بين كُبري أبو جبيهة وسد جِديِّد ضاع مليار جنيه

بين كُبري أبو جبيهة وسد جِديِّد ضاع مليار جنيه (2)

أمّا الحديث عن ريف أبو جبيهة فيندى له الجبين خجلاً. ودونكم المدارس في قرى الريف بلا استثناء ! كم فصل بنوا في تلك القرى؟ كم بئر حفروا لسقاية الإنسان والحيوان ؟ مدارس البتيرة والحليلة… جبل الدود دليل فشل واضح يدل على أن القائمين على الأمر هم الأناس الخطأ.. في الزمان الخطأ. والمكان الخطأ. الخدمات الأساسية التي يحتاجها المواطن هي الماء, التعليم, الصحة، الطرق. ولا أكون مغالياً لو قلت إن الزعمات التي قادت المنطقة خلال ما يُقارب ربع قرن أي عشرين عاماً قد حصلت على صفر من مائة أي أنها لم تسق عطشى ماء. ولم تعلّم طفلاً حرفاً بالطريقة المتعارف عليها ولم تُعط مريضاً دواءً شافياً ولم تشق طريقاً واحداً من أبو جبيهة حتى الحلوف ومن الترتر حتى مريفعين. دلوني على متر طريق ( مردوم ) وليس مسفلت في محلية أبوجبيهة غض النظر عن طريق وسط المدينة. لماذا وكيف فقدنا أبو جبيهة كمحلية غنية لتذهب إلى الحركة عند تقسيم المناصب ؟ لقد باعوا محليتنا الأغنى والأكبر بين محليات الولاية وسُلّمت للحركة على طبق من انتهازية ميكافيلية مقابل لا شيء لنا فقد (طلقنا فرع قبل أن نمسك فرعاً ). وثانياً كيف يكون ممثل دائرة جِديّد أبو نوارة في المجلس التشريعي من جهة أخرى وليس من سكان الدائرة ؟ ذهبت دائرة جديد\أبو نوارة لمن لا يستحق أن يمنح بصلة من حوض بصل لأنه غير أهل أن يمثِّل جديّد \أبو نوارة. لكن مصالح أفراد تجب مصالح قبائل ووحدات إدارية كاملة. فإن حصل صاحب المصلحة على ما يريد فلتذهب جِديِّد\ أبو نوارة إلى الجحيم. لكن ضاع المقابل عندما حصحص الحق وانبلج الفجر واستسرجنا من ليس أهل لركوب حمار أعرج. لم يلتفت لحاجة أهل دائرته ولم يزرهم ولا مرة وهو الذي يقبض معاشه الشهري من خير جديد\أبو نوارة. لكن نقول ( الله يجازي الكان السبب ) فهو لا يلام على شنيع فعله فينا ونحن لا نستحق منه ذلك لكننا نشكوه ونشكو من أتى به إلى من لا نام ولا أكل الطعام. ليرينا فيهم يوماً عبوساً قمطريرا يوم لا ظل إلا ظله. لكن المؤسف المبكي المحزن الموجع المؤلم وهلم جرا هو ما تمت إقامته أو تشييده من مشاريع عرجاء إن لم تكن كسيحة. ودونكم ثلاثة أمثلة تُرى بالعين المجردة, وقبل وصفها وتوضيحها نسأل: من هو المستفيد الفوري من إقامة هذا النوع من المشاريع ؟ مشاريع لا تنفع ومشاريع عدمها لا يضر وثالثة الأثافي مشاريع ضررها أكثر من نفعها. نواصل في المقال التالي توصيف تلك المشاريع المشار إليها. عن أي المشاريع الفاشلة نتحدث؟ فكل مشروع فيها يحكي عن فشله بنفسه وفشل من حاولوا إقامته لمصالحهم الخاصة وليس لمصلحة العباد والبلاد. الأمثلة كثيرة وهي كالآتي: فالمشاريع التي لا تنفع هي إقامة الحفائر ( جكي : الكلمة لناس أبو جبيهة بس ) حفائر بلا ( جرّاي ) مجرى يجلب الماء من المصدر إلى داخل الحفير. بلا بئر كمصفى خارج الحفير من جهة المصدر ليقوم بتصفية المياه من الأعشاب والأخشاب التي يجرفها تيار المياه. وبئر داخل الحفير ليقابل قوة اندفاع الماء الداخل من المصدر حتى لا يجرف التيار الأرض ويسبب خللاً في منتصف الحفير ربما يؤثر فيه مستقبلاً. حفائر بلا بئر خارجية لإخراج الماء منها بالدلاء والمضخات وأخيراً حفير بلا سور تدخله الحيوانات أنّى شاءت تشرب وتتبول وتتبرز داخله ؟ هل ما وصفته يعتبر حفيراً بالمعنى المتعارف عليه ؟ لكن الأهم هو كم هي تكلفة تلك الحفائر ؟ وما هي مؤهلات وخبرات الشركات ? الشركة التي قامت بحفرها ؟ لدينا التفاصيل المملة مما جميعه. ونعرف كيف ولماذا أضاع هؤلاء وأولئك اللبن في الصيف. إنّ النظرة الضيقة القصيرة التي لا تنظر أبعد من أرنبة أنف المستفيد الفوري هي أس البلاء ولهذا جاءت الأعمال التي قاموا بها فطيرة, عدم قيامها كان أفضل. فقد حُسبت على المواطن المسكين المغلوب على أمره وهو لم يستفيد منها حبة خردل . لماذا تُمنح جل إن لم نقل كل المشاريع الإنشائية من مباني مستشفيات وسدود لحفظ المياه لشركة واحدة ؟ هل هذه الشركة هي بكتل (Bechtel ) الأمريكية الشهيرة ؟ ما هي سيرتها الذاتية وخبرتها في المجالات التي أوكلت إليها ؟ هل هي الأقدر من الناحية الفنية ولديها المقدرة المالية أكثر من رصيفاتها من الشركات التي تقدمت للمنافسة في تنفيذ تلك المشروعات ؟ أم مُنحت تلك المشروعات بالتكليف المباشر؟ قد تكون هنالك أسباب أخرى خفية لا نعلمها ولكننا نفهمها فالفهم قسمة ونصيب وقد قسم لنا الله فيه نصيب الأسد وترك لهم نصيب الأرنب. يحاول الفاشلون تغطية عين الشمس بالإصبع السبابة وفي أحسن الحالات بغربال ولكن المراقب يرى سوأتهم وهم لا يعلمون لأنهم بوربون فالبوربون لا يفقهون شيئاً ولا يتعلمون شيئا.ً إن الحفائر ( جكي) التي حُفرت لم تراع في حفرها الأسس العلمية لحفر الحفائر فعندما استفسرنا عن كيف تم الحفر علمنا العجب العجاب . كان لي شرف حضور حفر حفير قريتي أبو نوارة في العام 1967م. قام فريق هيئة توفير المياه آنذاك بحفر خمسة آبار في المنطقة التي بها الحفير الآن وذلك بعد أن درسوا كنتور المنطقة وحددوا مسار واتّجاه المياه من جهة الغرب. تم حفرت الآبار الخمسة واحدة في كل ركن والخامسة في قلب الحفير لعمق 12 متراً. وجدوا أن التربة صالحة لحفر الحفير. شيدوا بئر المصفى وبئر القلب وبئر السقاية في خط مستقيم وحفروا حفيراً وسوّره وهو مضرب الأمثال بين حفائر المنطقة. فهل قامت الشركة الأخيرة التي حفرت عدة حفائر بالمنطقة بمبالغ لا يستهان بها بمثل ما قامت به هيئة توفير المياه الريفية ؟ الإجابة بالطبع لا. دليلنا المادي على ما ندعي ونقول إنّه في أول تجربة كان الخريف فيها ناقصاً لم تدخل قطرة ماء تلك الحفائر. وحالة مواطن ريف أبو جبيهة تغني عن سؤاله ؟ نواصل

كباشي النور الصافي
التيار

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..