ما اعطر رياح الحرية عندما تهب العنوان

ما اعطر رياح الحرية عندما تهب العنوان

عمر خليل علي موسي
[email protected]

كاذب من يقول أن الظلم سيستمر وواهم من يري ان إرادة الشعوب يمكن ان توأد ‏وتسحل وتقهر بالشرطة والأمن ومليشيات الحزب الواحد والبلطجة …وغبي وقاصر ‏التفكير من يري دوام الحال لدكتاتورية أساسها انقلاب تسور الحائط ليلا والناس نيام ، ‏مهما تجمل هؤلاء الانقلابيون ولبسوا أثواب المدنية وتكحلوا بكحل الحريات الزائف ‏الذي سرعان ما ترفضه العيون فيسيل ككحل بائعة الهوى التي تتجمل وهي ليست ‏جميله… فالشعوب إذا أرادت الحياة فستحيى مهما أريد لها غير ذلك…!‏
انقلاب 1952 الذي أتي من رِحمِه أربعة رؤساء عسكريين فرضوا حكم الحزب الواحد ، ‏‏(الاتحاد الاشتراكي ومن بعده الحزب الوطني) اللذان أتيا بمجالس وطنية وتشريعية ‏مضحكة ، تفوز بنسب فوق ال90% تزويرا وبهتانا (لكن من يقول البغلة في الإبريق ؟) ‏فهذا الحال استشرى كالمرض العضال في عدة دول عربية ، تحاول نظمها التدثر بدثار ‏المدنية والشرعية والجماهير مرة بإشراك وتعيين بعض المنتفعين من الآخرين تحت رداء ‏توسيع المشاركة والقاعدة العريضة ومرة أخري بانتخابات مزورة ! لكن مثل هذه ‏التمثيليات لا تفوت علي احد فهيهات ، فلابد من العدل وسيفه مهما طالت رقبة الظلم ‏فستقطع بسيف الحرية والعدل . ظنوا ان الدنيا قد دانت لهم ، سلطة وثروة وجاها ‏‏…لكن أتاهم أمر الله مِن مَن لم يشهدوا استيلاءهم علي السلطة من الشباب قبل خمس ‏عقود ونيف وهم 60 مليونا من الشباب من جملة شعب مصر الذين لا يعرفون غير مبارك ‏وحزبه وديناصوراته … إنهم الشباب ولا غيرهم لهم الفضل وحدهم .‏
ولنقرأ قول الله عز وجل : (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ ‏السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ( 96 ) أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ ‏يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ ( 97 ) أَو َأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ ‏يَلْعَبُونَ ( 98 ) أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ( 99) ‏الأعراف .. فهل من مدكر ؟ ‏
ان كان الشباب قد اسقط نظامين دكتاتورين يحكمان بقبضة الحديد عقودا، في مصر ‏وتونس ، ومن قبلهما ثورتا الشباب أيضا في السودان في 1964 و1985 اللتان لا ‏يعرفهما هذا الجيل العربي ، ولم يؤرخ لهما عمدا حتى تنسيان ! أقول وكلي يقين ان ثورات ‏التغيير لن تتوقف طالما بقيت الديكتاتوريات متعنتة فثورتا تونس ومصر إنزار لهؤلاء الحكام ‏قبل الطوفان الذي لا يبقي ولا يذر فهو سونامي ينتظر بقية النسخ من النظم مثل نظامي ‏بن علي ومبارك ، التي عليها ان تتحسس رؤوسها فشمس الحرية أشرقت ولا عاصم من ‏نورها وإشراقها إلا من عمي.‏
ختاما أشير لبيان ثوار 25 يناير بعد سقوط مبارك (الذي أذيع من مجلس قيادة ثورتهم ‏بالفيس بوك ) والذي لخصوا فيه تطلعاتهم وهي تطلعات كل الشعوب بالمنطقة العربية التي ‏ما زالت ترزح تحت ربقة الظلم عسى حكام هذه الشعوب أن تضعها (قياسا علي ذلك ) ‏دستورا عاجلا قبل الطوفاااان :‏
‏- إلغاء حالة الطوارئ فورا.‏
‏- الإفراج الفوري عن كافة المعتقلين السياسيين.‏
‏- إلغاء الدستور الحالي وتعديلاته.‏
‏- حل مجلسي الشعب والشورى والمجالس المحلية.‏
‏- إنشاء مجلس حكم رئاسي انتقالي يضم خمسة أعضاء من بينهم شخصية عسكرية وأربعة ‏رموز مدنية مشهود لها بالوطنية ومتفق عليها، على ألا يحق لأي عضو منهم الترشح لأول ‏انتخابات رئاسية قادمة.‏
‏- تشكيل حكومة انتقالية تضم كفاءات وطنية مستقلة، ولا تضم تيارات سياسية أو ‏حزبية تتولى إدارة شؤون البلاد وتهيئ لإجراء انتخابات عامة حرة ونزيهة في نهاية هذه ‏الفترة الانتقالية لمدة لا تزيد عن تسعة أشهر، ولا يجوز لأعضاء هذه الحكومة الانتقالية ‏الترشح لأول انتخابات رئاسية أو برلمانية.‏
‏- تشكيل جمعية تأسيسية أصلية لوضع دستور ديمقراطي جديد يتوافق مع أعرق الدساتير ‏الديمقراطية والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان، يستفتى عليه الشعب خلال ثلاثة أشهر من ‏إعلان تشكيل الجمعية.‏
‏- إطلاق حرية تكوين الأحزاب على أسس مدنية وديمقراطية وسلمية، دون قيد أو شرط ‏وبمجرد الإخطار.‏
‏- إطلاق حرية الإعلام وتداول المعلومات.‏
‏- إطلاق حرية التنظيم النقابي وتكوين منظمات المجتمع المدني.‏
‏- إلغاء جميع المحاكم العسكرية والاستفتائية وكل الأحكام التي صدرت عنها في حق ‏مدنيين من خلال هذه المحاكم.‏
فهل من مدكر ؟؟؟؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..