحظة ما سيكون كل شخص يعرف جيدا حقوقه وبذلك سنكون قد استطعنا وضع الاساس للدولة الديموقراطية ولن يتمكن احد من السطو علي السلطة مرة اخري ….والمجد للثوار

  10. رغم ان كل حاجة في الانقاذ اغرب من التانية الا انو المستغرب ليهو شديد انو وزير الاعلام الاهبل ابو شلاضيم ووزير المالية الارعن واللمبي 8قيقة وزير الدفاع ديل اختاروهم بناء علي شنو

  11. أحمد المصطفى عبدالعزيز

    ——————————————————————————–

    · تنفس جمهور الكرة السوداني داخل الوطن الحبيب وفي دول المهجر الصعداء بعد أن تدخلت القيادة الحكيمة ووجهت على نحو ما هو معروف وكما ذكرت في مقالي السابق الإسراع في حل قضية بث الدوري الممتاز ومنح الحقوق الحصرية للتلفزيون القومي.

    · يعلم راعي الضأن في الخلا أن الأخ المشير الرئيس عمر البشير ونائبه الأول الشيخ علي عثمان محمد طه وإخوانهم المسئولين منغمسين حتى النخاع لتوفير الحياة الكريمة والآمنة للمواطن في وطن كثرت عليه الحراب وتمرد من تمرد وأرتفع عدد العاقين من أبنائه بقصد وجهالة.

    · وبالرغم عن ذلك كان القرار الرئاسي حاضر في مسألة بيع حقوق نقل الدوري الممتاز الذي شغل الشارع الرياضي السوداني والعربي على السواء والذي هو من صميم عمل الإتحاد العام للكرة كما تعرفون.

    هاك فقع المرالرة و الحصي التي تكونت بدخلها

    زمن نميري لمن يجي يرفع سعر أي حاجة كان بيعمل هلال مريخ و ديل عملوا دوري كامل

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..