الكنائس بعد ترحيل الجنوبيين : من يكمل قصة ريدة بين ( اتنين ).. مسلم ومسيحية ؟!!

الخرطوم

اعتبار الجنوبيين مواطنين أجانب قبل وبعد تمديد مدة اقاماتهم وتوفيق أوضاعهم تترتب عليه الكثير من الاجراءات بدأ بعضها كواقع مثل افتتاح سفارات وقنصليات في عاصمتي البلدين ( الخرطوم وجوبا )، ثم اجراءات الحصر وعمليات التسجيل واستخراج الأوراق الثبوتية، ومنها ما جرى تنفيذه كبيع كثير من مواطني الجنوب بشمال السودان لمنازلهم وبيوتهم استعدادا للهجرة النهائية أو المؤقتة.. لكن السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هو: ماذا عن وضعية الكنائس خاصة الكاثوليكية في مدن وأرياف بعض الولايات وبعض أحياء الخرطوم وكذا الحال بالنسبة لمدارس وكليات الكمبوني خاصة وأن غالبية مرتاديها ومنسوبيها هم سكان الجنوب الذين بدأوا حزم حقائبهم تمهيدا للإستقرار بالدولة الجديدة والوليدة ؟ !!
حسنا.. لكن قبل الإجابة عن هذا التساؤل فإن نائب رئيس حكومة الجنوب الدكتور رياك مشار سبق وأن أبدى قلقا بخصوص وضعية ومصير دور العبادة الخاصة بالجنوبيين خلال الفترة الانتقالية وما أعقبها من انطلاقة ترتيبات مرحلة الاستفتاء وتقرير المصير وحتى إعلان الانفصال أو الاستقلال، وهو ذات القلق الذي يساور قادة مجلس الكنائس السوداني والافريقي خاصة وأن الذاكرة لازالت تختزن بعض القرارات التي أضعفت وجود الديانة الكاثوليكية في أعقاب استيلاء المؤتمر الوطني ووضع يده على النادي الكاثوليكي بالعمارت بشارع إفريقيا وتحويله لمركز عام لحزب المؤتمر الوطني بعد احتجاج كبير المطارنة الكاثوليك، وهو زبير واكو الذي صّعد قضية النزاع بينه والتنظيم السياسي الحاكم حتى وصلت لبابا الفاتيكان؛ الأمر الذي فهم وقتها بأن حكومة الخرطوم_طبقا لوسائل الاعلام الغربية_ تقوم بانتهاك الحريات الدينية واضطهاد المسحيين.
والغريب في الأمر أن الدعاة المتشددين يرون عكس ذلك حينما يتهمون الحكومة بموالاة التبشيريين والمنصّرين وفتح المجال للكنائس باختراق مناطق سكن المسلمين وبناء دور عبادة للنصاري وتشييد مدارس الكمبوني..
خاصة وأن في الخرطوم أعدادا كبيرة من المسيحيين وتقيم فيها جاليات أجنبية مسيحية كبيرة من مختلف الطوائف المسيحية أبرزها طوائف الروم الكاثوليك والبروتستانت والارثوذكس اليونانيين والأقباط المصريين والارمن والاثيوبيين، ولذلك توجد في المدينة عدة كاتدرائيات وكنائس عديدة منها على سبيل المثال لا الحصر كنيسة الشهيدين بالعمارات ش 15 والكنيسة الإنجيلية وكنيسة مار جرجس والكنيسة المارونية والكنيسة الأسقفية والكاتدرائية البروتستانتية والكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية وغيرها.
و يمكن أن يقدر عدد الكنائس بقرابة الـ 2000 كنيسة الي جانب الكنائس بالمناطق العشوائية والاحياء الطرفية واغلبها مشيد بمواد محلية غير ثابتة تبعا لسكن الجنوبيين ويوجد بالخرطوم كليات للاهوت، تُخَرِّج أعداداً كبيرة من القساوسة كل عام، وتستقبل هذه المعاهد الطلاب من السودان ودول أخرى. كما يوجد بها مئات المدارس تابعة للكنائس والمنظمات التنصيرية في جميع أنحاء السودان أكثرها غير نظامية ولا تقوم بالتدريس طبقا للمنهج المعتمد لدي وزارة التربية والتعليم، يدرس بها الآلاف من الطلاب والطالبات ويعمل بهذه الكنائس مئات القساوسة الأجانب من مختلف دول العالم خاصة الأفارقة والأوربيين إضافة لمعاونين لهم من مختلف مراتب العمل الكنسي، وذلك عدا المئات من المنصرين العاملين في مجال الإغاثة وتحت ستار المنظمات الدولية. بل وكشفت بعض مراكز البحوث والمعلومات التابعة لبعض الجمعيات الاسلامية عن وجود عمليات تنصير في مناطق دارفور وسكانها ( مسلمون ) 100% هذا غير سكان جنوب كردفان الذين يعتنق بعضهم الديانة المسيحية نظرا لنشاط المنظمات الكنسية في جبال النوبة
كما ينظم سنويا مايعرف بمعرض الكتاب المقدس الذي تحوي أجنحته مئات الأسماء والعناوين في كتب المسيحية باللهجات المحلية والافريقية واللغات الحية..
وقطعا فإن القضية هنا لا تخص طائفة الأقباط وكنائسهم باعتبارهم الآن مواطنين سودانيين وجزءاً من التركيبة الاجتماعية بالبلاد لكونهم مكوناً موجوداً منذ زمن بعيد، لكنها خاصة بمواطني جنوب السودان الذين ماعادوا جزء من شمال السودان الآن..
وربما لايحتاج الواحد منا لكثير عناء حتى يكتشف ومن خلال جولة سريعة فى عدد من أحياء الخرطوم كثرة وكثافة الكنائس ومدارس الكمبوني، فعلى سبيل المثال هناك كلية الكمبوني بوسط الخرطوم، وبالقرب منها أكبر كنيسة بجانب فروع الكمبوني في نهاية حى الرياض من جهة الشمال التي تقع على شارع الستين ثم فرع آخر في أم درمان والخرطوم بحري بل أن الكمبوني التي سميت على القس ( كمبوني ) وصلت حتى منطقة جبل الأولياء، ويوجد بالكلاكلة أكبر مدارس للكمبوني يجاورها مبنى كبير للكنيسة التي يتوافد اليها عدد كبير وكثيف من أبناء وبنات الجنوبيين من أنحاء متفرقة بجنوب الخرطوم، وكذلك وجود الكمبوني والكنائس بمنطقة مايو وجنوب الحزام والحاج يوسف وأمبدات، هذا بالإضافة لرئاسة الكاثوليك في مبنى بموقع استراتيجي بالرياض على شارع عبيد ختم ولا أنسى الكنيسة القديمة التي شيدت في بداية عهدها بالقش في أركويت وتحديدا في منطقة المعمورة…
*لكن.. الآن بعد بداية عمليات ترحيل الجنوب كيف يبدو الوضع والوجود الكنسي بالسودان الشمالي ؟!!
محدثي الأول الشيخ صادق حسن عثمان أبو الدرداء من جماعة المسلمين، وفي معرض رده عن سؤالي يقول إن الكنائس في ديار المسلمين تكون لأهل الذمة فقط وبعد دفع الجزية، أما في حالة السودان فإنه لايوجد أهل ذمة، وبالتالي لا يفترض أن يكون هناك وجود للكنائس لا في السابق ولا الحاضر ولا حتى مستقبلا. ولايرى شيخ صادق مانعا في أن تحول الكنائس حاليا إلى مساجد في إشارة لسوابق كثيرة حدث في التاريخ الاسلامي، حيث يتم تحويل الكنسية لمسجد خاصة في عهد الفتوحات الاسلامية، أما مدارس الكمبوني فيقول شيخ صادق يجب أن تتحول لمنشآت تعمل لصالح الأمة الاسلامية، وإلا فيجب هدم وتدمير الكنائس والكمبوني …
ربما لا.. الآن دعونا ننظر للصورة من وجهة نظر داعية اسلامي آخر هو الشيخ ياسر عثمان جاد الله الأمين العام لجماعة الاخوان المسلمين (الاصلاح) الذي يتفق مع أبو الدرداء في جزئية واحدة متعلقة بضرورة وجوب تحويل مدارس الكمبونى لمؤسسات تعليمية وتربوية عادية بعد خروج الجنوبيين من السودان؛ تؤول إدارتها لوزارة التربية والتعليم، وتدرس فيها المناهج الوطنية، وفيما يخص أمر الكنائس فليس من الضروري أن تهدم؛ لأنها حسب شيخ ياسر ستكون خالية من الرواد بسبب ذهاب الجنوبيين. وبالتالي ستجف تلقائيا وحينها يمكن تحويلها لمؤسسات أخرى. وفي حديثه معي يشير شيخ ياسر إلى ما يصفه بانزعاج مجلس الكنائس العالمي من خطوات ترحيل الجنوبيين لموطنهم الجديد؛ لجهة أن ذلك قد يعنى نهاية الوجود الكنسي بالبلاد، لكن الرجل يعود ويقول إن قضية الكنائس والدعوة لبحث وجودها من عدمه في الشمال ينبغي أن يؤجل ولايطرح الآن باعتباره قد يثير ضجة وربما يستعدي الدول الغربية على البلاد ويفتح أبوابا من الفتن نحن في غنى عنها الآن..
*حسنا… هناك زاوية أخرى نظر من خلالها الأمين العام لهيئة شئون الأانصار الشيخ عبد المحمود أبّو إلى القضية، وذلك من خلال اشارته في بداية حديثه معي إلى أن المسيحيين في السودان منقسمين لطائفتين، هما الارثوذكس والكاثوليك, الكاثوليك ذهبوا لكن الارثوذكس موجودون ويعتبر أن المسيحيين الأقباط شريحة واسعة جدا في الشمال لاتزال موجودة، كما أن بعض أبناء جبال النوبة مسيحيون وموجودون بالسودان الشمالي؛ لهذا ينبغي أن تكون الأوضاع على ما هي عليه تلافيا لاي فتنة دينية أو طائفية…
*ربما.. لكن دعوني أقول إن كثيرين تحفظوا حول الخوض والحديث عن مستقبل الوجود الكنسي بالسودان بعد خروج الجنوبيين ولا أدري لماذا أمسكوا عن التحدث حول مصير الكنائس بالسودان هل لأن إثارة القضية تسبب حرجا لتحالفهم مع الحزب الحاكم أم خوفا من إيقاظ الفتنة النائمة كما حاول البعض تبريرالامر أم أن الموضوع يخضع لحسابات أخرى؟!!
عموما فإن المسألة تحتاج لموقف واضح لكن شكل الموقف وكيفية تعامل الحكومة معه لا أحد يعلم به لكن من الواضح أن الكنائس لن تكون خالية من الرواد، كما توقع لها الشيخ ياسر جاد الله. فالفراغ سيملأ عاجلا أم آجلا ولن تنتهي قصة ريدة بين اتنين.. بين (مسلم) و(مسيحية)
قصة ريدة بين اتنين بين مسلم ومسيحية
احلف ليها بالاسلام وتحلف بالمسيحية
ولي عقيدة ما بتتفات وديني كمان عزيز لي..

الاحداث

تعليق واحد

  1. ((الكنائس في ديار المسلمين تكون لأهل الذمة فقط وبعد دفع الجزية، أما في حالة السودان فإنه لايوجد أهل ذمة، وبالتالي لا يفترض أن يكون هناك وجود للكنائس لا في السابق ولا الحاضر ولا حتى مستقبلا. ولايرى شيخ صادق مانعا في أن تحول الكنائس حاليا إلى مساجد في إشارة لسوابق كثيرة حدث في التاريخ الاسلامي، حيث يتم تحويل الكنسية لمسجد خاصة في عهد الفتوحات الاسلامية، أما مدارس الكمبوني فيقول شيخ صادق يجب أن تتحول لمنشآت تعمل لصالح الأمة الاسلامية، وإلا فيجب هدم وتدمير الكنائس والكمبوني ))…

    الحمد الله نحن الان في العصر الاسلامي مرة اخري – لابد من البدئ بقتل النصاري والاستيلاء علي ممتلكاتهم وبالاخص النساء والغلمان – الله اكبر – يا الجزية يا الحرب يا الاسلام

  2. ما هذا يا ابو قرفة هل انت جادي ولا بتسخر
    نحن نتساءل هل انتم اكثر ايمانا من عمر ابن الخطاب رضي الله عنه عندما فتح القدس لم يحول كنائسها لمساجد

  3. علي فكرة الكنيسة تعريفها هي جماع من المؤمنين و ليس جماع من الجنوبيين يعني اي اثنين او اكثر من المؤمنين لما يجتمعوا دي بتعني الكنيسة,ذهاب الجنوبين لا يؤثر علي كنيسة طالما هنالك في الاف من النوبة مسيحيين.

  4. كاتب الموضوع زول فارغ وابو قرفة افرغ منو
    ياخي الجنوبيين ماشين ماشين لمن يمشو طلع كلامك ولا داير تطلعهم بالكلام دة تمامة لجهود منبر الهلاك النازل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..