يا …شارع السودان ..أما تهيأ الميدان ؟ا

يا …شارع السودان ..أما تهيأ الميدان ؟
محمد عبد الله برقاوي..
[email protected]..
المجد للألاف تهدر في الشوارع كالسيول ..يدك زاحفها قلاع الكبت والظلم الطويل …
انني أؤمن بالشعب حبيبي وابي…وبابنائي بلادي البسطاء الذين انحصروا في ساحة المجد فزدنا عددا.
وبابناء بلادي الشرفاء الذين اقتحموا النار وصاروا في يد الشعب مشاعل.
.وبابناء بلادي الشهداء الذين احتقروا الموت وعاشوا ابدا..
مرحبا اكتوبر الأخضر مرحا .. قد ترقبناك اعواما عجافا
نحن قد لقيناك وجرحا…مثلما يلتمس الغرقي الضفافا
يا أخي من ها هنا نحن بدأنا ..وتحدينا الطغاة الغاصبينا
لست منا ان تكن تمشي الهوينا ..فظلام الليل يطوي الخائفينا..
بلا .. وانجلي..
ياشعبا لهبك ثوريتك ..تلقي مرادك والفي نيتك..
ماك هوين سهل قيادك
سيد نفسك مين اسيادك..
هل حقا نسينا تلك الاناشيد الأكتوبرية ..والأبريلية .. وجفت في الحلوق وهي التي طالما صدحت بها القلوب قبل الحناجر ..ورددتها اصداء الزمان وبقيت تحدث عن ملاحم هذا الشعب الذي انتفض في اكتوبر عام 64 من القرن الماضي..لا لشي الا من أجل تحقيق ذاته المتمثلة في حريته السياسية في اختيار من يتولي حكمه ..لم يكن الشعب جائعا في ذلك الوقت ولم يعرف عن طغمة الراحل عبود انهم اثروا من مال الشعب ..فخرج جنرالاته الي سكناتهم وعاشوا فيها وماتوا وهم علي كفاف العيش ..
ثم عشنا مرحلة اخفاق شعاع الديمقراطية الثانية التي ما لبثت ان لحقت بأختها الكبري ما بعد الأستقلال وحتي انقلاب 1958 ..جراء حركة مايو69 التي بدأت شرقية الملامح وانتهت بخلافة المشير نميري التي رفعه فيها ( أخوان البنية ) الي عيون الشمس باجنحة الشمع فذابت مع احلامه ..وسقط في ابريل 85..بانتفاضة كانت بمثابة القبضة وهي تحطم عصا النظام التي كان سوس الظلم والطغيان قد هيأها للانكسار..ورفع سدنته راية الأستسلام حيال انكشاف ظهرهم..وهروب جماهيرهم علي قلتها من حولهم..فسجدوا.. كالمريب اذ قال خذوني ..
بالطبع لسنا في حوجة للخوض في تفاصيل كل المراحل ..التي مرت بها بلادنا من تعثر الديمقراطية في مطبات المصالح الذاتية وسقوطها لثلاث مرات في فخاخ النظم العسكرية التي تلحس مبررات وثوبها الي السلطة قبل ان يجف مدادها.. مثلما هو مطلوب منا الآن في تحد ان نلحس كوعنا كي نحرر انفسنا من نمط هو غريب منها ..
لكننا نتساءل..وقد مر ساسة احزابنا الدائمون بكل تلك الدروس التي يمكن ان يتعلم منها حتي ( قرود السيرك ) ان هي اخضعت للتدرب عليها….
وهانحن الآن أمام محك مفصلي وقد ذقنا من هذا النظام المتسلط باسم الدين ..وادعاء التفويض السماوي كل الوان الكبت والذل والجوع والفساد .وتغول شذاذ الآفاق وأنصاف المتعلمين علي مراكز العلماء والفقهاء والمبدعين في كافة مجالات الحياة..بل وقد اجتمعت الأن علي حواف الشوارع اضعاف الأسباب التي قادت الي ثورة اكتوبر وفاقت دوافع ثورة ابريل مرات ومرات.. فماذا ننتظر ..وقد وصلت الامور ذروة سنامها ..بان وضع النظام الذي لايملك ذلك الحق رقعة الوطن أمام من لايستحق ليتقاسماها في غمرة مساوماتهما التي لن تنتهي الا بالوبال علي بقية ارضنا وانسجام تركيبتنا وفرادة تنوعنا وسماحة عقيدتنا و في مقدورها ان تسعنا جميعا ان هم رحلوا عنا وتركونا نقرر كيف نقتسم فيها عيشنا وفق التراضي..لا بالتناحر ولا بالتقاضي ..في محاكم لاهاي والتي احتكمنا اليها ونحن شعب واحد في ظاهرة ربما هي الاولي التي تطرح علي منضدتها…فضلا عن خجلنا من كون رئيس دولتنا ربما أول حاكم مطارد من العدالة الدولية وهو لا زال في سدة الحكم بالقدر الذي يعيق من تحركاته.و.خوفا من همسات تعقب خطواته ..لايستنكف من المساومة بغالي الوطن ونفيس كرامة مواطنيه ليظل يحكم وفق عقلية لم تعد تساير طموحات هذا الشعب الذي علم الشعوب كيف تقلب الطاولة علي رؤوس جلاديها وتطيح زفرتها بعيدا باطناب خيمة الظلم ..والفساد..
وهاهو الطل يتقطر علي ارض تونس من علياء دموع فرحة شعبها حرية تزيد من خضرتها لتزيح عنها غمامات وعتمة الأمس البغيض وتفتح امام اعين شبابها افاقا لتحقيق الذات..
وأخت بلادنا مصر هاهي تغسل وجهها أخيرا من نعاس السنين وراء حواجز الخوف وتنشّط أطرافها من خدر الخنوع وتنتعش برحيق الشباب الدافق من شلالات المنعة والاصرار وترقص حرة في ميادين مجدها..
والحبل مدود علي الجرار ينبيء بالالتفاف قريبا علي أكثر من رقبة علي مشانق الشعوب التي نسجته من خيوط الصبر الطويل في غير مكان..
فهل يأتي ابريل القادم ويجد السودان غير سودان اليوم ..ونحن نري سدنة النظام .لازالوا يحلمون و يخططون لامتداد بقائهم الذي جاوز العقدين من الزمان مرتفعا علي جماجم المخدوعين ببنات الحور..والخانعين جراء الجوع والرهق وراء اللقمة المرة والدوران في دوخة الأحباط . اليومي.والمشتتين في دروب النزوح واللجؤ.. المكلومين ..في فلذات اكبادهم …وقبلا في ضياع وطنهم ..والقانطين من أمل في قيادات احزاب لازالت تراهن علي اصلاح نظام تجاوزه زمان الاصلاح ؟ وهويماحك و يلعب علي ورقة اطالة عمره باحراقهم في مسارات الفرقة واغراءات شيل ( جنازة البحر معه )؟؟؟ وتقاسم الخيبة ولعنات الناس تودعه الي هاوية الجحيم..
الم يحن الوقت لنتجاوز كل تلك القيادات المحنطة في زوايا دروبنا ؟؟؟..وحواء السودان ولادة…ونفعل كما فعل شباب مصر الذين تسيدوا الساحة وهو يملون علي الساسة الكبار ما أرادوا فجعلوهم مجرد مراسلات يركضون بينهم و بين اروقة الحكم الباحث عن مخرج .. بل وقد استمالوا حتي قبضة جيش مصر القوي الي ناحيتهم فجعلوه حاميا بل خادما لثورتهم يأتمر بامرهم ويضرب لهم تعظيم سلام..!!!
الا نتحرك وما زال أهل النظام الفاسد والحزب الحاقد يتوعدون ويهددون ويسخرون من شعبنا الشامخ تارة بالتحدي وتارة بالاستخفاف واصفين اياه بكل نعوت التقزيم ..فظنوا صمته من قبيل خوف النمل من سحق اقدام جنوده!!!..
..الا تتذكر عيون شعبنا التي انحبست امام الشاشات لشهر كامل وهي تشهد تشكل صورة الملحمة الكبري في تونس..و تتبع ريشة الشباب المصري علي مدى. اسبوعين وهي ترسم صورة الغد الاتي لأم الدنيا ..
لتنظر من جديد في جنبات الشارع العريض . وهي تستعيد من شريط ذكريات أكتوبر ..وابريل صورا تتراقص مع اصداء الاناشيد التي تدق بعنف علي بوابات اللحظة وتنتفض خلف حوائط الانكسار..تستحث شارعنا المليء بالاحزان التي تلف شبابا لطالما ذاق من هذا النظام التهميش والهوان..وتتساءل معنا اما ان الاوان لينطلق الهتاف من الحناجر المغصوصة بعد ان ظل حبيسا لسنوات جد عجاف… ؟؟؟
هو سؤال تحرضه في تلك العيون خارطة البلاد وقد تشظت فعلا ويحركه الخوف مما يتراءي لها من خلال ضباب القادم الأسواء. في ظل نظام يقول في اصرار غبي وعناد أحمق انا لاأشبه الاخرين الذين اسقطهم الظلم. العادي.فانا احكمكم بامر السماء شئتم أم أبيتم. فظلمي متفرد.. ومن بعدي الطوفان..
فما ردكم يا أسود ..وحرائر .. وأشبال السودان.. ؟؟
والله من وراء القصد…وهو المستعان…
الشعوب الفقيرة فى الثورات على رداءة الحياة هى المعنية بالتغيير
الشعوب الغنية فى الثورات…لاتريد تغيير الوجوه والنظام تريد تغيير
من سيتولى الامر بعد التنحى الذى سيتحقق خلال 4 ساعات….
كما أن الشارع محجم..عن الغضب…لأن ادراك الفساد واستيعابه نخبوى..
ومعظم المراقبون يعتقدون ان نافع على نافع…وهارون…وسبدرات اذا اردت
والدقير….زواج مسيار جلب العار للانقاذ…يمكن ان يقع الطلاق…كما اراد العشائر فى الاردن التخلص من الفساد فى شخص الملكة رانيا….
عمر البشير لايحسن ادارة اى ازمة…الا بالالتفاف…والقفز الى أعلى…بما يزيد حنق واحتقان النخب….وبما يزيد جماهيرته…وسط…الطرفيون البسطاء…كودبلد…
لانريد ثورة على النظام نريد ثورة على ترييف النخب…وتزييف الاخلاق…لمصلحة الكرسى القريب من الرب. ونريد ثورة على بناء ورثة من القوى الشبابية الجديدة
همها الاوحد العدالة…والنزاهة…والحرية….ولاتكون فى الجمهورية الثالثة سلطة سوى سلطة الشعب(الشاب).وليس الهرم.
الميدان مرشوش وجاهز
حفظك الله ورعاك يا برقاوى كلامك يحرك الجبل
الشعب لم يستكن ولم ينزوي ولكنه في حالة بيات شتوي وفي انتظار نزول أول قطرة دم في الشارع مكا البيات الشتوي عند الضفادع تبيت شتاءها وتنق مع أول قطرة ماء من السماء فالشباب هو وقود الثورة القادمة وهو قائدها وهو مخططها وحارسها حتى تأتي أكلها ولا يسرقها المتطفلين والمتسلقين فإذا هب الشباب وجدت إلى جنبه الاهل والاباء والامهات وهم رمح الثورة وحداتها وكلما سال دم نبتت منه زهرات الثورة ولكما سقط شهيد خلف مكانه آخرون وليس ذلك ببعيد فقد بدأت الثورة المصرية ب 150 شابا فقط ولكنهم كانوا كالماغنطيس يجذب إليه كل يوم مزيد من الجماهير