قصة الشاب محمد مع مستشفى الذرة ومرض السرطان

الحال (المايل) الذي يطغى على البلاد طولها وعرضها شرقها والمغرب , لم يستثن حتى الاطباء ملائكة الرحمة ( سابقا )
أو دعنا نقل جلهم وليس كلهم , فما زالت ظنوننا بالخيرين مستقرة وان كانت قد اصابها الشح فبقي الاصيل اصيلا ..
تماما كما زاد الدنئ خسة وندالة ..
قصة اليوم سنرويها بتفاصيلها ليستنير القارئ ويعي ويدرك حجم ما يعانيه المواطن البسيط في كل ضروب الحياة من
مأكل ومشرب ومسعى .. وطبابة .
البداية في مارس 2014

محمد عبد العزيز , في ريعان شبابه يبلغ من السنون سبع وعشرون عاما . اصابه شعور بألام على مستوى الصدر , فتوجه
مستطبا الى ( مستشفى الذرة ) , وهناك طلب منه الطبيب عمل بعض الفحوصات ثم العودة بعد ظهور النتائج . وطالت
فحوصات محمد حتى بلغت شهرا كاملا صرف فيها ما صرف بغية الاطمئنان على صحته وتعافيه .

ثم بعد انقضاء الأمر وظهور نتائج الفحص كاملة , أخبره الطبيب أنه للأسف يعاني من سرطان في الرئة وان نوع السرطان
الذي يلازمه , نادر جدا ولا سبيل لعلاجه ابدا . ولكن استخدام ( الكيماوي ) قد يطيل فقط فترة بقاءه على قيد الحياة
ومع هذا فأن اطول فترة يمكن لمحمد ان يعيشها لن تتعدى الاحدى عشر شهرا ..
أي أن الطبيب أبلغه بأن الاشهر التالية هي آخر مابقي له في هذه الفانية , والأعمار بيد المولى جلتا قدرته .

هنا ضاقت الدنيا – على وسعها – بالفتى ولكنه رفض محاولات الطبيب الذي كان يحاول جاهدا اقناعه بالخضوع للعلاج
( الكيميائي ) سينتظر الموت اذاَ دون ممارسة اي نوع من العلاج ..

اخبروه في المستشفى ان هناك طبيب أجنبي يتناوب شهريا على زيارة المستشفى وقد آن وقت زيارته فأقترحوا على محمد
رؤيته لعل وعسى ..
وبالفعل حضر الأجنبي المذكور وتابع معه محمد مرة واثنتين , ثم أكد له أن ما قاله الطبيب صحيحا وان عام واحد هو
أقصى مدة من الممكن لمحمد ان يبقى هنا , في عالمنا ..

أصاب الشاب كم رهيب من اليأس والاحباط , بيد أنه لم يخبر أحدا أبدا مما زاد الضغط عليه ليتحول اليأس الى حالة
نفسية جعلت من حياته جحيما لا يطاق ..
حاول اصدقائه أن يخرجوه رويدا رويدا من هذه الدوامة وهم لا يدركون شيئا مما حدث , فدعوه الى افطار رمضان في احد
منازل الاصدقاء فسقط بعد الافطار مغشيا عليه لحكمة لا يعلمها الا اللطيف الخبير . فأسعفوه سريعا الى الحوادث وهناك
بعد ما افاق اضطران يحكي للطبيب أمام دهشة اصدقائه ..

عادوا فأجلسوه ليمدهم بالتفاصيل السابقة مع اصراره ان لايخرج الموضوع لغيرهم فهو لا يحب ان يعيش ايامه المتبقية
تحت نظرات الشفقة والعطف ممن حوله .
بحكمة بالغة وبمروءة متناهية , استنفر الشباب – مع سوء أوضاعهم – وجمعوا له بعض المال ثم اقنعوه بصعوبة ليسافر
الى مصر عله يجد سبيل آخر للعلاج , وصل الى هناك , وأيضا بدعم الخيرين استطاع ان يتجول في أكثر من مرفق صحي , وان
يقابل أكثر من طبيب , طلبوا منه جميعهم أن يعيد التحاليل والفحوصات .. وقد كان .
ومرة أخرى وجد محمد نفسه ينتظر نتائج التحاليل ولكن هذا المرة بمزيد من التشاؤم فهو لم يتوقع ان تخرج النتائج
غير ذي قبل . ثم ان حضوره هنا ليجد سبيلا للعلاج وليس لأمل ان تكون التحاليل الولى غير سليمة . لم يفكر في هذا ابدا
ولكن المولى من فوق السموات السبع أراد ان يعيد له الحياة من جديد …
لم يصدق أذنه والطبيب يخاطبه ( لاتوجد أي اورام خبيثة , وما تعاني منه ليس اٍلا التهاب في الرئة ) .
عاد الى الوطن بمشاعر الفرح ممزوجة بغضب عارم .. ثم ذهب الى طبيبه الاول وتلاسن معه ثم تشاجرا بالأيدي مما استدعى
الموظفين ان يلجأوا للشرطة .. فاخذوه ثم حبسوه يوما كاملا وخرج , ولكنه سيعود خلال ساعات ليدون بلاغا جنائيا بما حدث
له ..

هذه قصة من عشرات القصص التي تحدث يوميا .. هل الحق على الاطباء أم اللوم على معمل الفحص أم على ادارة المرفق الصحي ؟؟

بقي أن تعلم أخي القارئ أن مدير المستشفى بعد خروج صاحبنا من الحبس خاطبه قائلا : يجب عليك ان تحمد ربك على سلامتك
بدلا عن اللهث وراء المشاجرات . وان تفعل أي شئ حتى فلن تطال شيئا ولن تجد من يقف خلفك …

والله المستعان
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. اولا حمدا لله على السلامه
    ثانيا لا أستطيع ان ألقي اللوم على الطبيب لأنه اجتهد في الوصول لتشخيص في ظل انعدام كامل للوسائل الأساسية للوصول لتشخيص صحيح

    فلا تكون كمن عينه في الفيل ويطعن في ظله
    الوضع الصحي في السودان مذري للغايه
    الله يكون في عون الناس

  2. يا صدقي البخيت
    دعنا نكون عمليين وننظر لحالة صديقك من الناحية الطبية
    أولاً تشيص الحالة لم يأتي مباشرة بل مر بعدة مراحل ومن كلامك واضح أن التشخيص كان سرطان الخلاية الصغيرة والتي يعيش فيها المريض مدة أقصاها 18 شهراَ ولكن بما أن التشخيص يكون متأخراً فإن الشخص عادة يعيش 6 أشهر فقط لأن التشخيص لا بد أن يتم بواسطة فحص الخلايا السرطانية بواسطة منظار أضف الي ذلك يمكن لهذا السرطان أن يختفي لفترة زمنية ومن ثم يعاود الظهور ولا أحد يدري السبب وإن تشخيص هذا النوع من السرطانات صعب جداً وبعد هذه المقدمة نأتي لموضوع صاحبك
    1- أن يكون التشخيص قد تم بناء علي فحوصات لشخص آخر وهو خطأ ليس بالمستحيل رغم إن نسبته صغيرة .
    2- المريض لم يتلقي أي علاج لمرض السرطان ولا ضرر ولا ضرار وهنا نطرح السؤال لماذا صديقك رفض العلاج وذهب لمصر للعلاج ؟؟؟؟؟ أليس في هذا شئ من التناقض ؟؟؟؟
    3- التهجم علي موظف أثناء تأدية عمله يعاقب بالسجن 6 أشهر ولن يخلي سبيله كما ذكرت في هذه النقطة وكونك قمت بالكوت عنها فيضعف من مصداقيتك مع ملاحظة أن الشخص الذي تتحدث عنه ليس مريض .
    4- الإساءة للأطباء يقوم بها جال الأمن لقمع الشارع وموضوعك هذا يصب في نفس الخانة وأترك الحكم للقراء .

  3. الحمدلله على سلامة صديقك سافر إلى مصروالد أحد الاصدقاء يشكو آلاماً في بطنه وبعد الفحص أخبروه أنه بخير ويحتاج لعملية بسيطة وأخبروه بعد التخدير أنها تكللت بالنجاح وعاد إلى الوطن وماهو إلا أسبوع وتدهورت صحته ذهبوا به إلى طبيب قال لم تجر له عملية ولديه سرطان في مرحلة متأخرة وأنا سأجري له عملية ترددوا وفي النهاية وافقوا ودفعوا الملايين للسوداني الطبيب اللا إنساني ليموت بعدها بأقل من أسبوعين ليكتشفوا أن المصرييين أخبروا قريب لهم مقيم هناك أن الرجل مصاب بسرطان منتشر جداً وبقيت له أشهر قليلة ولانستطيع أن نخبره أونخبر زوجته ولم نجر له عملية حيث ذلك سيعجل من موته. في السودان طب بلا ضمير أوقل لاطب وطبيب ولا ضمير دمتم بعافيةاللهم صلِّ على محمد وعلى إله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً(حرر عقلك تحرر وطنك).

  4. نرجو من كاتب المقال توضيح لماذا ذهب المريض لمستشفي الذره دون سواه وهو مستشفي متخصص وعلي اي فحوصات بني التشخيص الاول

  5. التسلل المنطقي يقتضي ان يتوجه المريض الذي شعر بالام في صدره عادة الي مستشفي اخر خلاف مستشفي الذره حيث ان مستشفي الذره لا يتعامل مع الحالات غير المشخصة مسبقاً وبتشخيص مجهري دقيق لا لبس فيه وعليه فان الرواية غير مكتملة من حيث مكان وكيفية التشخيص خاصة ان المريض تم فحصه مرة اخري بواسطة طبيب زائر واكد كلام الطبيب الاول وعليه فهناك احتمالان :
    1..
    ان المريض تم تشخيص حالته بناء علي تحاليل تخص مريض اخر حقيقي عن طريق الخطأ
    2.. او ان الخطأ في تحليل الانسجة من المختبر علي افتراض ان المريض تم اخذ عينة من الورم وهذا لايكون بمستشفي الذره. وفي الحالتين توضيح الامر يكون من مستشفي الذرة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..