هل يعود لمشروع الجزيرة مجده الذي سقط سهواً ؟

? تملكتني دهشة غريبة وانا اطالع في صحف الاسبوع الماضي ان هناك لجنة قد تم تكوينها لإعادة النظر في قانون مشروع الجزيرة وإمتداد المناقل لعام 2005م . ذلك القانون العجيب الذي تمت كلفتته في ايام معدودات قبل حل المجلس القديم وتكوين الانتقالي الجديد بعد اتفاقية نايفاشا التي كانت كارثة علي الشمال والجنوب معا مثلما نري الآن برغم احتفائية البعض بها حينذاك ، وقد اتضح خطا تقديراتهم فيما بعد ، لكنهم لا يعترفون مطلقا ، متمسكين بنهج ( ركوب الرأس السوداني المعروف ) من قديم الزمان .
? اما الدهشة الغريبة فسببها الاساس هو : لماذا لا نأتي بالذين وضعوا ذلك القانون الكئيب واقنعوا به القيادة السياسية كلها واجازوها في المجلس الوطني القديم وهللوا به وكعادة الاجهزة الاعلامية والصحفية فإنها كادت ان تجعله كتابا مقدساً ، بل ادعي البعض في قيادة اتحاد مزارعي الجزيرة والمناقل بأن هذا القانون هو امنية المزارعين.
? علي إثر ذلك جاء تكوين مجلس الادارة العجيب والعديم الفكرة والتجربة ليبيع كل اصول المشروع بدءا من المحالج حتي الاليات والجرارات ، بل تمادوا في استعلائهم الاهوج فباعوا الترماي الذي كان ينقل المحاصيل والبذور والتقاوي والمبيدات من والي الغيط بطول سكة حديد داخلية يبلغ طولها اكثر من الف كيلو متر ، خلعوا غضبانها وفلنكاتها المصنوعة والمثبتة منذ العام 1930 م حين اختارها الانجليز كناقل للاقطان بسبب وعورة الطرق غير المسفلتة في الخريف داخل اراضي المشروع التي تبلغ 2 مليون فدان بالجزيرة والمناقل … ولم يتركوا أي بنية تحتية للاجيال القادمة لتعيد بها الحياة لمشروع الشعب السوداني الحيوي الذي كان يزوره كل رؤساء الدول وملوكها.
? وبرغم كل هذا الدمار ، لم يفكر احد من قيادة الدولة في الاتيان بمن صمموا ذلك القانون وبمجلس ادارة المشروع ليردوا علي تساؤلات الشعب السوداني لماذا فعلوا هكذا فكرة ، وهم الذين باعوا اصول وممتلكات الشعب السوداني دون الرجوع الي وزارة المالية الاتحادية التي تمثل حكومة السودان في امتلاكها للاصول القومية … بما في ذلك اراضي المشروع التي ملكوها للمزارعين الذين لا يملكون حتي ( حق التقاوي ) دعك من مصروفات العمليات الزراعية طوال الموسم .. فتجمدت اوصال المشروع
? … وهرب العمال الزراعييين الذين كانوا يشتغلون في فلاحة القطن ، هربوا الي الخرطوم بعد ان توقف مصدر رزقهم .واكتظت مدن العاصمة بالنزوح من المشاريع المروية وايضا من ويلات الحرب الطاحنة في الاطراف … ففاضت العاصمة عن حاجتها وتتدهورت الخدمات فيها وتمددت الجريمة بكافة اصنافها .
? لقد كتبنا العديد من المقالات الصحفية في زمان مضي عن مأساة قانون الجزيرة للعام 2005م للدرجة التي جعلت النائب الاول السابق يكون لجنة عليا لدراسة الامر ، ولكن حتي اللحظة لم نر نتائج بحث البروفيسورات والخبراء في الزراعة والري معا حول رأيهم في الامر حتي لا تكون مصدر ادانة لواضعي القانون ولمجلس الادارة العشوائي الذي وضع بصمة رديئة في العمل الوطني المتجرد ، وبنفس القدر وضع بصمات اخري رديئة في سجل الناقل الوطني ( الخطوط الجوية السودانية ) .
? لقد وعد السيد الرئيس الشعب السوداني كله قبل عدة سنوات بأنه سوف سيعيد تأهيل مشروع الجزيرة وامتداد المناقل قبل انتهاء ولايته هذه ، ولكننا لم نر طحيناً !!!!!
? وكما قلنا من قبل فإن توقف زراعة القطن كان لها اثرها السلبي في توقف كل مصانع النسيج في السودان سواء العامة او الخاصة ، ما ادي الي عطالة محزنة لكل العاملين الذين كانوا يعملون في هذا القطاع منذ عشرات السنين .
? والآن ستأتي لجنة جديدة ومجلس جديد للمشروع ولكنه للاسف لا يشمل في عضويته نفر من اولئك الرجال الاوفياء من اداريي المشروع وخبرائه السابقين، والسبب هو انهم سيعرفون سلفا مقترحات هؤلاء الوطنيين العظماء والتي لا تختلف كثيرا عن توصيات لجنة البروف عبدالله عبدالسلام خبير الري الدولي بهيئات الامم المتحدة والذي كان يشغل منصب نائب المديرالعام لمشروع الجزيرة بعد الانقاذ ، وكان قبلها من خبراء وزارة الري بودمدني ، حيث لم تر توصيات عبدالله السلام النور حتي اللحظة لأنه قال الحقيقة في زمان الهيجان السياسي برغم ان الرجل من التيار الاسلامي الحاكم .
? نحن ابناء الجزيرة ، بل نحن ابناء رئاسة المشروع ببركات نشاة وتعليما وتراثا ، ونعرف كل خبايا هذا الصرح الاقتصادي الذي كان يحمل علي عاتقه كل تكاليف وبنيات وميزانية مشروعات الشعب السوداني ولمدة ثمانين عاما متصلة ، وحين لم يستشيرنا احد كان لابد وغيرنا من الهجرة مجبرين ، لأن احزابنا التقليدية العريضة لم تتمكن ايضا من فعل شيء تناصحي قوي وفعال لاقناع ولاة الامر بالتراجع عن تنفيذ قانون 2005م السيء السمعة .
? وأخيرا نقول …. أرجعوا الي خبراء المشروع التاريخيين والموجودين علي هامش الحياة ، دون خجل او إستعلاء سياسي سلطوي ، وستجدون عندهم الحلول ، وهي ليست صعبة المنال او التنفيذ ، لكنها تحتاج الي ارادة سياسية واقعية ومتوازنة مع توافر قوة علاقات عربية استراتيجية متينة تدعم بلادنا كماعهدناها في ماضي الزمان بسخاء لا محدود ولكنها لابد من ان تطمئن الي واقعنا السياسي الرسمي بعد ابعاد السلطات للمد الشيعي القبيح عن بلادنا السنية التوجه .
? وما يدهش المراقب للاحداث الداخلية الجارية حاليا هو وتيرة تشبث العديد من قيادات المؤتمر الوطني في العاصمة والولايات في صراعها الداخلي الحالي للتمثيل النيابي في ال مركز والولايات لترضع من جديد من ثدي خيرات هذا الشعب المتاحة دون رقيب وهي بكامل الصراحة لم تقدم شيئا وانتهتي بها الامر في هكذا صراع داخلي بمثلما نري الآن ، ومن هنا تكون الرسالة قد وصلت ، ولا تحتاج الي ركوب راس سلطوي يستند الي القوة الباطشة التي اضاعت الكثير علي شعبنا ، فلننظر من الآن الي اين تكمن مصالح الشعب السوداني التاريخية ، بعيدا عن صراعات الحزب الحاكم الداخلية من اجل الترشيح للانتخابات القادمة والتي لا تضع لها القوي السياسية الاخري كثير إهتمام .
? [email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يا ودالباشا مقالك قوي وثوري في

    آن واحد. ولكنك لم توفق في اختيارك

    للعنوان وهل هذا عمدا ام سهوا منك؟ ياسيدي

    انت من حملة لواء الدفاع عن مشروع الجزيرة

    فكيف يكون مجد مشروع الجزيرة سقط سهوا؟ وأنت

    الشاهد على سقوطه عمداوعنوة وقوة وإقتدرا .فكيف

    يكون سهوا؟ انت مطلوب منك سجود السهو اولا

    قبل الاتصال بادارة الراكوبة وتغيير هذا

    العنوان او حزف الموضوع أو انك انت بتلتمس

    العذر للحرامية واللصوص الذين ذبحوا مشروع

    الجزيرة وانسان الجزيرة بدم بارد.وهل هنالك

    سرقة او نصب او احتيال يتم بالسهو؟

  2. الاستاذ صلاح الباشا تحية طيبه – اولا هذه الحكومة تنكرت لمشروع الجزيره عندما احتاج اليها في دعمه للوقوف علي رجليه عندما بدأ الانهيار فيه. ثانيا مشروع الجزيره لايحتاج الي هذه اللجان والقومه والقعدة اذا كان هناك رغبة حقيقية لارجاع المشروع الي سيرته الاولي ( وما الحديث عن درافور واعادتها الي سيرتها الاولي ببعيد) هناك statute في مشروع الجزيره من زمن الانجليز هذا ال الاستاتيوت يسمي
    R&R اختصار الي RULES AND REGULATIONS يشرح العمل في مشروع الجزيره الاولويات في العمل من شروق الشمس الي غروبها في كل جزئيه في مشروع الجزيره ابحثوا عن هذا المرجع وبه المفيد لاننا عندما بدأنا حياتنا العمليه بهذا المشروع تم اعطاءنا هذا المرجع وقالوا لنا بالحرف الواحد عندما تستوعب هذا المرجع تكون الممت بالمطلوب منك وغيرك في العمل.

  3. 1- لا علاقة بين العنوان وفحوى المقال وأتمنى أن يكون خطأ مطبعيا.

    2- تدمير المشروع هو جزء من خطة استراتيجية لمشروع بنى كوز الحضارى (لاعادة صياغة الانسان السودانى) وقد بدأ تنفيذ الخطة باختيار الراحل ابراهيم عبيدالله واليا وأحمد البدوى محافظا للمشروع والتجانى حسن الامين مديرا لجامعة الجزيرة. ولا زلت أذكر خطبة الراحل ابراهيم عبيدالله الاولى بمدنى والتى صرح فيها أنه أتى من أجل (الجهاد) بودمدنى. وقد عمل ثلاثتهم بتنسيق وتناغم تام بغية تدمير المشروع وتفتيت جامعة الجزيرة باعتبارهما قلعتى نضال تهددان وجود الانقاذ بالتنسيق مع قلاع النضال الاحرى. وكانوا يعلمون تماما أن القضاء على هاتين القلعتين يصيب مدنى بالشلل وتلقائيا يقضى على المحالج ومصانع النسيج باعتبارها قلاع نضال أخرى أضف الى ذلك القضاء على السكك الحديدية لشل قلعة النضال فى عطبرة. كل ذلك مسبوقا بالقضاء على النقابات واتحادات الطلاب و(استضافة) قياداتهم ببيوت الاشباح التى أنشأت خصيصا لهذا الغرض.

    3- عطفا على عاليه فكل الولاة ومحافظى المشروع واللجان التى تواترت بعد الثلاثى أعلاه كان تكليفها غير المعلن اتمام مهمة الاجهاز التام على المشروع. ونشهد لهم جميعا بالنجاح الكامل فى تنفيذ المطلوب.

    4-هؤلاء هم بنى كوز الذين عرفتهم طوال أربعين عام. لايجيدون سوى التخريب مصحوبا بالنفاق والفساد والعهر وأتحدى أى واحد يدلنى على كوز تنعدم فيه الصفات المذكورة.

    5- خبراء المشروع الذين ذكرتهم مات معظمهم كمدا وبقيتهم أحياء كأموات من هول الصدمة ونسأل الله لهم العافية.

    6- أشد ما يؤلمنى ويحزننى أنه مازال البعض يؤمل خيرا فى جلاده بعد كل ما حاق بالوطن والمواطن ويحسب أن صناديق اقتراع جهاز أمن جلادهم ستوصلهم للسلطة !!!!!!!!!!!!!!!!
    ما لكم كيف تحكمون؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  4. لك الود استاذنا صلاح الباشا ، مقال جيد ولكن كنت اتمنى أن تذكر السادة قراء الراكوبة باسماء الخبراء والمختصين الذين خدموا في مشروع الجزيرة من مفتش غيط إلى مدير ادارة أو محافظ ، وهذه دعوة للجميع بذكر هؤلاء العمالقة تخليدا لذكراهم ونسال الله لهم الرحمة إذا كانوا أحياء أو أمواتا ، فالتأخذ عينة عشوائية في الفترة من 1980 -1990 مثلاً ، ومعظمهم قد أُحيلوا الى الصالح العام بعد مجئ (ثورة الإتعاس الوطني 89) ، وجميعهم تكنوقراط واتوقع فيهم الآن من لديه القدرة على ابداء الرأي فيما يتعلق بالمشروع والحلول الممكنة بحكم خبراتهم ودرايتهم ببواطن الامور من ألفها الى يائها ودعونا من لجان المؤتمرجيمة المستنفعين ، أو اجعلوهم خبراء و مستشارين كل في تخصصه بعد زوال هذا النظام التعيس المُتعِس ،،

  5. الا رحم الله عمنا صديق النور ابن الكوة وأني أتشرف بأنني من احر تلامذته في العمل بالغيط وان أردتم الحل فابحثوا عن زملائه من خريجي كلية غردون ان كانو هنالك احياء فستجدون عندهم الحل الشافي وهم الذين ورثوا الخبرة من الإنجليز بعد السودنة

  6. الامثلة لعظماء المشروع … المهندس ادم عبد الله دفع الله … المهندس العبد الصديق حاج الامين .. المهندس محمد عثمان محمد موسى .. المهندس جعفر محمد احمد .. المهندس امين سعيد .. المهندس جعفر عباس .. المهندس محمد ميرغنى طه .. الزراعيون .. عبد الله الزبير .. الانصارى .. الطيب يوسف شضوان .. المهندس الامين الشريف الصديق الهندى .. المهندس عمر آدم على .. و جميع مدراء الاقسام ال 14 .. الكثير الكثير من قيادات المشروع .. فى امكانهم اعدة و لو جزء يسير مما كان يسمى مشروع الجزيرة .. يضاف لهؤلاء البروف البونى .. الاستاذ احمد المصطفى ابراهيم .. و الاستاذ صلاح الباشا .. و عصام حمدتو ..و مساعد عبد الخالق .. !!ممكن اورد اسماء حتى الصباح .. !!

  7. ملينا من هذا الكلام واصابنا اليأس فى ايجاد الحل لمشروع الجزيرة لان عوامل كتيرة ومنها اتحاد المزارعين والعمال وحتى التكنوقراط الذين شملهم تكوين مجلس الإدارة الجديد به بروفيسيران هما مامون ضو البيت و ابراهيم الدخيرى (مدير البحوث) يعملان فى الشركة التجارية الوسطى،ويعمل كل منهم من اجل تحيقيق اجندة شخصية مباشرة وغير مباشرة. و ابراهيم الدخيرى هذا لم يمارس اى عمل فى الزراعة ولا البحث الزراعى وهو جاهل بشهادة دكتوراة، وصار مديرا للبحوث لانه كادر موتمر وطنى من ناحية وكادر سلطة اقليمية لدار فور من اخرى وليس متوقعا منه اى شى له فائدة وخاصة خارج اقليم دارفور.الجماعة ديل صاروا مناصرون لتكتل المزارعين داخل مجلس الإدراة وضد رئيس مجلسها المسكين المغلوب على أمره وهو الذى اتى حاملا لتوصيات لجنة تاج السر، وكان نائباله فيها، على امل ان يساعده مجلس الإدارة فى تنفيذها لإصلاح المشروع فقذفت فى وجه من قبل التكتل و ناصروهم التنكنوقراط ، البروفيسورات،وهم ينفذون اجندة مخدموهم او لا يدرون عواقب المواقف، المهم جرفهم تيار التكتل واكلهم خلاص.انقذوا عبادى من براثن التكتل وجهل البروفات، فالرجل مازال نظيفا ولكنه يترنح، يرحمكم الله.وانقذوا هيئة البحوث التى بدأت تسقط مهنيا بقيادة هذا الجاهل والذى يمارس تمييز قبلى لدارفور والدرفوريين فى الهيئة و يؤسس لشرخ قبلى عنصرى خطر فى البلد.ألا هل بلغت ؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..