حركة تسجيلات وتنقلات السياسيين..كله شايل قلمه يوقع

بسم الله الرحمن الرحيم

تعبت الوثائق السياسية الموقعة خلال أربعة وعشرين ساعة ….وتعب السودانيون لايجاد وقت لمتابعتها..في خضم اللهاث للوصول للبقالة والفرن للبقاء أحياء اذا سلم المنزل من الكوارث…
سوق التوقيعات التي بدأت بإعلان باريس..ثم انتهت بتوقيع 7+7 ..كان مسبوقا بتوقيعات بعض الأحزاب المشاركة في الحوار … تناقض أحزاباً أخرى..
وإن دلت هذه التوقيعات على شئ…فربما تدل على أن الجميع يسابقون الزمن… لتدارك ما هو أكبر منهم..ولا يصعب تصوره..إنه شبح الثورة الشعبية التى ستقلب الطاولة على الجميع ..وبالعدم سيكتشف المتسابقون للتوقيعات ..أن ما يتناولونه في المقهى السياسي من وجبات بايتة ..ما كان يستحق كل هذا العناء … لأن الشعب السوداني وقتها يكون قد بالغ في إكرام الساسة..ومد لهم بقدر أمانيهم….
ففي باريس كانت التوقيعات بين من خبروا مواقف بعضهم البعض ..ولئن كانت الجبهة الثورية اكثر ثباتاً على مواقفها وادبياتها…إلا أن المهدي أثبت أن عقله في التوقيع والتوافق مع الحركات المسلحة ..يأتي بعد الثانية عشرة كما يقول السودانيون.. ذلك منذ اتفاقية الميرغني قرنق حتى إعلان باريس ..فما نبش فيه نائبه وابن عمه نصر الدين الهادي ..وعابه عليه في السابعة صباحا ..أتى به بعد الظهر ..فما الجديد ؟ المؤكد بوضوح أنه في الحالتين أعطى مساحة للجبهة الاسلامية ..فرصة تنفيذ أجندتها..ففي موقفه من اتفاقية الميرغني قرنق..سهل للانقلابيين الجزم بعدم جدية الأحزاب لتبرير انقلابهم المستتر….أما في إعلان باريس..فإنه للمرة الثانية .. يوقع بعد أن أعطى النظام الفرصة لقمع هبة سبتمبر ..وتدوير مائدة القمار السياسي فيما سمي بالوثبة ..التي شارك فيها بحماس..والجميع يدرك أن موقفه من الهبة ..كان له دور سلبي في إخمادها..فلم التنقل بين المواقف ؟
أما الجانب الآخر ..فإن صور الموقعين على خارطة طريق 7+7 ..قد أعادت للأذهان …عشرية الإنقاذ الأولى..فغندور المؤتمر الوطني..مع كمال عمر الشعبي..مع حسن رزق من التغيير الآن.. رجح التحليل الذي اتى به هرم الصحافة السودانية الأستاذ محجوب محمد صالح.. بأن الحوار ..مجرد إعادة توحيد للاسلامويين..ولو أن صحيفة سياسية جعلت عنوانها الرئيسي ( عودة هيثم مصطفى وعلاء الدين يوسف للهلال) للخصت الحالة السياسية..
وإن عجبت فاعجب لردود الأفعال … فالصادق المهدي يتصل بمصطفى عثمان ليخبره بفحوى الإتفاق …وربما يكون الغرض منه تقليل مخاطر الاعتقال عند العودة ..والأخير يمرر نشرة بالخبر…أما حسين خوجلي ..فحدث ولا حرج … عاد إلى صحيفة ألوان ما قبل الإنقلاب…يوزع الإتهامات وشهادات الوطنية كيف شاء…ولم ينس أن يعظ الصادق المهدي بنفض يده من الاتفاق قبل مرور 24 ساعة عليه..ففي أي مسرح عبث أو لوحة سريالية نحن ؟
ترمومتر الأحداث سيكون عند عودة المهدي… إما اعتقال… وإما تمويه مؤقت بعدم الآعتقال.

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..