المافي شنو..؟!


* لازلت اذكر تسللي اليه ليلا بعد تناوم ممض وعند التأكد ان جميع من حولي (راحو في سابع نومه) تبدأ ساعة الصفر أهرع اليه اوقظه فيضمني الى قلبه ويهيأ لي فراشي على عجل ولكني اباغته بالتكوم الفجائي بالقرب من قلبه .
*لازلت أراه امامي بقامته الممتده وبشرته الفاقعه وابتسامته الوسيمه تلك ، كان يرقد في هذة الناحيه من الصالون تلاطفه نسيمات متسلله من النافذة الواسعه المطله على (دكان الحاجه سكينه) وهاهو صوتي الصغير يرن خلفها (ياجدو حجه سكينه قالت ليك فيمتو مافي اجيب ليك بيبسي كولا ) فيبتسم ابتسامته الوسيمه تلك ويومأ بالايجاب لاقفز بعدها قفزات متلاحقه في الهواء حتى اكاد الامس النافذة التي تطولني بأشبار عده وقبل ان يرتد طرفه يجدني امامه احتضن زجاجة البيبسي فيلفني بنظرة غامضه عله كان يعلم حيلتي ولكنه يبتسم ويقاسمني هوايتي المفضله وقتها (يقتسم معي مشروبي الاثير ورأسه يتكأ الى واجهة السرير الحديديه ورأسي الصغير الى زراعه الايسر)
* في طفولتي لم احب احدا مثله وعندما كبرت نما بداخلي اكثر واصبح مثل نخلة عجوز مشاكسه تستعصي على الفناء يتسلل اليك جريدها الطويل عبر النافذة وجذورها تلتهم الارض وقامتها تسد الافق.
*قطع علي ذكرياتي المغسوله تلك صوت اجش يندفع بقوة عبر النافذة (مشكلة السودان دا انو بلد ماعنده كبير…) فيقاطعه صوت مقعر يشبه اسراب الجراد الصحراوي (أسمح لي اختلف معاك التطور الحصل للسودان على مستوى ثورة التعليم العالي والطرق والبنى التحتيه يفوف كل انجازات الانظمه الوطنيه السابقه و…) يخترقه الصوت الأجش بنبرته الحاده( دا لانكم فقتوا كل الانظمه الوطنيه زمنيا طبيعي تكون الانجازات الظاهريه اكثر لكن ماذا عن الاخطاء العميقه كما وكيفا نصف وطن وتمكين ومثلث حمدي ياخ سيبك من الكلام دا ،تقدر تفهمني ليه البحصل في غزة بتولوه اهتمام اكتر من معاناة ناس دارفور ومن ناس مرابيع الشريف القريبه دي ، فهمني من الاخر كده انت منو ؟!) بعد برهة صمت قصيرة افتعلها الصوت المقعر ليضفي على حديثه توابلا مشوقه (أنا …تقدر تقول علي كده مواطن اسلامي عالمي انتمائي للاسلام يفوق الجغرافيا) اعقبه الصوت الاجش بانفاس هادئه (ايوا بس.. دا ذاتو اختلافنا معاكم من منطلق اسلامي ياسيد حقو يكون في استشعار للهم الداخلي لانه أمانة و..) يباغته المقعر في استعراض فلسفي( تعرف ياسيد التجارب السياسيه النابعه من الفكر الاسلامي ليست واحده بدليل اننا إغلاق الملحقيه الايرانيه الاخير) اجابه الاجش بفتور ( جميل طيب تقدر تقول لي الشيعه دخلوا بلدنا دي كيف وفي ياتو عهد والاسباب شنو ؟…معقول مجرد تغذية جسم عالمي آخر بالسلاح يقوم على جثة كل شيئ )
*هرعت الى نافذة جدي لاغلقها بعنف بعد ان تيقنت ان مشكلتنا جميعا هي غياب الجد.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. والله يا عزيزتي جدودنا ما قصروا معانا ويمكن المخلي بعضنا صامد بأخلاقه وتمسكه بماضيه وبتجاربه من الزمن وبالخبرة في الحياة هم جدودنا لكن الغياب الحقيقي والودانا في داهية هو غياب الأب وكل من هو في جيله ..بصراحة أنا بشوفهم ومن دون ما ندخل في تفاصيل قد تطول بشوفهم هم الضيعونا .. لا أدونا حبل نمسك فيه لا خلوا صيرورة حياتنا تمضي بسلاسة من جيل لجيل وبقت عندنا فجوة ما بيسدها إلّا حنيننا لجدودنا ولحكمتهم الفريدة ولذكريات الطفولة والصبا .

    همسة :
    عرفنا أخيرا إنت وارثة الإبتسامة الوسيمة من منو ..

  2. بعيدا عن الموضوع عليك الله يا عفراء انت ما لقيتي زول تعملي معه لقاء في السودان دا كله غير احمد بلال .. والله دا يطمم البطن ويجيب النفسيات ..ويبعث الالم من جذوره بالله عليك رأفت بالمشاهدين الاعزاء…

  3. جدودنا زمان …
    لقد أهمل الجدود بالسماح للطائفية القديمة و الحديثة بسرقة الوطن..
    و تركوا لنا إرثا ينام على ذراع الفشل .. بسبب المرض الدائم حتى عرف برجل افريقيا المريض .. لم يستطيعوا أن يحرسوا بوابات البلد حتى انتشر الجذام فب شارع القصر تجاوره الدعارة و تنتشر الايام الحالية تحت ظل الاشجار و في برندات الاسواق و..و..و ..
    جدودنا زمان …
    تعلمنا منهم أن نتدرج على سلم الافندية و نتكسب من الرشوة و التهام اراضي المساكين في و بدون خطط اسكانية و نفتل حبال القانون بطرق بهلوانية نتحلل منها كلاعبي السيرك و نشبكها حول رقاب الضعفاء و المساكين..هذا هو المنظر السوداوي من خلال شباك صالون الجد..
    جدودنا زمان…
    باعوا الصوت وركزوا للسوط حتى أدماهم وباعوا المواقف لينتظروا في مواقف الترحيل حتى ملهم الانتظار و ما عادوا في ىخر الشهر إلا بحفنة من الجنيهات لا تكفي سيد اللبن و لا قفة الملاح ..
    جدودنا زمان …
    تركوا لنا المناقل و الجزيرة و الفاو و الزراعة الآلية تزرع و لا تحصد .. و ما تنتج لا يكفي للتصدير و المنافسة العالمية و لا تسد الرمق و لا تعوز من الفاقة و الجوع..و النيل يتدفق من بين أيديهم الى الشمال لترجع اللواري من الشمال بطناجر السادس من اكتوبر اللامعة لتخزنها حبوباتنا على ظهر الحافلات الى يوم العديلة أو الشينة الله لا جابها..
    و الى لقاء يا بت فتح الرحمن و صينا على البلد!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..