عيد باى حال عدت يا عيد .. لهذا الوطن .. لهذا السودان ..؟؟‎

يا ايها العيد : انتظرناك لتحمل لنا شيئا جديدا تدخل به الفرح والسرورالى قلوبنا المكلومة و التى فاض بها الكيل الما و حزنا لما يجرى فى وطننا السودان .. ؟؟
صبرنا محاولين ان نتخطى الظروف الصعبة التى المت بنا من انقسامات و انهزامات ومن فقر متزايد و قهر للعباد .. ورجوعا الى الخلف دور و بخطوات سريعة .. ؟؟
عذرا ايها العيد : فلن نستطيع ان نزرع فرحا .. فقلوبنا تنزف دما و حزنا و الما و لن نستطيع ان نبتسم و امهاتنا الثكالى فى دارفورلا نجد كلمات تعزيهم بها .. و نتساءل اى معونات ستسلى ذلك الاب المفجوع بما يرى امامه .. ؟؟ و تلك الطفولة المقهورة هناك حيث لا ملابس جديدة فقد تلطخت بالدماء .. و لن يجرؤ احد منهم حتى على الفرحة المصطنعة لان الجرح الكامن فى اعماقهم اكبر من اى فهم و اكبر من اى تصور و هم يرون القوم يهتمون باطفال غزة اكثر مما يهتمون بهم .. ؟؟ فاصبحت مشاعرهم مشحونة بالحسرة و الاسى من ذوى القربى .. فقد سلبت فرحتهم كما سلبت ديلرهم و امنهم فيغدو العيد لهم ذكرى اليمة .. و فاجعة مريرة تصاحبهم طيلة حياتهم .. ذلك ان الطفل يحفر فى ذاكرته صباح العيد و هدوم العيد ة و العيدية فتصبح تلك الذكريات قاسية تؤلم روحه و تقسو على براءته و تغتال فرحته .. ؟؟
ايها العيد : نحن محزونون حتى النخاع على ما يجرى فى هذا الوطن الذى كان وطنا جميلا يوما ما فاصبح كل شئ يوحى بالبؤس .. .. وترى الناس هائمين على وجوههم كانهم سكارى و ما هم بسكارى لكن وضع الحال اليم و لا يسر .. ؟؟ فقد كان للعيد فيه طعما و لونا و رائحة .. و كان العيد فرحا و سرورا فلن نستطيع ان نرتدى ثواب العيد و الوطن يئن و يئن من قسوة ابنائه .. لن تخبز امهاتنا كعكا للعيد .. لن نتناول حلوى العيد .. لن ننتظر عيدية العيد من احد .. فالحال قد صار واحدا و مرا جدا .. فللمرارة طعم .. و للمرارة حجم كبيرا جدا .. و للمرارة رائحة كريهة ..؟؟ و نتساءل اين عقلاء السودان .. اين حكماء السودان .. اين دعاة السلام .. ؟
عذرا ايها العيد : و نحن نردد ابيات شعر المتنبئ :
عيد باى حال عدت يا عيد .. بما مضى ام لامر قيه تجديد
ايها العيد : لا نملك الا رجف القلوب .. و التضرع و الابتهال ان يحفظ الله ما تبقى من وطن كان مليون ميل مربع فضاع الربع ارضا و شعبا .. فتشردنا فى اصقاع العالم .. و تقطعت بالبعض السبل .. ؟؟ قد يطول بنا الوقت لنسترجع فرحة العيد التى سلبها منا اولئك السياسيين ( لعنة الله عليهم ) .. و نحتاج الى جهد عظيم لنستعيد بعضا من بهجة العيد القديمة.. املنا فى الله كبير بالتغيير .. و يبقى الامل فيه ان يخلق من هذا الحزن نقلة نوعية فى اتجاهات افراد هذه الامة السودانية و خصوصا الجيل الجديد الذى يعول عليه الكثير .. و لعل هذا الحزن العميق الذى يعم الشعب السودانى من مصائب و كوارث و ابتلاءات ان يكون نبيلا ايضا و يخلق جيلا جديدا ممتلئا بالايمان قلبا و قالبا. . و اكثر فهما و عمقا فى معرفته لمسؤليته تجاه وطنه الذى يوشك ان يغرق .. و ان يكونوا ذوى باس شديد .. و الا يياسوا و لا يقلقوا على المستقبل و الا يتغيروا مع بؤس الحال .. و لعل هذا الحزن النبيل الذى نراه فى وجوه الغالبية العظمى ان ينزع من اعماقنا مظاهر الزيف التى نراها حولنا مظاهر التكبر و حب الذات و الانانية و المظاهر و الشكليات .. و لعل هذا الحزن النبل ايضا ان يزرع فى اعماق كل سودانى مخلص و يحب تراب وطنه ( و ليس فلوسها ) و تراب الوطن غالى جدا بل هو عزة الانسان و كرامة الانسان .. ان يزرع فيه شعار ان السودان الوطن يكون اولا و ثانيا و ثالثا و اخيرا و ما الاحزاب الا وسيلة للنهوض به و قبل كل ذلك : لا للاحزاب القادمة من وراء الحدود .. ؟؟
ايها العيد : نعدك برغم الحزن الطاغى ان نستقبلك بما يليق بك .. بكلمة الله اكبر .. الله اكبر دائما و ابدا .. الله اكبر من كيد الكائدين .. الله اكبر من فساد الفاسدين .. الله اكبر من الطغاة و الظالمين .. الله اكبر ممن قسم العباد .. الله اكبر ممن مزق البلاد .. سنكبر لله تعالى ضارعين .. و مرابطين على قلوبنا .. طالبين رحمتك على عبادك فى هذا البلد الطيب اهله فقد طال البلاء عليه .. و صعب الابتلاء عليهم .. و نسال اللهم ان تذهب غضبك و سخطك عن هذ الشعب .. و ان ياتى ذلك اليوم الذى تتوحد فيه قلوب السودانيين جميعا .. و ان يجمعنا الفرح فى وطن لا اقصاء فيه لاحد .. و لا تسلط لاحد على باقى عباده .. و ان ياتى ذلك اليوم الذى نكون فيه على قلب رجل واحد يحمى مصالح الجميع برغم اختلافاتهم و مشاربهم ( فالخلق عيال الله .. احبهم لله انفعهم لعياله ) .. و نسال الله ان يجمعنا الفرح.. كما جمعنا هذا الحزن .. ؟؟
و الله اكبر .. الله اكبر .. الله اكبر.. كبروا يا ابناء السودان .. فالغد القادم سيكون باذن الله اجمل و ازهر و انضر .. و سيمحى كل الاحزان .. فهاتوا ايديكم عيد سعيد..؟؟
حمد مدنى
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..