داعش و نكاح السبايا و منابع سفر الذباحين

(حجوة ام ضبيبنة)
كشفت داعش لنا شيئا أدركه ذوو البصائر منذ أكثر من نصف قرن و هو أن النكوص نحو الماضي (الفكر السلفي) يجعل في أعماق كل حامليه دواعش تختلف في المقدار … بكلمات أخرى : كل من يطالب بتطبيق الشريعة و لا يراعي اختلاف العصر و متطلباته و الحاجة لفقه جديد أو قل فهم جديد للدين هو داعشي ، و في كل مرة يتم اكتشاف المفارقة بين الشعار و الواقع تتكرر حجوة ام ضبيبنة : العيب في التطبيق … المرحلة التاريخية لقومنا و التخلف و الكسل الفكري و قوة الدعاية السلفية (من اعلام و مناهج دراسة و أموال البترودولار) كلها تجعل العقول تعيد الأسطوانة . مسخ العقول تم على مراحل و منذ أكثر من نصف قرن منذ نشر ثقافة الحجاب و النقاب و معاداة النصارى و انتشار مساجد و مدارس الوهابية و كتب الأخونجية و البرامج التلفزيونية الممولة . لو ألقينا نظرة على ما انفقته دولة واحدة من الدول ــ الحاضنة للتخلف ــ على نشر الفكر الوهابي ، كالسعودية مثلا لرأينا العجب ، كتب عبد الخالق حسين : (حسب مجلة ميدل ايست مونيتر-MidEast Monitor (عدد تموز/ يوليو 2007) دراسة للسفير الأمريكي السابق لدى كوستاريكا (كورتين وينزر) عن دور السعودية في بث التطرف الديني ، ذكر بأن “السعودية أنفقت 87 مليار دولار خلال العقدين الماضيين لنشر الوهابية في العالم (لحد عام 2001) “، وأنه يعتقد أن مستوى التمويل قد ارتفع في السنوات الأخيرة نظرا لارتفاع أسعار النفط. ويجري وينزر مقارنة بين هذا المستوى من الإنفاق بما أنفقه الاتحاد السوفيتي لنشر أيديولوجيته الشيوعية في العالم بين 1921 و1991م حيث لم يتجاوز الـ 7 مليار دولار. ويلاحظ وينزر جهود نشر الوهابية في عدد من بلدان جنوب شرق آسيا، وأفريقيا والدول الغربية من خلال بناء المساجد والمدارس الدينية والمشروعات الخيرية واستقطاب الشباب العاطل والمهاجرين في هذه البلدان. وتقول الدراسة إن خريجي المدارس الوهابية كانوا وراء الأعمال الإرهابية مثل تفجيرات لندن في يوليو 2005م واغتيال الفنان تيودور فان جوخ الهولندي عام 2004م.” راجع كرتن وينزر: السعودية والوهابية وانتشار الفاشية حسب موقع الحوار المتمدن [url]http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=429885[/url] )
ما هو المشترك بين داعش و بوكو حرام و حركة الشباب الصومالي و طالبان و أنصار الشريعة و حركة النصرة و ما جرى في التاريخ الممتد منذ أكثر من ألف عام ؟ هل اختلفت صور الغزو و الذبح النهب و السلب و نكاح السبايا ؟ هل انتجت دولة الغزو أي معرفة ؟ هل انتجت أي منتوج مادي أم عاشت على نهب ممتلكات الآخرين ؟ هل حافظت على التراث الإنساني أم حطمته باعتباره شر و أصنام و رجس من عمل الشيطان ؟ أين المكتبات التي كانت ملء السمع البصر و فيها منتوج عقول تلك الأيام من مكتبة الاسكندرية إلى مكتبة فارس؟ كما كتب أحد المفكرين هل كانت مصر ستكون هي أمريكا هذا الزمان لو لم يسيطر عليها الفكر المتخلف منذ انتصار الحنابلة و الأشاعرة و فكر الغزالي فيما بعد ؟ و هل كان العراق سيكون ألمانيا زماننا و سوريا هي يابانه لو لم تتم الإصابة بجرثومة مسخ العقل ؟ لماذا تفوق غيرنا و نحن في الخلف ؟ لا زالت (حجوة ام ضبيبنة) [العيب في التطبيق] مستمرة . لو تم تصوير تاريخ الغزوات بصورة محايدة لما كان يختلف عما تقوم به داعش و أخواتها ..
لم استطع مشاهدة قطع الرؤوس و الذبح الداعشي لكن قرأت عنها و وصفوها لي .. مرة أخرى أتأكد من صحة المقولة (لا يرتكب المرء الشر مثلما يرتكبه باسم الدين) استدعت الذاكرة أحداثا تاريخية بعضها يمكن ذكره و بعضها نمسك عنه ، لنتذكر بدءا من بسر بن أرطأة و مطاردته لقتلة عثمان بعد ما استتب الأمر لمعاوية ، و ذبحه لغلامي عبيد الله بن العباس أمام أمهما مما أدى لجنونها ، في سياق تلك المطاردة تم حرق محمد بن أبي بكر الصديق في جوف حمار ، و تستدعي الذاكرة معركة الحرة في عهد يزيد و استباحة المدينة و افتضاض الأبكار و قتل الصحابة … أما ذكريات مذابح العباسيين البشعة فتحتل جزءا كبيرا من تاريخنا فالسفاح (عبد الله عم الخليفة السفاح) أوغل في الذبح و قطع الرقاب و التعذيب و لا ننسى نبش القبور و جلد الموتى ، كل مراجع التاريخ تقريبا ذكرت تلك الفظائع (راجع مثلا البداية و النهاية لابن كثير) و هذا السفاح عبد الله بن علي بن عبد الله بن عباس(عم السفاح الخليفة) أباح دمشق . و ما فعلته داعش في الموصل يستدعي للذاكرة ما سنّاه لهم الأسلاف و ذلك عندما عصى أهل الموصل العباسيين فذهب إليهم يحيى أخ الخليفة أبو العباس السفاح و نقرأ في (المختصر في أخبار البشر لأبي الفداء( : [و قتل من أهلها نحو أحد عشر ألف رجل ، ثم أمر بقتل نسائهم وصبيانهم ، … و كان مع يحيى قائد معه أربعة آلاف زنجي ، فاستوقفت امرأة من الموصل يحيى، وقالت: مأنف للعربيات أن ينكحن الزنوج ، فعمل كلامها فيه وجمع الزنوج فقتلهم عن آخرههم ” … لم يشفع لهم أنهم مسلمون و قوة في جيشه ، فقط كونهم زنوج كان السيف جزاء وفائهم و لا عزاء لأهل دار فور … ونقرأ في تاريخ اليعقوبي (و قيل إنه اعترض الناس في يوم جمعة فقتل ثمانية عشر ألف إنسان من صليب العرب ثم قتل عبيدهم ومواليهم حتى أفناهم فجرت دماؤهم فغيرت ماء دجلة فلم يعرف لأهل الموصل وثوب إلى هذه الغاية ) نحر المختلف قديم موغل في القدم في تاريخنا ، قتل أهل الصليب متعة عند القوم ، ليس قتلهم فحسب بل و قتل عبيدهم و مواليهم أما نساؤهم فما أحلاهن ، يتم استبقاؤهن للنكاح بشبق و فيه متعة دنيوية مقدمة لمتعة أخروية و هي نكاح الحور هناك في الجنة كما وصف ذلك أحد شيوخ الهوس السعوديين بما يصلح كسناريو لفيلم بورنو …. نكح السبايا و بيعهن يحتل حيزا هاما من تاريخنا فمنذ أول معركة تم فيها تقسيم النساء كغنائم تصلح للوطء بالمئات ثم فيما بعد بالآلاف ظلت الطقوس المقدسة تتكرر ، فإذا كانت داعش قد أحيته فهي لم تأت أمرا إدا بل على خطى عبّدها الأسلاف بكل تقى و تعبد … كانوا بعد كل غزوة ينتظرون أن تحيض السبية الثيب لتطهر فتصبح منكوحة فينكحون و يمسدون لحاهم و يحمدون الرب على نعمائه ، أما بعضهم ممن يفوزون بالأبكار من السبايا فكانوا يقومون بالطقس النكاحي المقدس في نفس يوم انتهاء المعركة تعبيرا عن الشكر و بجلافة و بلادة حس ، فالسبية مثلها مثل الناقة لا مشاعر لها … حاشا الله فالناقة تحس بفقد وليدها فلا تقبل على الغذاء و لا تجود باللبن إلا بعد خداعها بالبو . حزن الناقة على وليدها ذكرته الخنساء في رائيتها الشهرة : قذى بعينك أم بالعين عوار :
و ما عجول على بو تطيف به …. لها حنينان إعلان و إسرار
ترتع ما رتعت حتى إذا ادكرت …. فإنما هي اقبال و ادبار
لكن لا عزاء للسبية فلن يهتم القوم بأحزانها ليصنعوا لها بوا .

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. العالم سرحان نورت الراكوبة، رجاء لا تتوقف، نتوقع الكثير المثير منك، فهل من مزيد؟

  2. يا سرحان
    لقد نجح الحكام في إستغلالنا لمدة 1400 عام .
    قد نكون مخدوعين بإسم الدين أوخادعين لأنفسنا !!
    قد نكون قارئين لبطولات وهمية أومصدقين لقصص وهمية !!
    قد نكون قارئين لتاريخ مزور أو ناقلين لتاريخ مزور !!
    ولكن وسط كل هذا الظلام هناك حقيقة بتنا ندركها جميعاَ وهي لا للدولة الدينية
    والف لا لفتوي تمس الحياة العامية
    والف الف لا لحياة بربرية
    .والف الف الف لا للعبودية
    والحروب التكفيرية
    وتصديق أشباه رجال
    تعشش في رؤوسهم رغبات جنسية وأفكار بهيمية .

  3. سرحان مصاب بعقدة الاسلاموفوبيا فهو يعتبر الاسلام مشكلته في الحياة يتضح ذلك من افتراءاته و انحيازه الاعمى و عندما يتحدث عن تنظيمات فيها كثير من الغموض وكان للمخابرات الغربية اثر في اختراقهاو ربما اكثر من ذلك , تجده يربطها ربطا مباشرا بفكر اسلامي قديم حتى لو كان ذلك الفكر مخالفا لها فقد ذكر في هذا المقال مثلا وهو يتحدث عن جماعة سلفية فيقول((كانت مصر ستكون هي أمريكا هذا الزمان لو لم يسيطر عليها الفكر المتخلف منذ انتصار الحنابلة و الأشاعرة و فكر الغزالي فيما بعد ؟)) مع العلم بان مع العلم بان هذه البلدان المذكورة لم تتراحع مكانتها و تهزم من قبل اسرائيل الا عندما حكمتها انظمة علمانية اشتراكية الفكر او راسمالية المنهج ….أعتقد أن سرحان يحهل هذه الحقائق فهو حاطب ليل!!!!

    كان من الافضل لسرحان ان يتذكر قنبلة هيروشيما و مجازر استالين و فظائع النازيين فهي اقرب عهدا و اكثر فظاعة

  4. تعليق على مداخلة ود الحاجة
    ود الحاجة مصاب بعمى البصيرة أو عمى المصلحة أو كليهما ، تأكد لي ذلك تماما من تعليقاته فمثلا تعليقه هنا لايتناول ما أثاره الكاتب من نقاط و الربط التاريخي بين داعش و ماضينا ، لم ينتقد ما كتبه الكاتب لكنه يقوم بما تقوم به المخابرات … ازدادت شكوكي بأنه جدادة الكترونية ، فالمخابرات عندما تريد تشويه مكتوب ما ، تبدأ بعبارات من نوع (الكاتب يدلس ، الكاتب مصاب بعقدة كذا و كذا ، الكاتب جهلول ، يا لك من بائس …الخ) و لا تتناول المكتوب بالنقد الرصين … اعتقد أن النقاط التي أثارها الكاتب لو قرأناها مع تفاصيل ما ذكره من قبل في سلسلته (العلمانية و الرق و المسكوت عنه) عن الغزوات و السبايا و أعدادهن و كيف أن القوم استحلوا فروجهن بعد نزول الآية (و المحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم) و كيف ظل نكاح السبايا و ذبح المختلف أمرا يتعبد به القوم حتى الخلافة العثمانية بل حتى بعد منتصف القرن العشرين و لم يستقبحه أحد من العلماء (أصحاب اللحوم المسمومة) و لا الأئمة و لا و لا .. الآن يجن جنون أمثال ود الحاجة عندما يتم إلقاء الضوء على ذلك الماضي و ذلك ناتج من أحد احتمالين أو كليهما : إما لأن الذائقة الأخلاقية تغيرت تماما و لم تعد تقبل ما كان عاديا و مقبولا و يمارس يوميا أو في كل غزوة و كان مصدر فخر ، عندها يشعر القارئ بالصدمة و لأنه لا يسعى للحقيقة لكن للحفاظ على صورة وردية مرسومة في عقله ، اجتهد في رسمها لقرون أولئك الموهومون أو أصحاب السلطان ، و الاحتمال الثاني هو عمى المصلحة الاجتماعية فمن يحس أقل إحساس بأن نسف ركائز أيديلوجيته يعني ضياع مصالحه من أموال و فارهات و قصور و جواري مثنى و ثلاث و رباع و خدم و حشم و سلطة عندها سيشتم و يحقّر و يرفس و ينطح و لو استطاع لذبح كأشقائه الداعشيين … يبدو لي أن ود الحاجة من حراس الأيديولوجية التي ربما تختلف في الشكل لكن جوهرها داعشي بدون أدنى شك ، ربما لا يمتلك القصور لكنه يدافع عنهم و المرء مع من يدافع عنه … واصل في عملك يا ود الحاجة و نتمنى أن يكون (عدادك) مجزيا ….

  5. الأخ نور:
    تقول “اذا أردتم محاكمة اتباع الاديان و المذاهب فلنحاكم الجميع” .

    لا أحد من المعلقين ولا الكاتب يريد محاكمة اتباع الاديان ؛ فقط يريدون أن يتحرر الإنسان من قهر الأديان . كل الأديان . ولا شك أنك توافقهم بقوة فيما يختص برفضهم قهر جميع الأديان إلا الدين الإسلامي الذي لا ترى أنه يقهر الإنسان ، لكنهم يرون أنه مثل غيره وفقا لحقائق التاريخ والتي بدأت داعش وبوكوحرام وغيرهما إحياءها من جديد !

    فقد تحررت جميع الأمم من قهر الأديان إلا الدول العربية وإيران وبعض الدول الأفريقية. ولم يحاكم أحد اتباع الأديان في تلك الأمم المتحررة … كل له دينه يخصه .. فتقدمت تلك الأمم وتخلفت الإسلامية تحت شبكة الحديد الثقيلة التي يرزحون تحتها . يريد ود الحاجة وداعش وبوكو حرام تثبيت الشبكة وتثقيلها وسن نصالها ؛ ويريد أبو غفران وأحمد والسمكري وعابدين وقاسم أن يخلصوا المخبوتين تحتها ويحرروهم من القهر والإستعباد والخوف .

  6. نحنا للاسف بعد ما اشتغل فينا اعلام الاسلاميين و رجال الدين و الدجالين و الكهنةبكل اشكالهم بقينا مبرمجين بكمية من الكضب و الدجل عجيبة. كل البتسوي فيهو داعش دابتدرس في دروس الفقه و بتقال في خطب الجمعة و بفتخروا بيهو. كان القتل على اساس الدين او السبي و اذلال النساء و بيع الاطفال و اقبح من كده كلو في التاريخ موجوووود لكن لو عمولوا زول تاني يبقى جريمة. حقو نخلي الدجل و الكضب دا يمكن نبقا ناس. على الاقل الناس تعترف انو الحاجات باخلاق الزمن دا شينة و ما بتصلح

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..