فان خوخ في حمد النيل

ودنوباوي

إهداء للصديق هينريك فان اش وزوجته نيكول

(1)
الشمس تنزلق على صدر القبة الخضراء
هناك في حمد النيل
وانت بلحيتك البرتقالية
تدلف إلى جوف مجرة غريبة …
تسحرك طقوس الدهشة
وانت بنظرتك الحزينة العميقة يا فان خوخ
يأخذك الوجد ..
تتأمل أرتال الموتى
ينهضون من ارخبيل الفناء بملابسهم البيضاء يثرثرون …
يتدافعون كالطير إلى ساحة النوبة
الله … الله … الله … الله..
حي يا قيوم … حي يا قيوم … حي يا قيوم …
وأنت يافان خوخ تلامس روحك ذروة جنونها
تنطلق في معراج خلاصها ..
تركل مرسمك … فرشاتك …. وألوانك ….
يسحرك … يسكرك الوجد …
ترقص خلف المداح
وتدخل خلسة في نبض الطبال
تصفو … تسمو روحك …
تسرع كالبرق في معراج الطاعة
وتتبختر في حدائق مولاها نفسك

(2)
كالوتر المرتجف يا فان خوخ تصرخ ألماً …
عشقاً في صمت الأشياء
تبحث عن حلم ضاع … تبحث عن ..!!
تدور كالوعل المهووس حول سارية النوبة
تطرق بوابات دغل الدهشة …
تضع توليب روحك في ساعد الطبال …
يجرفك شئ ما …
تصل نشوة عشقك منتهاها …
تركض كخيل مجنونة وتتلذذ خلاصك …
تحت سماء بلاد اخرى … بلاد بعيدة … بلاد غريبة
(3)
عوضاً ان ترسمنا يا فان خوخ
تسللت كالضوء داخل لوحتنا الخضراء
حللت فينا وحللنا فيك
سكرت من رشفات مدامنا
وتسلل عشقك … صوتك … وهجك كاللبلاب اعلى سارية النوبة
الله … الله … الله … الله … الله …
حي يا قيوم … حي يا قيوم … حي يا قيوم …
قاسمناك الوجد … الفيض … الغيث … الوعد
اعطيناك السر
واسميناك أيها الغريب … القريب … الشيخ الخواجة
ادنى ما فينا قد يعلونا يا فان خوخ

(4)
الشمس تتكئ على القبة الخضراء …
نشرب سوياً كوفي فيركيرد
وشواهد الموتى تمد ألسنتها للسماء …
تلهج بالدعاء والرجاء
النوبة تعوي … تصرخ
وأعاصير استوائية تهز صدر الارض المهترئة …
جلاليب خضراء … بيضاء … عويل … صراخ … مديح … بخور
… عرق …بكاء مر … غبار … دموع ونشيج
الله … الله … الله … الله … الله …
حي يا قيوم … حي يا قيوم … حي يا قيوم …
وأنت يا فان خوخ بنظرتك الحزينة العميقة
تمد كفيك لنا وسط الأمواج
ولا نراك
وفي نشوة الوجد تنثر حولنا عطراً وبخوراً
تطير بلا أجنحة تعتلي غروب الشمس كصوفي عذب
تنفض عن جلبابك درن الدنيا
وتسبح حتى تصل النبع

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..