الثورة السودانيه تحبو نحو الأنتصار والمعارضة نحو السلطة؟

مابين البديل والتغير وحركة الثوره السودانيه تقف نخب المعارضة
الثورة السودانيه تتجهة نحو الأنتصار لشعوبها والمعارضة لازالت تقف عند مفهوم السلطة الذى لم يبارح مكانه منذ 60 عاما؟
تحدثنا كثيرا كجيل مارس ابريل عن تقييم تجربة اكتوبر ابريل وتحدثنا عن انها انتفاضة لم تبلغ الثورة لأننا تخلينا عنها للنخب والتنكقراط الذين سرقوا شعاراتها ومطالب الشعب السودانى وتمت خيانتها الأستقلال نفسه وماسمى بثورة اكتوبر ومارس هل هى ثورات احدثت تغيرا جذريا فى كل العلاقات الموجوده حول مفهوم وادارة السلطة والخدمة المدنيه وحتى مفهوم إدارة الأقتصاد السودانى وارتباطة بالسلطة السياسية هل حققت امانى الشعوب السودانيه ام لبت طموح النخب السلطويه
لازالت تجربة التجمع الوطنى الديمقراطى كاول تجربة سودانيه ناضجة لم تبارح مكانها ولازالت ضبابيه لأن نخبها أرادت ان لايسلط الضوء عليها رغم انها انتجت وللحقيقة اكبر حراك نضالى و فى الجانب الفكرى العملى ميثاق اسمرا الذى تسند عليه الآن اى تحرك بل استندت عليه كل جبهات اليمين الداخلى منظمات الضغط العالميه فانتجت اتفاق نيفاشا المشوه الذى بموجبه اتيحت الفرصة لحركة الأسلاعربيين الأستعلائيين والأنفصالين الجنوبيين والشماليين لفصل جزء من الوطن وقبلنا بهذه الهزيمة وبل صار مسلم بها فى راى الأزمة السودانيه اضيفت لها أزمة أخرى هى طرح شكل الوحدة مع الشق الجنوسودانى لأن قوة السودان فى المليون ميل مربع قوته فى الشعوب الافريقيه العربيه
دعونا نطرح ازمة الثورة السودانيه بشكل علمى مسنود لحركة التاريخ السياسى وقبل ذلك دعونا نجيب على بعض الأسئله
هل من اهداف الثورة السودانيه المتحركة الآن اعادة نفس سلطة الديمقراطيات السابقة واعادة نفس مفاهيمها ؟
لماذا الأحزاب السياسية القائمة الآن لم تطرح وتنشر رائها فى مفهوم السلطة الأقتصاديه وضرورة فصلها من السلطات السياسية ولماذا لايديرها اصحاب الحق المنتجين ؟
هل الأزمة القائمة الان والممتده تاريخيا هى ازمة حريات ازمة حكم النخب ازمة تبديل نخب اسلاعروبيه بنخب الطائفة الجدد ام ازمة الشعب السودانى الذى يريد ان يدير اقتصاده وحياته العامة بنفسة هل من تفكير جديد حول ادارة الأزمة السودانيه ؟
حل الأزمة التاريخيه السودانيه مربوط بانقلاب التفكير اليسارى والأتجاه نحو التحالف اليسارى الجماهيرى الحل ليس مربوطا فقط برحيل النظام الأسلاعروبى وعوده النظام الديمقراطى اللبرالى سيكون التغير على المستوى الفوقى ويظل نظام السلطة الأقتصاديه قائم فينا مايقارب الستون عاما للخروج لابد من الأنفكاك من العالم القائم، عالم الرأسمالية، والطفيليه وأقتصاد المضاربات والعقار والديون وغسيل الأموال القذره ، حيث تعمقت الخصخصة، وأصبح الرأسمال الخاص المنهوب يسيطر على مايسمى جذافا اقتصاد السوق آدم سمث (امريكيا نفسها اجبرت على التخلى عنه )، بما في ذلك خدمات المواطنين من قبل الدولة الصحة التعليم والمياه الصالحة للشرب ،والكهرباء أي أصبح تدمير كامل مقصود ومخطط له للبنية التحتيه للدولة السودانيه ،كل صباح ومساء المشكلات المجتمعية تتفاقم، مع اقتصاد مأزوم، وفقر أخذ فى التمدد بسرعة خرافيه واستيطان امراض يشيب لها الراس وهدم بنية التراكم الأخلاقى المجتمعى الذى استقرق مننا كشعوب سودانيه مئات السنين أعادوا لنا عن تخطيط مدروس العفن المكرن من عهد عاد نسل التفكير الأستعلائى وفجروا لنا سلبيات القبيلة
ليس السير نحو طريق إصلاح وترميم السلطة الأنقلابيه المتدرج أو حوار السلطة مع نفسها او مع فصائل ارهقها النضال أو سلطويين جدد أو انتهازيين جدد وثقب اذاننا بخطاب تحسين أحوال الفئات الأفقر. إذن، هو ?الأصلاح? في ظل النمط الرأسمالي المهيمن، ويمكن القول إن الدولة، وفق هذا المنظور، تتحوّل إلى ?جمعية خيرية اسلاميه تديرها فاطمة خالد او ضرتها، لتحسين معيشة الفقراء والمساكين واطفالهم والأطفال مجهولى الهويه مع العلم ان الأنقلابيين الأسلاعروبيين مجهولى الهويه ، هذا اذا كانت العصابة الأسلاميه تنظر الى ان هذه حقوق للشعوب السودانيه الأمر اصبح بعد ستون عاما منذ الأستقلال ونحن كشعوب سودانيه نرزح تحت وطأة سلطة هذا الأقتصاد الريعى أذن المنوط بنا التفكير جديا فى طرح كيفية تجاوز هذا النمط الأقتصادى والتفكير النمطى
دعونا نضع مقاربه بسيطة حول مايدور الآن فى اليونان ، نجد أن اليسار الذى وصل الى السلطة عن طريق الأنتخابات النزيهة وشفافة كما هو مصطلح فى الخطاب السياسى يناور انطلاقاً من الأمر نفسه، تخفيف آثار التقشف على الشعب، من دون أن يتقدم أكثر من ذلك، فيزداد إفقار العمال والفلاحين والفئات الوسطى في اليونان في العقود السابقة. ولحل أزمات الدولة
اللجوء للحلول المستريحة السريعة المأزومة كماقنبلة مؤقوته حلّ عجز الموازنةعبر الاستدانة ومن ثم الأستدانة لتسديد اقساط الديون وفوائداها. وأصبحت اليونان مهددة بالإفلاس، ما دفع الدول الدائنة (خصوصاً ألمانيا وفرنسا وصندوق النقد الدولي) إلى فرض سياسة تقشفية شديدة الوطأة عليها ، وهو ما حدث مع إسبانيا.
تجارب امريكيا اللاتينية (البرازيل وفنزويلا وأورغواي وبارغواي، والأرجنتين، وغيرها) إصلاح محدود في الاقتصاد، هدف إلى أن يخفف فقر الشعوب الأصلية وتهميشها، وكذا بعض الفئات الفقيرة، في ظل استمرار السياسة الرأسمالية، وحتى الإيغال في تعميم اللبرلة، وعندهم بدات الأزمات تظهر من جديد
تجربة مصر الثورة تم التغير على المستوى الفوقى للسلطة ولم تخاطب عمق الأزمة وهى السلطة الأقتصاديه
نخلص بدون شك ان الأزمة أزمة الراسمال المضارب المسيطر على الراسمال المنتج وهذا ما ينتج الفقاعات باستمرار وتلاحق، وأفضي إلى الانهيارات الكبيرة التى تحدث بشكل متلاحق هزت البنوك والمؤسسات المالية، ووضعت كل الاقتصاد على كف عفريت.
نخلص ان ازمة الراسماليه الأمبراليه تدير هذه الحروب القائمة لفك ازمتها الماليه وتضليل شعوبها .
السلطة الواهنة الآن هى سلطة الحركة الأسلاميه التى تآمرت مع النخب الأنفصاليه الجنوسودانيه وامريكيا ونفس الآليه الأفريقية لفصل جنوب السودان وقبل التفكير النخبوى الشمالى بالأمر الواقع ان جزء من الوطن وشعوبه فى مهب الريح فى ايدى من رضعوا من نفس االثدى الشمالى لسياسة الأستعلاء والتفقير
قد ضعفت، وبدا عليها الوهن، لكن لا يبدو أن كل التضحية التى يقوم بها الشعب السودانى وهى تضحيات لم تمر على تاريخ السودان الفريب أو البعيد قد وُضعت فى سياق يفضى إلى تحقيق نقلة نوعية تسمح بحسم الصراع الطبقى . انطلقت موجات الثورة ناكد مرارا وتكرار للمثقفين والنخب الجديد ليست بشكل عفوى، ومن شباب لا ينتمى إلى أحزاب فى الغالب، وجزء منه منتمى وكان بعيدا عن السياسة لماتنتجه احزابهم من مواقف فوقيه غير مرتبطة بجماهيرها مع العلم كل جماهير الشعب السودانى قرشت ملحت الحركة الأسلاميه وتعد موجت ثورتها الأخيره ولاتقبل بوجودها فى الساحة السياسية اقصد الحركة الأسلاميه بكل فروعها هل الديمقراطيه اللبراليه تقبل بهذا نتيجة الاستبداد الطويل من جهة، وتدمير السياسة والثقافة العامة من جهة أخرى، مما جعل أجيالا ليس لديها معرفة سياسية، وهى التى بات عليها الآن أن تجد الحلول السياسية لجملة مشكلات تطرحها الثورة.
فقد كانت الثورة، وما زالت، بأمسّ الحاجة إلى صياغة اهدافها الإستراتيجية وتحديد مسارها، وأبسط من ذلك القارئ للواقع يجد ان كل الأحزاب غير جماهيريه من يقدّم الشباب الثورى الذى يدخل الصراع السياسى لأول مرة، ومن أوسع أبوابه، دون امتلاك وعى سياسى، وبالتالى كان يحتاج إلى وعى وخبرة سياسيتين تقدمان له من «الكادرات» التى امتهنت السياسة لسنوات طويلة، لكى يكون قادرا على إنهاض الثورة وتنظيم فاعليتها، ووضع شعاراتها وأهدافها، والإستراتيجية التى تفضى إلى انتصارها.
المسألة الآن تتعلق بانتصار الثورة السودانيه وليس وضع مصدات قديمه مستحدثه من قبل المعارضة فى مؤتمر لندن ام المؤتمر التحضيرى فى اديس اعادت هيلكة المعارضة ووضع هيلك راسى وام هيكل افقى لأن كما اسلفت سابقا هنالك ازمة فى مفهوم السلطة حتى داخل المعارضة منذ الأستقلال بالتالى هى بهذه المفاهيم السلطويه لن تكون البديل سقوط السلطة، متحركة فيه الثورة السودانيه ورغم ان الثورة تعانى من مشكلات كبيرة تحتاج إلى حلّ. إنها تعانى من «الفوضى»، ومن التشوش والارتباك. من عدم تنظيم العمل العسكرى، والطابع العسكرى للصراع، وكيفية خوضه. على الأرض وتحديد ميادين جديده مؤثرة تؤدى لرفع واسرعة الثورة رغم ان العمل المسلح ورغم اهميته ليس بديل للنشاط الثورى ورغم اهميه العمل الجبهوى لكن يمكن العمل باشكال فرديه تحت قيادات وجبهات مختلفة هى التى تحدد مهامها
فى اعتقادى من الضرورى ومهم توسيع اهداف التحالف ونتخطى تاكتيك الحد الادنى وهو( اسقاط السلطة ) هذا الحد الأدنى بيتفق معانا فيه الترابى والعتبانى والصادق المهدى هذه مفارقات وتعتيم وضع سحابة قاتمة امام الشعوب الثوريه فارق بين الأستراتيجى والتكتيكى والتهميشى هو نتاج انفصال كامل بين هموم ومصالح النخب المعارضة و هموم ومصالح الشعب، وأيضا المصالح التى تتحكم فى قطاع كبير من المعارضة، والتى تدفعها إلى التسابق نحو الوصول إلى السلطة. وهذه الوضعية هى التى حوّلت المعارضة إلى عبء على الثورة، بدلا من ان تكون رافعة من روافعها
وربما أضرت كثيرا إلى الحدّ الذى يفرض تحميلها مسئولية كبيرة فى تأخر انتصار الثورة، وفى تقديم كل الحجج التى تدعم خطاب السلطة، فتخلق إرباكا كبيرا حولها وربما التشكيك .
الثورة تمضى نحو الانتصار والمعارضة تستعجل السلطة. لكنها لن تصل إليها لأنها ليست جديرة بها. وما سينتج ربما يكون خليطا كما فى الثورات الأخرى. لكن الأهم الآن هو انتصار الثورة.
[email][email protected][/email]