في موسم الهجرة إلى الله

درج عدد من قيادات الحركة الإسلامية، على إطلاق تصريحات مستفزة، ومقززة، ومنفرة، إحيانا كثيرة في وجه أبناء شعبنا الأبيّ، وتأتي هذه التصريحات للأسف الشديد بنبرة عالية من الإستعلاء والمكابرة، ومجافية للواقع المعاش، وكأن هؤلاء القوم يعيشون بعيداً عنا، وكأن شعبنا العظيم لا يعرف حيثياتهم وملكاتهم الفكرية ومقدراتهم العلمية والعملانية.

من نافلة القول يمكننا الجزم بأننا نعيش حقاً، في عصر من الإنحطاط الفكري، والسياسي، والإقتصادي والثقافي، والإجتماعي، منذ قدوم هؤلاء القوم أصحاب الشعارات الجوفاء، والتصور الفكري العقيم والعديم الفائدة، والقيمة الحقيقة في تأسيس دولة مكتملة الأركان. أنه حقاً زمن الخيبة، والزل والعار، وإلا لما حكمنا هؤلاء القوم، 25 عاماً حسوماً، منذ عشية الثلاثين من يونيو الأسود عام 1989م.
ما دعاني للتعليق على ذلك ، بؤس التصريحات العنترية، والفارغة المحتوى والمضمون، هو تصريح ما يسمى بالأمين العام للحركة الإسلامية المقبورة، المرتبطة بالنظام، وحزبه الحاكم الزبير أحمد الحسن التي أكد خلالها “أن الحركة ستعمل على تطوير أدائها ب”الهجرة إلى الله “.

” والله عفارم عليك ياجدع” زي ما بقول أخوتنا في شمال الوادي، لماذا لم تهاجروا إلى الله طوال فترة حكمكم، في الحقيقة هجرتكم لم تكن خالصة لوجه الله ورسوله الكريم، بل كانت هجرتكم لدينا تصيبونها، وإمرأة تنكحونها، أيام إشعالكم للمحرقة في الجنوب، التي راح ضيحتها شباب في ريعان الشباب، جراء الحرب ذات الصبغة الدينية في العهد الزاهر، كل من لم يمت في تلك الحرب، جاء حاملاً غنائم الجاه والسلطان، بسبب ذلك تم تخريب المؤسسات التعليمية والصحية والخدمة العامة، من أجل حملة مباخر الحرب، وقودها من طلاب السلطة لكي ينالوا أعلى المناصب العامة تحت شعار ” أرمي قدام ظهرك مأمن” وقد كان قطف هؤلاء ثمار الحرب، وتمرغ الأمراء، والمجاهدين، والدبابين، والأنصار وأصحاب السبق، والمؤلفة قلوبهم، في نعيم الدنيا وتزوجوا مثنى وثلاث وأسسوا الشركات الخاصة التي تعمل في مجال الإستيراد والتصدير، ما يطيب لها من الخيرات دون حسب أو رقيب، لا ضرائب، ولا رسوم زكاة، ولا جمارك، وتركوا لبقية الشعب السوداني الفضل التسول من فتات الموائد.

أين كنتم حينما تم تشريد مئات الألوف من الخدمة المدنية؟ ومثلهم من الخدمة العسكرية ( القوات المسلحة والشرطة وأجهزة الأمن)، بحجة سد الثغور وأن هؤلاء معوقين للمسيرة القاصدة ودولة الخلافة التي كنتم تريدون إقامها في بلادنا، لكن قدرة الله في الخلق فضحت زيف الشعارات والتصورات وقصور منهجكم الفكري في التعامل مع إدارة دولة بحجم السودان متعدد الأعراق والثقافات.

ياشيخ الزبير، إذا كان ما تقوله صحيحاً، لماذا عندما كنت وزيراً للمالية، أستفتيت هيئة علماء السودان والبرلمان في إجازة الربا في القروض الخارجية؟ ألم تقل بعظمة لسانك في البرلمان الكرتوني فيما معناه ” والله من أكل الرباء كأن الواحد أكلك لحمة جيفة” أين مخافة الله هنا؟ أم هي المزايدة الرخيصة، من أجل كسب ود الهتيفة والرجرجة، ودهماء القوم، بأن هناك مازال أناس قابضون على الجمر، (ويخافون يوماً كان شره مستطيراً).

إين مخافة الله ورسوله؟ من تخريب المؤسسات العامة، والمشاريع الزراعية، والصناعية، وغيرها الكثير، أين كنتم عندما إبادة ثلاثمائة ألف في إقليم دارفور الحبيب؟ إضافة إلى موجات النزوح والتهجير القسري وحرق القرى والإغتصابات الجماعية. مأريك فيما يدور من رحى الحرب في جنوب كردفان وجنوب النيل الإزرق؟ وموجة القتل المتعمد والتدمير الممنهج؟، وتغيير طبيعة المنطقة السكانية؟ هل هي أيضاً حرب من شعاراتكم الجوفاء “تبتقي رفع اللواء” .

لماذا أقدمتم على قتل المئات من الأبرياء، من شهداء هبة سبتمبر في العام 2013م؟ وقبلهم ضحايا السدود والخدمة الإلزامية، لقد حرم الله تعالى قتل النفس البرئية بغير حق. أنتم ياشيخنا تشترون بآيات الله ثمناً قليلاً، وقد كان وشهد الناس كل الناس، جميعاً ما مدى الإنحراف في تطبيق المنهج الرباني الذي تدعون تطبيقه.

أين الوازع الدينى ومخافة الله في النهب والفساد؟ والتعدي على الأموال العامة والخاصة. والسرقة جهاراً نهاراً؟ لم يسلم منها، كل القيادات الإسلامية المعروفة إلى أصغر مجاهد من طلائع الحركة ينتظر دوره في الكيكة، ما رأيك في إغتصاب الأطفال في المدراس؟ وظاهرة العنصرية والقبيلة؟ وهي البطاقة المعروفة لدخول النادي السياسي؟ والتفكك الأسري ؟ والإنحلال الإخلاقي؟ والإطفال فاقدي النسب الذين ضاقت بهم دور الإيواء المعروفة؟ هل هذا له سند في الدين عندكم؟.
يا شيخ الزبير، أين ذهبت عائدات البترول؟ التي تقول التقديرات الأولية لها بأنها 70 مليار دولار وهناك تقديرات اخرى تقول 100 مليار دولار إلخ! . كل هذه وتلك من الأسئلة تظل معلقة في أعناقكم كإسلاميين.

إن كان هنالك من قول أو نصيحة، نقدمها لقادة للحركة الإسلامية المقبورة، عليهم أولاً أن يتوبوا توبة نصوحة لوجه الله، وأن يردوا المظالم التي إغترفوها إلى أهلها، وأن ينصفوا الضحايا منذ إستيلائهم على السلطة، وحتى الآن، وأن يسلموا الأمانة للشعب السوداني، وأن يمؤمنوا إيمان كامل غير منقوص، بأن رؤيتهم ومنهجهم، الذي كان ينادون به سنينا طويلاً في إدارة الدولة، وإقامة مجتمع الفضيلة، قد فشل فشلاً زريعاً، بعد حصاد الهشيم وذهاب أشواق الإسلامين، في الحكم إدراج الرياح، بعد أن إنفصال نصف البلاد، والنصف الأخر، تدور فيه رحى الحروب المتنقلة، والموت المجاني، لذا عليكم أن تتواضعوا وأن تنتظروا الله” ” في الكريبة ” إبتغاء المحاكمة والقصاص العادل، لما إرتكبتموه خلال سنين حكمكم الجائر.

وعليه يا شيخ الزبير وأصحابك الميامين أن تنتظروا مصيركم المحتوم، وثورة الجياع التي سوف تقتلعكم من الجذور، ترونها بعيدا ونراها قريبة.
في الختام التحية لشهداء إنتفاضة سبتمبر الأخيرة في العام 2013م، في ذكراهم الأولى، التي تطل علينا في هذا الشهر الكريم، الذين قدموا أرواحهم رخيصة، فداء لهذا الوطن الغالي، والشفاء العاجل للجرحي والمصابين، وأن يفك أسرى المعتلقين في السجون وبيوت الأشباح.
وأخر القول: “أنهض يا شعبي مثل طائر الفينيق من فوق الركام”.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يا جماعة المهاجرين ما تخمونا ساكت. أول حاجة أرفعوا شعار نحن الكيزان سارقوا الحكومة من الشعب نرد المظالم الى أهلها و نرد الحكومة الى أهلها. نحن الكيزان سارقوا قوت الشعب نرد الأموال الى أهلها الى خزينة الدولة و فى هذا نبدأ بالمجاهدين و الدبابين الآتية اسماؤهم
    1)عوض الجاز
    (2)اسامة عبدالله
    (3)أخوان الرئيس البشير
    (4)علي كرتي
    (5)ابراهيم احمد عمر
    (6)علي عثمان طه
    (7)نافع علي نافع
    (8)كمال عبد اللطيف
    (9)عبد الرحيم محمد حسين
    (10)عبدالحليم المتعافي
    (11)قطبي المهدي
    (12)وداد بابكر عمر
    (13)جمال وعبدالعزيز عثمان
    (14)عبدالرحيم حمدي
    (15)جمال الوالي
    (16) امين حسن عمر
    (17)عبدالباسط حمزة
    (18)علي محمود
    (19)بكري حسن صالح
    (20)عبد الرحمن الخضر
    (21) اليسع عثمان و أخوانه
    (22) بدر الدين محمود

    هذه القائمة المبدئية. بعد دلك ممكن نصدق … غير كدا ألعبوا غيرها.

    *** نحتفظ بباقى القوائم و سوف يتم النشر تباعاً حسب تجاوب المهاجرين معانا*****

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..