بائعو صكوك الغفران

الصك هو تلك الوثيقة القانونية التي تتيح لحاملها الحصول على منفعة مالية معلومة يجوز له السحب عليه في الأجل المسمى والممهور عليه بختم من أ صدره ، أو هو ما يعرف في الإصطلاح العام بالشيك ، فقد يكون هذا الصك مردودا لأسباب موضوعية مثل عدم وجود مبلغ كاف في حساب المسحوب منه تفي بإلتزامات الساحب مما قد يدفع الأخير إلي إتخاذ إجراءات قانونية حيال الأول تحت طائل الإحتيال لإعطائه صكا مردودا ،هذا هو المتعارف عليه في إطار التعامل اليومي بين الأفراد والمنظمات والشركات ،على أن ذلك لا يمنع من أن تكون هنالك صكوك أخرى قد أكل وشرب الدهر عليها وأصبحث طي النسيان ، إلا ان بعضهم قد أيقظها من ثباتها الأبدي ، يعود بنا التاريخ إلي الوراء إبان الفترة التي سبقت عصر النهضة الأوربية عندما كانت القارة الأوربية تغط في ظلام دامس حيث كانت السيادة والريادة للبابوات والأساقفة الذين درجوا على دمغ عقول السذج من المتدينين وإستدرار عواطفهم الدينية بتعاليم أبتدعوها من بنات خيالهم بإعطائهم فرمانات عفو وصكوكا للغفران تمهد لهم الطريق إلي الجنة ، أى أنهم جعلوا أنفسهم وكلاء لله في أرضه يمنحون تلك الصكوك لمن شاءوا ويردونها عمن شاءوا ، ولعل ذاك الأمر هو الذي ثبت أركان الكنيسة الأوربية آنذاك ورفع من مقام البابوات وجعل منهم رجال دين مقدسين لا تطال جنابهم الجرح والتعديل ، ومن ثم أستطاعوا الولوج إلي عالم الرفاهية والغني ممتطين رقاب العامة ، فظهرت طائفة الإقطاعيين وطغت بعبابها فوق سماء المجتمع الأوربي ، الامر الذي أدى إلي تفشي الغبن الإجتماعي وظهور حركات الإصلاح بالخروح على الكنيسة وإرتفاع وتيرة الوعي المجتمعي بتقويض تعاليم الكنيسة وتحجيم نفوذ الإقطاعيين والبابوات ، فمهد ذاك الحراك إلي ظهور عصر النهصة الأوربية وذلك بإنعتاق الفكر القومي والتحرر من قبضة أساقفة الكنيسة والبابوات فدخلت أوربا عالم النور .
ولعل الغفران والقبول عند الله من الأمور الغيبية التي لا يطلع عليها أحد مهما أعطي من الولاية والصلاح لقوله تعالى :)l ما كان الله ليطلعكم على الغيب)) ومن ثم أن الحكم على العباد بأنهم من أهل الجنة أو من أهل النار يعد من باب إلقاء الحكم جزافا واصدارا صكا من الصكوك التي قد يرتد عند الموقف العظيم ، ثم أننا من نحن حتى نقسم رحمة الله التي وسعت كل شئ ؟ ثم أنه لا بد من التقيد بالسنة لقوله صلى الله عليه وسلم ( من قال لأخيه يا كافر فقد تبوأ به أحدهما ) فهذا من باب المحاذير الشرعية التي ينبغي علينا سد ذريعتها حتى لا يوردنا باب المهالك ، حتى ان الصحابه رضوان الله عليهم كانوا لا يأمنون مكر الله ولا يركنون إلي فضائل أعمالهم فهذا هو الخليفة الراشد عمر بن الخطاب يقول ( لو ان أحد قدمي داخل الجنة والأخر خارجها لما امنت مكر الله ) فمن منا في هذا الوجود الآن يزن ذاك الخليفة الراشد .ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( يأتي الرجل الكبير السمين يوم القيامة وهو لا يسوي عند الله جناح بعوضة ) . أنه من باب الفضائل وكمال مكارم الأخلاق ألا نثبت همم الناس في العقيدة وننعتهم بصفات اللعن والشتم ، وعلينا أيضا ان نتوخى الحيطة والحذر عند أصدارنا لصك من الصكوك حتى لا يرتد في هذه الحياة فتطالنا يد القانون ، أوصكا من صكوك الآخره ويرتد علينا فتطالنا أيدي الزبانية والعياذ بالله.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. تفتقت عـبقرية ابالسـة الـسـودان عـمـا جـعـل صـكـوك الـغـفران تبدوا ضـرب مـن ضـروب الـعـبث الـطفولي وسـحـر حـواة مـبتدئين ؟؟.
    آل الـمهـدي وآل المرغني بدأوا بجــرعـة شــبر فـي الـجـنه .. وكـان الإقـطـاع والإسـتـغـلال ، والإسـتـغـفال ، والـعـبوديه ، والـدجـل ، ولقلة حيلتهم وقـعـاد هـمتهم إكـتفـوا بهـذا الـنذر الـيســير ؟؟.

    وحـينمـا ظـهـر إبلـيس الـعـصـر ، الـشـيطان الأكـبر ، إمبراطـور الـمنافقين ، ملك ملوك الإفـك والـشـعـوذه والـدجـل .. تســبق إسـمـه الـدال الـدمـاري ( الترابي )( قـدس ســره ) ؟؟.
    إنه فكر وقدر ، فقتل كيف قدر ، ثم قتل كيف قدر ، ثم نظر ثم عبس وبسر ثـم تبسـم بسـمـته الـصـفـراء كنار قـصـب ، ثـم فـتـح أبواب الـجـنة عـلي مـصـراعـيهـا وأدخـل فـيهـا كـل مـن هـب ودب ..
    لـم يتوقف هـذا الـسـاحـر عـند ذلـك ، بـل أدخـل مـؤثرات حســيه ليضـفـي علي الـمشـهـد مزيد مـن السحر والـغـمـوض مـثل الـقـرود الـربانيه الـمقاتله ، والـشـجـر الـذي يتمـطـي ويؤذن ( حـيطـه تتمـطـا وتـفـلـع فـي قـفـا الـزول الـبناهـا ) والـغـمـام الـذي يظـلل جـند الله ، والـحـمـام الـذي يحـلـق ذهـاب وإياب بشـاير نصــر يـلـوح ويرفـرف فـي الافـق ؟؟.
    لــم يكـتفـي هــذا الـسـاحـر الـمـاكـر الـمـخـادع الـمـراوغ الـخـبيث بـكل هــذا الـعـرض الـشـيق ، بـل أردفـه بـعـرض يجـعـل أشــداق أعـتي الـرجـال تتحـلـب ، ويذوب حـنان ويذوب ولــه ..
    حـور عـين أمثال اللؤلؤ المكنون ، قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان ؟؟.
    لـم يتورع مسـيلمـه الـدجـال عـن الـطـواف عـلـي بيوت الـبكيات ، والنظـر فـي أعـين الامهـات المكلومـات ، ومـن ثم يصــرخ صـرخـته الـشـهـيره ( زغـردي أم الـشـهـيد )؟؟!!.

    ( ولعل الغفران والقبول عند الله من الأمور الغيبية التي لا يطلع عليها أحد مهما أعطي من الولاية والصلاح لقوله تعالى ( ما كان الله ليطلعكم على الغيب ) ومن ثم أن الحكم على العباد بأنهم من أهل الجنة أو من أهل النار يعد من باب إلقاء الحكم جزافا واصدار صكا من الصكوك التي قد ترتد عند الموقف العظيم ) ؟؟.

    هــو لـم ينتظـر حـتي ترتد صـكـوكـه الـمضـروبه يوم المـوقف الـعـظـيم ؟؟ ..
    هــو باغــت الـجـمـيـع وأذهـلـهـم بطـرد ( عـباده ) شــر طـرده مـن جـنته الـمـزعـومـه ، والـقـي بـهـم فطايس خـارج أســوار الـجـنه يندبون حـظـهـم وآمـالـهـم ؟؟.
    مفســحـا الـمـجـال فـي جـنته الـوهميه لـمـغـفـلين جــدد فـي قـادمـات الايام والـمـحـن ؟؟.

    نشـهـد بالله .. لـقـد أقـام أضـخـم الأعـراس الـوهـمـيه فـي تاريـخ الـبشــريه ، بصــوره لـم يســبقه عـليهـا حـتي غـلاة وعـتاة دجـالـي الـقـرون الـمظلـمـه ( الـمفتري عـليهـم ) الـذين كـل جـريرتهـم أنهـم باعـوا الناس صكوك الـغـفران الـمضـروبه ؟؟.

    أعـراس لـم تشـاهـد فـيهـا عـروس واحـــده وهـي ترتدي طرحة الـعـرس الـبيضـاء .. بينما شـاهـد جميـع الـمسـحـورين جماجـم وأشــلاء فـلـذات أكـبادهـم وهـي متناثره فـي ميادين حروبهـم الـتي لا تنتهـي ؟؟!!.

  2. الأخ الكاتب المحترم أنور يوسف عربي
    للأسف بدأت بصدر مقال غاية في الروعة
    والدقة في تصوير العفن الديني المتمثل في
    تلك الحقبة القذرة من تاريخ أوروبا المظلم…
    وبعد أن كحلت عيوننا بصدر المقال
    عميتها (حسب ما فهمت) بخاتمته والتي تطبل فيها
    لحقبة صكوك غفران أخرى معاشة، بطلها هذه
    المرة (ناجرو) دين جديد والتي امتدت صكوكهم
    وخرافاتهم لأكثر من أربعة عشر قرنا…
    فنحن الآن يا سيدي نعيش حقبة
    صكوك غفران بطلها سدنة دين اخر
    بعد أن كان سدنتها الدين المسيحي
    في أوروبا الظلام…

    وما ذكرته عن تلك الحقبة الأوروبية
    المظلمة لو قصدت به زماننا الأغبر هذا
    وما نشهده من صكوك غفران كثيرة
    يوزعها الآن الشيوخ والمدروشين
    والدجالين والمغيبين وحكام السلاطين
    والطغاة الذين يضحكون علينا ليل نهار باسم
    هذا الدين من المحيط إلى الخليج ستجده
    ينطبق على حقبتنا تماما.
    ويا سبحان الله كأن التاريخ يعيد نفسه…
    فهل بالله عليك هناك صكوك اكثر قذارة مما
    خرج به علينا نفر من سدنة صكوك الغفران
    الحديثة المتمثل في فقه (التحلل)؟؟؟؟
    وما يعيشه العرب والمسلمين من ظلام وتخلف
    وفساد في ادارة بلدانهم وحروب وتخلف وظلام…

    تحياتي..

  3. الأخ الكاتب المحترم أنور يوسف عربي
    للأسف بدأت بصدر مقال غاية في الروعة
    والدقة في تصوير العفن الديني الذي عشعش في
    تلك الحقبة القذرة من تاريخ أوروبا المظلم…
    وبعد أن كحلت عيوننا بصدر المقال عميتها
    (حسب ما فهمت) بخاتمته والتي تطبل فيها
    لحقبة صكوك غفران أخرى معاشة، بطلها هذه
    المرة (ناجرو) دين جديد والتي امتدت صكوكهم
    وخرافاتهم لأكثر من أربعة عشر قرنا…
    فنحن الآن يا سيدي نعيش حقبة
    صكوك غفران بطلها سدنة دين اخر
    بعد أن كان سدنتها الدين المسيحي
    في أوروبا الظلام…

    وما ذكرته عن تلك الحقبة الأوروبية
    المظلمة لو قصدت به زماننا الأغبر هذا
    وما نشهده من صكوك غفران كثيرة
    يوزعها الآن الشيوخ والمدروشين
    والدجالين والمغيبين وحكام السلاطين
    والطغاة الذين يضحكون علينا ليل نهار باسم
    هذا الدين من المحيط إلى الخليج ستجده
    ينطبق على حقبتنا تماما.
    ويا سبحان الله كأن التاريخ يعيد نفسه…
    فهل بالله عليك هناك صكوك اكثر قذارة مما
    خرج به علينا نفر من سدنة صكوك الغفران
    الحديثة المتمثل في فقه (التحلل)؟؟؟؟
    وما يعيشه العرب والمسلمين من ظلام وتخلف
    وفساد في ادارة بلدانهم…

    تحياتي..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..