حول الزندقة والإلحاد في الاسلام

حول الزندقة والإلحاد في الاسلام (1-5)
فتك أبو جعفر المنصور بأبي مسلم الخرساني الذي كان له أعظم الفضل في أن كسب خرسان إلى جانب بني العباس ؛ فمنذ أن كان أبو جعفر المنصور ولياً للعهد في أيام أخيه أبي العباس السفاح ، كان بين أبي جعفر وأبي مسلم كراهية وازدراء. فقتله بعد أن اصبح خليفة بعد موت أخيه السفاح.
ارتكزت الدولة العباسية على تأييد جبهة فارسية في خراسان يقودها أبو مسلم ولكن الحكم العباسي انقلب على مؤيده أبي مسلم فقتله ، مما نتج عنه صراع سياسي بعيدا عن العقلانية وقد أشار اليه د. زكى نجيب محمود في كتابه: المعقول والامعقول ـ في تراثنا الفكري باللامعقول. ردود الفعل من الفرس لقتل الخرساني كانت مقاومة ثقافية من باب المعارف العقلية العلمية وأخرى، الوجه اللامعقول وكانت تأليه أبي مسلم وان روحه صعدت إلى السماء ليعود مرة أخرى. ثم ظهر سنباد متمرداً مطالباً بدم الخرساني وتبعه كثيرون من المجوس. وهزم سنباد أمام جيش الخليفة. وثورة سنباد تلتها ثورة من أهل خراسان تعرف بإسم الراوندية يدعون إلى عقائدهم الأولى والردة إلى ديانات الفرس فيما قبل الإسلام. وكان الساسة من المسلمين قضت حكمتهم أن يعاملوا أتباع المجوسية أو الزرادشتية في بلاد الفرس مثل اهل الكتاب وإن كثيرون من الفرس آثروا اعتناق الإسلام ولكن ظاهراً وأحيوا عقائدهم الأولى باطناً.
عندما دخل الإسلام بلاد فارس كان هناك إلى جانب الديانة الزرادشتية ديانتان هما المانوية والمزدكية. وأما المانوية كما جاء فى كتاب الحيوان تأليف أبى عثمان عمرو بن بحر الجاحِظ:” المانِيةُ : أتباع مانى ( ولد 216 ميلادية ومات 276) ، متنبئ زعم أنه الفارقليط الذى بشر به عيسى عليه السلام واستخرج مذهبه من المجوسية والنصرانية ، وكان يقول: إن مبدأ العالم من كونين أحدهما نور والآخر ظلمة، وأنهما فى صراع مستمر لا ينتهى إلا بانتهاء الدنيا. وفرض على أتباعه صلوات معينة وصوما رسمه لهم. وقتل مانى في مملكة بهرام بن سابور ، واتباعه يزعمون أنه ارتفع إلى جنان النور. وكان ملوك الفرس يطاردون أتباعه، فلما انتثر أمر الفرس وقوى أمر العرب، وجدوا لديهم سعة صدر، فنزحوا إليهم فى أيام بنى أمية، فإن خالد بن عبد الله القسرى كان يعنى بهم، وكان يرمى بالزندقة. حتى كانت أيام المقتدر فانهم جلوا إلى خرسان.” واضاف ” أن المنانيَّةَ تزعَمُ أنَّ العالَمَ بما فيه، من عشرةِ أجناس: خمسة منها خيرٌ ونورٌ، وخمسةٌ منها شرٌ وظلمَة . وكلُّها حاسَّةٌ وَحارَّة. وأنَّ الإنسانَ مركَّبٌ مِنْ جميعِها على قدْر ما يكونُ في كلِّ إنسان من رُجْحانِ أجناس الخَيرِ على أجْنَاس الشَّر ، ورُجْحان أجْنَاس الشَّرِّ على أجناسِ الخير. وأنَّ الإنسانَ وإن كان ذا حَواسَّ خمسةٍ ، فإنَّ في كلِّ حاسّة متوناً من ضدِّه من الأجْناس ألخمسة. فمتى نَظَرَ الإنسانُ نظْرَةَ رحمة فتلك النَّظْرَة من النَّور ، ومن الخير. ومتى نَظر نظْرَةَ وعيدٍ ، فتلك النَّظْرَةُ من الظلمة. وكذلك جميع الحواسِّ. وأنَّ حاسَّة السَّمعِ جنسٌ على حِدَةٍ ، وأن الذى فى حاسَّة البصر من الخير والنَّور ، لا يعين الذى فى حاسَّة السَّمع من الخيرِ ولكنه لا يضادُّهُ ولا يُفاسدهُ ، ولا يمنعه. فهو لا يعينه لكان الخِلاف والجِنس ، ولا يعين عليه ، لأنَّهُ ليس ضِدًّا. وأنَّ أجناس الشَّرِّ خلافٌ لأجناس الشَّرِّ ، ضِدٌّ لأجناس الخير. وأجناسَ الخيرِ يخالفُ بعضها بَعْضاً ولا يضادُّ. وأن التَّعاون والتآدى لا يقعُ بين مختلِفِها ، ولا بين متضادِّها ، وإنما يَقعُ بين متفقها.” وأما المزدكية فتنسب إلى مزدك وهي ذات شقين ، شق ديني يكمل ما قال بهم اني من تنافس بين النور والظلمة ويجعل النصر للنور ، والشق الثانى يبيح شيوعية النساء والمال.
يعتقد البعض أن أصل كلمة زنديق هي الكلمة الفارسية زنده ?َرْد التي تعني إبطان الكفر والإلحاد وعليه فإن البعض يعرف الزندقة بالشخص الذي يعتقد الكفر ويُظهره كلما سنحت له الفرصة ولكن إذا اكتشف أمره فانه لا يمانع أن ينكر إلحاده وهو بهذا يختلف عن المنافق الذي وحسب تعريف المسلمين هو شخص يستتر بكفره في باطنه بينه وبين نفسه. وهناك عند البعض تقارب بين الزنديق والمنافق فيعرف البعض الزنديق تعريفاً مشابهاً للمنافق ومنهم ابن تيمية الذي قام بتعريف الزنديق بأنه ألمنافق الذي يظهر الإسلام ويبطن الكفر” ويعرف البعض الآخر الزندقة كصفة فارسية معناها متتبع الزند أي الشروح القديمة للأفستا وهو كتاب زرادشت مؤسس الديانة الزرادشتية.
كبار الزنادقة:
استنادا إلى كتاب الفهرست لابن النديم فإن من أنواع ألزنادقة طائفة المانويون الذين كانوا يؤمنون بالمانوية إيمانا صادقا وطائفة المتكلمين ويقصد بهم المشككين الذين كانوا يخوضون المناقشات الدينية ومنهم صالح بن عبد القدوس وأبو عيسى الوراق ونعمان بن أبي العوجا وطائفة الأدباء ومنهم بشار بن برد.
ولبشار بن برد قصيدة مشهورة يجعل تعريف الزندقة قريبا من الزرادشتية يقول فيها
إبليسُ أفضلُ من أبيكم آدم فتبينوا يا معشر الفجار
النارُ عنصره وآدم طينة والطين لا يسمو سمو النارِ
وفى قصيدة أخرى
وإنني في الصلاة أحضرها ضحكة أهل الصلاة إن شهدوا
أقعدُ في الصلاة إذا ركعوا وارفع الرأس إن هم سجدوا
ولستُ أدري إذا إمامهم سلم كم كان ذلك العددُ
وذكر عبد الرحمن بدوى فى كتابه تاريخ الإلحاد في الإسلام كان الزنادقة يتواجدون في أماكن عديدة مثل بغداد وحلب ومكة والبصرة والكوفة وكان أشهر ما يوجه اليهم من التهم هو ترك الفرائض الإسلامية مثل الصوم والصلاة والحج أو الإدعاء بأنهم يستطيعون ان يكتبوا نصوصا أحسن من القرآن.
ابن الراوندي:
يعتبر أبو الحسن أحمد بن يحيى بن إسحاق الراوندي والمشهور بابن الراوندي من الشخصيات المثيرة والجريئة والذي مر بمراحل عقائدية مختلفة بدءا من موطنه، قرية راوند الواقعة في إيران وطلبه العلم في مدينة الري وتأليفه لكتابي “الابتداء والإعادة” و”الأسماء والأحكام” اللذان كانا يمثلان فترة الإيمان الإسلامي العميق لابن الراوندي ولكنه سرعان مابدأ رحلته في التشكيك في عقيدة التوحيد وفي يوم المعاد وفي العدل وصفات الله والانتقادات الموجهة إلى الشريعة الإسلامية والفرائض وإنكار وجود الله وأزلية العالم وهناك جدل حول عمره عند وفاته حيث تشير بعض المصادر إنه كان يبلغ 36 أو 40 عاما عند وفاته في حين تشير مصادر أخرى إنه بلغ 80 سنة من العمر.
ومن كتب ابن الراوندي كتاب “التاج” وكتاب “عبث الحكمة” الذي طعن فيه على مذهب التوحيد وتحدث عن ألوثنية وكتاب “الدامق” الذي عارض فيه القرآن، وكتاب “الفرند” الذي انتقد فيه بعث الرسل ورسالة ألأنبياء وكتاب “الطبايع” وكتاب “الزمرد” وكتاب “الإمامة”. التي يطعن فيه على المهاجرين والأنصار باختيارهم الخليفة بعد الرسول ويزعم حسب تعبيره “أن النبي محمد استخلف عليهم رجلاً بعينه (ويعني علي بن أبي طالب) ، وأمرهم أن يقدموه، ولا يتقدموا عليه، وأن يطيعوه ولا يعصوه، فأجمعوا جميعاً إلا نفراً يسيراً، خمسة أو ستة، على أن يزيلوا ذلك الرجل عن الموضع الذي وضعه في رسول الله استخفافاً منهم بأمر رسول الله، وتعهداً منهم لمعصيته” . يعتبر كتاب الزمرد لابن الراوندي من قبل البعض قمة ماكتب في الفكر الألحادي في عهد العباسيين ويمكن تلخيص بعض المناقشات والتشكيكات التي طرحها ابن الراوندي بالنقاط التالية
? سبب تفضيل اللغة العربية على غيرها من اللغات.
? نقد لشعائر إسلامية ووصف الحج والطواف ورجم الشيطان شبيهة بعادات وثنية وطقوس هندوسية وإنها كانت تمارس من قبل العرب في الجاهلية.
? سبب عدم قدوم الملائكة لمعونة المسلمين يوم معركة أحد.
? اعتبار غزوات الرسول محمد سلبا ونهبا.
? تهكم من وصف الجنة فحسب ابن الراوندي “فيها حليب لا يكاد يشتهيه إلا الجائع والزنجبيل الذي ليس من لذيذ الأشربة والإستبرق الذي هو الغليظ من الديباج”
? أن الذي يأتي به الرسول إما يكون معقولا أو لايكون معقولا فإن كان معقولا فقد كفانا العقل بإدراكه فلا حاجة لرسول وإن كان غير معقول فلا يكون مقبولا.
? نقد للقرآن من ناحية كونه فريدا حيث كان ابن الراوندي مقتنعا حسب رأيه بان القرآن ليس فريدا ويمكن كتابة نص أحسن منه وإن عدم مقدرة أحد على محاكاة القرآن يرجع إلى انشغال العرب بالقتال
ويمكن تلخيص بعض من آراء ابن الراوندي بما يلي:
– ليس بواجب على الله أن يرسل الرسل أو يبعث أحداً من خلقه ليكون نبيه ويرشد الناس إلى الصواب والرشد، لأن في قدرة الله وعلمه أن يجعل الإنسان يرقى ويمضي إلى رشده وصلاحه بطبعه.
– إن تصورات الإنسان عن الخالق والمبدأ محاطة بالأوهام والأساطير، لأن فكر الإنسان يعجز عن إدراك الخالق أو معرفة أوصافه.
– أن سر الموت لا سبيل إلى معرفته، فالإنسان منذ ما خلق وهو يبحث عن سر الموت لكي يحول دون وقوعه، فأخفق حتى الآن في هذا السعي، وقد لا يوفق في الاهتداء إلى سره إلى الأبد والناس جميعاً لا يعلمون كيف يموتون، ولو جرب الإنسان الموت ما أدركه أو عرفه حق المعرفة، وإن معاينة موت الآخرين لا تعلم الإنسان شيئاً عن أسرار الموت.
– كون “الإنسان عاجزاً عن إقناع نفسه بأنه سيموت، وبأنه سينعدم من هذا الوجود، فلدى الإنسان شعور بأنه لن يموت أبداً، وأنه حين يثوي في قبره سيعيش ويبقى حياً، وإن يكن ذلك بطريقة أخرى وبنشأة تختلف عما كان عليه في هذه الدنيا”
– ان الملائكة الذين انزلهم الله يوم معركة بدر كانوا “مفلولي الشوكة وقليلي البطش” فلم يقتلوا أكثر من 70 رجلا ولم ينزل أي ملاك يوم معركة أحد عندما “توارى النبي بين القتلى فزعا”
– الطواف حول الكعبة لايختلف عن الطواف عن غيره من البيوت.
يتبع .

محمد محمود يوسف
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. التحية للدكتور محمد محمود . ولكنى قرأت ان كتب ابن الراوندى وفكره تم حرقه ولا توجد الا تعليقات الذين ردوا عليه وانتقدوه نرجو التوضيح .. لقد تم حرق جميع الكتب والافكار والتراث الانسانى فى عهد الفتوحات وكانت السيوف مسلطة على الرؤوس والمنتصرون هم من كتب التاريخ وغابت الحقيقه ..نتابع بشغف بقية الحلقات ولك التقدير ..

  2. أنقل فيما يلي نبذة عن اهم كتب الراوندي وهو أبو الحسن أحمد بن يحيى بن إسحاق الراوندي، نسبة إلى قرية راوند الواقعة بين إصفهان وكاشان في فارس ، ولد في عام 210 هجري ، وتوفي في ريعان الشباب في الأربعين من العمر سنة 250 تقريبا.

    وقد كتب ابن الراوندي عدة كتب ، وهذه قائمة ببعضها ، كما ذكرها الخياط في ثنايا رده على ابن الراوندي في كتابه (الانتصار) وسائر المؤرخين، ونبدأ بالكتب التي وضعها وهو مع المعتزلة، ثم الكتب التي وضعها بعد أن هجرهم واختلف معهم، أو كما يقول ابن البلخي الكتب التي وضعها وهو ملحد وزنديق:

    1ـ كتاب الابتداء والإعادة (ذكره ابن البلخي)

    2ـ كتاب الأسماء والأحكام (ذكره ابن البلخي)

    3ـ كتاب خلق القرآن (ذكره ابن البلخي وابن النديم)

    4ـ كتاب البقاء والفناء (ذكره ابن البلخي)

    5ـ كتاب لا شيء إلا موجود (ذكره ابن البلخي)

    6ـ كتاب الطبائع في الكيمياء (ذكره الانتصار وابن المرتضى)

    7ـ كتاب اللؤلؤ (ذكره ابن البلخي)

    وبعد انفصاله عن المعتزلة واختلافه معهم ألف الكتب الآتية:

    8 ـ كتاب الإمامة (ذكره الانتصار وابن المرتضى)

    9ـ كتاب فضيحة المعتزلة: وقد وضع الخياط كتاب (الانتصار) رداً عليه.

    10ـ كتاب القضيب: سماه ابن البلخي: كتاب القضيب الذهبي (ذكره ابن البلخي وابن المرتضى وابن خلكان).

    11ـ كتاب التاج: (ذكره الخياط وابن البلخي وابن المرتضى وابن خلكان) وذكره ابن النديم أن أبا سهل النوبختي رد عليه في كتابه (السبك) (الفهرست ص117).

    12ـ كتاب التعديل والتجوير: زعم فيه أنه من أمرض عبيده، فليس بحكيم في ما فعل بهم ولا ناظر لهم ولا رحيم بهم، كذلك من أفقرهم وابتلاهم (الانتصار ص1).

    13ـ كتاب الزمرد: ذكر فيها آيات الأنبياء فطعن فيها وزعم أنها مخاريق ـحسب كلام الخياطـ (ذكره ابن البلخي وابن المرتضى وابن خلكان والخياط).

    14ـ كتاب الفرند: انتقد فيه الأنبياء، وقد رد عليه أبو هاشم (أشار إلى ذلك ابن المرتضى، ويقول ابن البلخي إن الخياط رد عليه) (وجاء ذكر هذا الكتاب عند ابن البلخي وابن المرتضى وابن خلكان).

    15ـ كتاب البصيرة: (ذكره أبو العباس الطبري، وقال إنه ألف هذا الكتاب نزولاً عند رغبة اليهود وطعناً في الإسلام.

    16ـ كتاب الدامق: ذكره ابن البلخي وابن المرتضى .

    17ـ كتاب التوحيد (ذكره الخياط في الانتصار (الفقرة 5) .

    18ـ كتاب الزينة (ذكره صاحب (كشف الظنون) 5: 9).

    19ـ كتاب اجتهاد الرأي (ذكره ابن النديم في (الفهرست) ص177) وأضاف أن أبا سهل النوبختي رد على هذا الكتاب.

    وللأسف الشديد لم يصلنا شيء من تلك الكتب ، فقد ضاعت في جملة ما ضاع من كتب التراث ، على أن شهرتها في تلك الفترة وسطوع نجم ابن الراوندي بوصفها مفكر ملحد دفع كتاب وفقهاء ذلك العصر الى الرد عليها وتفنيد افكار مؤلفها ، وقد جرت عادة المؤلفين في تلك الردود على ذكر أقوال ابن الراوندي بالحرف ، ومن ثم الرد عليه ، وقد وصلنا من الكتب التي الفت في الرد على ابن الراوندي كتاب ” الانتصار ” للخياط ، وهو رد على كتاب ” فضيحة المعتزلة ” لابن الراوندي ، ويكاد كتاب الخياط هذا يضم النص الكامل لكتاب ” فضيحة المعتزلة ” فضلا عن نقول كثيرة ووافية من كتاب ” الزمرد ” . أما المصدر الثاني الذي مدنا بمعلومات وافية عن مضمون كتاب ” الزمرد ” لابن الراوندي فهو كتاب ” المجالس المؤيدية ” للمؤيد في الدين الاسماعيلي ، والذي رد فيه أحد أجزائه على كتاب الزمرد ناقلا في سياق رده الكثير من هذا الكتاب مما يكفي لمعرفة محتواه بدقة كبيرة ..
    ومن خلال هذين المصدرين ( الانتصار للخياط ، والمجالس المؤيدية للمؤيد الاسماعيلي ) أمكننا أن نخرج بتصور كاف وواف عن المضمون الفكري لأهم واخطر كتاب ألفه ابن الراوندي وهو ” الزمرد ” والذي تجاسر فيه ابن الراوندي وفي سخرية عنيفة على التشكيك في ركن الركان في الاسلام او هو النبوة ، حيث سخر فيه في العقائد الاسلامية وأنكر المعجرات الحسية ، وأكد على سمو العقل على النقل وبين أوجه تعارض الشريعة الاسلامية مع العقل ، وأنكر معجزات محمد عليه الصلاة والسلام ونقد فكرة اعجاز القرآن .
    وبالطبع لم يقتصر النتاج النقدي لابن الراوندي على كتاب الزمرد هذا ، بل كتب الكثير من الكتب النقدية الأخرى مثل : كتاب ” الدامغ ” وهو طعن في القرآن ، وكتاب ” التاج ” ، بيد أننا لا نملك للآسف الشديد معرفة كافية عن مضمون هذه الكتب .
    هذا وقد رد على ابن الراوندي الكثير من معاصريه ومن جاء بعده من الفقهاء مما يدل على علو كعبه في النقد وخطورة افكاره في التشكيك بتعاليم الاسلام ، وممن رد على ابن الراوندي :
    1- أبو سهل اسماعيل بن علي النوبختي أحد شيوخ الشيعة ، حيث رد على كتاب التاج .
    2- وألف الجبائي المعتزلي خمسة كتب في الرد على ابن الراوندي ومن بين هذه الكتب الزمرد والدامغ والتاج .
    3- وكرس معاصر الجبائي وهو الخياط جزءا من حياته التأليفية في نقض كتب ابن الراوندي ، فكتب الانتصار ، وهو نقض لكتاب فضيحة المعتزلة ، كما نقض ايضا كتاب القضيب ، ونعت الحكمة ، والزمرد ، والدامغ .
    4- ونقض الزبيري المعتزلي اربعة كتب لابن الراوندي .
    5- كما رد ابو الحسن الشعري مؤسس الفرقة الأشعرية على ابن الراوندي في كتب كثيرة .

  3. التحية للدكتور محمد محمود . ولكنى قرأت ان كتب ابن الراوندى وفكره تم حرقه ولا توجد الا تعليقات الذين ردوا عليه وانتقدوه نرجو التوضيح .. لقد تم حرق جميع الكتب والافكار والتراث الانسانى فى عهد الفتوحات وكانت السيوف مسلطة على الرؤوس والمنتصرون هم من كتب التاريخ وغابت الحقيقه ..نتابع بشغف بقية الحلقات ولك التقدير ..

  4. أنقل فيما يلي نبذة عن اهم كتب الراوندي وهو أبو الحسن أحمد بن يحيى بن إسحاق الراوندي، نسبة إلى قرية راوند الواقعة بين إصفهان وكاشان في فارس ، ولد في عام 210 هجري ، وتوفي في ريعان الشباب في الأربعين من العمر سنة 250 تقريبا.

    وقد كتب ابن الراوندي عدة كتب ، وهذه قائمة ببعضها ، كما ذكرها الخياط في ثنايا رده على ابن الراوندي في كتابه (الانتصار) وسائر المؤرخين، ونبدأ بالكتب التي وضعها وهو مع المعتزلة، ثم الكتب التي وضعها بعد أن هجرهم واختلف معهم، أو كما يقول ابن البلخي الكتب التي وضعها وهو ملحد وزنديق:

    1ـ كتاب الابتداء والإعادة (ذكره ابن البلخي)

    2ـ كتاب الأسماء والأحكام (ذكره ابن البلخي)

    3ـ كتاب خلق القرآن (ذكره ابن البلخي وابن النديم)

    4ـ كتاب البقاء والفناء (ذكره ابن البلخي)

    5ـ كتاب لا شيء إلا موجود (ذكره ابن البلخي)

    6ـ كتاب الطبائع في الكيمياء (ذكره الانتصار وابن المرتضى)

    7ـ كتاب اللؤلؤ (ذكره ابن البلخي)

    وبعد انفصاله عن المعتزلة واختلافه معهم ألف الكتب الآتية:

    8 ـ كتاب الإمامة (ذكره الانتصار وابن المرتضى)

    9ـ كتاب فضيحة المعتزلة: وقد وضع الخياط كتاب (الانتصار) رداً عليه.

    10ـ كتاب القضيب: سماه ابن البلخي: كتاب القضيب الذهبي (ذكره ابن البلخي وابن المرتضى وابن خلكان).

    11ـ كتاب التاج: (ذكره الخياط وابن البلخي وابن المرتضى وابن خلكان) وذكره ابن النديم أن أبا سهل النوبختي رد عليه في كتابه (السبك) (الفهرست ص117).

    12ـ كتاب التعديل والتجوير: زعم فيه أنه من أمرض عبيده، فليس بحكيم في ما فعل بهم ولا ناظر لهم ولا رحيم بهم، كذلك من أفقرهم وابتلاهم (الانتصار ص1).

    13ـ كتاب الزمرد: ذكر فيها آيات الأنبياء فطعن فيها وزعم أنها مخاريق ـحسب كلام الخياطـ (ذكره ابن البلخي وابن المرتضى وابن خلكان والخياط).

    14ـ كتاب الفرند: انتقد فيه الأنبياء، وقد رد عليه أبو هاشم (أشار إلى ذلك ابن المرتضى، ويقول ابن البلخي إن الخياط رد عليه) (وجاء ذكر هذا الكتاب عند ابن البلخي وابن المرتضى وابن خلكان).

    15ـ كتاب البصيرة: (ذكره أبو العباس الطبري، وقال إنه ألف هذا الكتاب نزولاً عند رغبة اليهود وطعناً في الإسلام.

    16ـ كتاب الدامق: ذكره ابن البلخي وابن المرتضى .

    17ـ كتاب التوحيد (ذكره الخياط في الانتصار (الفقرة 5) .

    18ـ كتاب الزينة (ذكره صاحب (كشف الظنون) 5: 9).

    19ـ كتاب اجتهاد الرأي (ذكره ابن النديم في (الفهرست) ص177) وأضاف أن أبا سهل النوبختي رد على هذا الكتاب.

    وللأسف الشديد لم يصلنا شيء من تلك الكتب ، فقد ضاعت في جملة ما ضاع من كتب التراث ، على أن شهرتها في تلك الفترة وسطوع نجم ابن الراوندي بوصفها مفكر ملحد دفع كتاب وفقهاء ذلك العصر الى الرد عليها وتفنيد افكار مؤلفها ، وقد جرت عادة المؤلفين في تلك الردود على ذكر أقوال ابن الراوندي بالحرف ، ومن ثم الرد عليه ، وقد وصلنا من الكتب التي الفت في الرد على ابن الراوندي كتاب ” الانتصار ” للخياط ، وهو رد على كتاب ” فضيحة المعتزلة ” لابن الراوندي ، ويكاد كتاب الخياط هذا يضم النص الكامل لكتاب ” فضيحة المعتزلة ” فضلا عن نقول كثيرة ووافية من كتاب ” الزمرد ” . أما المصدر الثاني الذي مدنا بمعلومات وافية عن مضمون كتاب ” الزمرد ” لابن الراوندي فهو كتاب ” المجالس المؤيدية ” للمؤيد في الدين الاسماعيلي ، والذي رد فيه أحد أجزائه على كتاب الزمرد ناقلا في سياق رده الكثير من هذا الكتاب مما يكفي لمعرفة محتواه بدقة كبيرة ..
    ومن خلال هذين المصدرين ( الانتصار للخياط ، والمجالس المؤيدية للمؤيد الاسماعيلي ) أمكننا أن نخرج بتصور كاف وواف عن المضمون الفكري لأهم واخطر كتاب ألفه ابن الراوندي وهو ” الزمرد ” والذي تجاسر فيه ابن الراوندي وفي سخرية عنيفة على التشكيك في ركن الركان في الاسلام او هو النبوة ، حيث سخر فيه في العقائد الاسلامية وأنكر المعجرات الحسية ، وأكد على سمو العقل على النقل وبين أوجه تعارض الشريعة الاسلامية مع العقل ، وأنكر معجزات محمد عليه الصلاة والسلام ونقد فكرة اعجاز القرآن .
    وبالطبع لم يقتصر النتاج النقدي لابن الراوندي على كتاب الزمرد هذا ، بل كتب الكثير من الكتب النقدية الأخرى مثل : كتاب ” الدامغ ” وهو طعن في القرآن ، وكتاب ” التاج ” ، بيد أننا لا نملك للآسف الشديد معرفة كافية عن مضمون هذه الكتب .
    هذا وقد رد على ابن الراوندي الكثير من معاصريه ومن جاء بعده من الفقهاء مما يدل على علو كعبه في النقد وخطورة افكاره في التشكيك بتعاليم الاسلام ، وممن رد على ابن الراوندي :
    1- أبو سهل اسماعيل بن علي النوبختي أحد شيوخ الشيعة ، حيث رد على كتاب التاج .
    2- وألف الجبائي المعتزلي خمسة كتب في الرد على ابن الراوندي ومن بين هذه الكتب الزمرد والدامغ والتاج .
    3- وكرس معاصر الجبائي وهو الخياط جزءا من حياته التأليفية في نقض كتب ابن الراوندي ، فكتب الانتصار ، وهو نقض لكتاب فضيحة المعتزلة ، كما نقض ايضا كتاب القضيب ، ونعت الحكمة ، والزمرد ، والدامغ .
    4- ونقض الزبيري المعتزلي اربعة كتب لابن الراوندي .
    5- كما رد ابو الحسن الشعري مؤسس الفرقة الأشعرية على ابن الراوندي في كتب كثيرة .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..