منهج المؤتمر الوطنى هو ” اذابة ” قضايا الهامش لا حلها !

محمد بشير ابونمو
قد لا يختلف اثنان فى ان القضايا المعقدة التى اقعدت السودان وادخلته فى دوامة الحروب وعدم الاستقرار منذ نيل استقلاله و حتى الآن هى قضايا التهميش ، وذلك بدءً من مشكلة الجنوب التى ادت الى فصله الآن وحروبات دار فور وامتداداتها المستعرة فى جبال النوبة والنيل الازرق وحتى شرق السودان والذى يعيش الآن ما يشبه الهدنة ، او الهدوء الذى يسبق العاصفة .ولكن قد يتساءل البعض ويقول لماذا اصبحت قضايا التهميش اكثر الحاحا وتعقيدا وانفجارا فى عهد الانقاذ وليس قبله ؟ الاجابة فى تقديرى المتواضع هى ان الشعور بالتهميش والوعى به وحتى ردة الفعل ، يرتبط ارتباطا وثيقا بالوعى العام للناس بشكل طردى ، وهذا الوعى يتقدم بمرور الزمن بفعل التعليم والتفاعل مع المحيط الخارجى القريب والبعيد من خلال وسائل الاتصال المختلفة فى هذا العالم المتغيير هذا من جانب ، ومن الجانب الآخر فان العامل الاقتصادى له ايضا دوره ، وخاصة ندرة الموارد الاقتصادية وانعدام التنمية وشعور البعض (اهل الهامش) ان حتى هذه الموارد المحدودة يستفيد منها عبر التاريخ ، فقط اناس محدودين فى مناطق محددة فى السودان دون غيرهم .
اذن ظلامات التهميش هى نتاج تراكمى لاهمال النخب السياسية الحاكمة فى المركز ابتداءً من الذين ورثوا الحكم من المستعمر وانتهاءً بحكومات الانقاذ المستمرة منذ عام 1989 وحتى هذه اللحظة . غير حصته فى المسئولية التاريخية “التراكمية ” فان نظام الانقاذ يتحمل افرازات التهميش بشكله الصارخ الحالى ، بدرجة اكبر نتيجة لسوء ادارته لهذا الملف الخطير ، وذلك بتغييب الحكمة السياسية فى التعامل مع المعارضين (المهمشين) ، الامر الذى اوصله الى الصدام المباشر معهم ، ومن ثم انسداد افق الحوار السلمى الجاد مع هؤلاء لغرض ازالة الصدام فى مهده ومن ثم العمل على معالجة القضايا بشكل نهائى ، فبرزت عوضا عن ذلك فى الساحة السياسية ، ومن اعلى رموز السلطة ادبيات عقيمة تنادى بالصدام المباشر ، (جبناها بالسلاح والعايز يشيلها يشيلها بالسلاح …الزارعنا غير الله يقلعنا ، ..لحس الكوع … ) وما الى ذلك من الاساليب والعبارات السوقية الصادمة ، وذلك بدل الحوار الهادف الذى يؤدى الى حل قضايا التهميش بشكل عادل و يلبى تطلعات شعوب هذه المناطق ويجنب البلاد ويلات الحروب .
فى كل الاتفاقات التى وقعه حزب المؤتمر الوطنى مع كل الاطراف على كثرتها ، فان الحزب يوقع الاتفاق ليس لحل القضية او القضايا موضوع الاتفاق ، ولكن دائما التوقيع يتم من جانب الحزب لضرورات وتحديات امنية آنية ، من غير اعتراف حقيقى بقضية الطرف الآخر ، على ان يتم “اذابة ” القضية واحتواء اطرافه او “تطفيشهم” حسب الحالة فى مراحل تنفيذ الاتفاق . اصعب شئ فى قضية سياسية ان يتم توقيع اتفاق سياسى مع طرف لا يؤمن فى قرارة نفسه ان للطرف الآخر قضية حقيقية ، وان توقيعه ليس باعتراف وقناعة بالقضية السياسية الوطنية ، بقدر ما يتم توقيع الاتفاق لظروف ضاغطة مفروضة عليه . لفهم هذا النهج من عقلية المؤتمر الوطنى يمكن الرجوع الى فقرة من تنوير السيد ادريس عبدالقادر كبير مفاوضى حكومة المؤتمر الوطنى عند عودته قبل اسابيع من اديس اباابا بعد توقيع “الاتفاق الاطارى” المنهار مع حكومة الجنوب ، حيث قال : (عندما تعالج القضايا الأمنية بين الخرطوم وجوبا فلن تكون هنالك حاجة للحديث عن الوضع الإنساني في جنوب كردفان والنيل الأزرق. ووقتئذ يضيع المتمردون في سوق الملح كما ضاع من قبلهم كثيرون ابان التوقيع على نيفاشا) .
باختصار فان السيد كبير مفاوضى الحكومة يعتقد انه بحل الاشكالات الامنية العالقة بين دولتى السودان سوف تضيع قضايا المهمشين وتذوب هذه القضايا كفص الملح ، وكأن “المتمردون” هم اطفال مشاغبون ينفض سامرهم بمجرد سماعهم لصيحة زاجرة من ولى الامر !
هذا الحديث يعبر عن ازمة المركز ونظرته الضيقة لقضايا الهامش ، لان هولاء يعتقدون ان نخبة المركز بتكوينهم العرقى هم المالكون لزمام امور الحكم فى السودان بالوراثة منذ استقلاله وما اهل الهامش الا تبع لهذا المركز ، يقرر فى قضاياهم حسب رؤيته القاصرة لا رؤية اهل الهامش او كل السودان بمكوناته المختلفة ، وبالتالى يصبح القرار السياسى والاقتصادى والاجتماعى والثقافى ، قرار احادى يخضع فقط لرغبة ومزاج قلة من عصبة متحكمة ومتوارثة . هذا الاختلال الهيكلى للقرار السياسى لا يستقيم الا بتغير الفهم والتكوين البنائى للمركز حيث يصبح المركز مركزا للقرار القومى الممثل لكل اهل السودان بالتراضى المؤسسى الذى يضمن تصعيد الحاكم لكفاءته وللتفويض الشعبى الذى يناله من اهل السودان كافة وليس لعرقيته او قبيلته او ديانته ، فحينها يأتى ابوآمنة من شرق السودان وآدومة من غرب السودان وعقار وتيا من جنوبه وسيد احمد من شماله ووسطه لحكم السودان فى مركزه فى الخرطوم فى تسلسل تراتيبى سلس ، وعندما ينتهى دورته يذهب الى حيث اتى ليمارس بقية حياته مواطنا عاديا ، كامثال آل بوش عندما غادروا البيت الابيض فى واشنطن الى مزارعهم فى تكساس دون اى اعتراض على اوباما الاسود الذى اتى بالتفويض الشعبى لاخذ موقعه فى واشنطن من مدينته النائية ، وهكذا دواليك .
محمد بشير ابونمو
[email][email protected][/email]
هل يمكن أن يدوب حجر الظلط في كوب ماء؟ لا أعتقد … عشان كده التصحيح واجب لو وجدت الفكرة أم عدمها من جميع الجوانب بالموقف الآن قد تغير حيث لا يمكن أن يكون السودان بمساحاته الشاسعة يعج بالمشاكل على مر الزمن بدون وضع النهاية المرضية المقبولة لجميع أطرافه من مواطنين عاديين قبل حدوث النهاية المحزنة كما قال ترباس !!! صوت العقل و المعقول دائماً جميل و ليس هنالك أجمل من الشعب السوداني بين شعوب العالم بدون تحيز ( على الأقل من الناحية الإنسانية و صلة الأرحام) أعقلوها و توكلوا … ضموا الجميع تحت مظلة و شعار السودان الواحد .. كونوا سباقين بالفكرة الجميلة المآل في كل الأحوال إنتبهوا ايها السادة السودان مستهدف من الصهيونية العالمية توحدوا و كثفوا أمن الخرطوم و بقية مدن السودان على كل غريب (الإستخبارات الصهيونية عينها زي الريال أب عشرين في السودان بلا شك نشطة الآن!!!) – أتركوا الصراعات البينية الضيقة من أجل سلامة السودان الكبير المستهدف من زمان لعدة اسباب توهجت الآن حسب معطيات إنفصال الجنوب و الأزمات التي سيمر بها العالم في الياه و غيره خلال أقل من عشر سنوات – تيقظوا و إتحدوا – فالكفن ليس له جيوب و تظل الرض و الإنسان هما الأسمى و البقاء لله فكل نفس مآلها الموت و الحساب إتقوا الله في أنفسكم و شعوبكم شمالاً و جنوباً يا أخوان اللهم إني قد بلغت فاشهد – قبل أن يكون على السودان السلام بفقده للسلام (قال إتفاقية سلام!!!؟)، تيقظوا الموقف أكبر و السلام .
الاستاذ/ محمد بشير كلام فى الصميم هذا الذى يكتبه أخونا المعلق أحمد البقارى فى تعليقاته النادرة فى الراكوبة
هذا المؤسسة لاتتفق على حل مشاكل التهميش بل فى تكريس بقا التهميش عندما يقول العتبانى إدعاء البعض للتهميش يعنى جعلوه إدعاء فقط ليس التهميش حقيقة فى قاموس المؤسسة الحاكمة فى الخرطوم بإسم المركز هذا نهب ثروات وثقافات التهميش بمنهج منظم من المركز النظرة الضيقة لهؤلاء هى هذا المهمش لايستحق أن يتطور أو يعيش كريما أبدا بل نجعله على أطراف المدينة دون وظيفة أو خدمات من تعليم وصحة أصبحنا نخاف من تغير فى نتائج الاختبار على الشهادة السودانية كما زورو الانتخابات لانأمنهم أبدا أنهم كذلك يهمشوننا بتزوير شهادة التعليم حتى لاندخل أبنائنا كليات محترمة والتهميش من أزل تاريخ السودان الحديث المهمش ظل مهمش ومبعد عن موقع القرار فى كل المجالات لم يتطور شبر واحد رغم علمه ومعرفته بما يدور من حوله فى شؤن بلده والتهميش ليس وليد الانقاذ بل بداء من كل الاحزاب والحكومات التى حمكت حتى يومنا هذا . وكركاتير جد معبر ما نحن عليه اليوم
اجمل مافي الامر الكاريكاتير
ضاع الشعب المسكين بين دب القضائية الضخم ودب الحكومة المنتفخ.
حتى الوجوه تشبه وجوه الكيزان فعلا
الاخ الكريم محمد ابونمو والله مقالك اصاب كبد الحقيقة وابان واقع الحال خصوصا فيما يتعلق بالاتفاقيات التي لا تبرم ولا يتم التوقيع عليها الا بهدف وضع الطرف الآخر في الجيب كما يقال ويظل هكذا الى ان يتم تذويبه ومسخه تماما او يقضي الله في شأنه امرا كان مفعولا، ودونك المستشار اركو مناوي الذي دخل قصر الحكم وتخرج منه بعد ان اجاد مهارة قراءة الصحف واصبح مدمنا على شرب الشاي ولم يتنازل حتى حارس القصر لاستشارته ولو في امور تبعد عن السياسة مائة سنة ضوئية.
الاخ الكريم محمد ابونمو والله مقالك اصاب كبد الحقيقة وابان واقع الحال خصوصا فيما يتعلق بالاتفاقيات التي لا تبرم ولا يتم التوقيع عليها الا بهدف وضع الطرف الآخر في الجيب كما يقال ويظل هكذا الى ان يتم تذويبه ومسخه تماما او يقضي الله في شأنه امرا كان مفعولا، ودونك المستشار اركو مناوي الذي دخل قصر الحكم وتخرج منه بعد ان اجاد مهارة قراءة الصحف واصبح مدمنا على شرب الشاي ولم يتنازل حتى حارس القصر لاستشارته ولو في امور تبعد عن السياسة مائة سنة ضوئية.
التهميش شمل ايضا الخدمة المدنية والعسكرية والدليل عند المنتسبين من عامة الشعب السوداني الي اي موقع من مواقع العمل بالسودان الذين لا بنتمون البهم
كهذا المقال نريد من ثوار الهامش وطليعته أن يكون لهم فكر وتنظير فكما يقال النضال بلا فكر بلطجة والتنظير بلا نضال سفسطة، وأولى عتبات هذا التنظير هو التأكيد على حقيقة وجود تهميش بحق مجموعات واسعة من مكونات السودان والعلاج يكون كما قال كاتب المقال (…حيث يصبح المركز مركزا للقرار القومى الممثل لكل اهل السودان بالتراضى المؤسسى…) وليس بردة فعل تهمش آخرين وتعيد انتاج الأزمة. ولن ينصلح الحال طبعاً باجراءات سياسية بل لا بد من اصلاحات اقتصادية تجعل هناك توازن بين كل أطراف السودان من حيث التمتع بالتنمية والخدمات التي تصب مباشرة في رفع الوعي وزيادة التعليم لدى أهل الهامش مما يعني اندماجهم في الطبقات الوسطى وقدرتهم على التنافس في كل مفاصل الدولة ونيل فرصتهم في إدارة البلد.
(فى كل الاتفاقات التى وقعه حزب المؤتمر الوطنى مع كل الاطراف على كثرتها ، فان الحزب يوقع الاتفاق ليس لحل القضية او القضايا موضوع الاتفاق ، ولكن دائما التوقيع يتم من جانب الحزب لضرورات وتحديات امنية آنية ، من غير اعتراف حقيقى بقضية الطرف الآخر ، على ان يتم “اذابة ” القضية واحتواء اطرافه او “تطفيشهم” حسب الحالة فى مراحل تنفيذ الاتفاق . اصعب شئ فى قضية سياسية ان يتم توقيع اتفاق سياسى مع طرف لا يؤمن فى قرارة نفسه ان للطرف الآخر قضية حقيقية ، وان توقيعه ليس باعتراف وقناعة بالقضية السياسية الوطنية ، بقدر ما يتم توقيع الاتفاق لظروف ضاغطة مفروضة عليه ) وصف دقيق لعقلية هؤلاء الحكام فهم يعملون بنظرية رزق اليوم باليوم وباكر يحلها الف حلال وبذلك اضاعوا فرصة ذهبية لحكم السودان …….. اعتقد اننا اذا واصلنا في تحليل وتقييم امورنا بهذه الطريقة سنجد ما يخرجنا من هذا النفق